web analytics
أخبار عاجلة
خطبة الجمعة القادمة 13 يناير 2023م بعنوان : اغتنام عهد الشباب في بناء الذات (إتقان العبادة وإتقان العمل) ، للشيخ طه ممدوح، بتاريخ 20 جمادي الآخرة 1444هـ ، الموافق 13 يناير 2023م
خطبة الجمعة القادمة 13 يناير 2023م بعنوان : اغتنام عهد الشباب في بناء الذات (إتقان العبادة وإتقان العمل) ، للشيخ طه ممدوح

خطبة الجمعة 13 يناير 2023م : اغتنام عهد الشباب في بناء الذات (إتقان العبادة وإتقان العمل) ، للشيخ طه ممدوح

خطبة الجمعة القادمة 13 يناير 2023م بعنوان : اغتنام عهد الشباب في بناء الذات (إتقان العبادة وإتقان العمل) ، للشيخ طه ممدوح، بتاريخ 20 جمادي الآخرة 1444هـ ، الموافق 13 يناير 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 يناير 2023م بصيغة word بعنوان : اغتنام عهد الشباب في بناء الذات (إتقان العبادة وإتقان العمل) ، للشيخ طه ممدوح

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 يناير 2023م بصيغة pdf بعنوان : اغتنام عهد الشباب في بناء الذات (إتقان العبادة وإتقان العمل) ، للشيخ طه ممدوح

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 13 يناير 2023م بعنوان : اغتنام عهد الشباب في بناء الذات (إتقان العبادة وإتقان العمل) ، للشيخ طه ممدوح:

  • اغتنامُ مرحلةِ الشبابِ.

  • حثُّ الإسلامِ على اتقانِ العباداتِ.

  • حثُّ الإسلامِ على العملِ واتقانهِ

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 13 يناير 2023م ، بعنوان :اغتنام عهد الشباب في بناء الذات (إتقان العبادة وإتقان العمل) ، كما يلي:

 

اغتنامُ عهدِ الشبابِ في بناءِ الذاتِ (إتقانُ العبادةِ وإتقانُ العملِ) بتاريخ 20 جمادي الآخرة 1444 هـ ، الموافق 13 يناير 2023م

  الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريمِ: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:

العناصر

  • اغتنامُ مرحلةِ الشبابِ.
  • حثُّ الإسلامِ على اتقانِ العباداتِ.
  • حثُّ الإسلامِ على العملِ واتقانهِ

الموضوع

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 13 يناير 2023م 

أولًا: اغتنامُ مرحلةِ الشبابِ وبيانُ أهميتِهَا:

   إنَّ الشبابَ مِن نعمِ اللهِ العظيمةِ، وصاحبَهَ قد مُنِحَ قوةً تعينهُ على تحقيقِ آمالهِ بالاستعانةِ باللهِ عزَّ وجلَّ، وهي مرحلةٌ عظيمةٌ ينبغِي أنْ تُصانَ عمّا لا ينبغِي مِن الأخلاقِ والأعمالِ، وينبغِي لصاحبِهَا أنْ يجتهدَ فيما يبلغهُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ ونفعِ عبادهِ.

  ومرحلةُ الشبابِ مرحلةٌ عظيمةٌ، هي أهمُّ المراحلِ، ومِن سنةِ اللهِ عزَّ وجلَّ أنَّ العبدَ إذا استقامَ على أمرٍ وواظبَ عليهِ وشبَّ عليه، فإنَّ اللهَ جلَّ وعَلا يعينهُ على إكمالِ ذلك، ويتوفاهُ على ما عاشَ عليهِ ونشأَ عليهِ مِن الخيرِ، وقد أشادَ الإسلامُ بالشبابِ، وحثَّ  الاسلامُ الشبابَ على الاستقامةِ، ورغبَهُ بأسبابِ النجاةِ والسعادةِ، ولهذا ثبتَ في الصحيحينِ: عن النبيِّ أنَّه قال: (سبعةٌ يظلهُم اللهُ في ظلِّه، يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلّه: إمامٌ عادلٌ، وشابٌ نشأَ في عبادةِ اللهِ، ورجلٌ قلبُهُ معلقٌ بالمساجدِ، ورجلانِ تحابَّا في اللهِ اجتمعَا على ذلك وتفرّقَا عليهِ، ورجلٌ دعتهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ فقال: إنِّي أخافُ اللهَ، ورجلٌ تصدّقَ بصدقةٍ فأخفاهَا حتى لا تعلمَ شمالُهُ ما تنفقُ يمينُهُ، ورجلٌ ذكرَ اللهَ خاليًا ففاضتْ عيناهُ)، فهذا الحديثُ العظيمُ يدلُّ على عظمِ شأنِ الشبابِ، وأنَّه ينبغِي للشابِ أنْ يُعنَى بهذه المرحلةِ، وأنْ يستقيمَ فيها على أمرِ اللهِ، وأنْ يحاسبَ نفسَهُ؛ حتى لا يكونَ سببًا لضلالِ غيرهِ.

  وقد أدركَ شبابُ صدرِ الإسلامِ نعمةَ اللهِ سبحانَهُ وتعالى عليهم في هذه المرحلةِ مِن العمرِ، هذه المرحلةُ التي جعلَهَا اللهُ سبحانَهُ وتعالى بينَ مرحلتَي ضعفٍ، كما في قولِهِ سبحانَهُ: {اللهُ الذي خلقَكُم مِن ضعفٍ ثُمّ جعلَ مِن بعدِ ضعفٍ قوةً ثُمَّ جعلَ مِن بعدِ قوةٍ ضعفًا وشيبةً يخلُقُ ما يشاءُ وهو العليمُ القديرُ}[الروم: 54] فمرحلةُ القوةِ هي مرحلةُ الشبابِ، يسبقُهَا ضعفُ الطفولةِ، ويعقبُهَا ضعفُ الشيخوخةِ.

  ويقولُ رسولُ اللهِ فيما رواهُ الحاكمُ وصححَهُ عن ابنِ عبّاسِ -رضي اللهُ عنه-: “اغتنمْ خمسًا قبلَ خمسٍ: شبابَكَ قبلَ هرمِكَ، وصحتَكَ قبلَ سقمِكَ، وغناكَ قبلَ فقرِكَ، وفراغَكَ قبلَ شغلِكَ، وحياتَكَ قبلَ موتِكَ”

  ويقولُ النبيُّ : (لا تزولُ قدَمَا العبدِ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عن عمرِه فيما أفناهُ وعن شبابهِ فيما أبلاهُ وعن مالهِ من أين اكتسبَهُ وفيما أنفقَهُ وعن علمهِ ما عمِلَ به)(رواه الترمذي).

  فهذه أربعةُ أسئلةٍ استعدُّوا لها: أين أمضينَا العمرَ؟ وكيف أمضينَاه؟ وقوةُ الشبابِ التي هي أحسنُ فرصة للعبادةِ ماذا فعلنَا بها؟ هل استعملناهَا في معصيةِ اللهِ، وغرتْنَا الأماني وقلنَا: يمكنُنَا التوبةَ فيما بعد، أم استعملنَاهَا فيما يُرضِي الله؟.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 13 يناير 2023م 

ثانيًا: حثُّ الإسلامِ على  اتقانِ العباداتِ:

  قَد صَنَعَ اللهُ كُلَّ شَيءٍ في هَذَا الكَونِ بِإِتقَانٍ، وَأَنزَلَ في الأَرضِ هَذَا الإِنسَانَ، وَجَعَلَهُ خَلِيفَةً فِيهَا وَأَمَرَهُ بِالسَّعيِ في مَنَاكِبِهَا وَإِعمَارِهَا، وَأَوجَبَ عَلَيهِ الإِحسَانَ وَنَهَاهُ عَنِ الإِفسَادِ فِيهَا بَعدَ إِصلاحِهَا، قَالَ – سُبحَانَهُ -: ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النمل: 88] وَقَالَ – تَعَالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾ [النحل: 90] وَقَالَ – تَعَالى -: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195].

ولم يأمرْنَا الشرعُ الشريفُ بمجردِ اغتنامِ عهدِ الشبابِ بالعبادةِ والعملِ، إنَّما أمرَنَا كذلكَ بالإتقانِ والإحسانِ والتميزِ فيهمَا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(البقرة: 195)، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ)(رواه البيهقي)، وقد حثنا الإسلام على اتقان العبادات، قال الله تعالى: {انَّ اَلذينَ امَنُواْ وَعَملُواْ الصَّالحات إنَّا لا نُضيعُ أَجْرَ مَنَ اَحْسَن عَمَلاَ}( الكهف: 30).

والإتقانُ هو ضبطُ العملِ والقيامُ به على أحسنِ صورةٍ وأكمل وجهٍ، مع بذلِ الجهدِ في تطويرهِ وتجويدهِ، والإتقانُ في العبادةِ يكونُ بأدائِهَا أداءً صحيحًا، وإتمامِ شروطِهَا وأركانِهَا، واستيفاءِ سننِهَا وآدابِهَا:

 حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ في شأنِ الصلاةِ: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾(المؤمنون: 1ـ 2) ، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ)(رواه مسلم)، وعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه: أنَّ رسولَ اللهِ دخلَ المسجدَ فدخلَ رجلٌ فصلَّى، ثم جاء فسلَّمَ على رسولِ الله ، فردَّ رسولُ اللهِ السلامَ قال: (ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ)، فرجعَ الرجلُ فصلَّى كما كان صلَّى، ثم جاء إلى النبيِّ فسلَّمَ عليه فقال رسولُ اللهِ : (وعَلَيْكَ السَّلَامُ)، ثم قال: (ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ)، حتى فعلَ ذلك ثلاثَ مراتٍ، فقالَ الرجلُ: والذي بعثَكَ بالحقِّ ما أحسنُ غيرَ هذا علمنِي، قال: (إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ ما تَيَسَّرَ معكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذلكَ في صَلَاتِكَ كُلِّهَا)(رواه مسلم).

ويقولُ سبحانَهُ في شأنِ الزكاةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}(البقرة: 267) .

وفي شأنِ الصيامِ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.)، ويقولُ سيدُنَا جابرٌ (رضي اللهُ عنه): إذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُك وَبَصَرُك وَلِسَانُك عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَآثِمِ، وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ، ولْيَكُنْ عَلَيْك وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ، وَلاَ تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَيَوْمَ صِيَامِكَ سَوَاءً.

ويقولُ سبحانَهُ في شأنِ الحجِّ: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}(البقرة: 196) ، ويقولُ سبحانَهُ: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}(البقرة: 200)

وإتقانُ تلاوةِ القرآنِ الكريمِ : بالإخلاصِ للهِ تعالى في قراءتهِ واحترامِ آدابِ التلاوةِ وأحكامِ التجويدِ، ففي قضيةِ حفظِ القرآنِ فإنَّ الإتقانَ مُهِمٌّ جدًا فقد قال -عليه الصلاةُ والسلامُ- : (الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ)(متفق عليه)، ولقد حرصَ المسلمونَ على إتقانِ تجويدِ كتابِ اللهِ تعالى، وإخراجِ كلِّ صوتٍ مِن مخرجهِ، ولمَّا كان بعضُ الحروفِ فيها تقاربٌ في المخرجِ ضبطوهَا، وبينُوا صفاتِهَا، وحفظوهَا مِن الطغيانِ والتطفيفِ فلم يهملُوا تحريكًا ولا تسكينًا ولا تفخيمًا ولا ترقيقًا، وضبطُوا مقاديرَ المدَّاتِ في التجويدِ، وتفاوتِ الإمالاتِ، وميّزُوا بينَ الحروفِ والصفاتِ، ولذلك صارَ في علمِ القرآنِ وقراءةِ القرآنِ مجالٌ عظيمٌ للإتقانِ، وفيه تفاوتٌ كبيرٌ وصار هنالك دقةَ روايةٍ، وسلامةَ ضبط ٍوجودةَ الأداءِ.

وقد شملَ الأمرُ بالإتقانِ شأنَ تكفينِ الميتِ وتجهيزِهِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إذا كفَّنَ أحدُكُم أخاهُ، فليُحسِّن كفنَهُ)(رواه مسلم).

******

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا مُحمدٍ ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 13 يناير 2023م 

ثالثًا: حثُّ الإسلامِ على العملِ واتقانِهِ:

  اتقانُ العملِ في الاسلامِ لهُ أهميةٌ كبيرةٌ جدًا حيثُ أنَّ إتقانَ العملِ هو أهمُّ الأسبابِ التي ترفعُ مِن نهضةِ ورقيِّ الأمةِ الإسلاميةِ، وخيرُ دليلٍ علي الإتقانِ أنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالي جعلَ الكونَ في أحسن نظامٍ وخلقَ الإنسانَ في أحسنِ تقويمٍ وبتدبرِ الآياتِ الكونيةِ حولَنَا نجدُ أنَّ اللهَ تعالي أحسنَ صنعًا.

 ولقد أمرَنَا اللهُ سبحانَهُ وتعالي بضرورةِ إتقانِ العملِ، وجاءتْ الكثيرُ مِن الآياتِ القرآنيةِ في هذا الصددِ منها قولُهُ تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (التوبة 105).

  ومما لا شكَّ أنَّ إتقانَ العملِ سبيلُ الأممِ المتحضرةِ، التي يحملُهَا حبُّهَا لأوطانِهَا، ووعيهَا بدورِهَا في رقيِّهِ وتقدمهِ على إحسانِ العملِ وتجويدِه والتميزِ فيهِ، وهو خيرُ سبيلٍ لاغتنامِ قدراتِ الشبابِ وطاقاتِهِم فيمَا يخدمُ الدينَ والوطنَ، فكثيرٌ مِن مظاهرِ التقدمِ والتطورِ الذي يعيشُهُ العالمُ في العصرِ الحديثِ في شتّى المجالاتِ قائمٌ على أكتافِ الشبابِ الذين أسهمُوا بجهدِهِم وإتقانِهِم في خدمةِ الإنسانيةِ.

  ولن يحترمَ الناسُ دينَنَا ما لم نتفوقْ في أمورِ دنيانَا، فإنْ تفوّقنَا في أمورِ دنيانَا احترمَ الناسُ دينَنَا ودنيانَا، وأنَّه لن يكونَ ذلك التفوقُ إلّا بأنْ نجعلَ مِن إتقانِ العملِ ثقافةً عامةً في كلِّ شيءٍ، في العلمِ، والصناعةِ، والثقافةِ، والعملِ الحرفِي والمهنِي، بل وفي جميعِ جوانبِ حياتِنَا، مدركينَ أنَّ إتقانَ العملِ واجبٌ تحتمهُ تعاليمُنَا الشرعيةُ وروحُنَا الوطنيةُ، وأنَّ العملَ يتحولُ إلى عبادةٍ ما دامَ مقرونًا بشرفِ وسموِّ الغايةِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ في رجلٍ تعجبَ أصحابُ النبيِّ ﷺ مِن جلدهِ ونشاطهِ وإتقانهِ: (إنْ كان خرجَ يسعَى على ولدِهِ صغارًا فهو في سبيلِ اللهِ وإنْ كان خرجَ يسعَى على أبوينِ شيخينِ كبيرينِ فهو في سبيلِ اللهِ وإنْ كان خرجَ يسعَى على نفسِهِ يعفُّهَا فهو في سبيلِ اللهِ)(رواه الطبراني)، وقد ضربَ لنَا رسول الله ﷺ أروع الأمثلة في التدريبِ العملِي للشبابِ والغلمانِ على إتقانِ العملِ، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِغُلَامٍ يَسْلُخُ شَاةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَنَحَّ، حَتَّى أُرِيَكَ» فَأَدْخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ، فَدَحَسَ بِهَا، حَتَّى تَوَارَتْ إِلَى الْإِبِطِ وَقَالَ: «يَا غُلَامُ هَكَذَا فَاسْلُخْ» ( رواه ابن ماجة).

اللهم وفقنَا لكلِّ ما تحبهُ وترضاهُ .. واحفظْ مصرَ وأهلهَا مِن كلِّ سوءٍ ومكروه

الدعاء،،،،،                                           وأقم الصلاةَ ،،،،،

كتبه: الشيخ طه ممدوح عبد الوهاب

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

خطبة الجمعة بعنوان : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 24 شوال 1445 هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة بعنوان : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة بعنوان : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 24 شوال …

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024 م بعنوان : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024 م بعنوان : أمانة العامل والصانع …

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م من الأرشيف : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ – الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م من الأرشيف : أمانة العامل والصانع وجزاؤها

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م من الأرشيف : أمانة العامل والصانع …

خطبة الجمعة القادمة : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »