خطبة الجمعة القادمة 2 يناير 2026 : قيمةُ الوقتِ فى حياةِ الإنسانِ ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 2 يناير 2026 بعنوان : قيمةُ الوقتِ فى حياةِ الإنسانِ ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 13 رجب 1447هـ ، الموافق 2 يناير 2026م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 يناير 2026 بصيغة word بعنوان : قيمةُ الوقتِ فى حياةِ الإنسانِ، بصيغة word للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 يناير 2026 2025 بصيغة pdf بعنوان : قيمةُ الوقتِ فى حياةِ الإنسانِ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 2 يناير 2026 بعنوان : قيمةُ الوقتِ فى حياةِ الإنسانِ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
قيمةُ الوقتِ فى حياةِ الإنسانِ
“””””””””””””
الحمد للهِ ربِّ العالمينَ، نحمدهُ تعالى حمدَ الشاكرينَ، ونشكرهُ شكرَ الحامدينَ.
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ يحيي ويميتُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٍ، القائلِ في كتابِهِ العزيزِ: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ (1) إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ (2) إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ (3)﴾ سورةُ العصرِ.
وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وصفيُّهُ من خلقِهِ وحبيبُهُ، اللهمَّ صلِّ وسلمْ وزِدْ وباركْ عليهِ وعلى آلهِ وصحبِهِ أجمعينَ، حقَّ قدرِهِ ومقدارِهِ العظيمِ.
أمَّا بعدُ:
أيها المسلمونَ، فإنَّ هناكَ ثرواتٍ كثيرةً يمتلكُها الإنسانُ في هذهِ الحياةِ، ومن هذهِ الثرواتِ ما يمكنُ تعويضُهُ إذا ذهبَ، كالمالِ مثلًا، فالمالُ يذهبُ ويجيءُ، ومنها ما لا يمكنُ تعويضُهُ أبدًا، من ذلكَ الوقتُ، فالوقتُ هوَ تلكم الدقائقُ التي تمرُّ بنا الآنَ، الوقتُ هوَ حياتُنا التي نحياها ونعيشُها على الأرضِ، منذُ ولادتِنا حتى وفاتِنا، كلُّ منا لهُ بدايةٌ ونهايةٌ محتومةٌ، كلُّ منا لهُ رصيدٌ معدودٌ ومحدودٌ من الأيامِ، ولذلكَ سلْ من سبقونا، هل رأيتَ أحدًا عادَ بهِ الزمنُ إلى الوراءِ؟ هل رأيتَ شيخًا عادَ شابًا؟ هل رأيتَ من انقضى عمرُهُ عادَ مرةً أخرى إلى الحياةِ؟ هيهاتَ هيهاتَ، فإنَّ من عاشَ ماتَ، ومن ماتَ فاتَ، وكلُّ ما هوَ آتٍ آتٍ، هكذا قالها العربيُّ القديمُ، ولذلكَ فإنَّ للحياةِ سننًا ونواميسَ لا تتبدلُ ولا تتغيرُ.
أيها المسلمونَ، ولقيمةِ ومكانةِ الوقتِ كانتِ العباداتُ كلُّها مرتبطةً بالوقتِ، فالصلاةُ والصومُ والحجُّ، كلٌّ لهُ وقتٌ محددٌ ومعيَّنٌ، قالَ تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ سورةُ النساءِ 103، وعنِ الصيامِ قالَ: ﴿أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ﴾ سورةُ البقرةِ 184، وعنِ الحجِّ: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ﴾ سورةُ البقرةِ 197.
كما تحدثَ اللهُ سبحانهُ وتعالى عن نوعٍ من الزكاةِ وهوَ زكاةُ الزروعِ، وألزمَ إخراجَها بوقتِ الحصادِ، قالَ تعالى: ﴿وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ سورةُ الأنعامِ 141.
كما أقسمَ اللهُ عزَّ وجلَّ ببعضِ الزمنِ في القرآنِ الكريمِ في مواضعَ متعددةٍ، منها قالَ تعالى:
﴿وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (5)﴾ سورةُ الفجرِ، وقالَ: ﴿وَالضُّحَىٰ (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ (2)﴾ سورةُ الضحى، وقالَ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ (2)﴾ سورةُ الليلِ، وقالَ: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ (1) إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ (2) إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ (3)﴾ سورةُ العصرِ.
أيها المسلمونَ، وحينَ وصفَ اللهُ سبحانهُ وتعالى عبادَهُ الذينَ سينعمونَ في الجنةِ، كانَ من صفاتِهم وأفعالِهم التي يقومونَ بها، أنهم كانوا يغتنمونَ الوقتَ في طاعةِ اللهِ، قالَ تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٍ (15) ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ (16) كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ (17) وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ (18)﴾ سورةُ الذارياتِ.
كما أمرَ اللهُ حبيبَهُ ومصطفاهُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أنْ يتهجَّدَ لهُ، ويذكرَهُ ويسبِّحَهُ آناءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ، قالَ تعالى: ﴿فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ﴾ سورةُ طهَ 130، وقالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)﴾ سورةُ المزملِ، وقالَ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا (79)﴾ سورةُ الإسراءِ.
أيها المسلمونَ، لقد بيَّنَ لنا الحبيبُ المصطفى صلى اللهُ عليهِ وسلمَ قيمةَ الوقتِ، وأنهُ نعمةٌ عظيمةٌ ينبغي استثمارُها قبلَ فواتِ الأوانِ، فقد أخرجَ الإمامُ البخاريُّ في صحيحِهِ من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّهُ قالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ﴿نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ﴾.
ومن دعوتهِ إلى اغتنامِ الوقتِ قولُهُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، كما أخرجَ البيهقيُّ وغيرُهُ بسندٍ صحيحٍ، من حديثِ عمرو بنِ ميمونٍ أنَّهُ قالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ﴿اغتنِمْ خمسًا قبلَ خمسٍ: شبابَكَ قبلَ هرمِكَ، وصحتَكَ قبلَ سقمِكَ، وغناكَ قبلَ فقرِكَ، وفراغَكَ قبلَ شغلِكَ، وحياتَكَ قبلَ موتِكَ﴾.
كما لفتَ الحبيبُ المصطفى صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أنظارَنا إلى أنَّ عمرَ الإنسانِ في هذهِ الحياةِ الدنيا قصيرٌ، فقد أخرجَ الإمامُ البخاريُّ في صحيحِهِ من حديثِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّهُ قالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ﴿أَعْذَرَ اللَّهُ إلى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ، حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً﴾.
وأخرجَ الإمامُ الترمذيُّ وغيرُهُ بسندٍ حسنٍ من حديثِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّهُ قالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ﴿أعمارُ أمتي ما بينَ الستينَ إلى السبعينَ وأقلُّهم من يجوزُ ذلكَ﴾.
أيها المسلمونَ، كمْ من أناسٍ يهدرونَ ويبددونَ هذهِ الثروةَ العظيمةَ، وهيَ الوقتُ، فيما لا يعودُ عليهم بنفعٍ دينيٍّ ولا دنيويٍّ، علمًا بأنَّنا سنقفُ جميعًا أمامَ ربِّ العالمينَ وأحكمِ الحاكمينَ ليسألَنا عن هذا الوقتِ الذي ضيَّعناهُ، فقد أخرجَ الإمامُ الترمذيُّ وغيرُهُ بسندٍ حسنٍ صحيحٍ من حديثِ أبي برزةَ الأسلميِّ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّهُ قالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ﴿لا تزولُ قدما عبدٍ حتى يُسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ، وعن علمِهِ فيما فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيما أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيما أبلاهُ﴾.
ولكن أيها المسلمونَ، هيا بنا نقتربُ من الرعيلِ الأوَّلِ لنرى كيفَ كانَ الوقتُ بالنسبةِ لهم، وكيفَ كانتْ نظرتُهم إلى الوقتِ، ولذلكَ يُروى عن أحدِهم قولُهُ: ﴿ما من يومٍ أخرجَهُ اللهُ لأهلِ الدنيا إلَّا نادى: ابنَ آدمَ اغتنِمْني، لعلَّهُ لا يومَ لكَ بعدي، ولا ليلةٌ إلَّا تنادي: ابنَ آدمَ اغتنِمْني، لعلَّهُ لا ليلةَ لكَ بعدي﴾.
وقالَ الحسنُ البصريُّ رحمهُ اللهُ: ﴿لقد أدركتُ أقوامًا كانوا أشدَّ حرصًا على أوقاتِهم من حرصِكم على دراهمِكم ودنانيرِكم﴾.
وممَّا يؤثَرُ عن ابنِ عيَّاشٍ: ﴿لو سقطَ من أحدِكم درهمٌ لظلَّ يومَهُ يقولُ: إنَّا للهِ ذهبَ درهمي، وهوَ يذهبُ عمرُهُ ولا يقولُ: ذهبَ عمري، وقد كانَ للهِ أقوامٌ يبادرونَ الأوقاتَ، ويحفظونَ الساعاتِ، ويلازمونَها بالطاعاتِ﴾.
فاغتنموا كلَّ لحظةٍ في حياتِكم قبلَ أنْ يندمَ الإنسانُ، ولاتَ ساعةَ ندمٍ.
الخطبةُ الثانيةُ
“”””””
أيها المسلمونَ، فقد حرَّمَ اللهُ سبحانهُ وتعالى الغشَّ بكلِّ صورِهِ وأشكالِهِ، ومن هذهِ الصورِ المحرَّمةِ الغشُّ في الامتحاناتِ، فقد أخرجَ الإمامُ مسلمٌ في صحيحِهِ من حديثِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّهُ قالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ﴿مَنْ حَمَلَ علينا السلاحَ فليسَ منَّا، ومن غشَّنا فليسَ منَّا﴾.
فالغشُّ في الامتحاناتِ لهُ أضرارٌ كثيرةٌ على الفردِ والمجتمعِ، يكفي على سبيلِ المثالِ أنْ تعلمَ أنَّ هذا الذي يغشُّ يأخذُ حقَّ غيرِهِ، ويحصلُ على درجاتٍ لا يستحقُّها، ممَّا يترتبُ عليهِ ضياعُ حقوقِ المجتهدينَ، كما أنَّهُ بالغشِّ يخرجُ إلى سوقِ العملِ أناسٌ ليسوا مؤهَّلينَ كما ينبغي لأداءِ عملِهم، ممَّا يترتبُ عليهِ إضرارُ الناسِ والمجتمعِ، وقد قالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ﴿لا ضررَ ولا ضرارَ﴾.
اللهمَّ وفِّقنا لما فيهِ رضاكَ، واحفظْ مصرَ وأهلَها من كلِّ سوءٍ وشرٍّ.
بقلم: الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف







