أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

“الأسرة سكن ومودة” خطبة الجمعة 19 نوفمبر 2021م للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الأسرة سكن ومودة ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 14 ربيع الآخر 1443هـ ، الموافق 19 نوفمبر 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 نوفمبر 2021م بصيغة word بعنوان : “الأسرة سكن ومودة”، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 نوفمبر 2021م بصيغة pdf بعنوان : “الأسرة سكن ومودة”، للدكتور محمد حرز.

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 19 نوفمبر 2021م بعنوان : “الأسرة سكن ومودة”.

 

أولاً: الأسرةُ نعمةٌ عظيمةٌ ومسؤوليةٌ كبيرةٌ.

ثانيًا: أسبابُ انهيارِ الأسرِ .

ثالثًا: كيف نُصلحُ بيوتَنَا؟

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 19 نوفمبر 2021م  بعنوان : “الأسرة سكن ومودة” : كما يلي:

 

خطبةُ الجمعةِ القادمةِ: الأسرةُ سكنٌ ومودةٌ   د. محمد حرز

بتاريخ: 13 ربيع الآخر 1443هــ –  19نوفمبر2021م

الحمدُ للهِ الذي خلقَ فسوَّى وقدَّرَ فهدَى، وخلقَ الزوجين الذكرَ والأنثَى مِن نُطفةٍ إذا تُمنَى الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ ﴿هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ (الأعراف:189) ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وليُّ الصالحينَ وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ من خلقهِ وخليلُهُ ,القائلُ كما في حديثِ أبي هريرةَ  -رَضِيَ اللهُ عَنْه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم:((إذا أيقظَ الرَّجلُ أَهلَهُ منَ اللَّيلِ فصلَّيا أو صلَّى رَكعتينِ جميعًا كُتبا في الذَّاكرينَ والذَّاكراتِ))(رواه أبو داود) فاللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ  المختارِ وعلى آلهِ وأصحابِهِ الأطهارِ الأخيارِ وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ. 

 أما بعدُ ….. فأوصيكُم ونفسي أيها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.} ) الْبَقَرَةِ: 281)

أيها السادةُ: ((الأسرةُ سكنٌ ومودةٌ)) عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا

عناصرُ اللقاءِ:

أولاً: الأسرةُ نعمةٌ عظيمةٌ ومسؤوليةٌ كبيرةٌ.

ثانيًا: أسبابُ انهيارِ الأسرِ .

ثالثًا: كيف نُصلحُ بيوتَنَا؟

أيها السادةُ : بدايةً ما أحوجنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن الأسرةِ سكنٌ ومودةٌ وخاصةً ونحن نعيشُ زمانًا تفتتَ فيه الكثيرُ مِن الأُسرِ ،بل وتعيشُ في تعاسةٍ وشقاءٍ بسببِ بُعدِها عن منهجِ ربِّهَا وسنةِ نبيِّهَا صلى اللهُ عليه وسلم وخاصةً ولقد انتشرَ الطلاقُ بصورةٍ مفزعةٍ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ وخاصةً ما نراه ونسمعُه ونشاهدُه على مواقع التواصلِ الاجتماعيِّ من العنفِ الأسريِّ والإيذاءِ النفسيِّ والبدنيِّ فنسمعُ هذا يقتلُ زوجتَهُ، وأخرى تقتلُ زوجَهَا وأخٌ يقتلُ أختَهُ من أجلِ الميراثِ، وآخرُ يحرقُ أختَهُ ويعرضُها للاغتصابِ ، انحرافٌ وانحطاطٌ ما بعده انحرافٌ وانحطاطٌ في كيان الأسرةِ المسلمةِ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهٍ ……وللهِ درُّ القائلِ

متي يبلغُ البنيانُ يومًا  تمامَهُ*** إذا كنتَ تبنيهِ وغيركُ يَهدمٌ

 أولاً: الأسرةُ نعمةٌ عظيمةٌ ومسؤوليةٌ كبيرةٌ.

أيها السادةُ: لقد امتنَّ اللهُ جلّ وعلا على عبادهِ بنعمٍ كثيرةٍ لا تُحصى ،فقال ربُّنا(( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا)) [سورة النحل:18] ، ومن أجلِّ هذه النعمِ: نعمةُ اجتماعِ الأسرةِ ،فهو سبحانَهُ جلّ شأنهُ يعلمُ أنّ حياةَ المجتمعِ لا تقومُ إلا بالأسرِ، فشرعَ لنا الزواجَ فقال تعالى: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)) [سورة الروم:21] ، هذا هو السكنُ النفسيُّ والسكنُ الروحيُّ، ولكنّ الأسرةَ تحتاجُ إلى سكنٍ ماديٍّ، فقال جلّ وعلا: ((وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ))[سورة النحل:80] ، فهذه نعمةُ الزوجيةِ، السكنُ النفسيُّ، ثم أعطانا البيوتَ، السكنَ للجسدِ، والسكنَ الماديّ، وحثَّنَا النبيُّ المختارُ صلى اللهُ عليه وسلم على الزواجِ ؛ لبناءِ الأسرةِ كما في حديثِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ(متفق عليه) ، وقَالَ صلى اللهُ عليه وسلم: ))النِّكَاحُ سُنَّتِي فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي(( (رواه ابن ماجه)، فالْأُسْرَةُ الصَّالِحَةُ تُبْنَى عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ فبالمودةِ والرحمةِ بنَى النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم الأسرةَ المستقرةَ الهانئةَ أبي هو وأمي صلى اللهُ عليه وسلم ،

فالأسرةُ هي اللبنةُ الأولى في بناء المجتمعِ إذا صلحتْ صلحَ المجتمعُ كلُّهُ وإذا فسدتْ فسدَ المجتمعُ  كلُّهُ فهي كالقلبِ بالنسبةِ للجسدِ إذا صلح القلبُ صلح الجسدُ  كلُّهُ، وإذا فسد القلبُ فسد الجسدُ كلُّهُ، فكذلك الأسرة .

لذا اهتم دينُنَا الحنيفُ بالأسرةِ اهتمامًا كبيرًا، ودعا إلى تقويتِهَا، ودوامِ ترابطِهَا؛ لتكونَ أسرةً متماسكةً سعيدةً، ينعمُ أفرادُهَا من أبٍّ وأمٍّ وأولادٍ ومَن يعيشُ معهم من الأقاربِ والأرحامِ بالمحبةِ والوئامِ، وبيَّنَ نبيُّنَا صلى اللهُ عليه وسلم أنّ الأسرةَ هي أولى الناسِ بالخيرِ والكرمِ فقال صلى اللهُ عليه وسلم كما في حديثِ عبدِ اللهِ بن عباسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ  قال: قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: (( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي” ( أخرجه أبو داود والترمذي)، وعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قال قال النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم: (( أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ))) أَخْرَجَهُ الترمذي و أَحْمَدُ) . فكان صلى اللهُ عليه وسلم جميلَ العشرةِ، دائمَ البشرِ، يتلطفُ بأهلهِ، وكان صلى اللهُ عليه وسلم إذا صلى العشاءَ يدخلُ منزلَهُ يسمرُ مع أهلهِ قبل أنْ ينامَ. وهذا دليلٌ على توددِهِ لأهلِهِ، ومؤانستِهِ لهم. فما أحوجَنَا إلى الاقتداءِ بالرسولِ صلى اللهُ عليه وسلم فيجتمعُ الأبُّ والأمُّ والإخوةُ والأخواتُ، في أجواءٍ عائليةٍ وجلساتٍ وديةٍ تحفُّهَا المشاعرَ الأسريةَ الجميلةَ، يتبادلون الأحاديثَ الممتعةَ، ويؤنسُ بعضُهُم بعضًا، فليس البيتُ للمبيتِ فقط كما يعتقدُ الكثيرُ مِن الآباءِ إلا ما رحمَ اللهُ جلّ وعلا.

وهذه أسرةٌ قامتْ على المنهجِ الإلهيِّ الربانيِّ فسعدتْ في دنياها وأخرها، أسرةُ زكريا عليه وعلى نبيِّنا السلام قال سبحانَهُ: (( وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)) [سورة الأنبياء:89] ، التجأَ إلى اللهِ بالدعاءِ، ((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ))لماذا؟ (( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا في حالِ الشدةِ والرخاءِ يتوجهون إلينا بالعبادةِ، وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ))[سورة الأنبياء:89-90] خاشعين للهِ، لم يكونوا منصرفينَ عن العبادةِ إلى هذه الدنيا فقط، وإنما كانوا يعبدون اللهَ جلّ وعلا، هكذا كانتْ الأسرةُ  السعيدةُ، أنْ يكونَ أفرادُهَا مطيعينَ للهِ، متبعينَ لسنةِ نبيِّه صلى اللهُ عليه وسلم ، فلا سعادةَ لأيِّ أسرةٍ إلا بطاعةِ اللهِ ورسولِهِ، قال ربُّنَا: (( وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيمًا)) (سورة الأحزاب:71) 

ومسؤوليةُ الأسرةِ كبيرةٌ وعظيمةٌ تقعُ على عاتقِ الأبوين وكيف لا؟ والقيامُ بالواجباتِ الأسريةِ أمانةٌ سيسألُ عنها الزوجان يومَ القيامةِ بين يدى اللهِ جلّ وعلا، كما أخبرَ بذلك الصادقُ المصدوقُ صلى اللهُ عليه وسلم فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ)) (متفق عليه) وفي صحيحِ مسلمٍ من حديثِ مَعْقِل بْن يَسَارٍ – رضى اللهُ عنه – قال: سمعتُ النبيَّ   صلى اللهُ عليه وسلم يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ  إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وكيف لا؟ وقد بيّنَ رسولُنَا الكريمُ صلى اللهُ عليه وسلم أنّ تدخلَ الأبوين أي الأسرةِ تغيرُ الفطرةَ التي فطرَ اللهُ الناسَ عليها  يا اللهُ ، فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم:” كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه” رواه الشيخان.ُ

ثانيًا: أسبابُ انهيارِ الأسرِ .

أيها السادةُ: هناك أسبابٌ كثيرةٌ أدتْ إلى انهيارِ الكثيرِ مِن الأسرِ وفقدتْ فيها الأُسرُ السكنَ والمودةَ التي أمرنَا بها الإسلامُ ونبيُّ الإسلامِ صلى الله عليه وسلم ، فكثيرٌ من الأسرِ تعيشُ في شقاءٍ وتعاسةٍ وهمٍّ وغمٍّ وكآبةٍ ، لا يعلمُها إلا الله ، وهي تسكنُ أضخمَ المساكنِ ، وتركبُ أفخمَ المراكبِ ، ويلبسُ أفرادُها أحسنَ الملابسِ ، ويأكلون ألذَّ المآكلِ ، ولكنهم بسبب عدمِ طاعتِهم للهِ ورسولِهِ ، يصابون بالتفككِ الأسريِّ ، أو يقعُ بينهم طلاقٌ ، أو يُبتلون بمدمنِي الخمورِ والمخدراتِ ، أو بعقوقٍ أو بخيانةٍ زوجيةٍ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ منها على سبيلِ المثالِ لا الحصر :

 أولها : البعدُ عن منهجِ ربِّنا وسنةِ نبيِّنا صلى اللهُ عليه وسلم، واللهِ الذي لا إلهَ إلا هو ما خربتْ الأسرُ وتفككتْ إلا أنها أَعرضَتْ عن منهجِ اللهِ وسنةِ نبيِّهَا صلى اللهُ عليه وسلم  وصدقَ ربُّنَا إذْ يقولُ ) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ) (سورة  طه : 125 ) فمَن اتبعَ منهجَ اللهِ سعدَ في دنياه وسعدَ في أُخراه، ومَن أعرضَ عن منهجِ اللهِ وعصى مولاه شقي في دنياه، وهلَكَ في أُخراه.

ومن أسبابِ انهيارِ الأُسرِ: التفككُ الأسريُّ أي التمزقُ الأسريُّ –  تلكم الظاهرةُ الخطيرةُ التي انتشرتْ في المجتمعاتِ المسلمةِ بصورةٍ مفزعةٍ ترى كثيرًا من الأسرِ متفككةً من الداخلِ، وإن بدَا لك من الخارج أنّ بيتًا يضمُهُم، لكنْ كلُّ واحدٍ منهم يعيشُ في عالمِهِ الخاص، كلُّ واحدٍ منهم له همومُه الخاصةُ، ومشاغلُه ومشكلاتُه التي لا يشاركُهُ فيها أحدٌ،  ،فالتفككُ داءٌ اجتماعيٌّ خطيرٌ ،ووباءٌ خلقيٌّ كبيرٌ ،ما دبَّ في أسرةٍ إلا كان سببًا لفنائِها ،وما فشا في أمةٍ إلا كان نذيرًا لهلاكِها ،فهو مصدرٌ لكلِّ عداءٍ وينبوعٌ لكلِّ شرٍ وتعاسةٍ. فالتفككُ الأسريٌّ ظاهرةٌ انتشرتْ خاصةً بعد انتشارِ مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ وهي في الحقيقةِ مواقعُ الانفصالِ الاجتماعيِّ فالأبُّ مشغولٌ بهاتفهِ  عن تربيةِ الأولادِ، والأمُّ مشغولةٌ عن تربيتِها للأولادِ …….. وللهِ درُّ القائلِ:

ليس اليتيمُ من انتهى أبواهُ      ***      من الحياةِ وخلفَاهُ ذليلاً                                                                                    إنّ اليتيمَ هو الذي ترى له      ***    أُمَّا تخلّتْ أو أَبًا مشغولًا

فكم من بيوتٍ انهارتْ وحدثَ فيها طلاقٌ بسبب مواقع التواصلِ الاجتماعيِّ؟ وكم من بيوتٍ تدمرتْ بسبب التفككِ الأسريِّ ؟ وكم من بيوتٍ تشردَ أطفالُهَا بسببِ انشغالِ الآباءِ والأمهاتِ؟ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ .

ومن أسبابِ انهيارِ الأسر : عدمُ العدلِ بين الأولادِ فكم مِن أبٍّ كان سببًا في انهيارِ الأسرةِ وهو لا يدري؟، وكُرْهِ الأخوةِ بعضهم لبعضٍ ، وكم من أبٍّ أو أمٍّ كانت سببًا للعداوةِ والبغضاءِ والكراهةِ والحقدِ بين الأخوةِ؟ مما أدَّى إلى ضياعِ الأسرِ ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فتعالوا بنا أيها السادةُ لنتعلمَ من أستاذِ البشريةِ وفقيهِ الإنسانيةِ صلى اللهُ عليه وسلم وهو يعلمُ الأمةَ كلَّها في شخصِ الصحابيِّ الجليلِ بَشِير بن سعدٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ  كيف يعدلون بين أولادِهِم ؟ حرصًا منه صلى اللهُ عليه وسلم على  سلامةِ الأسرةِ بل وسلامةِ المجتمعِ من الآفاتِ والأحقادِ والخلافاتِ التي تنشأُ بين الأولادِ بسببِ العطيةِ والهبةِ التي أدتْ إلى هلاكِ الأمةِ ،ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ.

     فهذه عَمْرةُ بنت رواحة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ  , طلبتْ من زوجها بشيرِ بن سعدٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ , أنْ يكتبَ غلامًا أو حديقةً على  اختلافٍ في الرواياتِ للنعمان بن بشير ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ   ,ولما أرادَ بشيرُ أنْ يفعلَ ذلك ,فقالت زوجتُهُ: لا تفعلْ ذلك حتى تُشهدَ عليها رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. تخيل لو كانتْ هذه المرأةُ في عصرِنا لظلت تلحُّ على  زوجِها في كلِّ وقتٍ وحينٍ ,ألا يستشيرَ أحدًا  ,لكنّ عمرةَ بنت رواحة كانت على  صلةٍ بالله، فقالت  المرأةُ التقيةُ النقيةُ: لا تفعلْ حتى تُشهدَ عليها رسولَ اللهِ فماذا حدث؟ عندما ذهب بشيرُ بنُ سعدٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ  إلى نبيِّنَا  صلى اللهُ عليه وسلم فقال المصطفي: يا بشيرُ هل أعطيتَ أولادَكَ كلَّهُم مثلَ هذا ؟أي  أكُلّ ولدٍ أعطيتَه حديقةً أو غلامًا أو دارًا ؟فقال بَشيرٌ: لا يا رسولَ اللهِ ,وإذ بالحكمِ يصدرُ مِن أطهرِ فمٍ عرفه الوجودُ, كأنُّه الشمسُ في ضُحاهَا, فقال النبيُّ المختارُ صلى اللهُ عليه وسلم: (  اتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ ) وفي روايةٍ: يا بشيرُ أَشهدْ عليها غيرى فإني لا أشهدُ على  جورٍ أي على  ظلمٍ ((فاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ ))فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ)) متفقٌ عليه . هَذَا الخَبَرُ يَدلُّنَا على مَسؤُولِيَّةٍ حَسَّاسةٍ تِجاهَ الأَبناءِ وِهِيَ العَدلُ بَينَهُمْ، حتَّى في الهَدايَا والعَطَاءِ، ذَلِكَ أَنَّ الخَلَلَ في العَدلِ يَعني خَلَلًا في العَلاَقَةِ بَيْنَ الأَبنَاءِ وأَبِيهِمْ، وَبَيْنَ الإِخْوَةِ مَعَ بَعضِهِمُ البَعْض، إِذْ سَيُوَلِّدُ ذَلِكَ بَينَهُمْ حَسَدًا وشَحنَاءَ قَدْ تَصِلُ إِلَى قَطْعِ الرَّحِمِ، والَّذِي يَتَحَمَّلُ المَسؤولِيَّةَ في ذَلِكَ هُوَ الأَبُّ أَوْ الأمُّ؛ لأَنَّهُ لَمْ يَعدِلْ، مما يؤدي إلى انهيارِ الأسرةِ، وَحَتَّى التَّعبِير عَنِ الحُبِّ والمَيلِ لِوَاحِدٍ مِنَ الأَبنَاءِ أَكْثَرَ مِنَ الآخَرِ يَنْبَغِي أَنْ يكُونَ بِحَذَرٍ وَبِطَرِيقَةٍ لاَ تُؤذِي مَشَاعِرَ الإِخْوَةِ، فَالعَدلُ شَامِلٌ في الأُمُورِ المَادِّيَّةِ والمَعنَوِيَّةِ.

ومن أخطرِ أسبابِ انهيارِ الأسرِ: التدني الأخلاقي فكم من أسرةٍ انهارتْ بسبب التدني الأخلاقي ،وكم من أسرةٍ انحرفتْ بسبب التدني الأخلاقي ، فلم تعد للأخلاقِ مكانةٌ في الكثيرِ من البيوتِ إلا  ما رحم اللهُ فربَّما ترى رجلًا خبيثًا فاقدًا للأخلاق يفسدُ امرأةً على زوجِها  وربَّمَا يصلُ الأمرُ لطلاقِها ليتزوجَها وهذا بسببِ فسادِ الأخلاقِ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ وصدقَ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم إذ يقول كما في حديثِ  أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِرواه أبو داود فالخُلُقُ الحَسَنُ والأَدَبُ فِي التَّعامُلِ هُوَ أَهَمُّ مَا يُعْطِي الأَبُ لِوَلَدِهِ، وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  أَنَّهُ قَالَ((مَا نَحَلَ -أَي أَعْطَى- وَالِدٌ وَلَداً أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ))،قال سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : «حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُحْسِنَ اسْمَهُ، وَأَنْ يُزَوِّجَهُ إِذَا بَلَغَ، وَأَنْ يُحْسِنَ أَدَبَهُ))ومِنَ الأَدَبِ الحَسَنِ حُسْنُ اللَّفْظِ والكَلاَمِ فِي الأُسْرَةِ ومَعَ الأَولاَدِ، فَالكَلاَمُ البَذِيءُ إِنَّما يَتَلَقَّاهُ الطِّفْلُ مِنْ مُحِيطِهِ الأَصْغَرِ وهُوَ الأُسْرَةُ، بَل إِنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  حَذَّرَنا مِنْ فَلَتَاتِ اللِّسَانِ فِي حَالاَتِ الغَضَبِ، ومِنَ ذَلِكَ : الدُّعَاءُ بِالسُّوءِ الذِي قَدْ تُطْلِقُهُ الأُمُّ أَو الأَبُ فِي تِلْكَ الحَالَةِ، فَذَاكَ الدُّعاءُ قَدْ يُجَابُ فَيَنْدَمُ الإِنْسَانُ عَلَى دُعَائِهِ، قَالَ -صلى اللهُ عليه وسلم((لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءً فَيَسْـتَجِيبُ لَكُمْ)) فالأخلاقُ مسؤوليةُ الآباءِ، وتربيةُ الأبناءِ  مهمةُ الأسرةِ .. وليكن أولُّ إصلاحِكَ لولدك إصلاحكَ لنفسِكَ ولله درُّ القائلِ

وينشَأٌ ناشِئُ الفِتيانِ منَّا*** على ما كانَ عوَّدَه أبُوهُ

                أقولُ قولي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم

الخطبةُ الثانيةُ الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلا لهُ وبسم اللهِ ولا يستعانُ إلا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  …………………………………. وبعدُ

ثالثًا: كيف نصلحُ بيوتَنَا؟

أيها السادةُ:المسلمُ الحقيقيُّ مطالبٌ بإصلاحِ بيتهِ وأهلهِ؛ ليقي نفسَهُ وأهلَهُ نارَ جهنم، ولينجوَ وإياهُم من عذابِ الحريقِ، فلا يكفي صلاحُ الإنسانِ وحدهُ فقط قال جلّ وعلا﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾(التحريم: 6) . نصلحُ بيوتَنَا؛ لأنّ الاهتمامَ بالبيتِ هو الوسيلةُ الكبيرةُ لبناءِ المجتمعِ المسلمِ، فإنّ المجتمعَ يتكونُ من بيوتٍ هي لبناتُهُ، والبيوتُ أحياءٌ، والأحياءُ مجتمعٌ، فلو صلحت اللبنةُ لكان مجتمعًا قويًّا بأحكامِ اللهِ، صامدًا في وجهِ أعداءِ اللهِ، يشعُّ الخيرَ ولا ينفذ إليه شرٌّ.

نصلحُ بيوتَنَا بالتمسكِ بكتابِ اللهِ وبسنةِ رسولِهِ صلى اللهُ عليه وسلم، والصلحُ مع اللهِ فلا صلاحَ للبيوتِ إلا إذا أصلحت مع اللهِ ولا سعادةَ في البيوتِ إلا إذا نفّذتْ كلامَ رسولِهَا صلى اللهُ عليه وسلم في حسنِ اختيارِ الزوجةِ الصالحةِ قال تعالى: ﴿ وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾النور:32.فالمرأةُ إذا صلحتْ صلحتْ الأسرةُ وإذا فسدتْ فسدتْ الأسرةُ لذا قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم «تُنكحُ لأربعٍ: لمالِها وعسى مالُهَا أنْ يُطغيَها، ولحسبِها وعسى حسبُها أنْ يُشقيَها، ولجمالِها وعسى جمالُها أنْ يَفتنَها، ولدينِها، فاظفرْ بذاتِ الدينِ تَرِبتْ يداك» متفق عليه.

نصلحُ بيوتَنَا بالمعاشرةِ بالمعروفِ بين الزوجينِ، فحُسنُ العشرةِ بين الزوجينِ من أهمِّ الركائزِ التي يؤكدُهَا الدينُ الحنيفُ، وينتجُ عنها عيشُ الأسرةِ في ودٍّ وسلامٍ وصفاءٍ ووئامٍ ومودةٍ ورحمةٍ، قال تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ )النساء:19) ، وقال جلّ شأنُه: ُ﴿ ولَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ (البقرة: 228) ، وفي الحديثِ يقولُ صلى اللهُ عليه وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهلِه، وأنا خيرُكُم لأهلي» (رواه الترمذي)
نصلحُ بيوتَنَا بالدعاءِ لهم بالخيرِ لا الدعاء عليهم ، لذا امتدحَ اللهُ عبادَهُ الصالحين وأولياءَهُ المؤمنين بالسؤالِ في الدعاءِ بأنْ يَهَبَ لهم أزواجًا وذريةً صالحةً ، تقرُّ بها الأعينُ قال جلَّ وعلا﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ (الفرقان: 74)

فاللهَ اللهَ في إصلاحِ الأسرِ ،اللهَ اللهَ في المعاشرةِ بالمعروفِ، اللهَ اللهَ على السكنِ والمودةِ والرحمةِ بين الزوجين ،اللهَ اللهَ في الامتثالِ لأوامرِ اللهِ ورسولِهِ صلى اللهُ عليه وسلم ،اللهَ اللهَ في تنشئةِ النشءِ على كلامِ ربِّنَا وسنةِ نبيِّهِ صلى اللهُ عليه وسلم ،اللهَ اللهَ في التربيةِ الصحيحةِ.

فالأسرةُ هي السكنُ والمودةُ والرحمةُ والألفةُ والمحبةُ والتعاونُ والاحترامُ ، والأسرةُ بصلاحِهَا يصلحُ المجتمعُ وبفسادِهَا يفسد المجتمعُ .

اللهم أصلح بيوتَنَا واطرد الشيطانَ من بيوتِنا وربِّي لنا أولادَنا واحفظهم بحفظك يا أرحم الراحمين

                                                                                                كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

                                                                                              د/ محمد حرز 

 إمام بوزارة الأوقاف

 

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »