الغره والتحجيل
{ إن أمتي يدعون يوم القيامة غرّا محجلين من آثار
الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرّته فليفعل }
متفق عليه
الغرّة : بياض الوجه ،
والتحجيل: بياض اليدين والرجلين.
وأخبر بأن أمته تعرف بين الأمم ببياض الوجوه وببياض اليدين والرجلين، فالذين يحافظون على الوضوء، ويحافظون على الطهارة، ويحافظون على الصلاة، تكون لهم علامة وميزة يتميزون بها، وهو أنهم يأتون بيض الوجوه، وهو معنى الغرة، كما يأتون بيض الأيدي والأرجل، وهو معنى التحجيل.
(تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء)،
والحلية: هي الزينة التي يحلى بها أهل الجنة، فقد ذكر الله أنهم:
{ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ }[فاطر:33]، فمعناه أن أهل الجنة يحلون -بمعنى: يلبسون- حلياً للزينة وللكرامة، وتلك الحلي تكون في اليد وفي العضد ونحو ذلك، فالحلية تكون إلى منتهى الوضوء، فاستحب بعض العلماء أنه إذا توضأ يغسل بعض العضد ويغسل بعض الساق حتى يكون البياض أكثر.
أما قوله: (فمن استطاع أن يطيل غرته …) مدرج وليس من الحديث
(إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين)،
فيعرفهم نبيهم بهذه العلامة إذا وردوا عليه الحوض، فإن علامتهم بارزة ظاهرة يعرفهم ويميزهم من بين من ليسوا من أمته، سواء كانوا ممن لم يدخل في الإسلام من هذه الأمة،