أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل
خطبة الجمعة ، أنواع التطرف وصوره وأشكاله وأضـراره، وكيف نواجه التطرف بالمنهج العلمي؟ ، د/ أحمد علي سليمان
خطبة الجمعة ، أنواع التطرف وصوره وأشكاله وأضـراره، وكيف نواجه التطرف بالمنهج العلمي؟ ، بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الجمعة: 21 جمادي الثانية 1447هـ، الموافق 12 ديسمبر 2025م
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 12 ديسمبر 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : أنواع التطرف وصوره وأشكاله وأضـراره، وكيف نواجه التطرف بالمنهج العلمي؟ :
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 12 ديسمبر 2025م، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: أنواع التطرف وصوره وأشكاله وأضـراره، وكيف نواجه التطرف بالمنهج العلمي؟ ، بصيغة pdf أضغط هنا.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 12 ديسمبر 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : أنواع التطرف وصوره وأشكاله وأضـراره، وكيف نواجه التطرف بالمنهج العلمي؟ : كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة بعنوان: التطرف ليس في التدين فقط
النبي (ﷺ) وصناعة الوسطية
كيف قاد الإنسانية لحياة بلا غلو ولا عنف ولا تطرف
أنواع التطرف وصوره وأشكاله وأضـراره
كيف نواجه التطرف بالمنهج العلمي؟
بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
الجمعة: 21 جمادى الآخرة 1447هـ، الموافق 12 ديسمبر 2025م
الحمد لله الذي أنار عقول المؤمنين بنور الوحي الشريف المعصوم، وزكّى نفوسهم بالإيمان والإحسان وبأخلاق النبي العدنان… ونشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رب كل شيء ومليكه، ونشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبده ورسوله، وصفيُّه من خلقه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان، الأشرفان الأنوران، الأعطران الأزهران، المزهران المثمران، على مَن جُمعت كلّ الكمالات فيه.. وعلى آله وصحبه وتابعيه.. اللهم صلِّ أفضل صلاة، على أسعد مخلوقاتك، سَيِّدِنَا محمد (ﷺ)، وعلى آله وصحبه؛ عدد معلوماتك، ومداد كلماتك، كلما ذكرك الذاكرون، وغفل عن ذكرك الغافلون، ورضي الله عن مشايخنا ووالدينا وأجدادنا وأولادنا وأزواجنا، والصالحين من عبادك، وأولياء الله أجمعين.
اللهم صلِّ صلاة كاملة، وسلم سلامًا تامًّا، على نبىٍ تنحلُّ به العُقد، وتنفرج به الكُرب، وتقضى به الحوائج، وتُنالُ به الرغائب، وحُسنُ الخواتيم، ويستسقى الغمامُ بوجه الكريم. ﻭﻋَﻠَﻰ ﺁﻟِﻪِ الطاهرين، وصحبِه الطيبين، ﻭسلِّم تسليمًا كثيرًا… اللهم آمين يا رب العالمين.
فَمَبْلَغُ العِلْــمِ فِيهِ أَنَّهُ بَشَرٌ… وَأَنَّهُ خَيْــرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِــمِ
مولاي صلِّ وسلم دائما أبدًا… على حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم رضِّه عنَّا، وارض عنَّا، برضاه عنَّا.. ووضئنا بأخلاقه العظيمة، وحقق أمانينا بزيارته، وافتح لنا أبواب رؤيته، ونيل شفاعته، اللهم آمين يا رب العالمين…
عباد الله: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ) (النساء: 131)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102)، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب: 70-71)، وقال تعالى: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة: 223)…
اللهم اجعلنا مِن الذين قال الله (تعالى) فيهم: (تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (السجدة: 16)… عبد الله: إذا استطعت ألا يسبقك أحد إلى الله فافعل … ثم أما بعد،،،
لقد امتن الله (سبحانه وتعالى) علينا بالدين الإسلامي الحنيف، وجعل فيه مقومات الصلاح والإصلاح، والعدل والإنصاف، والرحمة واليسر، والعالمية والخاتمية والصلاحية لكل زمان ومكان وحال… ورفع الله تعالى عنا المشقة والحرج…
قال تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج: 78) .
النبي (ﷺ) وصناعة الوسطية والاعتدال
كيف قاد الإنسانية إلى حياة بلا غلو ولا عنف؟
لقد جاء الإسلامُ الخاتمُ بمنظومةٍ ربانيةٍ تحقق الصلاح والإصلاح والرحمة والسلام، فدعا إلى الحق، ورسَّخ التوحيد، وحرَّر الإنسان من أغلال الأساطير والخرافات والغلو والتشدد والتطرف، ونقَّاه من مسالك الإفراط والتفريط.
فجاء بمنهجٍ وسطٍ مستقيم؛ يُهذِّب السلوك، ويُقوِّم الفكر، ويُوقظ الضمائر، ويُشرّع أبواب الرحمة والعدل والحرية المسؤولة…
وأقام الإسلامُ موازينَ العدل الشامل والإنصاف الكامل، فحرَّم الظلم، وكرَّه البغي، وصان الكرامات، واحترم الحقوق، ودعا إلى الشورى، ورفع من شأن المرأة، وفتح آفاق العلم، وحثّ على العمل، ونهى عن الجهالة والكسل، وحرص على أن تقوم الحياة على العقل الرشيد والقلب السليم.
كما قرر للأفراد والأمم والشعوب حقَّ الحياة الكريمة، ورسّخ مبدأ السلم، ورفض العدوان، فانتشرت الطمأنينة بعد الحروب والصراعات الجاهلية، وشيّد حضارةً إنسانيةً راشدة، تُعلي من قيمة الإنسان، وتَجمع بين صلاح الدنيا وفلاح الآخرة، في ظلال شريعةٍ محكمة، وهديٍ نبويٍّ رحيم، لا يعرف الغلوَّ ولا يدع مجالًا للتطرف، بل وجه الإنسان إلى أبواب الاعتدال والوسطية والارتقاء.
وبناءً على ذلك فإنَّ التطرفَ ليس في الدين، ولن يكون فيه أبدًا؛ لأن الأديانَ –وفي مقدمتها الإسلام– جاءت لهداية الإنسان، وتهذيب سلوكه، وترسيخ قيم العدل والخير والرحمة. وإنما يظهرُ التطرفُ من قِلّةٍ قليلةٍ جدا من بعض المنتسبين إلى أي دين، ممن يسيئون الفهم، أو يجتزئون النصوص من سياقاتها، أو يخالفون مقاصد الشرائع وأحكامها الرشيدة.
والحقيقة أن التطرفَ ليس مقصورًا على جانبٍ دينيٍّ بعينه؛ بل قد يتسلل إلى مختلف مجالات الحياة: في الفكر، وفي السياسة، وفي التجارة، وفي الفن، وفي الرياضة، والثقافة والإعلام، بل وحتى في العادات اليومية؛ فكلُّ إفراطٍ أو تفريطٍ انحرافٌ عن جادّة الاعتدال، وخروجٌ عن ميزان الحكمة التي أمر بها الله.
إنَّ السنة النبوية الشريفة جاءت بمنهجٍ:
• يَصونُ الإنسان من الغلو والتنطع.
• ويحفظه من الإفراط والتفريط.
• ويوجهه إلى جادة الاعتدال والرحمة والرفق وحسن المعاملة.
وقد قدَّم النبي (ﷺ) أروع الأمثلة العملية والقولية التي تُحذِّر من التشدد ومن الإفراط والتفريط بالقول والفعل والسلوك، وتُرسِّخ خُلُق الرفق والوسطية في كل شؤون الحياة.
ولذا تواترت أحاديث النبي (ﷺ) في الدعوة إلى السلوك القويم، والبعد عن كل ما يثير العداوة والشحناء والبعضاء أو يقطع روابط الأخوّة، حفاظًا على صفاء المجتمع، وتعزيزًا لقيم التسامح والإخاء والإحسان.
فعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) أن النبي (ﷺ) قال: (إِنَّ هذا الدينَ متينٌ، فأوْغِلْ فيه برِفْقٍ، فإِنَّ الْمُنبَتَّ لا أرضًا قطعَ، ولَا ظهْرًا أبْقَى) ( ).
وعن أبي هريرة (رضيَ اللهُ عَنْه) أنَّ النبي (ﷺ)، قال: (لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا ، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا. المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ، ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هاهُنا. ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ. كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ؛ دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ) ( ).
وعن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) أن النبي (ﷺ) قال: (هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ) قالَها ثَلاثًا ( ). أي: المتشددون المغالون في الدين.
كما نهى (ﷺ) عن سائر المعاملات المؤجِّجة للخلاف والتَّباغض بين الناس، فعن أبي هريرة (رضيَ اللهُ عَنْه) قال: “نَهَى رَسولُ اللَّهِ (ﷺ) أنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ، ولَا تَنَاجَشُوا، ولَا يَبِيعُ الرَّجُلُ علَى بَيْعِ أخِيهِ، ولَا يَخْطُبُ علَى خِطْبَةِ أخِيهِ، ولَا تَسْأَلُ المَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْفَأَ ما في إنَائِهَا”( ).
وعن عبد الله بنِ مسعود (رضي الله عنه) أنَّ النبي (ﷺ)، قال: (ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البذيءِ)( ).
عن أنس بن مالك (رضيَ اللهُ عَنْه) أنَّ النبي (ﷺ)، قال: (ما كانَ الفحشُ في شيءٍ قطُّ إلا شانَهُ، ولا كانَ الحياءُ في شيءٍ قطُّ إلا زانَهُ) ( ) .
لقد استطاع النبيُّ العظيم -بتوفيق الله له- خلال ثلاثةٍ وعشرين عامًا هي مدةُ البعثة النبوية الشريفة، أن يقضي على مظاهر الغلو والتطرّف والتشدّد، وأن يُنهي دوامة الصراعات والإغارات والثأر والحروب التي استنزفت العرب قرونًا طويلة. فجاء بمنهجٍ:
– يزرع الرحمة.
– ويُقيم العدل.
– ويُهذِّب الطباع.
– ويُؤسِّس مجتمعًا قويًّا متماسكًا، يقوم على الإيمان، والعلم، والأخلاق، واحترام الإنسان أيًّا كان.
وقد كان ما فعله النبي (ﷺ) -بتوفيقٍ من الله- محلَّ إعجاب وإشادة المنصفين في الشرق والغرب؛ إذ رأى كثيرٌ من المفكرين العالميين أن ما أحدثه من تغيير جذري في النفوس وفي العادات وفي المجتمعات لا يمكن أن يصدر إلا عن قائد رباني ملهم. بل قرر بعضهم أن سيدنا محمدًا -لو كان بيننا اليوم- لقدرته حكمته، وحضور عقله، واتزانه المذهل، لكان قادرًا على حل مشكلات العالم المعقّدة في وقتٍ وجيز، «وهو يحتسي فنجان القهوة» ، لما عُرف عنه من بصيرةٍ نافذة، وقدرةٍ عبقرية على بناء السلام، وحسم الأزمات، ووضع كلِّ شيء في موضعه الصحيح( ).
الإسلام بُني على فكرة الاعتدال
شاء الله سبحانه وتعالى أن يكون الاعتدال والرحمة أساس النجاح؛ لذلك كان الإسلام هو منبع الرحمة والاعتدال… ولقد كان النبي (ﷺ) نموذجا في الرحمة والاعتدال في القول والفعل والحلم.
إنّ المتأمل في الشريعة الإسلامية يجد أنّ كلَّ تعاليمها تستهدف ترسيخ الاعتدال والوسطية، وقد مَنَّ الله تعالى علينا فجعلنا خير أمة أخرجت للناس،كما جعلنا أمة وسطا…
انظر وتأمل إلى عظمة ديننا الذي اتكز على الوسطية والاعتدال، وآيات الله تصدع بالوسطية في كل وقت وفي كل مكان في كون الله الفسيح، منها:
• قوله سبحانه: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا) (الإسراء: ٢٩) .
• وقوله تعالى: (…لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ…) (البقرة: ٦٨).
• وقوله عز وجل: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا) (الفرقان: ٦٧).
• وقوله جلَّ وعلا: (…وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا) (الإسراء: ١١٠).
والاعتدال قوةٌ تحفظ للإنسان توازنه، وتضبط خطواته وقراراته وطموحاته وحرياته في الحياة، وقالوا في الحكمة: “لا تكن صلبًا فتكسر، ولا لينًا فتعصر”، ويا لها من حكمة تلخص جوهر الاعتدال، الذي يشير إليه القرآن الحكيم.
ولا ريب في أن الرحمة التي جاء الإسلام لينثرها ويبذرها وينشرها في هذه الحياة إنما هي في حقيقتها وجهٌ من وجوه الاعتدال؛ فالاعتدال والرحمة يرفعان الإنسان ويحولانه من حالٍ إلى حال أفضل وأنفع وأصلح… إنهما يحولانه من الخطأ إلى التوبة، ومن اليأس إلى الأمل، ومن الضعف إلى القوة.
وقد بنى الله الكون على التعاون، والتنوع، والتكامل؛ فكل لون له قيمته، وكل اختلاف إنما هو باب للثراء لا للنزاع. ولهذا جاء الإسلام ليشيع الاعتدال، ويقاوم التطرف بكل صوره وأشكاله وأنماطه…
وسبحان الله العظيم! نحن –في حياتنا اليومية– ندرك معنى الاعتدال إدراكًا فطريًّا؛ فحين نعيش على أرضٍ منبسطة، وفي مناخٍ معتدل، نعدُّ ذلك مِن نِعم الله (تعالى) الكبرى. وقد أكرم الله مصر بمناخ لطيف، وموقع معتدل، بينما يعاني غيرُنا من صقيعٍ قارس، أو حر رهيب، وبيئاتٍ قاسية، أو أخرى تفتقر إلى موارد المياه العذبة.
ومن حكمة الله (تعالى) في الحياة والموت أنّه لم يجعل حياة الإنسان ممتدة إلى يوم القيامة؛ بل جعل لكل نفس أجلًا مسمّى. فلو امتدت الحياة بلا نهاية؛ لفقدت معناها وجدواها، ولذلك كان للإنسان زمنٌ محدد يعيش فيه، وعليه أن يعيش مع الناس بالرحمة والاعتدال، فلا سبيل للحياة الطيبة إلا بهما.
وكان النبي (ﷺ) المثال الأكمل في الرحمة والرفق والاعتدال؛ في قوله، وفعله، وحلمه، ومواقفه، في عباداته ومعاملاته وقراراته. وإذا نظرنا إلى مشهد فتح مكة رأينا الرحمة تتجلى في أنقى صورها؛ فقد أخرجوه وآذوه وآذوا أصحابه، ومع ذلك قابلهم بالعفو، ولم يعاملهم بما فعلوا، بل قال لهم كلمته الخالدة: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
أيها المسلمون: اعلموا أنّ التطرف لا يقتصر على على جانب دون آخر؛ بل قد يشمل شتى جوانب الحياة؛ فعلى سبيل المثال: المبالغة في الحب تطرف، والمبالغة في البغض تطرف، والمبالغة في الإحسان إلى أن يُنفق الإنسان ماله كلَّه تطرف؛ لأن فيه إضرارًا بأبنائه، وتعويدًا للآخرين على الكسل والاتكال، والمبالغة في الطعام تجلب التخمة والسمنة والنوم والكسل والأمراض، والمبالغة في السهر تضعف البدن والوهن والأمراض وتحرم الإنسان من نعم الله التي يهبها للنائم ليلًا، والمبالغة في العداوة بين الأمم تصنع صراعًا لا ينتهي، بينما الاعتدال يفتح باب التعاون وتقارب المصالح، وحتى التطرف في الحرية يُدخل المجتمعات في أزمات تعجز عن حلّها.
أنواع التطرف وصوره وأشكاله وأضـراره
أولًا: التطرف العاطفي
التطرف في الحب: يهدم العلاقات
التطرف في الكُره: يفسد القلب ويهدد العلاقات
التطرف في الغيرة: يزرع القلق والتوتر
التطرّف في الخصام
التطرف في التفاؤل:
التطرف في البكاء:
أنواع البكاء وأشكاله، ولماذا نبكي؟! رؤية إسلامية
مردود البكاء وآثاره على النفس والجسم
التطرف في الحزن مميت:
#النبي_يواسي_طفلا_مات_طائره… حتى لا يتطور الحزن فيؤذيه
#الحزن_والزعل_وتغيير_كيمياء_الجسم
ثانيًا: التطرف في التعامل مع الآخرين
التطرف في العداوة: يهدد الفرد والمجتمع
التطرف في الإحسان:
التطرف في اللين والتواضع:
التطرف في اللين
ثالثًا: التطرف في العمل والجهد
التطرف في العمل: إرهاق النفس وإضرار بالآخرين
التطرف في الإتقان: المبالغة تؤخر الإنجاز وترهق العقل والجسم
التطرف في الكلام والصمت: يضعف التأثير، والصمت المفرط يضر بالحق
التطرف في الصمت
رابعًا: التطرف في العادات اليومية
التطرف في النوم والسهر: الإفراط والكسل يضران بالجسم والعقل
التطرف في السهر
التطرف في النوم الكثير
التطرف في الطعام والشراب: الإفراط أو الامتناع يضر بالصحة
التطرف في الرياضة: يضر بالجسم أو يهدر الوقت
التطرف في الترفيه والتكنولوجيا: يفسد التوازن بين الحياة الواقعية والافتراضية
خامسًا: التطرف في المسؤوليات الاجتماعية والمالية
التطرف في التجارة والربح:
التطرف في النفقة والصدقات
التطرف في العقاب واللوم: يهدم العلاقات ويزرع الخوف أو الكراهية
سادسا: التطرف السياسي واليمين المتطرف
سابعا: التطرف الرياضي
التطرف الرياضي هو الانحياز المبالغ فيه لفريق أو لاعب، وتحويل المنافسة من نشاط ترفيهي وترويحي إلى صراع شخصي أو جماعي. وهو يتجاوز حدود التشجيع المشروع ليصبح سببًا في إثارة الفتنة والكراهية، والتنابز بالألقاب، والشتائم، وحتى الاعتداء الجسدي أحيانًا.
وترتكب هذه السلوكيات غالبًا نتيجة الانتماء المبالغ فيه، والتأثر بالإعلام، وغياب الوعي بثوابت الدين والأخلاق، ما يؤدي إلى فرقة بين الناس، وإضعاف القيم الأخلاقية، وتهديد الأمن المجتمعي، حيث تتحول الرياضة من وسيلة للارتقاء البدني والنفسي إلى مصدر للعصبية والخصومة.
ويحثنا الإسلام على ضبط الانفعالات والوسطية في كل شؤون حياتنا، بما فيها الرياضة، ويؤكد أن التنافس الشريف يجب أن يكون وسيلة للترويح عن النفس، وتنمية الجسد والروح، لا للعداوة والبغضاء. فقد قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات: 11)، وحث النبي(ﷺ) على قول الخير أو الصمت. ومن هنا يجب علينا احترام المنافس، وربط الرياضة بأهدافها الأصيلة، ونشر ثقافة الروح الرياضية، وضبط التفاعل على وسائل الإعلام، حتى تكون الرياضة وسيلة للمتعة والترويح عن النفس، لا للصراع والتفرقة.
ومن هنا نوصي بـ:
• جعل الرياضة وسيلة للترويح عن النفس، لا لتأجيج الغضب أو الكراهية أو الفتن.
• احترام المنافس والاعتراف بالنتيجة بروح رياضية.
• التوعية بمقاصد الرياضة الأصيلة: تنمية الجسد والعقل والخلق.
• تعزيز دور الإعلام والأسرة في نشر ثقافة التسامح والروح الرياضية.
• ضبط التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم إعادة نشر الإساءات أو التعليقات التحريضية.
ثامنا التطرّف الفني والإبداعي
تاسعا: التطرق الثقافي
عاشرا: التطرف العلماني
أيها الأخوة المؤمنون: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) رسولُ الله.. عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله.. يقول الحق (تبارك وتَعَالَى): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102).
بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَسُوقُ الْخَيْرَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، مَا كَانَ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. أما بعد يا عباد الله…
كيف نواجه التطرف بالمنهج العلمي؟
إنَّ مواجهةَ التطرف -بكل صوره- لا تكون بالشعارات ولا بالانفعالات، وإنما بالمنهج العلمي الرصين الذي يعتمد على:
• الدراسة الدقيقة.
• والتحليل الموضوعي.
• وفهم الجذور الفكرية والاجتماعية والنفسية لهذه الظاهرة.
فالمنهج العلمي يُمكِّننا من تشخيص الداء قبل وصف الدواء، ويُساعد على بناء خطط واقعية تُعالج الأسباب لا المظاهر.
ومن خلال البحث الرصين، ودراسة شتى صور التطرف بتوظيف العلوم الإنسانية والاجتماعية والسياسية في فهم البيئة الحاضنة للتطرف، تتضح سُبل المواجهة الفعّالة.
كما يُسهم المنهج العلمي في بناء وعيٍ نقدي لدى الشباب، وتعزيز التفكير العقلي الرشيد، وتحصين المجتمع من أي خطاب متشنّج، ليقوم الأمن الفكري على أساس من العلم، والوعي، ومناهج التربية القويمة التي تستهدف إنشاء إنسانٍ متوازنٍ معتدلٍ، قادرٍ على إدراك الحقائق، وتمييز الغلوّ من الهدي، والباطل من الصواب.
إنَّ مواجهةَ التطرف بالمنهج العلمي تقتضي الانتقال من التشخيص العام إلى بناء إستراتيجية دقيقة تُحاصِر جذوره وتُعالج بيئته الحاضنة.
ويبدأ ذلك بإجراء دراسات ميدانية معمَّقة ترصد دوافع التطرف -بشتى صوره- الاجتماعية والنفسية والاقتصادية.
وتُحدّد الفئات الأكثر عُرضة لكل نوع من أنواع التطرف على حدة، وتحليله وتفكيكه وتقديم البديل المعتدل.
ويُضاف إلى ذلك تطوير مناهج تعليمية معاصرة تقوم بالآتي:
• تُنمّي ملكة التفكير النقدي.
• وتُشجِّع على الحوار.
• وتُربّي عقلًا قادرًا على الربط والتحليل ومساءلة الأفكار.
• كما يجب إنشاء برامج تدريبية متخصّصة للأئمة والدعاة والمعلمين والإعلامييم والمثقفين، تُزوّدهم بالأدوات العلمية والنفسية لتصحيح المفاهيم، وتحصين الناشئة، من كل صور التطرف وأنواعه
• ومن أهم الإجراءات كذلك إطلاق منصّات رقمية موثوقة تُقدِّم محتوى علميًّا رصينًا، بلغة عصرية.
رسالتي الأخيرة: إننا نواجه “تطرفاً رقميًّا” عابراً للحدود، يستثمر في الفراغ المعرفي ويمتطي صهوة التكنولوجيا لتزييف الوعي. إن المعركة الحقيقية في هذا العصر السيبراني هي معركة استرداد للعقل؛ في خضم هذا “الطوفان المعلوماتي” الذي يغمر شبابنا
إننا في حاجة إلى “التحصين” المنهجي، وأن العلم لا يُؤخذ من مجاهيل الفضاء الإلكتروني، بل من العماء
إننا بحاجة إلى “هندسة معرفية” جديدة لتحرير العقول من سطوة التفاهة ومن سطوة النقل الأعمى، والتقليد المميت للعقل والفكر..
إننا في حاجة إلى الرموز إلى القدوات الصالحة المبدعة المعتدلة التي تجذب الشباب للاقتداء بها…
ومن هنا نناشد الجميع:
إذا كنت تاجرًا… فكن معتدلًا في ربحك، فالتجارة أمانة قبل أن تكون مكسبًا.
وإذا كنت طبيبًا… فكن معتدلًا في أجرك، فالطب رسالة شريفة قبل أن يكون مهنة.
وإذا كنتَ مهندسًا… فكن معتدلًا في تصميمك وتقديرك؛ فالعمارة تقوم على الدقة والانضباط، لا على المبالغة ولا على الإهمال.
وإذا كنتَ محاميًا… فكن معتدلًا في مرافعتك وخصومتك؛ فأنت مؤتمن على العدل، لا يجوز لك أن تميل لهوى، أو تنتصر لرغبة على حساب الحق.
وإذا كنت موظفًا… فكن معتدلًا في مطالبك، وأدِّ عملك بإخلاص دون تفريط أو إفراط.
وإذا كنت والدًا… فكن معتدلًا في تربيتك؛ لا إفراط في القسوة، ولا تفريط في الدلال.
وإذا كنت زوجًا… فكن معتدلًا في غيرتك ومطالبك، فالحياة الزوجية تقوم على التوازن.
وإذا كنت معلمًا… فزد قوتك علمًا، ووازن بين الشدة والرفق؛ فالتعليم اعتدال.
وإذا كنت داعية… فكن معتدلًا في خطابك، لا تُشدد على الناس فتُنفرهم، ولا تُرخّص لهم ما لا رخصة فيه فتُضيّعهم.
وإذا كنت عابدًا… فكن معتدلًا في نسكك، وخير العمل أدومه وإن قلّ.
وإذا كنت غنيًّا… فكن معتدلًا في نفقتك؛ لا تبذير ولا تقتير، واجعل مالك بابًا للخير لا بابًا للفتنة.
وإذا كنت فقيرًا… فكن معتدلًا في طلبك، واسعَ في رزقك بجد، ولا تحمل نفسك فوق طاقتها.
وإذا كنت قائدًا… فكن معتدلًا في قراراتك، فالإفراط تهوّر، والتفريط ضعف، وكلاهما يضرّ بالأمة.
وإذا كنت قاضيًا… فكن معتدلًا في حكمك، فالعدالة ميزان لا يميل إلا للحق.
وإذا كنت عاملاً… فكن معتدلًا في جهدك، فلا تكسل فتقصر، ولا ترهق نفسك فوق حدود قدرتك.
وهكذا فإن الاعتدال ميزانُ النجاح، وبه صلاح الدنيا والدين؛ وكلُّ انحرافٍ عنه يورث فسادًا في النفس، واضطرابًا في المجتمع
عباد الله: من عادى مصر عاداه الله.. مصر محفوظة بحفظ الله
اللهم اكتُب أسماءنا في سجلات المؤمنين الموحدين، وفي ديوان المرحومين، وارفع أقدارنا في علّيين، وأنزل علينا السكينة والطمأنينة، ونور اليقين.. نسأل الله أن يبارك في أوطاننا ويحفظها من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ احفظها من كل سوء، وبارك لنا فيها، واجعلها دار أمنٍ وإيمان، وسلامٍ وإسلام. اللَّهُمَّ من أرادها بسوء فاجعل تدبيره تدميره، وردّ كيده إلى نحره. اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(…رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل: 19)، (..الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ…) (الأعراف: 43)… اللهم تقبل هذا العمل من الجميع… وبالله تعالى التوفيق
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
تم تدشين صفحة #معارج_الدعاة لللدكتور أحمد علي سليمان، للإسهام في إثراء العمل الدعوي والدعاة يرجى متابعتها ونشرها
https: //www.facebook.com/share/16u6EDacEw/?mibextid=LQQJ4d
لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
إتبعنا







