web analytics
أخبار عاجلة
الإمام الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

الإمام الأكبر: هناك وظائف مغلقة على ناس معينة، وهذا ليس من الإسلام، ولا من العدل، ولا من الإنصاف، وإنما هو نوعٌ من الكبر، ومن العيب أن يسبقنا غير المسلمين في هذا المضمار

بسم  الله  الرحمن  الرحيم

حديث  الإمام  الأكبر  شيخ  الأزهر

الإمام الأكبر: أحلُمُ بقوانين تُسَوِّي بين أبنائنا عند التقدم لوظيفة ما

الإمام الأكبر: معيار الكفاءة يجب أن يسود ويتصدَّر في بلادنا

يتحدث فضيلة الإمام الأكبر أ .د   أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في برنامجه اليومي، الذي يذاع طوال شهر رمضان المبارك، على الفضائية المصرية في الساعة 18:30 قبيل الإفطار ـ عن أثر التواضع في انتشار التراحم بين الناس، وضرورة الأخذ بمعيار الكفاءة عند التقدم لوظيفة من الوظائف.

وفي بداية اللقاء أوضح فضيلته: أنه يركز على فضيلة التواضع حتى تنتشر في مجتمعاتنا، ونصبح من المجتمعات المتراحمة، لأنه لو تواضع كل واحدٍ منا للآخر سوف يسود التراحم في المجتمع، ولو قسمنا الناس إلى طبقات، طبقة مُحتقرة وطبقة محترمة، سوف يسود الحقد، والحسد، والرياء، وغيرها من الرذائل التي ستتزايد مع تهاوي هذه الفضيلة.

وأكد فضيلته: أن الفقراء دائمًا ما كانوا سواعد الأنبياء القوية في الدعوة إلى الله تعالى، وفي هداية الناس إلى الله سبحانه، فهم أصحاب فضل – ما في ذلك ريب – في المجتمعات كلها، حتى على المستوى الدنيوي، فالبناء والتعمير على أي أساسٍ يقوم؟ وكذلك الزراعة والصناعة، وكل الأعمال التي تُشَكِّل “العصب الأساس” في كل المجتمعات، مَن يقوم بها؟ أيقوم بها المترفون أم العُمَّال الذين يكدون ويتعبون ؟

وشدد فضيلته على ضرورة النظر إلى هؤلاء الناس نظرة احترام ونظرة تقدير، فهِرقل عظيم الروم أَرْسَلَ إلى أبي سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ؛ وهو في تجارة بالشَّام مع رَكْبٍ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فحضرَوا إلى مَجْلِسِهِ، وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ، ثُمَّ َدَعَا هِرَقل بِتَرْجُمَانِهِ وقَالَ: أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَقُلْتُ أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبًا، فَقَالَ: أَدْنُوهُ مِنِّي، وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ، فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ، فَوَاللَّهِ لَوْلا الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ، ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ، أَنْ قَالَ : كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ، قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ، قَالَ: فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ، قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ، قُلْتُ: لا، قَالَ: فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ، فَقُلْتُ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ…”؛أي: أن تابعيه هم من بسطاء الناس وطبقة الضعفاء “طبقة الفقراء والمساكين” فقال له هرقل: وهكذا أَتْبَاعُ الرُّسُلِ، مما يدلنا على أن أتباع الرسل في المقام الأول هم  من هذه الطبقة، ثم قال بعد ذلك لأبي سفيان: ” فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، فَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ” وبالفعل لم تمضِ سنوات قلائل حتى كان الإسلام في الشام، وصدقت فراسة هذا الرجل.

وأضاف فضيلته: أن التأفف من الفقراء، ضَرَبَ مبدأ إسلاميًّا مُهِمّاً في مقتل؛ وهو مبدأ تكافؤ الفرص في الوظائف، فلو أن أيًا من الناس – في الغرب – تقدم لأي وظيفة من الوظائف، تجدهم ينظرون إلى هؤلاء المتقدمين نظرة متساوية تمامًا، فالفيصل هو الكفاءة لديهم، ولذلك بلادهم تقدمت ووصلت إلى مركز مرموق في العلوم والحضارة، لكن لاتزال بعض الوظائف في بلادنا تُحجَز لأصحاب مواصفات اجتماعية معينة، وليست مواصفات كفاءة، فلو تقدم من هو أكفأ ولكن يفقد البريق الاجتماعي مع مَن يلمع اجتماعيًا، وكفاءته تكاد تكون منعدمة، يُقدَّم هذا الذي يلمع اجتماعيًا، وهذا تأسيس للطبقية التي جاء الإسلام ليهدمها من الأصل، لأن تصنيف المجتمع لا يقوم على أساس الكفاءة، ولا على أساس العمل، ولا على أساس القدرة، ولا على أساس الذكاء، وإنما على أساس طبقات اجتماعية، وهذه هي الكارثة، فنحن نرى أن هناك وظائف مغلقة على ناس معينة، وهذا ليس من الإسلام، ولا من العدل، ولا من الإنصاف، وإنما هو نوعٌ من الكبر، ومن العيب أن يسبقنا غير المسلمين في هذا المضمار.

وأكد فضيلته: أن معيار الكفاءة هو الذي يجب أن يسود ويتصدَّر في بلادنا؛ لأن هذا هو الذي يتماشى مع مبدأ المساواة، ومبدأ التواضع للناس، ولذا لا ينبغي أن يقيم الناس في مسألة الوظائف على أساس من الفوارق الاجتماعية أو الفوارق الأُسرية، أو الإمكانات المادية، فما ذنب شاب والده يعمل في مهنة متواضعة جدًا ثم يُحال بينه وبين وظائف معينة؟ هذا نوع من الظلم الاجتماعي، وأرجو وأتمنى وأحلُم وأتطلع إلى أن نصبح في يومٍ ما من الأيام، وقد وُضعت القوانين والأسس التي تسوي بين أولاد الناس جميعًا عند التقدم لوظيفة ما.

عن admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

شاهد أيضاً

بالأسماء : انطلاق القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف

في إطار دور الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية في نشر الفكر الديني الوسطي المستنير ، …

وزير الأوقاف ينعى الدكتورة عبلة الكحلاوي

وزير الأوقاف ينعى د عبلة الكحلاوي و يؤكد كانت صوتا وسطيا معتدلا وواعيا رحمها الله …

وزير الأوقاف يهنئ الدكتور الضويني بتعيينه وكيلا للأزهر ويتمنى له كل التوفيق

وزير الأوقاف يهنئ الدكتور الضويني بتعيينه وكيلا للأزهر ويتمنى له كل التوفيق . يهنئ وزير …

الأوقاف : منع واعظ بالأزهر الشريف من صعود المنبر أو إلقاء الدروس أو إمامة الناس

بناء على مذكرة مديرية أوقاف البحر الأحمر والمرفوعة للسيد صاحب الفضيلة / رئيس القطاع الديني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »