خطبة الجمعة للدكتور أحمد رمضان : مظاهر عناية الإسلام بالطفولة، 26 ديسمبر 2025
خطبة الجمعة القادمة 26 ديسمبر 2025 بعنوان : مظاهر عناية الإسلام بالطفولة ، إعداد: رئيس التحرير الدكتور أحمد رمضان لـ صوت الدعاة ، بتاريخ 6 رجب 1447هـ ، الموافق 26 ديسمبر 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 ديسمبر 2025م بصيغة word بعنوان : مظاهر عناية الإسلام بالطفولة، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان لـ صوت الدعاة.
انفراد لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 ديسمبر 2025م بصيغة pdf بعنوان : مظاهر عناية الإسلام بالطفولة ، للدكتور أحمد رمضان.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 26 ديسمبر 2025م بعنوان : مظاهر عناية الإسلام بالطفولة، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان.
العُنْصُرُ الأَوَّل: العنايةُ بالطفل قبلَ أن يُولَد… حقُّهُ في “أصلٍ طيِّبٍ” وحياةٍ مصونة
العُنْصُرُ الثَّانِي: حقوقُ الطفل بعدَ الولادة… كرامةُ الاسم، ورحمةُ التربية، وعدلُ الرعاية
العُنْصُرُ الثَّالِث: السيرةُ تُجسِّدُ التشريع… كيف رعى النبي ﷺ الطفولةَ رحمةً وتوجيهًا
العُنْصُرُ الرابع: حماية الأطفال من الألعاب الإلكترونية
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 26 ديسمبر 2025م : مظاهر عناية الإسلام بالطفولة ، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان : كما يلي:
الحمدُ للهِ الذي جعل الأولادَ زينةَ الحياةِ الدنيا، وابتلاءً يُظهر صدقَ العبودية، وجعل رعايةَ الضعيفِ من أعظمِ القُرَب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل الرحمةَ شريعةً، وجعل الإحسانَ عبادةً، وأشهد أن سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، نبيُّ الرحمة، ومعلِّمُ الإنسان، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين.
عناصر الخطبة:
العُنْصُرُ الأَوَّل: العنايةُ بالطفل قبلَ أن يُولَد… حقُّهُ في “أصلٍ طيِّبٍ” وحياةٍ مصونة
أما بعدُ؛ فإن الطفولةَ ليست “مرحلةً عابرةً” في ميزان الإسلام، بل هي بداية بناء الإنسان، وموضعُ غرس الإيمان، وتأسيسُ الأخلاق، وصناعةُ المستقبل. ومن هنا كانت عنايةُ الإسلام بالطفل عنايةَ منهجٍ وتشريعٍ وسيرةٍ، لا عاطفةٍ مجردة.
العُنْصُرُ الأَوَّل: العنايةُ بالطفل قبلَ أن يُولَد… حقُّهُ في “أصلٍ طيِّبٍ” وحياةٍ مصونة
الإسلام يبدأ برعاية الطفل من الجذور: اختيار البيت الذي يولد فيه، ثم حفظ حياته وهو جنين.
أولُ ما يضعه الإسلام لبنةً: أن يكون للطفل منبتٌ صالح؛ فالبيتُ الذي يُبنى على الدين يصنع طفولةً آمنةً. وفي هذا جاء التوجيه النبوي: “تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ» ابن ماجه (1968)، والحاكم (2687)، والبيهقي (14130)، صحيح.
فليس الحديث عن “زواجٍ” فقط، بل عن حماية طفلٍ من بيئةٍ تهدمه قبل أن يفتح عينيه على الدنيا، ثم تأتي حرمةُ الدم منذ البداية: فالإسلام يحرِّم العدوان على النفس، ويغلق أبوابَ الاستهانة بالحياة :{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الأنعام: 151]، {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ} [الإسراء: 31]. إنها رسائل: الطفلُ “أمانةُ حياةٍ”، وليس رقمًا في ميزان الفقر أو ضغط الظروف.
ومن روح هذا الباب: أن الإسلام يبني البيت على المسؤولية لا على المزاج؛ فكل انحرافٍ في البداية يدفع ثمنه طفلٌ لا ذنب له.
كان السلف يعدّون “صلاحَ البيت” عبادةً قبل أن تكون عادةً؛ لأن الطفل يتربى على ما يرى لا على ما يسمع، فينشأ على هيبة الحلال وحياء الحرام.
العُنْصُرُ الثَّانِي: حقوقُ الطفل بعدَ الولادة… كرامةُ الاسم، ورحمةُ التربية، وعدلُ الرعاية
الإسلام لا يترك الطفل “للصدفة”: يعطيه حقًا في الهوية وحقًا في الرعاية وحقًا في التأديب الرحيم.
(أ) حقُّه في اسمٍ كريم وهويةٍ محترمة: وفي الحديث الصحيح: «إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ، فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ». تخريجه: أبو داود (4948)، وأحمد (21693)، والدارمي 2736
ومع ذلك فـالمعنى العام تؤيده أصول الشريعة في تكريم الإنسان وحفظ كرامته، وفي تغيير النبي ﷺ للأسماء القبيحة إلى الحسنة.
(ب) حقُّه في نفقةٍ لا تُهمل… فالحرمان جناية: يقول النبي ﷺ: «كفى بالمرءِ إثمًا أن يضيِّعَ مَنْ يقوتُ». أبو داود (1692)، والنسائي في “السنن الكبرى” (9177)، وأحمد (6495، صحيح. فالإسلام يعدّ التقصير في رعاية الطفل إثمًا، لا “سوء تنظيم” فقط.
(ج) حقُّه في تربيةٍ تُبنى بالتدرّج والقدوة: ومن عظمة التشريع أنه يربي الطفل على العبادة تربيةً متدرجةً: “مُرُوا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنين، واضربوهم عليها وهم أبناءُ عشرٍ، وفرِّقوا بينهم في المضاجع». أبو داود (495)، وأحمد (6689)، وحسنه.
وهنا ليست القضية “أوامر”، بل منهج بناء: تعويدٌ، متابعةٌ، تربيةٌ على الانضباط، مع حكمة المربين في تنزيل ذلك بالرفق.
العُنْصُرُ الثَّالِث: السيرةُ تُجسِّدُ التشريع… كيف رعى النبي ﷺ الطفولةَ رحمةً وتوجيهًا
أجمل ما في الباب أن النبي ﷺ لم يكتفِ بالتوجيه؛ بل حوّل الرحمة إلى سلوك يومي يراه الطفل بعينيه.
(أ) احترام مشاعر الطفل والاقتراب منه: من دقائق الرحمة: أن النبي ﷺ كان يسلم على الصبيان، يرفع قدرهم ويكسر وحشتهم.
(ب) التربية العملية بلا قسوة: ومنهج التعليم بالهدوء حاضر في موقف الطعام المشهور: “يا غلامُ، سَمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينِكَ، وكُلْ مما يليك». متفق عليه، وفي البخاري (5376
إنها تربيةٌ قصيرةُ العبارة عظيمةُ الأثر: تعليمُ أدبٍ، وغرسُ وعيٍ، دون توبيخٍ جارح.
(ج) الرحمة في العبادة نفسها: بلغ من رحمته ﷺ أنه حمل أمامة بنت زينب رضي الله عنهما وهو يصلي بالناس؛ فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها. في البخاري (516) وفي روايةٍ أخرى (5996)، ومسلم (543
أي رسالةٍ أبلغ من أن الطفل ليس “عائقًا” أمام التدين، بل جزءٌ من جماله ورحمته؟
ثم اختم هذا العنصر بمعيار جامع يحمّل كل واحد مسؤوليته: “كُلُّكم راعٍ وكُلُّكم مسؤولٌ عن رعيته». في البخاري (2558) وفي موضع آخر (7138).
يا عباد الله: إذا كانت الطفولة أمانةً، فإهمالها خيانة، وإذا كانت الرحمةُ شريعةً، فالقسوةُ انحراف، وإذا كان الطفلُ غرسًا، فإن أول ما يُسقى به الغرسُ: قدوةٌ صالحة، وبيتٌ آمن، وتعليمٌ رحيم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَة
حماية الأطفال من الألعاب الإلكترونية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ؛ فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن من أخطر ما ابتُليت به بيوتٌ كثيرة اليوم: أن تُؤخَذ الطفولةُ من أهلها رويدًا رويدًا؛ لا بسكينٍ ولا عصا، بل بشاشةٍ وشاشة، وإدمانٍ مُلوَّنٍ يسرق الوقت والعقل والقلب.
(أ) الأصل: الترويح المباح بضوابط: الإسلام لا يحارب الترويح، لكنه يضبطه بميزان الحقوق: وفي السنة ما يدل على أن للبدن حقًا، وأن العبادة لا تعني تدمير التوازن؛ وفي الصحيح جاء تقرير هذا المعنى في حديث الحقوق: «…فإنَّ لجسدِك عليك حقًا…» (في الصحيح).
(ب) الخطر: حين تتحول اللعبة إلى إدمان وتطبيعٍ للعنف وتفكيكٍ للشخصية: فإذا حملت الألعاب محتوى محرمًا، أو أثارت شهوةً، أو علّمت عدوانًا، أو صنعت عزلةً، أو عطّلت صلاةً وواجبًا وطلب علم—فهذا باب ضرر، والضرر في الشريعة ممنوع.
(ج) واجب الأسرة: وقايةٌ لا صراخ: والأصل الجامع في واجب الولي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]، ومعه الحديث الجامع: «كلكم راعٍ….”.
خطوات عملية (مختصرة نافعة):
اتفاق أسري على “وقت شاشة” معلوم، لا يُكسَر إلا لحاجة.
منع الأجهزة في غرف النوم، وربطها بمكانٍ مفتوح في البيت.
اختيار ألعاب نافعة/هادئة، واستبعاد العنيفة/المخلة.
بدائل واقعية: رياضة، أنشطة،
قراءة قصص، صحبة صالحة.
مكافأة على الانضباط، لا على الإلحاح والصراخ.
إشراف ومصاحبة: اجلس مع ابنك، وافهم عالمه، ثم قدْه برفق.
د. أحمد رمضان
خُطبةُ صوتِ الدعاةِ – إعداد رئيس التحرير: الدكتور أحمد رمضان
___________________________________
خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف علي صوت الدعاة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
و للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف






