أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة للدكتور أحمد رمضان : لَابُدَّ مِنَ العِلْمِ وَالتَّعليمِ

بتاريخ 27 ربيع الأول 1447هـ، الموافق 19 سبتمبر 2025م

خطبة الجمعة : لَابُدَّ مِنَ العِلْمِ وَالتَّعليمِ، إعداد: رئيس التحرير الدكتور أحمد رمضان لـ صوت الدعاة ، بتاريخ 27 ربيع الأول 1447هـ، الموافق 19 سبتمبر 2025م.

أولاً الخطبة الكاملة 6 صفحات.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 سبتمبر 2025م بصيغة word بعنوان :  لَابُدَّ مِنَ العِلْمِ وَالتَّعليمِ، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان لـ صوت الدعاة.

وكذلك : لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 سبتمبر 2025م بصيغة pdf بعنوان : لَابُدَّ مِنَ العِلْمِ وَالتَّعليمِ ، للدكتور أحمد رمضان.

الملف المحتصر 4 صفحات word

 

الملف المحتصر 4 صفحات pdf

-عناصر خطبة الجمعة القادمة 19 سبتمبر 2025م بعنوان : لَابُدَّ مِنَ العِلْمِ وَالتَّعليمِ ، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان.

 

العنصر الأول: منزلةُ العلمِ والحثُّ عليهِ في الإسلام.

العنصر الثاني: صُوَرٌ وَنَمَاذِجُ مُشْرِقَةٌ فِي حِرْصِ السَّلَفِ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ.

العنصرُ الثَّالث: بَيْنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ.

العنصر الرابع: مَسْؤُولِيَّتُنَا فِي نَشْرِ الْعِلْمِ وَتَرْبِيَةِ الْأَجْيَالِ عَلَيْهِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 19 سبتمبر 2025م بعنوان : لابد من العلم والتعليم، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان : كما يلي:

 

 لَابُدَّ مِنَ العِلْمِ وَالتَّعليمِ

27 ربيع الأول 1447هـ – 19 سبتمبر 2025م

إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ الَّذي خلقَ الإنسانَ فسوَّاهُ، وعلَّمَهُ ما لم يكنْ يعلمُ فهداهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، رفعَ بالعلمِ أقوامًا وجعلَهُ سببًا للهدايةِ والرشادِ، وأشهدُ أنَّ سيِّدَنا محمَّدًا عبدُه ورسولُه، بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصحَ الأمةَ، وتركَها على المحجَّةِ البيضاءِ ليلُها كنهارِها لا يزيغُ عنها إلا هالكٌ، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وأصحابِه الهادينَ المهتدينَ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. ثمَّ أما بعد:

العناصر:

العنصر الأول: منزلةُ العلمِ والحثُّ عليهِ في الإسلام.

العنصر الثاني: صُوَرٌ وَنَمَاذِجُ مُشْرِقَةٌ فِي حِرْصِ السَّلَفِ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ.

العنصرُ الثَّالث: بَيْنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ.

العنصر الرابع: مَسْؤُولِيَّتُنَا فِي نَشْرِ الْعِلْمِ وَتَرْبِيَةِ الْأَجْيَالِ عَلَيْهِ.

العنصر الأوّل: منزلةُ العلمِ والحثُّ عليهِ في الإسلام

أيُّها الأحبَّةُ في الله، لقد افتتحَ اللهُ عزَّ وجلَّ هذا الدِّينَ بأمرٍ جليلٍ يعبِّرُ عن أعظمِ ما يحتاجُه الإنسانُ في مسيرتِه، فقال سبحانه: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق: 1-5].

إنَّها آياتٌ خمسٌ، ولكنَّها وضعت أساسَ نهضةِ الإنسانِ، بدأها الحقُّ جلَّ وعلا بكلمةٍ واحدة: اقرأ؛ وكأنَّها صرخةُ وعيٍ توقظُ العقولَ من سباتِها، وتفتحُ لها بابَ العلمِ والبحثِ والفهمِ.

وقد جعلَ اللهُ سبحانه أهلَ العلمِ في منزلةٍ رفيعةٍ؛ فقال جلَّ شأنه: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 9]. فلا يستوي العالمُ والجاهلُ، كما لا يستوي النورُ والظلمةُ، والحيُّ والميتُ، والنافعُ والضارُّ. وقال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11].

قال القرطبي: “أَيْ فِي الثَّوَابِ فِي الْآخِرَةِ وَفِي الْكَرَامَةِ فِي الدُّنْيَا، فَيَرْفَعُ الْمُؤْمِنَ عَلَى مَنْ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ وَالْعَالِمَ عَلَى مَنْ لَيْسَ بِعَالِمٍ. وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَدَحَ اللَّهُ الْعُلَمَاءَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ. وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَرْفَعُ اللَّهُ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُؤْتَوُا الْعِلْمَ (دَرَجاتٍ) أَيْ دَرَجَاتٍ فِي دِينِهِمْ”. تفسير القرطبي ج17، ص299.

وتأمّلوا – رحمكم الله – كيف رفعَ اللهُ قدرَ العلمِ حتى في عالم الحيوان، فأحلَّ صيدَ الكلبِ المعلَّمِ، وحرَّم صيدَ الجاهلِ غيرِ المعلَّم، فقال: ﴿وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ﴾ [المائدة: 4]. فإذا كان الكلبُ يرتفعُ بالعلمِ درجةً، فما بالُكم بالإنسانِ إذا تشرَّف بحملِ علمِ القرآنِ والسنَّة؟!

وجاء في الصحيح: “أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ، لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي، فَقَالَ: ابْنَ أَبْزَى، قَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا، قَالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟ قَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ، قَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ” (رواه مسلم ح. 817).

أيُّها الإخوةُ الكرام، لقد قرنَ اللهُ عزَّ وجلَّ شهادةَ العلماءِ بشهادتِه، فقال: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ﴾ [آل عمران: 18]. وهذه منزلةٌ عظيمةٌ ما بعدها منزلةٌ، فالعلماءُ شهداءُ التوحيدِ، الأمناءُ على الوحيِ، ورثةُ الأنبياءِ.

وفي الحديثِ الشريف: «مَن سلكَ طريقًا يَلتَمِسُ فيهِ عِلمًا، سهَّلَ اللهُ لهُ طريقًا إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الملائكةَ لتَضعُ أجنحتَها رِضا لطالبِ العِلمِ، وإنَّ طالبَ العِلمِ يَستغفرُ لهُ مَن في السَّماءِ والأرضِ، حتى الحيتانُ في الماءِ، وإنَّ فضلَ العالِمِ على العابِدِ كفضلِ القمرِ على سائرِ الكواكِبِ، إنَّ العلماءَ هُم ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنَّما ورَّثوا العِلمَ، فمَن أخَذَهُ أخَذَ بحظٍّ وافرٍ“. الترمذي (2682)، وابن ماحه (223) واللفظ له، صحيح.

بل إنَّ النبي ﷺ جعل طلبَ العلمِ فداءً لأسرى بدر، فمن لم يكن له مالٌ يفتدي به نفسَه، جعل فداءَه أن يعلِّمَ عشرةً من أبناءِ المسلمين القراءةَ والكتابةَ. وهذا أعظمُ دليلٍ على أنَّ بناءَ الأمةِ يبدأ من الكلمةِ والمعرفةِ قبل السيفِ والقوَّة.

العلمُ في الإسلامِ ليس ترفًا فكريًّا، ولا هوايةً جانبيةً، بل هو فريضةٌ شرعيَّةٌ، وضرورةٌ حياتيَّةٌ، ووسيلةٌ للنجاةِ في الدنيا والآخرةِ. فمن أراد اللهُ به خيرًا فقههُ في الدينِ، ومن حُرِمَ العلمَ كان كالأعمى يتخبَّطُ في الظلمات.

العنصرُ الثَّاني: صُوَرٌ وَنَمَاذِجُ مُشْرِقَةٌ فِي حِرْصِ السَّلَفِ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ

أيُّهَا الأحبَّةُ في الله، إنَّ الكلامَ عن فضلِ العلمِ جميلٌ عظيمٌ، ولكنَّ الأجملَ منه أن نرى ذلكَ واقعًا مُعاشًا في حياةِ من سبقَنا من السَّلفِ الصالحِ رضوانُ اللهِ عليهم. فإنَّ القلوبَ تنفتحُ إذا سمعتْ قصصَ الصَّادقين، والألسنةُ تصمتُ حين ترى الدليلَ العمليَّ حيًّا بين يديها. وما أجملَ أن يُحفَزَ شبابُنا بذكرِ من ساروا على طريقِ طلبِ العلمِ، فسطَّروا صفحاتٍ ناصعةً في تاريخِ الأمةِ.

سُئِلَ بعضُ العلماء: بِمَ أدركتَ العلم؟ فقال: بالصبرِ والمصباحِ، والجلوسِ إلى الصباح. يريد أنَّه سهرَ الليالي، وأفنَى الأوقاتَ، وذلَّلَ الصعابَ في سبيلِ تحصيلِ العلمِ.

وها هو الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ يُرى وفي يدِه المحبرةُ والقلمُ وهو شيخُ الإسلام، فيُقال له: إلى متى وأنتَ مع المحبرة؟ فيجيبُ: مع المحبرةِ إلى المقبرة. كلمةٌ صارت مثلاً خالدًا في دوامِ التعلُّمِ حتى آخرِ العمر. مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص37.

وقيل للإمامِ الشافعيِّ: كيفَ حرصُكَ على العلم؟ فقال: حرصَ الجَموعِ المنوعِ على بلوغِ لذَّةِ المال. فقيل: فكيفَ طلبُكَ له؟ قال: طلبَ المرأةِ المضِلَّةِ ولدَها، ليس لها غيرُه. مناقب الشافعي للبيهقي ج2، ص144. أرأيتم التشبيهَ البليغَ؟! شابٌّ يصفُ تعلُّمَهُ بالحرصِ الذي لا يكلُّ ولا يملُّ، كالأمِّ التي تبحثُ عن وحيدِها المفقودِ.

وذكروا أنَّ الإمامَ الخليلَ بنَ أحمدَ الفراهيديَّ – واضعَ علمِ العَروضِ – سُئل: ما أثقلُ ساعةٍ عليك؟ قال: ساعةُ آكلُ فيها. الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (ج3/ص123). لأنَّه كان يرى أنَّ وقتَ الأكلِ يقطعُه عن التحصيلِ والمطالعةِ. وكذلك داودُ الطائيُّ كان يشربُ الفَتِيتَ (وهو الخبزُ المفتوتُ بالماءِ) ولا يمضغُ الخبزَ؛ توفيرًا للوقتِ لقراءةِ خمسينَ آيةً! رواه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (ج3/ص125).

وها هو ابنُ أبي حاتمٍ صاحبُ “الجرحِ والتعديل” يقول: كنا في مصرَ سبعةَ أشهرٍ لم نأكلْ فيها مرقةً؛ كلُّ نهارِنا مقسومٌ لمجالسِ الشيوخ، وبالليلِ للنسخِ والمقابلة. ويذكر أنَّهم اشترَوا سمكةً، فلم يجدوا وقتًا لشويها … ثم قال كلمتَه المشهورة: إنَّ العلمَ لا يُستطاعُ براحةِ الجسد. الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج13/ص263). تذكرة الحفاظ (3/ 830).

وأما ابنُ عقيلٍ الحنبليُّ رحمه الله فكان يقول: إني لا يَحلُّ لي أن أضيِّعَ ساعةً من عمري، حتى إذا تعطَّل لساني عن مذاكرةٍ، وبصري عن مطالعةٍ، أعملتُ فكري في حالِ راحتي، فلا أنهضُ إلا وقد خطر لي ما أسطرُه. ذيل طبقات الحنابلة ج1، ض324. وكان يقول: أنا أقصرُ بغايةِ جهدي أوقاتَ أكلي، حتى أختارَ سفَّ الكعكِ وتحسِّيه مع الماء على الخبزِ؛ لأجلِ ما بينهما من تفاوتِ المضغ، توفيرًا على مطالعةٍ أو تسطيرِ فائدة. تذكرة الحفاظ (ج4/ص1342). ويقول عبدُ الرحمنِ ابنُ الإمامِ أبي حاتمٍ: ربما كان أبي يأكلُ وأقرأُ عليه، ويمشي وأقرأُ عليه، ويدخلُ الخلاءَ وأقرأُ عليه، ويدخلُ البيتَ في طلبِ شيءٍ وأقرأُ عليه. سير أعلام النبلاء (ج13/ص265). فانظروا إلى الحرصِ الذي جعلهم يُخرجون للأمةِ كتبًا عظيمةً باقيةً، كـ الجرح والتعديل والتفسير والمسند.

ولقد قال أحدُهم بيتًا يُلخِّصُ هذه المعانِي: الوَقْتُ أنفَسُ ما عُنيتَ بحفظِهِ *** وأراهُ أسهلَ ما عليكَ يُضيَّعُ بل بلغَ الحرصُ ببعضِهم أن يقلِّلوا الطعامَ والشرابَ لئلَّا يضطرُّوا إلى دخولِ الخلاءِ، فيضيعَ عليهم وقتٌ كانوا يرونه أغلى من الذهبِ والفضةِ.

أيُّها المؤمنون: هكذا كان سلفُنا، حُرَّاسُ العلمِ، رجالٌ جعلوا الليلَ نهارًا والنهارَ ليلًا، لا همَّ لهم إلا أن ينقلوا لنا ميراثَ النبيِّ ﷺ. كانوا يسيرون الليالي الطوالَ على الأقدامِ ليظفروا بحديثٍ واحدٍ، ويقطعون المفاوِزَ والبراري ليحصِّلوا مسألةً من مسائلِ الدِّين. قال يحيى بنُ أبي كثيرٍ: لا يُستطاعُ العلمُ براحةِ الجسد. وقال سفيانُ الثوريُّ: ما بلغتُ ما بلغتُ إلا بكثرةِ السهرِ والبكاءِ.

أيُّها الإخوةُ، إنَّ السلفَ الصالحَ قدَّموا لنا نماذجَ حيَّةً في استغلالِ الوقتِ، والحرصِ على العلمِ، والصبرِ على طلبِه. فما أحوجَنا اليومَ – في زمنِ الملهياتِ والشاشاتِ – أن نستحيَ من أنفسنا، وأن نقتديَ بهم ولو بخطواتٍ يسيرة، لعلَّ اللهَ يرفعُنا بالعلمِ كما رفعهم.

العنصرُ الثَّالث: بَيْنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ

أيُّهَا الإخوةُ الأحبَّة، إنَّ العلمَ في دينِ الإسلامِ ليس غايةً في ذاتِه، وإنَّما هو وسيلةٌ إلى العملِ الصالحِ، ودليلٌ إلى الطريقِ المستقيمِ. فالعلمُ بلا عملٍ كشجرةٍ بلا ثمرٍ، وكالسحابِ الذي لا يُمطِرُ، بل قد يكونُ العلمُ حُجَّةً على صاحبِه يومَ القيامةِ إن لم يعملْ به. يقول اللهُ تعالى في كتابه العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصَّف: 2-3. قال الإمامُ السعديُّ – رحمه الله – في تفسيرِها: هذه الآيةُ عتابٌ من اللهِ للمؤمنين فقال: “لِمَ تَقُولُونَ الخَيْرَ وَتَحُثُّونَ عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا تَمَدَّحْتُمْ بِهِ وَأَنْتُمْ لَا تَفْعَلُونَهُ، وَتَنْهَوْنَ عَنِ الشَّرِّ وَرُبَّمَا نَزَّهْتُمْ أَنْفُسَكُمْ عَنْهُ، وَأَنْتُمْ مُتَلَوِّثُونَ بِهِ وَمُتَصَفُونَ بِهِ. فَهَلْ تَلِيقُ بِالْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ الْحَالَةُ الذَّمِيمَةُ؟ السعدي ص 858.

وعن أسامةَ بنِ زيدٍ – رضي اللهُ عنه – قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: “يُجَاءُ بالرَّجُلِ يَومَ القِيَامَةِ فيُلْقَى في النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أقْتَابُهُ – أي أمعاؤُه – في النَّارِ، فَيَدُورُ كما يَدُورُ الحِمَارُ برَحَاهُ، فَيَجْتَمِعُ أهْلُ النَّارِ عليه فيَقولونَ: أيْ فُلَانُ، ما شَأْنُكَ؟ أليسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بالمَعروفِ وتَنْهَانَا عَنِ المُنْكَرِ؟! قالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بالمَعروفِ ولَا آتِيهِ، وأَنْهَاكُمْ عَنِ المُنْكَرِ وآتِيهِ”. أخرجه البخاري (3267)، ومسلم (2989) .

فأيُّ مصيرٍ أليمٍ ذاك الذي ينتظرُ العالِمَ بلا عمل، والداعيةَ بلا صدق، والمعلِّمَ الذي يخالفُ ما يُعلِّم؟!

قال الإمامُ مالكُ بنُ دينار – رحمه الله –: إنَّ العالمَ إذا لم يعملْ بعلمِه زلَّت موعظتُه عن القلوبِ، كما تزلُّ القطرةُ عن الصَّفا. صفة الصفوة ج2، ص167. وقال سفيانُ الثوريُّ رحمه الله: العلمُ يهتفُ بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل. بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج1، ص706.

يا أيُّها الرَّجُلُ المعلِّمُ غيرَهُ *** هلا لنفسِكَ كان ذا التعليمُ

تصفُ الدواءَ لذي السقامِ وذي الضَّنا *** كيما يصحَّ به وأنتَ سقيمُ

ابدأ بنفسِكَ فانهَها عن غَيِّها *** فإذا انتهت عنهُ فأنتَ حكيمُ

لا تنهَ عن خُلُقٍ وتأتي مثلَهُ *** عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ

وعن ابنِ مسعودٍ – رضي اللهُ عنه – قال: قال رسولُ الله ﷺ: “لا تزولُ قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن أربع: عن عمرِه فيما أفناه، وعن علمِه ماذا عمل به، وعن مالِه من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسدِه فيما أبلاه» ( أخرجه الترمذي (2417)وقال حسن صحيح).

فانظروا – رعاكم الله – كيف قُدِّمَ السؤالُ عن العِلمِ بعد العمرِ مباشرةً، وكيف أنَّه لا يكفي أن نحفظَ أو نُدرِّس أو نُحدِّث، بل لا بدَّ أن نُحاسبَ أنفسَنا: ماذا عملنا بما علِمنا؟

إن كنتَ لا تدري فتلكَ مصيبةٌ *** وإن كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ

العلمُ الحقُّ ما قَرَنَه صاحبُه بالعملِ والإخلاصِ، وما كان شاهدًا على صدقِ العبدِ في عبادتِه ودعوتِه.

وإنَّ أعظمَ ما يُفقدُ الأمةَ ثقتَها بدعاتِها هو أن ترى فيهم تناقضًا بين القولِ والفعلِ. فالعلمُ بلا عملٍ وبالٌ على صاحبِه، والعملُ بلا علمٍ ضلالٌ وانحرافٌ، وإنما الكمالُ أن يقترنَ العِلمُ بالعملِ، فيكونُ نورًا على نور.

العنصرُ الرابع: مَسْؤُولِيَّتُنَا فِي نَشْرِ الْعِلْمِ وَتَرْبِيَةِ الْأَجْيَالِ عَلَيْهِ

أيُّهَا الإخوةُ الأحبَّةُ: إنَّ أعظمَ ما تُبنى به الأممُ وتنهضُ به الحضاراتُ هو نشرُ العلمِ وتوريثُه للأجيالِ، فإنَّ الأمةَ التي لا تهتمُّ بالعلمِ ولا تُورِّثُه أبناءَها أمةٌ محكومٌ عليها بالتخلُّفِ والضياعِ.

لقد كان نبيُّنا محمَّد ﷺ المعلِّمَ الأوَّلَ للأمةِ، أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، فقام بتعليم الناسِ القرآنَ، وغرسِ معاني العقيدةِ، وتربيةِ النفوسِ على الفضيلةِ. قال اللهُ تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [آل عمران: 164].

فانظروا – رحمكم الله – كيف اجتمعت في رسالتِه مهمَّةُ التزكيةِ والتعليمِ معًا؛ فبالعلمِ تُبنى العقولُ، وبالتربيةِ تُهذَّبُ النفوسُ، وبهما معًا تُبنى الحضارةُ الإسلاميةُ.

مكانة المعلم: أيُّها الأحبَّةُ، إنَّ للمعلِّمِ مكانةً عظيمةً في الإسلامِ، فهو الذي يُبلِّغُ العلمَ ويزرعُ القيمَ في قلوبِ الناشئةِ. وقد شبَّه النبيُّ ﷺ المعلِّمَ بالمصباحِ الذي يُضيءُ للناسِ طريقَهم، فقال: “مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدَى والعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ، أمْسَكَتِ الماءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النَّاسَ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرَى، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا، ولَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ»  أخرجه البخاري (79)، ومسلم (2282) .

فالمعلِّمُ إمَّا أن يكونَ أرضًا خصبةً تُنبتُ الخيرَ وتنشرُه، أو يكونَ حافظًا للعلمِ يُبلِّغه وإن لم يُثمر في نفسِه، أو يكونَ قاعًا أجردَ لا يمسكُ علمًا ولا يُثمرُ نفعًا، والعياذ بالله.

واجبُ الأُسرةِ في نشر العلم: أيُّها المسلمون: إنَّ التربيةَ والتعليمَ يبدآن من البيتِ قبل المدرسةِ. فالأبُ والأمُّ هما أوَّلُ معلِّمَين للأبناء، فإن صَلَحا صَلَح الأبناءُ، وإن فسدا فسدت الأجيالُ.

وقد قال النبي ﷺ: «كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهوالرجلُ راعٍ في أهلِه وهو مسؤولٌ عن رعيتِه، والمرأةُ راعيةٌ في بيتِ زوجِها ومسؤولةٌ عن رعيتِها» (متفقٌ عليه) أخرجه البخاري (2554)، ومسلم (1829) .

فأولادُنا أمانةٌ في أعناقِنا، وسيسألُنا اللهُ عنهم يومَ القيامة: هل غرَسْنا في قلوبِهم حبَّ القرآنِ والعلمِ النافعِ، أم تركناهم نهبًا للشهواتِ والشبهاتِ؟!

قال الإمامُ الغزاليُّ – رحمه الله – في إحياء علوم الدين: “الصَّبِيُّ أَمَانَةٌ عِنْدَ وَالِدَيْهِ، وَقَلْبُهُ الطَّاهِرُ جَوْهَرَةٌ خَالِيَةٌ مِنْ كُلِّ نَقْشٍ وَصُورَةٍ، وَهُوَ قَابِلٌ لِكُلِّ نَقْشٍ، وَمَائِلٌ إِلَى كُلِّ مَا يُمَالُ بِهِ إِلَيْهِ، فَإِنْ عُوِّدَ الخَيْرَ وَعُلِّمَهُ نَشَأَ عَلَيْهِ؛ فَسَعِدَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أَبَوَاهُ، وَكُلُّ مُعَلِّمٍ لَهُ وَمُؤَدِّبٍ، وَإِنْ عُوِّدَ الشَّرَّ وَأُهْمِلَ إِهْمَالَ البَهَائِمِ؛ شَقِيَ وَهَلَكَ، وَكَانَ الوِزْرُ فِي رَقَبَةِ القَيِّمِ عَلَيْهِ وَالوَالِي لَهُ” إحياء علوم الدين ج4، ص106.

القدوةُ في نشر العلم: إنَّ من أعظم وسائلِ نشرِ العلمِ أن يكونَ المعلمُ والداعيةُ قدوةً حسنةً لتلاميذِه وأبنائِه. فقد كان السلفُ يربُّون أولادَهم قبل تعليمِهم، ويغرسون فيهم الهيبةَ والجديةَ قبل أن يملأوا عقولَهم بالمعلوماتِ.

يقول عبدُ اللهِ بنُ المبارك – رحمه الله –: طلبتُ الأدبَ ثلاثين سنةً، وطلبتُ العلمَ عشرين سنةً. ابن الجزري في كتاب غاية النهاية في طبقات القراء 2/660 وذلك ليُشيرَ إلى أنَّ التربيةَ مقدَّمةٌ على التلقين.

وقد رُوي عن الإمامِ مالكٍ – رحمه الله – أن أمَّه كانت تقول له: اذهب إلى ربيعةَ فخذْ من أدبِه قبل علمِه.

واجبُ الأمةِ تجاه المعلمِ والمتعلم:

إنَّ الأمةَ التي لا تُكرمُ معلِّميها ولا تحفظُ مكانتَهم لن تنالَ رفعةً ولا عزًّا. فالمعلمُ هو الذي يصنعُ الأجيالَ، ويُنشئُ العلماءَ، ويُربِّي القادةَ.

وقد قال الشاعرُ:

قُمْ لِلْمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَّبْجِيلَا *** كَادَ الْمُعَلِّمُ أَنْ يَكُونَ رَسُولَا

أَعَلِمْتَ أَشْرَفَ أَوْ أَجَلَّ مِنَ الَّذِي *** يَبْنِي وَيُنْشِئُ أَنْفُسًا وَعُقُولَا

أيُّها الأحبَّةُ: إنَّ نشرَ العلمِ ليس مسؤوليَّةَ العلماءِ فقط، بل مسؤوليَّةُ المجتمعِ كلِّه؛ بالقراءةِ، والدعمِ، ونشرِ المعرفةِ، وتيسيرِ سُبُلِها. واليومَ وقد يسَّر اللهُ لنا الوسائلَ الحديثةَ من كتبٍ ومكتباتٍ إلكترونيةٍ ومحاضراتٍ ودروسٍ عبر الشبكاتِ؛ فإنَّ الواجبَ يزدادُ علينا في أن نستثمرَ هذه الوسائلَ لنشرِ العلمِ الشرعيِّ النافعِ، لا أن نجعلَها وسيلةً للهوِ وإضاعةِ الأوقات.

العلمُ هو النورُ الذي يُضيءُ للناسِ طريقَهم، فلا يعيشون في ظلماتِ الجهلِ والضلالِ.

العلمُ هو الحصنُ الحصينُ الذي يحمي الأمةَ من الانحرافِ والضياعِ والتيهِ.

العلمُ هو السلاحُ الذي تنتصرُ به الأممُ على أعدائها، وتبني به قوتَها، وتستردُّ به عزَّها.

العلمُ هو البذرةُ التي إذا زُرِعَت في قلوبِ الأبناءِ أثمرت أجيالاً صالحةً، ترفعُ رايةَ الإسلامِ، وتُعلي شأنَ الأوطانِ.

ولْيكن لكلٍّ واحدٍ منَّا نصيبٌ من تعليمِ الناسِ الخيرَ ولو بكلمةٍ أو درسٍ صغيرٍ أو مشاركةٍ نافعةٍ، فقد قال النبي ﷺ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» (رواه البخاري).

أيها الأحبَّةُ في الله: بالعلمِ تُبنى القلوبُ والعقولُ، وبالعملِ تُزكَّى النفوسُ، وبنشرِه تُقامُ الحضاراتُ وتُحفظُ الرسالاتُ. فلنكنْ من الساعين إلى ميراثِ النبوةِ، ولنربِّ أبناءَنا على حبِّ القرآنِ والعلمِ، ولنحملْ مشعلَ الهدايةِ كما حمله أسلافُنا؛ حتى نلقى اللهَ يومَ القيامةِ وقد كُتِبَ لنا في ديوانِ العلماءِ العاملينَ الصادقين.

اللَّهُمَّ ارزقنا علماً نافعاً، وعملاً صالحاً، ورزقاً واسعاً، وقلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً.

اللَّهُمَّ اجعل هذا البلدَ آمناً مطمئناً وسائرَ بلادِ المسلمين.

المراجع: القرآن الكريم

كتب الحديث: صحيح البخاري، صحيح مسلم، سنن أبي داود، سنن ابن ماجه، سنن الترمذي (الجامع الكبير)، مسند أحمد، المعجم الكبير للطبراني.

ثالثًا: كتب التفسير وشروح الحديث وغيرهما: تفسير الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن)، تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن)، تفسير ابن كثير، تيسير الكريم الرحمن للسعدي، حلية الأولياء لأبي نعيم، سير أعلام النبلاء للذهبي، جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، إحياء علوم الدين للغزالي، مناقب الشافعي للبيهقي، مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي، المجالسة وجواهر العلم الدينوري، تذكرة الحفاظ الذهبي، صفة الصفوة لابن الجوزي.

 

د. أحمد رمضان

خُطبةُ صوتِ الدعاةِ – إعداد رئيس التحرير: الدكتور أحمد رمضان

 

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وأيضا للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وكذلك للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

-كذلك للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

وأيضا للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى