خطبة الجمعة : العُنْفُ ضِدَّ الأَطْفَالِ ، للدكتور أحمد رمضان
العُنْفُ ضِدَّ الأَطْفَالِ

خطبة الجمعة القادمة (الثانية): العُنْفُ ضِدَّ الأَطْفَالِ ، إعداد: رئيس التحرير الدكتور أحمد رمضان لـ صوت الدعاة ، بتاريخ 2 جمادي الأولي ربيع الثاني 1447هـ ، الموافق 24 أكتوبر 2025م.
حصريا ل صوت الدعاة لتحميل خطبة الجمعة القادمة (الثانية) 24 أكتوبر 2025م بصيغة word بعنوان : العُنْفُ ضِدَّ الأَطْفَالِ ، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان لـ صوت الدعاة.
انفراد لتحميل خطبة الجمعة القادمة 24 أكتوبر 2025م بصيغة pdf بعنوان : العُنْفُ ضِدَّ الأَطْفَالِ ، للدكتور أحمد رمضان.
لقراءة الخطبة الأولي بعنوان البيئةُ هيَ الرحمُ الثانِي والأمُّ الكُبرَى
عناصر خطبة الجمعة القادمة 24 أكتوبر 2025م بعنوان : العُنْفُ ضِدَّ الأَطْفَالِ، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان.
الْعُنْصُرُ الأَوَّلُ: مَكَانَةُ الطِّفْلِ فِي الْإِسْلَامِ
العنصرُ الثانيُ: صورُ العنفِ وآثارُهُ
العُنْصُرُ الثَّالِثُ: تَعَامُلُ النَّبِيِّ ﷺ مَعَ الأَطْفَالِ
العُنْصُرُ الرَّابِعُ: الْوَاجِبُ عَلَيْنَا نَحْوَ الأَطْفَالِ
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة (الثانية) 24 أكتوبر 2025م : العُنْفُ ضِدَّ الأَطْفَالِ ، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان : كما يلي:
العُنْفُ ضِدَّ الأَطْفَالِ
2 جمادي الأولي 1447هـ – 24 أكتوبر 2025م
إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان
المـــوضــــــــــوع
الحمدُ للهِ الَّذِي خلقَ الإنسانَ وأكرمَهُ، وجعلَ رحمتَهُ في قلوبِ الخلائقِ فتعاطفتْ وتراحمَتْ، وحذَّرَ من الظلمِ والقسوةِ والعدوانِ. وأشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أن سيّدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ. أمّا بعدُ:
عناصر الخطبة:
الْعُنْصُرُ الأَوَّلُ: مَكَانَةُ الطِّفْلِ فِي الْإِسْلَامِ
العنصرُ الثانيُ: صورُ العنفِ وآثارُهُ
العُنْصُرُ الثَّالِثُ: تَعَامُلُ النَّبِيِّ ﷺ مَعَ الأَطْفَالِ
العُنْصُرُ الرَّابِعُ: الْوَاجِبُ عَلَيْنَا نَحْوَ الأَطْفَالِ
أيّها الإخوةُ الكرامُ… موعدُنا اليومَ مع موضوعٍ عظيمٍ وقضيّةٍ خطيرةٍ: العنفُ ضدَّ الأطفالِ؛ هذا الملفُّ الّذي يمسُّ قلبَ كلِّ أسرةٍ، ويؤثّرُ في مستقبلِ كلِّ مجتمعٍ، وقد عالجَهُ القرآنُ والسنّةُ بالبيانِ الواضحِ والتوجيهِ الرحيمِ.
الْعُنْصُرُ الأَوَّلُ: مَكَانَةُ الطِّفْلِ فِي الْإِسْلَامِ
أيها الأحبةُ في اللهِ، ليس الطفلُ في منظورِ الإسلامِ مهمَلًا، بل هو محطُّ عنايةٍ ورعايةٍ، كَائنًا ضعيفًا يُتَسامحُ فِي حُقوقِهِ، أَوْ جسدًا صغيرًا يُهملُ أَمْرُهُ.، بَلْ هُوَ أمانةٌ عظيمةٌ، وزينةٌ كبيرةٌ، وهو ثمرةُ الحياةِ وموضعُ الأملِ في استمرارِ الدينِ والحضارةِ. قال تعالى: ﴿المالُ والبنونُ زينةُ الحياةِ الدنيا﴾ [الكهف: 46].
وقال القرطبي في تفسيره (10/ 413): “وإنما كان المالُ والبنونُ زينةَ الحياةِ الدنيا لأن في المالِ جمالًا ونفعًا، وفي البنينَ قوةً ودفعًا، فصارا زينةَ الحياةِ الدنيا”.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “المالُ والبنونُ حرثُ الدنيا، والأعمالُ الصالحةُ حرثُ الآخرةِ، وقد يجمعها اللهُ لأقوامٍ”. (تفسير البغوي 3/ 194).
وفي مفهوم القرآن، الطفلُ هو هبةٌ من اللهِ، قال سبحانه: ﴿يهبُ لمن يشاءُ إناثًا ويهبُ لمن يشاءُ الذكورَ * أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا ويجعل من يشاءُ عقيمًا﴾ [الشورى: 49-50]. فسمّاهم ﴿هبةً﴾، والهبةُ هي أغلى العطايا وأكرم المناحِ.
أيها الإخوةُ الأفاضلُ، قد جعل النبي ﷺ ميزانَ الرحمةِ بالصغارِ معيارًا للإيمانِ وشعارًا للمسلمين، فقال: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا» (أبو داود (4943)، والترمذي (1920)، وأحمد (6733)).
وقال الإمام النوويُ: “هذا فيه الحضُ على رحمةِ الصغيرِ، وتوقيرِ الكبيرِ، ومعناهُ: لا يفعلْ فعلَنا الكاملَ من لم يرحمْ صغيرَنا ويوقرْ كبيرَنا”. (شرح النووي على صحيح مسلم ج16/ ص219).
وفي السيرِ أنَّه ﷺ كان يقبلُ الحسنَ بنَ عليٍّ، فقال الأقرعُ بنُ حابسٍ: إنَّ لي عشرةً من الولدِ، ما قبلتُ منهم أحدًا. فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «من لا يرحمْ، لا يُرحمْ». (البخاري 5997، ومسلم 2318).
فجعل الرحمةَ بالأطفالِ سبيلًا للرحمةِ الإلهيةِ، والقسوةَ عليهم سببًا لحرمانِها.
العنصرُ الثانيُ: صورُ العنفِ وآثارُهُ
أيها الأحبةُ… ليس العنفُ ضدَّ الأطفالِ صورةً واحدةً، ولكنهُ ألوانٌ شتى، كلُّها تسقطُ رحمةَ القلبِ، وتحولُ الزهورَ الناعمةَ إلى أشواكٍ مؤلمةٍ.
منهُ: العنفُ الجسديُ بالضربِ والتعذيبِ، وقد قال النبيُ ﷺ: «من لطمَ مملوكَهُ، أو ضربَهُ، فكفارتُهُ أن يعتقَهُ» (مسلم 1657). أفلا يدلُّ هذا على شدةِ حرمةِ ضربِ الأطفالِ بلا حقٍّ؟
ومنهُ: العنفُ النفسيُ بالتوبيخِ والسبِّ والتهديدِ، فقد تجرحُ كلمةٌ قلبَ طفلٍ أكثرَ مما يفعلُه سوطٌ على جلدِه. وقد قال اللهُ تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]. فكيفَ بأبنائِنا الذينَ هم أحقُّ بالكلمةِ الطيبةِ؟
ومنهُ: الإهمالُ والحرمانُ، حينَ يحرمُ الوالدُ ولدَه من حنانِه، أو يهملُ رعايتَه. وهذا أعنفُ أنواعِ العنفِ؛ لأنَّه يحولُ القلبَ الصغيرَ إلى صحراءَ جافةٍ، ويجعلُه يفقدُ معنى الأمنِ والطمأنينةِ.
أيها الإخوةُ… أثرُ العنفِ كبيرٌ، وجراحُه عميقةٌ. إنَّ الطفلَ الذي ينشأُ على العنفِ يكبرُ وهو ممتلئٌ بالخوفِ أو العقد، وقد يصيرُ عدوًّا للمجتمعِ. وقد أشار بعضُ العلماءِ إلى أنَّ: “الطفلَ الذي لا يذوقُ طعمَ الحنانِ، سيكبرُ ويصيرُ مجرمًا يبحثُ عن انتقامٍ مفقودٍ”.
وقد قيلَ في الشعرِ: إِذَا الْأُمُّ أَهْمَلَتْ حُنُوًّا وَحَضْنًا *** فَكَيْفَ لِلطِّفْلِ أَنْ يَعِيشَ سَعِيدًا؟
وَإِنَّمَا الْقَلْبُ إِنْ سُقِيَ بِحَنَانٍ *** أَزْهَرَ فِي النَّاسِ حُبًّا وَرَشِيدًا
العُنْصُرُ الثَّالِثُ: تَعَامُلُ النَّبِيِّ ﷺ مَعَ الأَطْفَالِ
أيها الإخوةُ الأفاضلُ… إذا أردنا أن نعرفَ ميزانَ الرحمةِ في الإسلامِ، فلننظرْ إلى معاملةِ رسولِ اللهِ ﷺ للأطفالِ، فقد كانَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ مصداقَ قولِ اللهِ تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].
وعن عبدِ اللهِ بنِ بريدةَ عن أبيهِ رضيَ اللهُ عنهما قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُنَا إِذْ جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمِنْبَرِ فَحَمَلَهُمَا وَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾، نَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا”. (أبو داود (1109)، والترمذي (3774) واللفظ له، والنسائي (1413)، وابن ماجه (3600)، وأحمد (22995) صحيح).
وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي بِالسَّوْطِ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي: “اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ”، فَلَمْ أَفْهَمِ الصَّوْتَ مِنَ الْغَضَبِ، فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: “اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ”، قَالَ: فَأَلْقَيْتُ السَّوْطَ مِنْ يَدِي، فَقَالَ: “اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، أَنَّ اللهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلَامِ”، قَالَ: فَقُلْتُ: لَا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا. [وفي رواية]: “فَسَقَطَ مِنْ يَدِي السَّوْطُ مِنْ هَيْبَتِهِ”. (مسلم 1659).
وقدْ قالَ تعالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 107)، وَقَالَ: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ} (آل عمران: 159)، {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (التوبة: 128). وَقَالَ هُوَ عَنْ نَفْسِهِ ﷺ: (نَبِيُّ الرَّحْمَةِ) [رواه مسلم 2355]، وَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ) [دلائل النبوة للبيهقي ج1، ص158 صحيح].
وقد روى أنسُ بنُ مالكٍ رضيَ اللهُ عنه قالَ: (كانَ لي أَخٌ يُقَالُ له: أَبُو عُمَيْرٍ، قالَ: أَحْسِبُهُ، قالَ: كانَ فَطِيمًا، قالَ: فَكانَ إذَا جَاءَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَآهُ، قالَ: أَبَا عُمَيْرٍ ما فَعَلَ النُّغَيْرُ). البخاري (6129)، ومسلم (2150).
وقالَ ابنُ بطالٍ: “ألا ترى حملَ النبيِّ عليهِ السلامُ أمامةَ ابنةَ أبي العاصِ على عنقِه في الصلاةِ، والصلاةُ أفضلُ الأعمالِ عندَ اللهِ، وقد أُمرَ عليهِ السلامُ بلزومِ الخشوعِ فيها والإقبالِ عليها، ولم يكنْ حملُها لهَا مما يُضادُّ الخشوعَ المأمورَ بهِ فيها، وكرهَ أن يشقَّ عليها لو تركَها ولم يحملْها في الصلاةِ، وفي فعلِه عليهِ السلامُ ذلكَ أعظمُ الأسوةِ لنا، فينبغي الاقتداءُ بهِ في رحمتِه صغارَ الولدِ وكبارَهم والرفقِ بهم”. [شرح البخاري لابن بطال ج9، ص212].
وقالَ الشيخُ الغزاليُ: “الصبيُّ أمانةٌ عندَ والدَيهِ، وقلبُهُ الطاهرُ جوهرةٌ نفيسةٌ ساذجةٌ، خاليةٌ من كلِّ نقشٍ وصورةٍ، وهو قابلٌ لكلِّ ما نُقشَ، ومائلٌ إلى كلِّ ما يُمالُ بهِ إليهِ، فإن عُوِّدَ الخيرَ وعُلِّمَهُ نشأَ عليهِ وسعدَ في الدنيا والآخرةِ، وشاركهُ في ثوابِه أبوهُ وكلُّ معلمٍ لهُ ومؤدبٍ، وإن عُوِّدَ الشرَّ وأُهملَ شقيَ وهلكَ، وكانَ الوزرُ في رقبةِ القيِّمِ عليهِ والوالي لهُ”. [إحياء علوم الدين ج3/ ص72].
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحمدُ للهِ رب العالمين، وأشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أن سيّدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ. أمّا بعدُ:
العُنْصُرُ الرَّابِعُ: الْوَاجِبُ عَلَيْنَا نَحْوَ الأَطْفَالِ
أيها الإخوةُ الكرامُ… ليسَ الحبُّ الحقيقيُّ للأطفالِ أن نقبلَهم فقط ونلاعبَهم، بلِ الحبُّ هو مسؤوليةٌ وتربيةٌ وبناءٌ. فالأطفالُ هم أمانةٌ في أعناقِنا، وسؤالُهم يومَ القيامةِ حقيقةٌ لا مفرَّ منها.
قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيتِه… والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِه وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلِها وولدِه، وهي مسؤولةٌ عنهم» (البخاري 2554، مسلم 1829).
فالأبُ مسؤولٌ عن أولادِه، والأمُّ مسؤولةٌ، والمعلمُ مسؤولٌ، والمجتمعُ كلُّه مسؤولٌ.
وجبَ علينا أن نحصنَ الأطفالَ بالتربيةِ الإيمانيةِ؛ نعلمُهم من هو ربُّهم، ونربيهم على حبِّ القرآنِ وحسنِ الصلاةِ.
وجبَ علينا أن نعلمَهم آدابَ الحياةِ، وذوقياتِ الخلافِ، وحسنَ الكلامِ.
وجبَ علينا أن نربيَهم على القوةِ والنشاطِ والعلمِ والعملِ.
أيها الأحبةُ… إنَّ الطفلَ الذي يربى على الرفقِ والحبِّ يكبرُ وهو زهرةٌ تزهرُ في الحياةِ، أمَّا الذي يربى على القسوةِ والضربِ والإهانةِ فيكبرُ وهو جريحُ النفسِ، مكسورُ الخاطرِ.
وقد قالَ الشاعرُ:
إِنَّمَا الأَطْفَالُ أَزْهَارُ الْبِلادِ *** فَاحْفَظُوهُمْ فِي الْحَيَاةِ مِنَ الْفَسَادِ
وَأَضِفْ إِلْيَاهُمْ حَنَانًا وَرِفَاقًا *** إِنَّهُمْ عُمْرُ الْغَدِ وَالْمِيعَادِ
أيها المسلمونَ… لِنحوِّلْ محبتَنا لأبنائِنا إلى بناءٍ وتربيةٍ، ولنجعلْ من بيوتِنا بستانَ رحمةٍ، ولنربِّ أولادَنا على أخلاقِ النبوةِ، لنخرجَ جيلًا يرفعُ الرايةَ بالعلمِ والعملِ والرحمةِ.
عبادَ اللهِ… هؤلاءِ الأطفالُ همُ الوردُ الذي يزهرُ في بستانِ الحياةِ، وهمُ المستقبلُ الذي نعوِّلُ عليهِ بعدَ اللهِ في بناءِ الأممِ والحضاراتِ. فإيَّاكم أن تكونوا سببًا في كسرِ قلوبِهم، أو هدمِ أحلامِهم، أو تعذيبِ أجسادِهم.
تذكروا قولَ رسولِ اللهِ ﷺ: «ليسَ منَّا من لم يرحمْ صغيرَنا ويوقرْ كبيرَنا» (رواه الترمذي).
فالرحمةُ بالصغارِ وتكريمُهم دينٌ وعبادةٌ، والقسوةُ عليهم جُرمٌ وخيانةٌ للأمانةِ.
اللهمَّ اجعلْ بيوتَنا منابعَ حنانٍ، واجعلْ أولادَنا قرةَ أعينٍ في الدنيا والآخرةِ.
اللهمَّ أصلحْ أحوالَ أبنائِنا، ووفقْنا لحسنِ رعايتِهم
واحفظْ مصرَ بلادَنا من كلِّ سوءٍ وفتنةٍ.
المراجع: القرآن الكريم
كتب الحديث: صحيح البخاري، صحيح مسلم، سنن أبي داود، وابن ماجه، سنن الترمذي، مسند أحمد، صحيح ابن ماجه.
ثالثًا: كتب التفسير وشروح الحديث وغيرهما: تفسير القرطبي، تفسير ابن كثير، تَفْسِيرُ الْبَغَوِيِّ، شرح النووي على مسلم، دلائل النبوة للبيهقي، إحياء علوم الدين، شرح البخاري لابن بطال
د. أحمد رمضان
خُطبةُ صوتِ الدعاةِ – إعداد رئيس التحرير: الدكتور أحمد رمضان
_______________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة