خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حب التناهي شطط.. خير الأمور الوسط ، لـ صوت الدعاة
بتاريخ 18 ذو القعدة 1446هـ ، الموافق 16 مايو 2025م

خطبة الجمعة القادمة 16 مايو 2025 م بعنوان : حب التناهي شطط.. خير الأمور الوسط ، لـ صوت الدعاة ، بتاريخ 18 ذو القعدة 1446هـ ، الموافق 16 مايو 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة لصوت الدعاة 16 مايو 2025 بصيغة word بعنوان: حب التناهي شطط.. خير الأمور الوسط ، بصيغة word
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة لصوت الدعاة 16 مايو 2025 بصيغة pdf بعنوان : حب التناهي شطط.. خير الأمور الوسط pdf
عناصر خطبة الجمعة القادمة لصوت الدعاة 16 مايو 2025 بعنوان : حب التناهي شطط.. خير الأمور الوسط ، كما يلي:
أولاً: الوسطيةُ والاعتدالُ مِن نعمِ اللهِ.
ثانياً: نماذجُ مِن الوسطيةِ في الإسلامِ.
ثالثاً: الغلوُّ والتشددُ في غيرِ محلِّهِ هلاكٌ وضلالٌ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 16 مايو 2025 بعنوان : حبُّ التناهِي شططٌ.. خيرُ الأمورِ الوسطُ ، كما يلي:
حبُّ التناهِي شططٌ.. خيرُ الأمورِ الوسطُ
18 ذو القعدة 1446هـ – 16 مايو 2025م
صوت الدعاة
المـــوضــــــــــوع
الحَمْدُ للهِ الدَّاعِي إلى بابهِ، الهادِي مَن شاءَ لصوابِهِ، أنعمَ بإنزالِ كتابِه، فيه مُحكمٌ ومتشابهٌ، فأمَّا الَّذَينَ في قُلُوبهم زَيْغٌ فيتبعونَ ما تَشَابَه منهُ، وأمَّا الراسخونَ في العلمِ فيقولونَ آمنَّا بهِ، أحمدُهُ على الهدَى وتَيسيرِ أسبابِه، وأشهدُ أنْ لا إِلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لهُ شهادةً أرْجُو بهَا النجاةَ مِنْ عقابِه، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ أكمَلُ النَّاسِ عَملاً في ذهابِهِ وإيابهِ، اللهُمَّ صلِّي عليهِ وعلي آلهِ وصحبهِ ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.
أمَّا بعدُ:
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حب التناهي شطط.. خير الأمور الوسط ، لـ صوت الدعاة
أولاً: الوسطيةُ والاعتدالُ مِن نعمِ اللهِ.
عبادَ الله: قال اللهُ تعالي: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) (67) (الفرقان)، فإنَّ مِن نعمِ اللهِ على هذه الأمةِ وتشريفهِ لهَا أنْ جعلَهَا أمةً وسطًا خيارًا عدولًا فقال: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) [البقرة:143].
فهي خيرُ الأممِ التي أخرجت للناسِ، وقد وصفَهَا المولَي عزَّ وجلَّ وشهدَ لهَا بذلكَ، فقالَ تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ) [آل عمران: 110]، ثمَّ اصطفَى اللهُ سبحانَهُ وتعالى لهَا رسولًا مِن خيارِهَا وأوسطِهَا نسبًا ومكانةً فبعثَهُ فيهَا نبيًّا رسولًا: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنَفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: 128].
وأنزلَ عليهَا أشرفَ كتبهِ وجعلَهُ مهيمنًا على الكتبِ قبلَهُ شاملًا لخيرِ ما جاءت بهِ: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) [المائدة: 48].
بهذا الرسولِ الكريمِ، وهذا القرآنِ العظيمِ، شرفت هذه الأمةُ، وبمتابعتِهَا والاهتداءِ بهديهِمَا كانت خير الأممِ وأوسطَهَا وأعدلَهَا.
وكان أسعدَ هذه الأمةِ باتباعهِمَا وأحرصَهُم على هديهمَا قولًا وعملًا واعتقادًا أصحابُ رسولِ اللهِ ﷺ ثمَّ تابعوهُم، ثمَّ التابعونَ لهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حب التناهي شطط.. خير الأمور الوسط ، لـ صوت الدعاة
ثانياً: نماذجُ مِن الوسطيةِ في الإسلامِ.
الوسطيةُ في القراءةِ و الدعاءِ: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} (110)(الإسراء).
أي قُل لهؤلاءِ المشركين: سمُّوا اللهَ باسمِ اللهِ أو اسمِ الرحمنِ، فأيُّ اسمٍ تسمونَهُ فهو حسنٌ، وهو تعالَى لهُ الأسماءُ الحسنَى، ولا شبهةَ لكمُ في أنّ تعددَ الأسماءِ يستوجبُ تعددَ المسمَّى، وإذا قرأتَ القرآنَ في صلاتِكَ فلا ترفعْ صوتَكَ بهِ، لئلا يسمعَ المشركونَ فيسبوكَ ويؤذوكَ، ولا تسرَّ بهِ فلا يسمع المؤمنون، وكن وسطًا في قراءتِكَ. (تفسير المنتخب).
الوسطيةُ في العبادةِ: عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»(صحيح البخاري).
فبيَّنَ ﷺ أنَّ التشددَ في العبادةِ ليس مِن سنتهِ، فإذا كان التشددُ في العبادةِ ليس مِن سنتهِ فمِن بابَ أولَي التشدُدُ والغلوُّ في الأمورِ الأخرى .
الوسطيةُ في الأكلِ والشربِ واللبسِ حتي في الصدقةِ: وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ، وَلاَ مَخِيلَةٍ).
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُلْ مَا شِئْتَ، وَالبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ، أَوْ مَخِيلَةٌ.(صحيح البخاري).
سألَ أعرابيٌّ عبدَ اللَّهِ بنَ عباسٍ ـ رضى اللَّهُ عنهمَا. فقالَ: إنَّ العربَ تقولُ: حبُّ التناهِي شططٌ، خيرُ الأمورِ الوسطُ، هل هذا موجودٌ في القرآنِ؟ قال ابنُ عباسٍ. رضى اللَّهُ عنهما: نعم في أربعةِ مواضع، منها: في قولِهِ تعالى في وصفَ بقرةِ قومِ موسَى: (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ ) «البقرة: 68»، «أي وسطٌ بينَ الكبرِ والصغرِ»، وفى قولِهِ تعالَى: (ولا تجعل يدَكَ مغلولةً إلى عنقِكَ ولا تبسطهَا كلَّ البسطِ فتقعدَ ملومًا محسورًا) «الاسراء: 110»،(هذا السبيلُ هو الوسطُ)، وفى قولِهِ تعالى في مدحِ المعتدلينَ مِن كرماءَ المؤمنين: (والذينَ إذَا أنفقُوا لم يسرفُوا ولم يقترُوا وكان بينَ ذلكَ قوامًا)، الفرقان:67». «أي الوسط”. وفي قولِهِ تعالى: (ولا تجهرْ بصلاتِكَ ولا تخافت بهَا) 110 الاسراء، ففهِمَ الأعرابيُّ.
وعن الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِب، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: “مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، حَسْبُ الْآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ غَلَبَتْ الْآدَمِيَّ نَفْسُهُ، فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ، وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ، وَثُلُ.ثٌ لِلنَّفَسِ“(سنن ابن ماجة).
الوسطيةُ في الوضوءِ: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِىٌّ إِلَى النَّبِىِّ ﷺ يَسْأَلُهُ عَنِ الْوُضُوءِ فَأَرَاهُ ثَلاَثاً ثَلاَثاً، قَالَ: « هَذَا الْوُضُوءُ فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ » (سنن النسائي).
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حب التناهي شطط.. خير الأمور الوسط ، لـ صوت الدعاة
ثالثًا: الغلوُّ والتشددُ في غيرِ محلِّهِ هلاكٌ وضلالٌ.
التشددُ والغلوُّ سببُ الهلاكِ والضلالِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي اللهُ عنه ِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ» قَالَهَا ثَلَاثًا (صحيح مسلم). (هلكَ المتنطعونَ) أي المتعمقونَ الغالونَ المجاوزونَ الحدودَ في أقوالِهِم وأفعالِهِم. والهلاكُ ضدُّ البقاءِ، يعنِي أنّهُم تلفُوا وخسرُوا، والمتنطعون: هم المتشددونَ في أمورِهِم الدينيةِ والدنيويةِ، ولهذا جاءَ في الحديثِ: (لا تشدّدُوا فيشدّدُ اللهُ عليكُم) .
وانظرْ إلى قصةِ بنِي إسرائيلَ حينَ قتلُوا قتيلًا فادرؤوا فيهِ وتنازعُوا حتى كادت الفتنةُ أنْ تثورَ بينهُم، فقالَ لهُم موسَى عليهِ الصلاةُ والسلامُ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) (البقرة: 67)، يعنِي وتأخذُوا جزءاً منها فتضربُوا بهِ القتيلَ، فيخبركُم مَن الذي قتلَهُ، فقالُوا لهُ (قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً) يعنِي: تقولُ لنَا اذبحُوا بقرةً واضربُوا ببعضِهَا القتيلَ ثمَّ يخبركُم عن قتلِه؟ ولو أنّهُم استسلمُوا وسلّمُوا لأمرِ اللهِ وذبحُوا أيَّ بقرةٍ كانت لحصلَ مقصودُهُم، لكنّهُم تعنتُوا فهلكّوا، قالوا: ادعُ لنَا ربَّكَ يبيّنُ لنَا ما هي؟ ثم قالُوا: ادعُ لنَا ربَّكَ يبيّنُ لنَا ما لونهَا؟ ثم قالُوا: ادعُ لنَا ربَّكَ يبيّنُ لنَا ما هي وما عملُهَا؟ وبعدَ أنْ شدّدَ عليهم ذبحوهَا وما كادُوا يفعلون.
كذلكَ أيضاً مِن التشديدِ في العبادةِ، أنْ يشدّدَ الإنسانُ على نفسِهِ في الصلاةِ أو في الصومِ أو في غيرِ ذلكَ مِمّا يسّرَهُ اللهُ عليهِ، فإنّهُ إذا شدّدَ على نفسِهِ فيمَا يسّرَهُ اللهُ فهو هالكٌ، فكلُّ مَن شدّدَ على نفسِهِ في أمرٍ قد وسّعَ اللهُ لهُ فيهِ فإنّهُ يدخلُ في هذا الحديثِ. (شرح رياض الصاحين).
اللَّهُمَّ ارزقْنا تِلاوةَ كتابِكَ حقَّ التِّلاوةِ، واجْعَلنَا مِمَّنْ نالَ بهِ الفلاحَ والسَّعادةَ، اللَّهُمَّ ارزُقْنَا إقَامَةَ لَفْظهِ ومَعْنَاه، وحِفْظَ حدودِهِ ورِعايَةَ حُرمتِهِ، اللَّهُمَّ ارزقْنَا تلاوتَهُ على الوجهِ الَّذِي يرْضيكَ عنَّا. واهدِنَا بهِ سُبُلَ السلامِ، وأخْرِجنَا بِه مِن الظُّلُماتِ إلى النُّورِ، واجعلْهُ حُجَّةً لَنَا لا علينَا يا ربَّ العالَمِين، اللَّهُمَّ ارْفَعْ لَنَا بهِ الدَّرجاتِ، وأنْقِذْنَا بهِ مِن الدَّرَكاتِ، وكفِّرْ عنَّا بهِ السيئاتِ، واغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِديِنَا ولجميعِ المسلمينَ برحمتِكَ يا أرْحَمَ الراحمين.
اللهُمَّ ألهمنَا العقلَ والفهمَ، واصرفْ عنَّا الشططَ والضلالَ.
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
خُطبةُ صوتِ الدعاةِ
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف