web analytics
أخبار عاجلة
خطبة الجمعة القادمة 10 نوفمبر 2023م بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 26 ربيع الآخر 1445هـ ، الموافق 10 نوفمبر 2023م
خطبة الجمعة القادمة 10 نوفمبر 2023م بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة 10 نوفمبر : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 10 نوفمبر 2023م بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 26 ربيع الآخر 1445هـ ، الموافق 10 نوفمبر 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 10 نوفمبر 2023م بصيغة word بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها ، للشيخ عمر مصطفي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 10 نوفمبر 2023م بصيغة pdf بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها ، للشيخ عمر مصطفي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 10 نوفمبر 2023م ، بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها ، للشيخ عمر مصطفي.

أولًا: القرآنُ الكريمُ كتابُ الإنسانيةِ.

ثانيًا: جوانبُ مِن إنسانيةِ الحبيبِ .

ثالثًا: أينَ نحنُ مِن إنسانيةِ النبيِّ ﷺ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 10 نوفمبر 2023م ، بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:

الأبعادُ الإنسانيةُ ومخاطرُ تجاهُلِهَا

26ربيع الآخر 1445 هـ –10نوفمبر 2023 م

الموضوع

الحمدُ لله معطِي الجزيلَ لِمَنْ أطاعَهُ ورَجَاهُ، شديدِ العقابِ لِمَن أعرضَ عن ذكرِهِ وعصاه، اجْتَبَى مَن شاءَ بفضلِهِ فقرَّبَهُ وأدْناهُ، وأبْعَدَ مَنْ شاءَ بعَدْلِهِ فولَّاهُ ما تَولاَّهُ، أنْزَلَ القرآنَ رحمةً للعالمينَ ومَنَارًا للسالِكينَ فمَنْ تمسَّكَ بهِ نالَ منَاهُ، ومَنْ تعدَّى حدودَهُ وأضاعَ حقُوقَهُ خسِرَ دينَهُ ودنياهُ، أحْمدُهُ على ما تفضَّلَ بهِ مِن الإِحسانِ وأعطاهُ، وأشْكرُهُ على نِعمهِ الدينيةِ والدنيويةِ، وأشهدُ أنْ لا إِلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ الكاملُ في صفاتِهِ المتعالي عن النُّظَراءِ والأشْباه، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ الَّذِي اختارَهُ على البشرِ واصْطفاه، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ والتابعينَ لهم بإِحسانٍ ما انْشقَّ الصبحُ وأشْرقَ ضِيَاهُ، وسلَّم تسليمًا.

أما بعد :

العنصر الأول من خطبة الجمعة 10 نوفمبر : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها 

أولًا: القرآنُ الكريمُ كتابُ الإنسانيةِ.

عبادَ الله: إنَّ كتابَ اللهِ تعالى الكريمِ (كتابُ الإنسانيةِ) للبشريةِ جمعاء، ليس مجردَ كتابٍ نقرأهُ ونتعبدُ بهِ فحسب، بل هو منهجُ حياةِ المسلمين، ومنبعُ حضارتِهِم، ودليلُ إنسانيتِهِم، وسمتُ إسلامِهِم كلِّه؛ ففيهِ العقيدةُ، والتشريعاتُ، وبينَ ثنايا آياتِه الحكيمةِ تجدُ أخلاقًا وسلوكياتٍ راقيةً تُجلبُ النفعَ للبشريةِ جمعاء، فضلًا عن المسلمين.

فهو الكتابُ الحقُّ الذي وردَ فيهِ ذكرُ «الناسِ» مراتٍ عديدةً، بل إنَّ أولَ نداءٍ فيهِ للناسِ جميعًا، قال تعالي: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)} (البقرة).

وآخرُ سورةٍ في القرآنِ، هي سورةُ الناسِ، قال تعالي: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)} (الناس).

، وذُكِرَ فيه «الإنسانُ» كذلكَ مراتٍ عديدةً، قال تعالي {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)}(الانفطار).

وفي القرآنِ سورةُ الإنسانِ، سُمِّيتْ باسمِهِ، لتذكرَهُ بأصلِ خلقِه ومصيرِه، قال تعالي: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)}(الإنسان).

 وورَدتْ فيهِ كلمةُ «البشرِ» بألفاظٍ مختلفةٍ، قال تعالَي: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20)}(الروم).

ففي هذا لفتٌ لانتباهِ البشريةِ جمعاء، (للإنسانِ والإنسانيةِ)، ودلالةٌ على اهتمامِ القرآنِ الكريمِ بالإنسانيةِ..

والإنسانيةِ، وهذا يعنِي:

* احترامُ قيمةِ الإنسانِ وكرامتِه، مهمَا كان دينُه ومعتقدُه ولونُه وعِرقُه، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: 70].

*والأدبُ واللطفُ والرفقُ والرحمةُ والأخلاقُ الحميدةُ، التي تحتوي على معانِي التراحمِ والتعاونِ والتآخِي الإنسانِي والنصرةِ والنجدةِ للآخرين، قال تعالى في وصفِ كمالِ نبيِّهِ ﷺ : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159].

*كما تعنِي الإنسانيةُ التعايشَ السلمِيَّ المشتركَ بينَ الناسِ جميعًا، إنَّها دعوةٌ عالميةٌ للتعارفِ والتآخِي العام، قال تعالي: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13].

العنصر الثاني من خطبة الجمعة 10 نوفمبر : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها 

ثانيًا: جوانبُ مِن إنسانيةِ الحبيبِ ﷺ.

عبادَ الله: إذا نظرنَا لتعاملاتِ النبيِّ ﷺ المختلفةِ، لوجدنَا جوانبَ مشرقةً ونواحِي متعددةً مِن العظمةِ، وكان في كلِّ جانبٍ المثلَ الأعلَى، بل وتعدّتْ إنسانيتُهُ حدودَ البشرِ إلى عالمِ الحيوانِ والنباتِ والجمادِ، ولمَ لا.. وقد جعلَ اللهُ تعالَى رسالتَهُ رحمةً للعالمين، قال تعالي: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].

 ومِن هذه الجوانبِ:

**إنسانيتُهُ ﷺ في صناعةِ المعروفِ.

إذا نظرنَا إلي اللحظاتِ الأولَى لنزولِ الوحيِ على الحبيبِ ﷺ، حين جاءَهُ جبريلُ في غارِ حراءٍ، وقالَ لهُ: (اقرأ)، وعادَ خائفًا إلى خديجةَ رضي اللهُ عنها، وقال: إنِّي خشيتُ على نفسِي، فقالتْ لهُ رضي اللهُ عنها: كَلَّا، أَبْشِرْ فَوَ اللَّهِ لاَ يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، فَوَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ. (صحيح البخاري).

وما ذكرَتْهُ خديجةُ رضي اللهُ عنها، ما هو إلّا صورةٌ مصغرةٌ لإنسانيتِهِ وهو قبلَ البعثةِ وزادتْ تلك الإنسانيةُ في درجاتِ العلَى بعدَ البعثةِ الشريفةِ.

وإذا تأملنَا في مقدمةِ سورةِ العلقِ، وهو أولُ ما نزلَ مِن القرآنِ الكريمِ لوجدنَا أنّ كلمةَ (الإنسانِ) وردتْ ثلاثَ مراتٍ؛ للتدليلِ على قيمةِ الإنسانيةِ، قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6)} [العلق: 1 – 6].

**إنسانيتُهُ ﷺ في نُصرةِ المظلومِ.

لم يكنْ النبيُّ ﷺ يتباطأُ  يومًا عن نصرةِ إنسانٍ مظلومٍ، ولو كان غيرَ مسلمٍ، إنَّه إنسانٌ، وبنيانُ اللهِ تعالى (الإنسان) ، جاء رجلٌ إلي مكةَ يستنجدُ بأيِّ أحدٍ ينصرُهُ ويأتي له بمالِه مِمّن أخذَهُ وجحدَهُ ، فلا يتحرّك لهُ أحدٌ، فاجتمعَ كبارُ القومِ في دارِ «عبدِاللهِ بنٍ جُدعان» فيما عُرف في السيرة النبوية بـــ «حِلف الفُضول»، وتحالفُوا على نصرةِ المظلومِ، ويحضرُ معهم الرسولُ ﷺ نصرةً لذاكَ المظلومِ، لأنَّهُ إنسانٌ، ويومَ أنْ هاجرَ النبيُّ إلى المدينةِ، أخذَ يحدّثُ بخبرِ هذا الحلفِ، فيقولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ [4] وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْتُ.(سيرة بن هشام).

إنَّها الإنسانيةُ التي يفتقدُهَا الكثيرُ اليوم..  وفي يومٍ آخر يأتي رجلٌ يستنجدُ بمَن يُعيدُ له مالَهُ مِن عندِ أبِي جهلٍ وبعثَهُ المشركون إلى الرسولِ ﷺ؛ ليشاهدُوا إيذاءَ النبيِّ ﷺ، لكن يذهبُ الرسولُ مع الرجلِ، ويوقعُ اللهُ تعالى الرعبَ والخوفَ في نفسِ أبي جهلٍ، ويأتِي بالمالِ للرجلِ، ويتعجبُ القومُ، لكنَّها الحقيقةُ: أنّ مَن فرّجَ عن الناسِ الشدائدَ وقضَى لهم الحوائجَ فرّجَ اللهُ عنه، وعصمَهُ مِن شرِّ ما يجد، فكما قال أحدُ الصالحين: «مَن مشَى في حاجةِ أخيهِ جبرًا للخاطرِ، نالَ معيةَ اللهِ في المخاطِرِ»..

**إنسانيتُهُ ﷺ في التعاملِ مع الأعداءِ والأسرَى.

قد تظهرُ في علاقةِ الإنسانِ بعدوِّهِ كلُّ المساوئِ في الأخلاقِ، وتلك أمورٌ طبيعيةٌ في نفوسِ البشرِ، غيرَ أنَّ صاحبَ النفسِ الشافيةِ الراقيةِ رسولُ اللهِ ﷺ كان أرحمَ الناسِ بالناسِ، حتي بأعدائِه، وما كان لينتقمَ إلّا مِمّن آذى اللهَ تعالى وتعرّضَ لشرعِه، أمّا نفسُه فكان عفوًّا كريمًا، وتلك أمثلةٌ واضحةٌ على إنسانيتِه في التعاملِ مع الأعداءِ وفي المعاركِ والغزواتِ، ومِن تلك المواقفِ ما يأتي:

*يومُ الطائفِ وقد عُذّبَ وأوذِيَ إيذاءً شديدًا ويأتي ملكُ الجبالُ، فيخبرُهُ بأنَّهُ إذا أرادَ أو أمرَ أنْ يُطبقَ عليهم الجبالَ لفعل، إلّا أنَّهُ صاحبُ الإنسانيةِ ﷺ قال: (لا؛ فإنّي لأرجُو أنْ يُخرجَ اللهُ مِن أصلابِهِم مَن يعبُدُ اللهَ ويوحِّدُه)..

*يومُ الفتحِ، حين أتاه القومُ، وهو الفاتحُ المظفّرُ، وتوقعُوا الهلاكَ والقتلَ، إلّا أنَّهُ يسألُهُم بنبرةِ المتواضعِ لا المتكبرِ، بنبرةِ الإنسانِ الذي يشعرُ بالضعيفِ في مواطنِ ضعفِه وانكسارِه: ما تظنونَ أنِّي فاعلٌ بكم؟ قالوا: أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ، فقالَ لهم: اذهبُوا فأنتمُ الطلقاءُ..

*إنسانيتُهُ في كافةِ حروبِهِ وغزواتِهِ ﷺ، حين كان يوصِي الجندَ بأخلاقياتِ الحروبِ الإنسانيةِ في الإسلامِ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا قَالَ: «لَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَلَا امْرَأَةً» (مصنف عبد الرزاق).

وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كان يقولُ: ” انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ، لَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا، وَلَا طِفْلًا، وَلَا صَغِيرًا، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا تَغُلُّوا. (السنن الكبري للبيهقي ).

وللهِ درُّ القائلِ إنَّ لسيوفِ المسلمين أخلاقًا، هل وجدنَا مثلَ هذه الأخلاقِ وهذه الإنسانيةِ في حياةِ الفاتحينَ للبلدانِ قديمًا أو حديثًا إلّا في سيرةِ النبيِّ وأصحابِه الكرامِ وأتباعِه على مرِّ الزمانِ والمكانِ وتعاقبِ السنينَ والأيامِ والأجيالِ.

**إنسانيتُهُ ﷺ مع الحيوانِ.

وشملتْ إنسانيتُهُ ﷺ الحيوانَ كذلك، فقد شكا الجملُ إليهِ فأخذَ حقَّهُ مِن صاحبِهِ، وقصَّ علينَا قصةَ الرجلِ الذي سقَى كلبًا فدخلَ الجنّةَ، وحذّرَنَا مِن إيذاءِ الحيوانِ، وذمَّ المرأةَ التي حبستْ الهرّةَ فاستحقتْ النارَ، كما نهَى عن أنْ يُتّخذَ الحيوانُ مرمَى، كما شدّدَ على خطورةِ ترويعِ الحيوانِ حتى عندَ الذبحِ الحلالِ المباحِ، فقالَ ﷺ: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ» (صحيح مسلم). حتى عندَ ذبحٍ مباحٍ تظهرُ إنسانيةُ المسلمِ، والفائدةُ لهُ لا للحيوانِ، فالحيوانُ مذبوحٌ مذبوحٌ، لكنَّهَا الرحمةُ التي تصنعُ قلبًا رقيقًا ونفسًا شفّافةً..

العنصر الثالث من خطبة الجمعة 10 نوفمبر : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها 

ثالثًا: أينَ نحنُ مِن إنسانيةِ النبيِّ .

عبادَ الله: كانت رسالتُهُ ﷺ رحمةً للعالمين، فقد كان ﷺ صفيَّ القلبِ، طيبَ الفؤادِ، كريمَ المنشأِ، عظيمَ الخُلُقِ، أرقَى الناسِ نفسًا، وأرقَّهُم فؤادًا، وأحسنَهُم سمتًا وسلوكًا، قال عنه ربُّنَا في كتابِه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(القلم)، وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}(الأنبياء)، لقد منَّ اللهُ تعالى على المؤمنين بل على الإنسانيةِ كلِّهَا برسولِ اللهِ مُحمدٍ ﷺ، حيثُ أرادَ اللهُ تعالى أنْ يعيدَ للإنسانيةِ رونقَهَا، وللحياةِ لذّتهَا، وللدنيا نورهَا، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْـمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].

وقد كانت ولا تزالُ وستظلُّ إنسانيةُ الحبيبِ ﷺ مثالًا يُحتذَى، ونموذجًا يُقتدَى، فقد أبهرتْ إنسانيتُهُ العدوَّ قبلَ الصديقِ، وشهدَ له الغريبُ قبلَ القريبِ بالعظمةِ والكمالِ..

ولمَ لا؟ وقد أدّبَهُ وربّاهُ ربُّهُ وصنعَهُ على عينهِ سبحانَهُ وتعالي، وتمّمَ به الرسالات، وأكملَ بهِ الأخلاقَ والإنسانيةَ الراقيةَ، يقولُ النبيُّ الحبيبُ عن نفسِهِ: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ»(مسند البزار).فهو نبيُّ الأخلاقِ، ورسولُ الرحمةِ، وصاحبُ الإنسانيةِ الراقيةِ.

إنَّهُ الرسولُ الإنسانُ ﷺ!!

ماتَ رسولُ اللهِ وما ماتَتْ إنسانيتُهُ!!.. ونحن أحياءٌ لكنْ ماتتْ إنسانيةُ الكثيرِ منَّا!!

عبادَ الله: إنَّ لغيابِ الإنسانيةِ وتجاهلِهَا مخاطرَ كثيرةً أعظمهَا وفي مقدمتِهَا وعلى رأسِهَا أنْ نعيشَ في غابةٍ يأكلُ القويُّ منًّا الضعيفَ، ويتجاهلُ آلامَهُ وصيحاتِهِ وصرخاتِهِ، بل ربَّمَا كانت هذه الصرخاتُ مصدرَ سعادةٍ لهُ، والمخرجُ أنْ نتخلّقَ بهذا بأخلاقِ النبيِّ الإنسانِ ﷺ في كافةِ نواحِي حياتِنَا…نشعرُ بآلامِ المهمومين، ونعملُ على تفريجِ كربِ المكروبِ، ننصرُ المظلومَ، نصنعُ المعروفَ، لا نظلمُ مسلمًا ولا غيرَ مسلمٍ، ننشرُ الخيرَ بينَ الناسِ.

اللهُمَّ اعنَّا على ذكرِكَ وشكرِكَ وحسنِ عبادتِكَ، ربَّنَا هبْ لنَا مِن لدنكَ رحمةً إنّك أنت الوهابُ، ربَّنَا آتنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنَا عذَابَ النارِ، ربَّنَا اغفرْ لنَا ولوالِدِينَا ولِجميعِ المسلمينَ، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمَّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024 م بعنوان : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024 م بعنوان : أمانة العامل والصانع …

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م من الأرشيف : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ – الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م من الأرشيف : أمانة العامل والصانع وجزاؤها

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م من الأرشيف : أمانة العامل والصانع …

خطبة الجمعة القادمة : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 …

خطبة الجمعة اليوم 26 أبريل 2024م لوزارة الأوقاف - د. خالد بدير - الدكتور محمد حرز ، الدكتور محروس حفظي ، الشيخ خالد القط ، الدكتور عمر مصطفي ، word- pdf : تطبيقات حُسن الخلق ، بتاريخ 17 شوال 1445هـ ، الموافق 26 أبريل 2024م

خطبة الجمعة اليوم 26 أبريل 2024م : تطبيقات حُسن الخلق

خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة اليوم 26 أبريل 2024م لوزارة الأوقاف – د. خالد بدير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »