عاجل

رسالة إلي الأئمة وإلي وزير الأوقاف

إخواني الأئمة جميعا .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من خلال منبركم الإعلامي “مجلة صوت الدعاة”  أتحدث إليكم ، وأنا أكتبها هنا في مجلتكم وسوف يقرأها الجميع الأئمة وغيرهم .

أنتم من شرفكم الله بالدعوة إلي الله قال تعالي (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) سورة فصلت آية 33. أنتم الدعاة إلي الله وهذا شرف كبير أن من الله عليكم واختاركم من بين الناس جميعا لتكون دعاة إلي الله ، اختاركم الله من بين الناس لتحملوا كلام الله في صدوركم ، اختاركم الله لتحملوا أمانة الدعوة إلي الله ، اختاركم الله تعالي لخلافة الأنبياء .

واعلموا أن هذه المكانة كبيرة ، وكما لها فوائد فلها سلبيات هي في ذاتها خير وهي أنكم لابد وأن تفتنون (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا) سورة الإسراء آية 77. فكل من يتعرض للدعوة إلي الله تعالي فهو تعرض لمهنة الأنبياء، والتي تعد أعظم المهن وأشرفها فهي وظيفة الأنبياء ، ولذلك فإن الأنبياء هم أكثر الناس إيذاء وأنتم مهنتكم الدعوة إلي الله وهي مهنة الأنبياء ، ولذلك ستتعرضون للإيذاء مثلهم.

 

ومن هذا الإيذاء هو الفقر وعدم وجود حياة كريمة للأئمة منذ أمد بعيد رغم تغيير الأنظمة والحكومات ، ولكن نأمل في الله تعالي ثم في الوزير الجديد الدكتور محمد مختار جمعة أن يفي بوعده الذي قطعه علي نفسه وهو إقرار كادر للأئمة ، وأنا أعلم أن الرجل يسعي في ذلك ولكن السعي وحده لا يكفي فنريد أن يحقق لنا وعده وعهده معنا بإقرار الكادر في أسرع وقت ممكن بمشيئة الله.

يا وزيرنا لقد رأينا منك موقفا والله لم نره من أي وزير قبلكم وهو أنكم عندما سمعتم أن إهانة توجهت للدعاة في بورسعيد ذهبتم بأنفسكم علي وجه السرعة إلي بورسعيد للتأكد من الكلام وأصدرتم بيانا قويا في صالح الأئمة أنصفتم الأئمة فجزاك الله عنا خيرا وهذا ما نتوقعه وسنتوقعه من معاليكم فلكم منا ألف شكر وتقدير واحترام ، وهذا يدل علي حبكم للدعاة والخوف عليهم، ولذا نرجو أيضا من معاليكم موقفا لم نره من غيركم كالموقف السابق وهو إقرار كادر محترم للأئمة لتظل محفورا بحروف من ذهب قي قلوب كل الأئمة .

ونرجع للدعاة .. عليكم أعباء كبيرة جدا وهي وجود اختلافات كثيرة في المجتمع المصري ، فلابد من جمع الصفوف لا تفريقها توحيد الصفوف لا تمزيقها، فلا تكونوا مع أحد ضد أحد ولا تسخروا منبركم للفرقة ، فأرجو من الدعاة أن يعوا جيدا خطورة المرحلة الحالية علي مصرنا الحبيبة والتي تتطلب من كل الدعاة محاولة التأليف بين القلوب وجمع الكلمة ونبذ الفرقة والاختلاف وتوعية الناس بأمور دينهم والترابط الحقيقي بيننا (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)  سورة الحجرات آية 10. نعم هي مرحلة خطيرة تحتاج إليكم مصر الآن أكثر من أي يوم مضي لكي توحدوا القلوب وتنزعوا الفتنة من بين الناس ، والناس ينتظرون ماذا ستقولون فلابد وأن يكون كلامكم لمصلحة بلدكم لا مصلحة أحد.

والأمر الأخير أذكركم بأنكم دعاة إلي الله فاجمعوا كلمتكم ووحدوا صفوفكم واجتمعوا جميعا وانبذوا الخلاف والفرقة ، ولا تجعلوا السياسة تفرق بينكم ، ولذلك إن وجدتم الحديث في السياسة بينكم ليس في مساجدكم – لأن ذلك أمر خطير يشق عصا الوحدة فلا يجوز لكم أن تساندوا أحدا ضد أحد ، يا من أمركم الله بجمع الكلمة لا تخوضوا في أشياء تفرق ، ولذلك فترك الحديث فيها مطلقا في مساجدكم أمر مطلوب – أما بينكم فهو يفرق بينكم فاتركوها واتركوا الحديث في أمور قد تؤدي إلي الشقاق ولا تجمع كلمتكم.

ولا تجعلوا السياسة تفرق بينكم ولا تؤدي إلي الاتهامات فيما بينكم ، والآن قد يتهم أحد آخر بالخيانة ويرد عليه الآخر انه هو الخائن ، ولذلك فما دامت السياسة تفرق بينكم فاتركوها وركزوا علي الأشياء التي تجمع ولا تفرق ،  ولذلك أرجو أن نجعل نشاطنا له هدف وهو الحصول علي حقوقنا وإقرار كادر محترم للأئمة ، وجمع كلمة الأئمة بعيدا عن الاختلافات السياسية .

تخيلوا لو جعلنا جميعا هدفنا وهمنا إصلاح حال الدعاة ماديا ومعنويا وإصلاح حال الدعوة وجمع الكلمة والله سنكون أقوي فئة في المجتمع لأننا نملك أسلحة خطيرة الإعلام من خلال المساجد ولنا والحمد لله مجلة إعلامية ، ونملك كتاب الله في صدورنا ، ونملك سلاح الدين فنحن رجال الدين الذي يتواصل معنا الجميع ، تخيلوا كل هذه الأسلحة ولا نحصل علي حقوقنا لماذا لأننا جعلنا همنا السياسة التي تفرق ولا تجمع.

اللهم وحد صفوفنا وألف بين قلوبنا.

 والله ولي التوفيق.

د.أحمد رمضان

 

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!