web analytics
أخبار عاجلة

خواطر الشهر الكريم لوزير الأوقاف الخاطرة الثالثة عشرة : الفرق بين العبادة والعبودية

رمضان شهر العبادة والعبودية ، على أن العبادة أخص والعبودية أعم ، فليس كل عابد عبدًا ربانيًّا ، وكل عبد رباني عابدٌ محقق للعبادة بمفهومها الأعم : أداءً للفرائض والنوافل ، وعمارةً للكون ، وصنعًا للحياة ، فالعبودية هي أن تكون سائر حركاتك وسكناتك لله (عز وجل) , موقنًا بربوبيته ، شاكرًا لأنعمه ، فقد كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه , ولما سألته أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) : يا رسول الله أتصنعُ هذا ، وقد غُفِرَ لك ما تقدم مِن ذنبِك وما تأخر , فقال (صلى الله عليه وسلم) : “يا عائشةُ أفلا أكون عبدًا شكورًا”.
ولمقام العبودية من التعبد والخضوع , والتذلل والخشوع , ورفع الأيدي وسفح الدموع بين يدي عالم السر والنجوى وكاشف الضر والبلوى , أحوال تدرك ولا توصف , وأسرار لا يباح بها , فالعبودية هي مقام الأصفياء لا الأدعياء.
ومقام العبودية هو مقام الصفاء والنقاء , وكيف لا يكون كذلك وهو مقام التسليم والخضوع والانقياد المطلق لله (عز وجل) , وحسن الاعتماد والتوكل عليه , والاطمئنان بما عنده , بأن يكون الإنسان بما عند الله (عز وجل) أوثق منه بما في يده , مرتكنًا إلى قوله تعالى : “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ” , وقوله تعالى : “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا”.
ثم إن مقام العبودية هو مقام النبيين والمرسلين ، حيث يقول الحق سبحانه في شأن نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) : “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” ، ويقول سبحانه : “ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى” ، ويقول سبحانه في شأن سيدنا أيوب (عليه السلام) : “إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ” , ويقول سبحانه : “وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ” , ويقول سبحانه: “ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا”.
فهيا بنا نعمل على تحقيق العبودية الكاملة لله (عز وجل) في الشهر الفضيل ، رجاء رفقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في جنات النعيم.

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م بعنوان : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 9 ذو القعدة 1445هـ ، الموافق 17 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للشيخ خالد القط

خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م بعنوان : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للشيخ …

خطبة الجمعة بعنوان : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 9 ذو القعدة 1445 هـ ، الموافق 17 مايو 2024م

خطبة الجمعة بعنوان : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة بعنوان : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ …

خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024 م بعنوان : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 9 ذو القعدة 1445هـ ، الموافق 17 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة 17 مايو : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024 م بعنوان : واجبنا تجاه المنافع …

خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م من الأرشيف : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، بتاريخ 9 ذو القعدة 1445هـ – الموافق 17 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة من الأرشيف : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م من الأرشيف : واجبنا تجاه المنافع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »