web analytics
أخبار عاجلة
خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م بعنوان : الاستجابة لله ورسوله ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 11 شعبان  1444هـ ، الموافق 3 مارس 2023م
خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م بعنوان : الاستجابة لله ورسوله ، للدكتور محروس حفظي 

خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م : الاستجابة لله ورسوله ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م بعنوان : الاستجابة لله ورسوله ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 11 شعبان  1444هـ ، الموافق 3 مارس 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : الاستجابة لله ورسوله.

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : الاستجابة لله ورسوله ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : الاستجابة لله ورسوله ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

___________________________________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

عناصر خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م بعنوان : الاستجابة لله ورسوله ، للدكتور محروس حفظي :

 

(1) تحقيقُ الإيمانِ الكاملِ مِن خلالِ الاستجابةِ للهِ – عزَّ وجلَّ – ورسولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

(2) تحويلُ القبلةِ نموذجًا فريدًا في حسنِ الامتثالِ لأمرِ اللهِ – سبحانَهُ – والخضوعِ لأحكامِهِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م بعنوان : الاستجابة لله ورسوله ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي: 

خطبة بعنوان: «الاستجابةُ للهِ – عزّ وجلّ – ورسولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» بتاريخ 11 شعبان 1444 هـ = الموافق 3 مارس 2023 م

الحمدُ للهِ حمدًا يُوافِي نعمَهُ، ويكافىءُ مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِك، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أمَّا بعدُ

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م : الاستجابة لله ورسوله

(1) تحقيقُ الإيمانِ الكاملِ مِن خلالِ الاستجابةِ للهِ – عزّ وجلّ – ورسولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

إنَّ الاستجابةَ للأوامرِ الربانيةِ يعززُ العلاقةَ بينَ العبدِ وربِّه، ويورثُ الراحةَ والطمأنينةَ، ويقضِي على الخوفِ الذي قد ينجرفُ بصاحبهِ نحو اليأسِ، فالمؤمنُ باللهِ – تعالى- يخضعُ له ويذعنُ لأوامرهِ ونواهيهِ، وتكونُ لهُ منهجيةٌ في جميعِ أمورهِ، وقد لخّصَ نبيُّنَا تلك المرجعيةَ في حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«سَلُونِي، فَهَابُوهُ أَنْ يَسْأَلُوهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَجَلَسَ عِنْدَ رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ:لَا تُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكِتَابِهِ، وَلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: أَنْ تَخْشَى اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» (متفق عليه) .

وقد حرصَ نبيُّنَا على تربيةِ الصحابةِ وتنشئتِهِم نشئةً ربانيةً إيمانيةً، أنبتهُم بالقرآنِ إنباتًا، وأنشأهُم على عينهِ، فكانوا الجيلَ الفريدَ الذي لم يعرفْ له التاريخُ مثيلًا، وقد لا يُتاحُ للبشريةِ في مستقبلِهَا أنْ ترى له أيضًا مثيلًا، ويتبينُ ذلك في مواقفَ مختلفةٍ، وحوادثَ متباينةٍ ظهرَ مِن خلالِهَا سرعةُ الاستجابةِ لأمرِ اللهِ – تعالى – وأمرِ رسولهِ كما في قضيةِ تحريمِ الخمرِ قالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: «مَا كَانَتْ لَنَا خَمْرٌ غَيْرَ فَضِيخِكُمْ هَذَا الَّذِي تُسَمُّونَهُ الْفَضِيخَ، إِنِّي لَقَائِمٌ أَسْقِيهَا أَبَا طَلْحَةَ، وَأَبَا أَيُّوبَ، وَرِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِنَا إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: هَلْ بَلَغَكُمُ الْخَبَرُ؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ: فَإِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، فَقَالَ: يَا أَنَسُ أَرِقْ هَذِهِ الْقِلَالَ، قَالَ: فَمَا رَاجَعُوهَا، وَلَا سَأَلُوا عَنْهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ» (متفق عليه)، فما أحوجنَا إلى هذا الإذعانِ، وتلك الاستجابةُ الفوريةُ للنداءاتِ الربانيةِ في عصرٍ كثرتْ فيهِ المغرياتُ والملهياتُ مِمّا تَوجَّبَ علينَا الالتفاتُ والالتفافُ حولَ أولادِنَا، وأنْ نغرسَ القيمَ الإيمانيةَ والوجدانيةَ والأخلاقيةَ في نفوسِهِم مثلمَا ربَّى سيدُنَا الرعيلَ الأولَ فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ:يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ» (الترمذي وحسنه)، فهذا يجعلُ الولدَ متمسكًا بعقيدتهِ فلا تزلزلُهُ رياحُ الشكوكِ ولا أبواقُ الإلحادِ فيحيَا بذلك حياةً طيبةً لا حياةَ بهيميةٍ قالَ ربُّنَا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ وإلّا فمَن أعرضَ كان الشقاءُ مصيرَهُ والاضطرابُ والقلقُ سمتَهُ ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ .

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م : الاستجابة لله ورسوله

(2) تحويلُ القبلةِ نموذجًا فريدًا في حسنِ الامتثالِ لأمرِ اللهِ – سبحانَهُ – والخضوعِ لأحكامهِ:

نستذكرُ ونحن على أعتابِ شَهْرِ شعبانَ حَدثًا مِن الأحداثِ المهمةِ التي غيرتْ مجرَى التشريعِ الإسلامِي ألَا وهو حادثُ «تحويلِ القبلةِ» حيث كان رسولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون معه يتوجهونَ في صلاتِهِم إلى بيتِ المقدسِ قبلَ الهجرةِ  ثُم بعدَ الهجرةِ بستة عشرَ شهرًا أو سبعةَ عشرَ شهرًا فعَنْ البَرَاءِ قَالَ:«لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ المَدِينَةَ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا» (الترمذي وحسنه)، ولعلَّ الغرضَ مِن ذلك تأليفُ قلوبِ أهلِ الكتابِ للإسلامِ، فنبيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يحبُّ أنْ يدخلَ في دينِ اللهِ جميعُ الخلائقِ، ولذا كان يحزنُ عندما يعرضُ الناسُ عن دعوتهِ حتّى عاتبَهُ ربُّهُ ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾، وهذا التأليفُ منهجٌ تربويٌّ التزمَ بهِ نبيُّنَا في دعوتهِ قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«فَوَاَللَّهِ إنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ، وَأَدَعُ الرَّجُلَ، وَاَلَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ الَّذِي أُعْطِي، وَلَكِنِّي أُعْطِي أَقْوَامًا لِمَا أَرَى فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إلَى مَا جُعِلَ فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ الْغِنَى وَالْخَيْرِ» (البخاري)، ويعضددُ هذا المعنى أعني– تأليفَ أهلِ الكتابِ– ما جاءَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:«أَوَّلُ مَا نُسِخَ مِنَ الْقُرْآنِ فِيمَا ذُكِرَ لَنَا شَأْنُ الْقِبْلَةِ قَالَ اللَّهُ:﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ فَصَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَتَرَكَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ فَقَالَ اللَّهُ:﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾ يَعْنُونَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَنَسَخَتْهَا، وَصَرَفَهُ اللَّهُ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾»(صححه الحاكم ووافقه الذهبي).

 إنَّ العربَ في الجاهليةِ كانت تعظمُ البيتَ الحرامَ، وتفتخرُ قريشٌ أنَّها تقومُ على خدمة ِحجيجهِ، فلمّا جاءَ الإسلامُ أرادَ أنْ يخلصَهُم مِن تلك العلائقِ وتلك الرواسبِ والنعراتِ الجاهليةِ المقيتةِ، ليكونَ إرتباطُهُم باللهِ وحدَهُ، ولبيِّنَ لهُم أنَّ العبرةَ ليس بالتوجهِ نحوَ البيتِ فقط، وإنَّما بانضمامِ العملِ والسلوكِ الموافقِ لهدي السماءِ قالَ ربُّنَا: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ….﴾ الآية .

تابع / خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م : الاستجابة لله ورسوله

 لقد كان «تحويلُ القبلةِ» درسًا عمليًّا للمسلمِ في حسنِ الخضوعِ والتسليمِ والانقيادِ لأمرِ اللهِ سبحانَهُ، لذا مهّدَ اللهُ لهُ بمَا يطمئنُ النفوس، ويثبتُ الإيمانَ في القلوبِ، ويهيئُ الأفئدةَ لتقبلِ هذا الأمرِ العظيمِ حيثُ أنزلَ قبلَ آياتِ القبلةِ قولَهُ: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها﴾، ولذا بادرَهُ الصحابةُ بالسمعِ والطاعةِ حينمَا أمرَهُم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتوجهِ نحوَ الأقصَى فانقادُوا ولبثُوا على ذلك مدةً، فلمَّا أُمِرُوا بالتوجهِ ناحيةَ البيتِ الحرامِ سارعُوا وامتثلُوا، بل إنَّ بعضَهُم لمَّا علمَ بتحويلِ القبلةِ وهُم في صلاتِهِم توجهُوا إلى القبلةِ الجديدةِ فعَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: «فَصَلَّى مَعَ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ مَا صَلَّى، فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الأَنْصَارِ فِى صَلاَةِ الْعَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّهُ تَوَجَّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ فَتَحَرَّفَ الْقَوْمُ حَتَّى تَوَجَّهُوا نَحْوَ الْكَعْبَةِ» (البخاري)، أمَّا المنفاقون وضعافُ الإيمانِ فقد انتابَهُم الشكُّ والحيرةُ: كيف نُصلِّي نحوَ الأقصَى ثُم نتجه للبيتِ الحرامِ ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ﴾، وما أكثرَ هؤلاء في كلِّ زمانٍ ومكانٍ يرتدُّ أحدُهُم لأقلِّ شبهةٍ، وأدنَى ملابسةٍ، يتعاملُ مع اللهِ بمبدأِ المنفعةِ المجردةِ، والمصلحةِ البغيضةِ فهو كما أخبرنَا سبحانَهُ: ﴿مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ﴾

إنَّ المسلمَ الحقيقيَّ الذي يسلمُ أمرَهُ كلَّهُ للهِ ﴿آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾، فلا يقدمُ على شيءٍ إلّا إذا وافقَ حكمَ اللهِ ورسولهِ ﴿وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾، وعَن أَبِي هُرَيْرَة قال: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لَمَّا جِئْتُ بِهِ» (رِجَالُهُ ثِقَاتٌ صَحَّحَهُ النَّوَوِيُّ)، وهذا الانقيادُ هو الذي يعصمُ المسلمَ مِن رياحِ الشكوكِ، وأبواقِ الشبهاتِ التي قد تظهرُ أمامَهُ فلا يتأثرُ بهَا؛ لأنَّ معه مِن اليقينِ ما لا يزعزعُ إيمانهُ قيدَ أُنملةٍ ﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾، وها هو رسولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضربُ أروعَ الأمثلةِ في حسنِ الأدبِ مع اللهِ، فهو على الرغمِ مِن محبةِ صلاتهِ إلى الكعبةِ بل ظلتْ تلك الأمنيةُ تراودُهُ، وتشغلُ فؤادَهُ، لكنه لم يسألْ اللهَ، وإنّما انتظرَ الفرجَ مِن السماءِ يدلُّكَ على هذا التعبيرِ بالمضارعِ ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾ الذي يُفيدُ التكثيرَ، فعَنْ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: «وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَى الكَعْبَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ﴾، وَكَانَ يُحِبُّ ذَلِكَ» (البخاري) .

تابع / خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م : الاستجابة لله ورسوله

ما أحوجنَا إلى تحقيقِ الوحدةِ والاجتماعِ، وعدمِ الذوبانِ في شخصيةِ الآخرين والتي ما هي إلّا استجابةٌ فعالةٌ للآوامرِ الإلهيةِ والأحاديثِ النبويةِ وعلاجٌ ناجحٌ لكثيرٍ مِن الأمراضِ المستعصيةِ: أرادَ اللهُ مِن «تحويلِ القبلةِ» أنْ يجمعَ الصفَّ، ويلمَّ الشملَ بينَ المسلمين، فهم يعبدونَ ربًّا واحدًا، ويتجهونَ نحوَ قبلةٍ واحدةٍ، وهذا يوجبُ أنْ تتلاقَى النفوسُ على وُجْهَةٍ واحدةٍ كما قالَ ربُّنَا ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ وقال أيضًا: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ وعَنِ النُّعْمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» (مسلم) .

إنَّ المجتمعَ المتفرقَ لن يستطيعَ أنْ يدافعَ عن دينهِ وعرضهِ ووطنِه، وقد ذمَّ اللهُ التفرقَ في كتابهِ العزيزِ فقالَ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ﴾، ولذا يحسدُنَا اليهودُ على القبلةِ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُمْ لَا يَحْسُدُونَا عَلَى شَيْءٍ كَمَا يَحْسُدُونَا عَلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ الَّتِي هَدَانَا اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي هَدَانَا اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى قَوْلِنَا خَلْفَ الْإِمَامِ: آمِينَ» (أحمد وسنده صحيح) .

لقد توجَّهَ نبيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوَ بيتِ المقدسِ قبلة الأنبياءِ قبلَهُ، لكن شاءتْ إرادةُ اللهِ أنْ يتجهَ نحوَ الكعبةِ قبلة إبراهيمَ عليه السلام، فجمعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينَ ما كان عليه الأنبياءُ قبلهُ مِن الأصولِ، لكنَّهُ جعلَ لأُمتهِ شخصيةً مستقلةً في تشريعاتِهَا عن غيرِهَا حتى لا تذوبَ في شخصيةِ الآخرين، والإسلامُ أمرنَا بالانفتاحِ على الناسِ جميعًا دونَ أنْ ننسَى هويتَنَا وثقافتَنَا الأصيلةَ فقالَ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ قال محمدٌ القرظي: «ما خالفَ نبيٌّ نبيًّا قط في قبلةٍ ولا في سنةٍ إلّا أنَّ رسولَ اللهِ استقبلَ بيتَ المقدسِ حين قدمَ المدينةَ ستةَ عشرَ شهرًا ثُم قرأَ: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ﴾» .

كما أنَّنَا نحتاجُ أنْ نتستجبَ مِن خلالِ حادثِ «تحويلِ القبلةِ» إلى أمرِ دينِنَا في محبةِ الخيرِ والنفعِ للجميعِ، والتخلِّي عن الأنانيةِ وحبِّ الذاتِ لأنَّك تلحظُ – أخي الحبيب – أنَّ الصحابةَ في هذا الحدثِ كانُوا حريصينَ على مَن سبقَهُم مِن أهلِ الإيمانِ الذين ماتُوا وهم يصلونَ نحو بيتِ المقدسِ فسألُوا عن مصيرِهِم كأسعدِ بنِ زرارة، وأبي أمامةَ الباهلي وغيرِهِم فعَنْ البَرَاءِ قَالَ: «وكان الذي ماتَ على القبلةِ قبلَ أنْ تحولَ قبلَ البيتِ رجالٌ قتلّوا لم ندرِ ما نقولُ فيهم فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾» (البخاري)، وهذا يرشدُكَ إلى حسنِ صفاءِ النفوسِ، وصلاحِ القلوبِ، وحبِّ الخيرِ للغيرِ خاصةً ونحن سَنُقبِلُ على ليلةِ النصفِ مِن شعبانَ فعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» (ابن ماجه) .

تابع / خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م : الاستجابة لله ورسوله

وعلينَا أنْ نعِي ونفقَهَ مِن حادثِ «تحويلِ القبلةِ» درسًا عمليًّا مهمًّا ألَا وهو عدمُ الاعتدادِ بالسفهاءِ والمغرضين حيثُ أظهرَ هذا الحدثُ الجللُ صدقَ رسولِنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إذ أخبرَ اللهُ بمَا سيقولُهُ هؤلاء اليهودُ قبلَ أنْ يتمَّ هذا الأمرُ فوقعَ كما أخبرَ قالَ ربُّنَا: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾، لقد شنَّ اليهودُ حملةً إعلاميةً بشعةً استخدمُوا فيها كلَّ أساليبِ الخداعِ والتمويهِ، وقلبِ الحقائقِ حيثُ قابلُوا هذا الحدثَ بالاستهزاءِ والجحودِ، وإثارةِ الشبهاتِ، وبلبلةِ الأفكارِ، وتشكيكِ المسلمين، فقالُوا: «تركَ قبلةَ الأنبياءِ قبلَهّ»، وقال مشركُو العربِ: «توجَّهَ إلى قبلتِنَا ويوشكُ أنْ ينقلبَ بكليتهِ إلى دينِنَا»، وقال المنافقون: «إنْ كانتْ القبلةُ التي توجَّهَ إليهَا أولًا هي الحقُّ فقد تركَ الحقَّ، وإنْ كانتْ التي توجَّهَ إليهَا ثانيًا هي الحقُّ فقد كان على الباطلِ قبلَ ذلك»، لكنَّ اللهَ أفسدَ عليهم خطتَهُم، وأحبطَ مكرَهُم، ولقَّنَ نبيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجوابَ الذي يخرسُ بهِ ألسنةَ السفهاءِ الجاهلين الذين لم يعتدْ القرآنُ بذكرِ أسمائِهِم، فهم فريقٌ خفَّتْ أحلامُهُم، وضَعُفَتْ عقولُهُم فقالَ ﴿قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾، وهذا الأسلوبُ وتلك الحيلةُ إحدى أدواتِ الحربِ النفسيةِ التي يستخدمُهَا خصومُنَا في كلِّ زمانٍ ومكانٍ لتحقيقِ أهدافٍ مختلفةٍ سواء في أوقاتِ السلمِ أو الحربِ، لكنَّ المسلمَ اليقظَ الفطنَ اللبيبَ يقفُ مِن تلك الشائعاتِ إحدَى الحسنيين:

أحدُهَا: موقفُ المتجاهلِ الذي لا يعبأُ بمَا يقولُهُ أو ينشرُهُ أهلُ الشرِّ والمرجفون .

ثانيهَا: موقفُ المتثبتِ الناقدِ لِمَا يسمعُ ويُبثُّ ويذاعُ مِن الأخبارِ والأراجيفِ حسبمَا قالَ ربُّنَا: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى مَا فَعَلْتُمْ نادِمِينَ﴾، فاللهُ إذا أرادَ بعبدٍ خيرًا وفقَهُ لمواصلةِ العملِ والبناءِ فلا يلتفتُ لِمَا يُقالُ هنا وهناك، أمَّا مَن أرادَ خذلانَهُ فيشغلُهُ بالجدلِ والمخاصمةِ يقولُ مَعْرُوفٌ الْكَرْخِي: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا فَتَحَ لَهُ بَابَ عَمَلٍ, وَأَغْلَقَ عَنْهُ بَابَ الْجَدَلِ, وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرًّا فَتَحَ عَلَيْهِ بَابَ الْجَدَلِ, وَأَغْلَقَ عَنْهُ بَابَ الْعَمَلِ» (شعب الإيمان) .

نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنَّهُ أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، وأنْ يجعلَ بلدنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمنًا أمانًا، سلمًا سلامًا وسائرَ بلادِ العالمين، ووفق ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.

كتبه: د / محروس رمضان حفظي عبد العال     

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

خطبة الجمعة اليوم 3 مايو 2024م لوزارة الأوقاف - د. خالد بدير - الدكتور محمد حرز ، الدكتور محروس حفظي ، الشيخ خالد القط ، الدكتور عمر مصطفي ، word- pdf : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة اليوم : أمانة العامل والصانع وجزاؤها

خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة اليوم 3 مايو 2024م لوزارة الأوقاف – د. خالد بدير …

سعر الذهب في الإمارات اليوم الجمعة 28 فبراير 2020 م

سعر الذهب اليوم الجمعة 3 مايو 2024 م

سعر الذهب اليوم الجمعة 3 مايو 2024 م في مصر ، جرام عيار 21 وجرام …

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م بعنوان : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للدكتور عمر مصطفي، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م بعنوان : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للدكتور عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م بعنوان : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للدكتور عمر مصطفي، …

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م بعنوان : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للشيخ خالد القط

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م بعنوان : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للشيخ خالد القط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »