زاد الأئمة : الإصدار (33) لـ خطبة الجمعة القادمة : قيمة الوقت في حياة الإنسان

زاد الأئمة : وزارة الأوقاف تعلن رسميا عن زاد الأئمة والخطباء.. الدليل الإرشادي الإصدار (33) لـ خطبة الجمعة القادمة حول : قِيمَةُ الْوَقْتِ فِي حَيَاةِ الْإِنْسَانِ، بتاريخ ١٣ رجب ١٤٤٧هـ ٠٢من يناير٢٠٢٦م.
ننفرد بنشر زاد الأئمة والخطباء.. الدليل الإرشادي لخطب الجمعة القادمة : قِيمَةُ الْوَقْتِ فِي حَيَاةِ الْإِنْسَانِ ، بصيغة WORD
الإصدار (33) من سلسلة ” زاد الأئمة والخطباء: الدليل الإرشادي لخطب الجمعة”
استمراراً لما انتهجته وزارة الأوقاف مؤخراً من التيسير على السادة الأئمة والخطباء ودعماً لنماء زادهم العلمي والفكري والمعرفي نقدم هذا الإصدار من تلك السلسلة التي هي عبارة عن بحث موسع يجمع الشواهد والمعاني التي يمكن للخطيب أن يديم النظر فيها طوال الأسبوع، لتعينه على الإعداد الجيد لخطبته، وإتقان تناوله للموضوع، وزيادة عمقه وأصالته، وربط نصوص الشريعة بالواقع المعيش، حتى إذا صدرت الخطبة في موعدها المعتاد يوم الأربعاء من كل الأسبوع في صورتها النهائية المركزة المختصرة، يكون الخطيب قد هضم موضوعه وخالطه وعايشه، بما يحقق استيعاب الخطبة النهائية وأداءها على النحو المأمول.
وتهيب وزارة الأوقاف بكل أبنائها إلى التوسع في القراءة الواعية المستوعبة لكل ميادين الحياة واهتماماتها، وامتلاك الثقافة الواسعة التي تعينهم على أداء دورهم الديني الوطني على أكمل وجه.
ولقراءة زاد الأئمة والخطباء.. لـ خطبة الجمعة القادمة :
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
قِيمَةُ الْوَقْتِ فِي حَيَاةِ الْإِنْسَانِ
الْهَدَفُ: التَّوْعِيَةُ بِقِيمَةِ الْوَقْتِ وَأَهَمِّيَّةِ حُسْنِ اسْتِغْلَالِهِ فِي حَيَاةِ الْإِنْسَانِ. الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ: الْغِشُّ فِي الِامْتِحَانَاتِ.
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى جَمِيلِ نَعْمَائِهِ، وَأَشْكُرُهُ عَلَى جَلِيلِ آلَائِهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ؛ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الْوَقْتَ هُوَ الْحَيَاةُ، وَهُوَ النِّعْمَةُ الَّتِي تَمُرُّ بِنَا صَامِتَةً فَلَا نَشْعُرُ بِثِقْلِهَا إِلَّا حِينَ تَمْضِي؛ دَقَائِقُهُ لَا تَعُودُ، وَسَاعَاتُهُ لَا تُسْتَعَادُ، يَمْضِي كَمَا يَمْضِي النَّفَسُ، فَإِنْ حُفِظَ نَمَتِ الْحَيَاةُ، وَإِنْ أُهْمِلَ تَسَرَّبَتِ الْأَعْمَارُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِينَا.
وَالْعَاقِلُ مَنْ جَعَلَ وَقْتَهُ مِيزَانًا لِأَعْمَالِهِ، فَلَا يُبَدِّدُهُ فِي لَغْوٍ عَابِرٍ، وَلَا يُرْهِقُهُ فِي فَرَاغٍ قَاتِلٍ، بَلْ يَزْرَعُهُ جُهْدًا فَيَحْصَدُ أَثَرًا، وَيَجْعَلُهُ سُلَّمًا يَرْتَقِي بِهِ نَحْوَ غَايَةٍ نَبِيلَةٍ، فَالْوَقْتُ إِذَا أُحْسِنَ اسْتِغْلَالُهُ بُورِكَ فِي الْقَلِيلِ، وَإِذَا أُسِيءَ اسْتِخْدَامُهُ ضَاعَ الْكَثِيرُ.
وَمَا خَسِرَ إِنْسَانٌ شَيْئًا أَعْظَمَ مِنْ سَاعَةٍ مَضَتْ بِغَيْرِ نَفْعٍ، وَلَا رَبِحَ نَجَاحًا أَصْدَقَ مِنْ لَحْظَةٍ وُظِّفَتْ فِي عِلْمٍ أَوْ عَمَلٍ أَوْ خَيْرٍ، فَالْوَقْتُ رُوحُ الْإِنْجَازِ، وَسِرُّ التَّفَوُّقِ، وَمَنْ عَرَفَ قِيمَتَهُ أَدْرَكَ أَنَّ الْحَيَاةَ لَا تُقَاسُ بِطُولِهَا، بَلْ بِمَا امْتَلَأَتْ بِهِ مِنْ أَثَرٍ وَعَطَاءٍ.
أَقْسَمَ اللَّهُ بِالزَّمَانِ لِشَرَفِهِ وَعِظَمِ شَأْنِهِ:
وَقَدْ أَقْسَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ مِنْ كِتَابِهِ الْعَزِيزِ، تَنْبِيهًا إِلَى عِظَمِ شَأْنِهِ، وَإِيقَاظًا لِلْقُلُوبِ الْغَافِلَةِ عَنْ خَطَرِ ضِيَاعِهِ، فَقَدْ أَقْسَمَ اللَّهُ بِالزَّمَنِ فِي صُوَرٍ مُتَعَدِّدَةٍ، بِالْفَجْرِ، وَالضُّحَى، وَالْعَصْرِ، وَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَلَا يُقْسِمُ اللَّهُ إِلَّا بِعَظِيمٍ، وَفِي ذَلِكَ دَلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى أَنَّ الْوَقْتَ هُوَ رَأْسُ مَالِ الْإِنْسَانِ، وَأَنَّ الْخَسَارَةَ الْحَقِيقِيَّةَ إِنَّمَا تَكُونُ بِتَفْرِيطِهِ فِيهِ.
عُمْرُ الْإِنْسَانِ رَأْسُ مَالِهِ وَحَيَاتُهُ:
أَشَارَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ فِي كَثِيرٍ مِنْ آيَاتِهِ إِلَى عِظَمِ تِلْكَ النِّعْمَةِ الْأَصِيلَةِ، فَقَالَ جَلَّ وَعَلَا: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ [إبراهيم: ٣٢-٣٤]، فَامْتَنَّ سُبْحَانَهُ فِي جَلَائِلِ نِعَمِهِ بِنِعْمَتَيِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَهُمَا (الزَّمَنُ) الَّذِي يُمَثِّلُ عُمْرَ الْإِنْسَانِ وَرَأْسَ مَالِهِ وَحَيَاتَهُ، وَيَمُرُّ بِهِ هَذَا الْعَالَمُ الْكَبِيرُ مِنْ بِدَايَةِ بِدَايَتِهِ إِلَى نِهَايَةِ نِهَايَتِهِ.
وَفِي مُقَابِلِ هَذَا وَبَّخَ اللَّهُ أَقْوَامًا أَضَاعُوا أَعْمَارَهُمْ فِي غَيْرِ مَرْضَاةِ اللَّهِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾ [فاطر: ٣٧].
قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ كَثِيرٍ: أَيْ: “أَوْ مَا عِشْتُمْ فِي الدُّنْيَا أَعْمَارًا لَوْ كُنْتُمْ مِمَّنْ يَنْتَفِعُ بِالْحَقِّ لَانْتَفَعْتُمْ بِهِ فِي مُدَّةِ عُمُرِكُمْ! قَالَ قَتَادَةُ: اعْلَمُوا أَنَّ طُولَ الْعُمُرِ حُجَّةٌ، فَنَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نُعَيَّرَ بِطُولِ الْعُمُرِ”. [تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ].
فَجَعَلَ سُبْحَانَهُ “التَّعْمِيرَ” مُوجِبًا لِلتَّذَكُّرِ وَالِاسْتِبْصَارِ، وَمَيْدَانًا لِلْإِيمَانِ وَالِاسْتِذْكَارِ، وَأَقَامَ الْعُمْرَ الَّذِي هُوَ الزَّمَنُ يَحْيَاهُ الْإِنْسَانُ: حُجَّةً عَلَى الْإِنْسَانِ، كَمَا أَقَامَ وُجُودَ الرِّسَالَةِ وَالنَّذَارَةِ حُجَّةً عَلَيْهِ أَيْضًا.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ، حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].
وَمَعْنَى: «أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ»: “أَيْ: أَزَالَ اللَّهُ عُذْرَهُ، فَلَا يَنْبَغِي لَهُ حِينَئِذٍ إِلَّا الِاسْتِغْفَارُ وَالطَّاعَةُ وَالْإِقْبَالُ عَلَى الْآخِرَةِ بِالْكُلِّيَّةِ، وَلَا يَكُونُ لَهُ عَلَى اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ حُجَّةٌ، فَالْهَمْزَةُ فِي “أَعْذَرَ” لِلسَّلْبِ، وَحَاصِلُ الْمَعْنَى: أَقَامَ اللَّهُ عُذْرَهُ فِي تَطْوِيلِ عُمُرِهِ وَتَمْكِينِهِ مِنَ الطَّاعَةِ مُدَّةً مَدِيدَةً” [عُمْدَةُ الْقَارِي].
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: “مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ نَدَامَتِي عَلَى يَوْمٍ غَرَبَتْ شَمْسُهُ نَقَصَ فِيهِ أَجَلِي وَلَمْ يَزْدَدْ فِيهِ عَمَلِي” [فَصْلُ الْخِطَابِ].
وَقَالَ الْخَلِيفَةُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: “إِنَّ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ يَعْمَلَانِ فِيكَ، فَاعْمَلْ فِيهِمَا”.
وَقَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ لِرَجُلٍ: “كَمْ أَتَتْ عَلَيْكَ؟ قَالَ: سِتُّونَ سَنَةً، قَالَ: فَأَنْتَ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً، تَسِيرُ إِلَى رَبِّكَ، تُوشِكُ أَنْ تَبْلُغَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَبَا عَلِيٍّ، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، قَالَ لَهُ الْفُضَيْلُ: تَعْلَمُ مَا تَقُولُ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: قُلْتُ: “إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”، قَالَ الْفُضَيْلُ: تَعْلَمُ مَا تَفْسِيرُهُ؟ قَالَ الرَّجُلُ: فَسِّرْهُ لَنَا يَا أَبَا عَلِيٍّ، قَالَ: مَنْ عَلِمَ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ رَاجِعٌ، فَلْيَعْلَمْ بِأَنَّهُ مَوْقُوفٌ، وَمَنْ عَلِمَ بِأَنَّهُ مَوْقُوفٌ، فَلْيَعْلَمْ بِأَنَّهُ مَسْئُولٌ، وَمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ مَسْئُولٌ، فَلْيُعِدَّ لِلسُّؤَالِ جَوَابًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: فَمَا الْحِيلَةُ؟ قَالَ: يَسِيرَةٌ، قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: تُحْسِنُ فِيمَا بَقِيَ، يُغْفَرْ لَكَ مَا مَضَى، فَإِنَّكَ إِنْ أَسَأْتَ فِيمَا بَقِيَ أُخِذْتَ بِمَا مَضَى وَمَا بَقِيَ” [حِلْيَةُ الْأَوْلِيَاءِ].
وَقَالَ الْإِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: حَيَاتُكَ أَنْفَاسٌ تُعَدُّ فَكُلَّمَا *** مَضَى نَفَسٌ مِنْهَا انْتَقَصْتَ بِهِ جُزْءَا فَتُصْبِحُ فِي نَقْصٍ وَتُمْسِي بِمِثْلِهِ *** فَمَا لَكَ مِنْ عَقْلٍ تُحِسُّ بِهِ رُزْءَا يُمِيتُكَ مَا يُحْيِيكَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ *** وَيَحْدُوكَ حَادٍ لَا يُرِيدُ بِكَ الْهَزْءَا
وَقَالَ التَّابِعِيُّ الْجَلِيلُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: “يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ، فَإِذَا ذَهَبَ يَوْمٌ ذَهَبَ بَعْضُكَ”. وَقَالَ أَيْضًا: “أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا عَلَى أَوْقَاتِهِمْ أَشَدَّ مِنْكُمْ حِرْصًا عَلَى دَرَاهِمِكُمْ وَدَنَانِيرِكُمْ”.
قَالَ الْإِمَامُ الْغَزَالِيُّ: “وَأَوْقَاتُكَ عُمْرُكَ، وَعُمْرُكَ رَأْسُ مَالِكَ، وَعَلَيْهِ تِجَارَتُكَ، وَبِهِ وُصُولُكَ إِلَى نَعِيمِ الْأَبَدِ فِي جِوَارِ اللَّهِ تَعَالَى، فَكُلُّ نَفَسٍ مِنْ أَنْفَاسِكَ جَوْهَرٌ لَا قِيمَةَ لَهُ، إِذْ لَا بَدَلَ لَهُ، فَإِذَا فَاتَ فَلَا عَوْدَةَ لَهُ، فَلَا تَكُنْ كَالْحَمْقَى الَّذِينَ يَفْرَحُونَ فِي كُلِّ يَوْمٍ بِزِيَادَةِ أَمْوَالِهِمْ مَعَ نُقْصَانِ أَعْمَارِهِمْ، فَأَيُّ خَيْرٍ فِي مَالٍ يَزِيدُ وَعُمْرٍ يَنْقُصُ؟! فَلَا تَفْرَحْ إِلَّا بِزِيَادَةِ عِلْمٍ أَوْ عَمَلٍ، فَإِنَّهُمَا رَفِيقَاكَ يَصْحَبَانِكَ فِي الْقَبْرِ حَيْثُ يَتَخَلَّفُ عَنْكَ أَهْلُكَ وَوَلَدُكَ وَأَصْدِقَاؤُكَ” [بِدَايَةُ الْهِدَايَةِ لِلْغَزَالِيِّ].
وَيَقُولُ الْعَارِفُ بِاللَّهِ سَيِّدِي ابْنُ عَطَاءِ اللَّهِ السَّكَنْدَرِيُّ: “لَا تُنْفِقْ أَنْفَاسَكَ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ، وَلَا تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ النَّفَسِ بَلِ انْظُرْ إِلَى مِقْدَارِهِ، وَإِلَى مَا يُعْطِي اللَّهُ فِيهِ لِلْعَبْدِ، فَالْأَنْفَاسُ جَوَاهِرُ، وَهَلْ رَأَيْتَ أَحَدًا يَرْمِي جَوْهَرَةً عَلَى مَزْبَلَةٍ؟!” [تَاجُ الْعَرُوسِ]. وَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ: “مَا مِنْ نَفَسٍ تُبْدِيهِ إِلَّا وَلَهُ قَدَرٌ فِيكَ يُمْضِيهِ” [الْحِكَمُ الْعَطَائِيَّةُ].
الْمُبَادَرَةُ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ» [رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ].
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَادِرُوا بِالْعَمَلِ هَرَمًا نَاغِصًا، أَوْ مَوْتًا خَالِسًا، أَوْ مَرَضًا حَابِسًا، أَوْ تَسْوِيفًا مُؤْيِسًا» [ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي قَصْرِ الْأَمَلِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْظُرُونَ إِلَّا إِلَى فَقْرٍ مُنْسٍ، أَوْ غِنًى مُطْغٍ، أَوْ مَرَضٍ مُفْسِدٍ، أَوْ هَرَمٍ مُفَنِّدٍ، أَوْ مَوْتٍ مُجْهِزٍ، أَوِ الدَّجَّالِ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةِ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ].
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: مَنْ أَمْضَى يَوْمَهُ فِي غَيْرِ حَقٍّ قَضَاهُ، أَوْ فَرْضٍ أَدَّاهُ، أَوْ مَجْدٍ أَثَّلَهُ، أَوْ حَمْدٍ حَصَّلَهُ، أَوْ خَيْرٍ أَسَّسَهُ، أَوْ عِلْمٍ اقْتَبَسَهُ، فَقَدْ عَقَّ يَوْمَهُ، وَظَلَمَ نَفْسَهُ. [أَدَبُ الدُّنْيَا وَالدِّينِ].
أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ: «أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ».[مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].
مِنِ اسْتِغْلَالِ الْإِسْلَامِ لِلْوَقْتِ بِأَفْضَلِ الْوَسَائِلِ حَثُّهُ عَلَى مُدَاوَمَةِ الْعَمَلِ وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا، وَكَرَاهِيَتُهُ لِلْكَثِيرِ الْمُنْقَطِعِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ اسْتِدَامَةَ الْعَمَلِ الْقَلِيلِ مَعَ اطِّرَادِ الزَّمَنِ وَسَيْرِهِ الْمَوْصُولِ يَجْعَلُ مِنَ الشَّيْءِ الْقَلِيلِ زِنَةَ الْجِبَالِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ الْمَرْءُ. أَمَّا أَنْ تَهِيجَ بِالْإِنْسَانِ رَغْبَةٌ سَرِيعَةٌ فَتَدْفَعُهُ إِلَى الْإِكْثَارِ وَالْإِسْرَافِ، ثُمَّ تَغْلِبَ عَلَيْهِ السَّآمَةُ فَيَنْقَطِعَ، فَهَذَا مَا يَكْرَهُهُ الْإِسْلَامُ.
وَهُنَاكَ أَعْمَالٌ يَسِيرَةٌ فِي الْجُهْدِ وَالْوَقْتِ رُبَّمَا يَأْخُذُ عَلَيْهَا الْإِنْسَانُ أُجُورًا كَبِيرَةً وَعَظِيمَةً. مِنْهَا: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الـم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ». [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ]. وَمِنْهَا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا».[رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. وَمِنْهَا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، مِئَةَ مَرَّةٍ، وَإِذَا أَمْسَى كَذَلِكَ، لَمْ يُوَافِ أَحَدٌ مِنَ الْخَلَائِقِ بِمِثْلِ مَا وَافَى». [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ]. وَعَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ». [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ].
اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا:
عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا. قَالَ: وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً، أَوْ جَيْشًا، بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ. وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، وَكَانَ إِذَا بَعَثَ تِجَارَةً بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ، فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ». [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثُ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَلَا نَعْرِفُ لِصَخْرٍ الْغَامِدِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ].
مِنْ مُحَافَظَةِ الْإِسْلَامِ عَلَى الْوَقْتِ حَثُّهُ عَلَى التَّبْكِيرِ، وَرَغْبَتُهُ فِي أَنْ يَبْدَأَ الْمُسْلِمُ أَعْمَالَ يَوْمِهِ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ مُكْتَمِلَ الْعَزْمِ، فَإِنَّ الْحِرْصَ عَلَى الِانْتِفَاعِ مِنْ أَوَّلِ الْيَوْمِ يَسْتَتْبِعُ الرَّغْبَةَ الْقَوِيَّةَ فِي أَلَّا يَضِيعَ سَائِرُهُ سُدًى. وَنِظَامُ الْحَيَاةِ الْمُعْتَدِلُ يَجْعَلُ ابْتِدَاءَ الْيَوْمِ مِنَ الْفَجْرِ وَيَفْتَرِضُ الْيَقَظَةَ الْكَامِلَةَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَيَكْرَهُ السَّهَرَ الَّذِي يُؤَخِّرُ صَلَاةَ الصُّبْحِ عَنْ وَقْتِهَا.
وَفِي هَذَا الدُّعَاءِ النَّبَوِيِّ «اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا» تُشْرِقُ حِكْمَةٌ عَظِيمَةٌ، إِذْ يَجْعَلُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ النَّهَارِ مَهْبِطًا لِلْبَرَكَةِ، وَمِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، وَسَاعَةً تَتَنَزَّلُ فِيهَا مَعُونَةُ اللَّهِ عَلَى السَّاعِينَ. فَالْبُكُورُ لَيْسَ مُجَرَّدَ وَقْتٍ يَسْبِقُ غَيْرَهُ، بَلْ هُوَ زَمَنٌ تَتَفَتَّحُ فِيهِ الْهِمَمُ، وَتَصْفُو فِيهِ الْعُقُولُ، وَتَنْهَضُ فِيهِ الْأَرْوَاحُ بَعْدَ طَاعَةِ الْفَجْرِ وَنَفَحَاتِ السَّحَرِ.
فَمَنْ لَبَّى نِدَاءَ هَذَا الْحَدِيثِ، وَجَعَلَ صَبَاحَهُ مَيْدَانًا لِلسَّعْيِ، اسْتَقَامَ لَهُ نَهَارُهُ، وَاتَّسَعَتْ لَهُ إِنْجَازَاتُهُ، وَسَرَى فِي أَعْمَالِهِ رُوحُ الْبَرَكَةِ. وَهَكَذَا يُرَبِّي الْحَدِيثُ الْأُمَّةَ عَلَى أَنْ تُحْسِنَ اسْتِقْبَالَ أَيَّامِهَا، وَأَنْ تَجْعَلَ أَوَّلَهَا طَاعَةً وَجِدًّا، لِيَكُونَ آخِرُهَا تَوْفِيقًا وَثِمَارًا.
بِهَذَا تَطِيبُ الْحَيَاةُ، وَتَنْشَطُ النَّفْسُ طَوَالَ الْيَوْمِ، خِلَافًا لِمَنْ تَمْضِي عَلَيْهِ تِلْكَ الْأَوْقَاتُ نَائِمًا غَافِلًا؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].
أَوْقَاتُ الْفَرَاغِ:
إِنَّ الْعَاقِلَ الْمُوَفَّقَ مَنْ يَمْلأُ كُلَّ لَحْظَةٍ وَثَانِيَةٍ مِنْ حَاضِرِ عُمْرِهِ وَوَقْتِهِ بِفَائِدَةٍ أَوْ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَقَدْ كَرِهَ سَيِّدُنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِضَاعَةَ الزَّمَنِ فَقَالَ: “إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَرَى أَحَدَكُمْ سَبَهْلَلًا – أَيْ فَارِغًا – لَا فِي عَمَلِ دُنْيَا وَلَا فِي عَمَلِ آخِرَةٍ”.[حِلْيَةُ الْأَوْلِيَاءِ]
وَقَدْ كَتَبَ الدُّكْتُورُ أَحْمَدُ أَمِينٌ مَقَالًا بِعُنْوَانِ (أَوْقَاتُ الْفَرَاغِ) قَالَ فِيهِ: “وَلَسْتُ أُرِيدُ مِنَ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الزَّمَنِ أَنْ يُمْلأَ كُلُّهُ بِالْعَمَلِ، وَأَنْ تَكُونَ الْحَيَاةُ كُلُّهَا جِدًّا وَدَأَبًا، لَا رَاحَةَ فِيهَا وَلَا مَرَحَ، وَأَنْ تَكُونَ عَابِسَةً لَا ضَحِكَ فِيهَا وَلَا بِشْرَ، وَإِنَّمَا أُرِيدُ أَلَّا تَكُونَ أَوْقَاتُ الْفَرَاغِ طَاغِيَةً عَلَى أَوْقَاتِ الْعَمَلِ، وَأَلَّا تَكُونَ أَوْقَاتُ الْفَرَاغِ هِيَ صَمِيمَ الْحَيَاةِ، وَأَوْقَاتُ الْعَمَلِ عَلَى حَاشِيَتِهَا وَطَرَفِهَا.
بَلْ أُرِيدُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ: أَنْ تَكُونَ أَوْقَاتُ الْفَرَاغِ خَاضِعَةً لِحُكْمِ الْعَقْلِ كَأَوْقَاتِ الْعَمَلِ، فَإِنَّنَا فِي الْعَمَلِ نَعْمَلُ لِغَايَةٍ، فَيَجِبُ أَنْ تُصْرَفَ أَوْقَاتُ الْفَرَاغِ لِغَايَةٍ كَذَلِكَ، إِمَّا لِفَائِدَةٍ صِحِّيَّةٍ كَالْأَلْعَابِ الرِّيَاضِيَّةِ الْمَشْرُوعَةِ، وَإِمَّا لِلَذَّةٍ نَفْسِيَّةٍ كَالْمُطَالَعَاتِ الْعِلْمِيَّةِ، وَإِمَّا لِغِذَاءٍ رُوحِيٍّ كَالْقِيَامِ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ الشَّرِيفِ وَنَوَافِلِ الطَّاعَاتِ وَالْعِبَادَاتِ. أَمَّا أَنْ تَكُونَ الْغَايَةُ هِيَ قَتْلَ الْوَقْتِ، فَلَيْسَتْ غَايَةً مَشْرُوعَةً، لِأَنَّ الْوَقْتَ هُوَ الْحَيَاةُ، فَقَتْلُ الْوَقْتِ قَتْلُ الْحَيَاةِ! فَفِي اسْتِطَاعَةِ أَغْلَبِ النَّاسِ – إِذَا قَوِيَتْ إِرَادَتُهُمْ – أَنْ يُقَسِّمُوا أَوْقَاتَ فَرَاغِهِمْ إِلَى مَا يَنْفَعُهُمْ صِحِّيًّا، وَإِلَى مَا يَنْفَعُهُمْ عَقْلِيًّا، وَإِلَى مَا يَنْفَعُهُمْ دِينِيًّا”.[فَيْضُ الْخَاطِرِ].
إِنَّ الْحَيَاةَ دَقَائِقُ وَثَوَانِي:
قَالَ أَمِيرُ الشُّعَرَاءِ أَحْمَدُ شَوْقِي: دَقَّاتُ قَلْبِ الْمَرْءِ قَائِلَةٌ لَهُ *** إِنَّ الْحَيَاةَ دَقَائِقٌ وَثَوَانِي فَارْفَعْ لِنَفْسِكَ بَعْدَ مَوْتِكَ ذِكْرَهَا *** فَالذِّكْرُ لِلْإِنْسَانِ عُمْرٌ ثَانِي
لِتَعْرِفَ قِيمَةَ سَنَةٍ وَاحِدَةٍ، اسْأَلْ طَالِبًا رَسَبَ فِي الِامْتِحَانِ! لِتَعْرِفَ قِيمَةَ شَهْرٍ وَاحِدٍ، اسْأَلْ أُمًّا وَضَعَتْ وَلِيدَهَا فِي الشَّهْرِ الثَّامِنِ! لِتَعْرِفَ قِيمَةَ أُسْبُوعٍ وَاحِدٍ، اسْأَلْ رَئِيسَ تَحْرِيرِ مَجَلَّةٍ أُسْبُوعِيَّةٍ! لِتَعْرِفَ قِيمَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، اسْأَلْ عَامِلًا بِالْأَجْرِ الْيَوْمِيِّ يَرْعَى مَجْمُوعَةَ أَطْفَالٍ! لِتَعْرِفَ قِيمَةَ دَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ اسْأَلْ شَخْصًا فَاتَهُ الْقِطَارُ! لِتَعْرِفَ قِيمَةَ ثَانِيَةٍ وَاحِدَةٍ، اسْأَلْ شَخْصًا نَجَا لِتَوِّهِ مِنْ حَادِثِ سَيَّارَةٍ!
احْذَرْ مُضَيِّعَاتِ الْأَوْقَاتِ:
إِذَا أَرَدْتَ اغْتِنَامَ أَوْقَاتِكَ فَاحْذَرْ هَذِهِ الْمُضَيِّعَاتِ: ١– التَّسْوِيفُ: يَعْنِي الْإِكْثَارَ مِنْ قَوْلِ سَوْفَ أَفْعَلُ، سَوْفَ أُصَلِّي، سَوْفَ أَقْضِي.. إِلَخْ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَادِرُوا بِالْعَمَلِ هَرَمًا نَاغِصًا، أَوْ مَوْتًا خَالِسًا، أَوْ مَرَضًا حَابِسًا، أَوْ تَسْوِيفًا مُؤْيِسًا» [ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي قَصْرِ الْأَمَلِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ]. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْعَدَوِيُّ: “كَتَبَ رَجُلٌ مِنَ الْحُكَمَاءِ إِلَى أَخٍ لَهُ: أَخِي إِيَّاكَ وَتَأْمِيرَ التَّسْوِيفِ عَلَى نَفْسِكَ وَإِمْكَانَهُ مِنْ قَلْبِكَ، فَإِنَّهُ مَحَلُّ الْكَلَالِ، وَمُوئِلُ الْمَلَالِ، وَبِهِ تُقْطَعُ الْآمَالُ، وَبِهِ تَنْقَضِي الْآجَالُ”[قَصْرُ الْأَمَلِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا]. وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: “إِيَّاكَ وَالتَّسْوِيفَ، فَإِنَّكَ بِيَوْمِكَ وَلَسْتَ بِغَدِكَ”. وَقَالَ أَيْضًا: “الدُّنْيَا ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ: أَمَّا الْأَمْسُ فَقَدْ ذَهَبَ بِمَا فِيهِ، وَأَمَّا غَدًا فَلَعَلَّكَ لَا تُدْرِكُهُ، وَأَمَّا الْيَوْمُ فَلَكَ فَاعْمَلْ فِيهِ”.
٢– الْكَسَلُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ لِابْنِهِ: “إِيَّاكَ وَالْكَسَلَ وَالضَّجَرَ فَإِنَّهُمَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ، إِنَّكَ إِنْ كَسِلْتَ لَمْ تُؤَدِّ حَقًّا، وَإِنْ ضَجِرْتَ لَمْ تَصْبِرْ عَلَى حَقٍّ” [الْحِلْيَةُ لِأَبِي نُعَيْمٍ]. وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: “الْكَسَلُ عَنِ الْفَضَائِلِ بِئْسَ الرَّفِيقُ! وَحُبُّ الرَّاحَةِ يُورِثُ مِنَ النَّدَمِ مَا يَرْبُو عَلَى كُلِّ لَذَّةٍ، فَانْتَبِهْ وَاتْعَبْ لِنَفْسِكَ، وَانْدَمْ عَلَى مَا مَضَى مِنْ تَفْرِيطِكَ، وَاجْتَهِدْ فِي لَحَاقِ الْكَامِلِينَ مَا دَامَ فِي الْوَقْتِ سَعَةٌ، وَاسْقِ غُصْنِكَ مَا دَامَتْ فِيهِ رُطُوبَةٌ، وَاذْكُرْ سَاعَتَكَ الَّتِي ضَاعَتْ، فَكَفَى بِهَا عِظَةً، ذَهَبَتْ لَذَّةُ الْكَسَلِ فِيهَا، وَفَاتَتْ مَرَاتِبُ الْفَضَائِلِ” [لَفْتَةُ الْكَبِدِ فِي نَصِيحَةِ الْوَلَدِ]. وَقِيلَ: إِضَاعَةُ الْوَقْتِ أَشَدُّ مِنَ الْمَوْتِ؛ لِأَنَّ إِضَاعَةَ الْوَقْتِ تَقْطَعُكَ عَنِ اللَّهِ وَالدَّارِ الْآخِرَةِ، وَالْمَوْتَ يَقْطَعُكَ عَنِ الدُّنْيَا وَأَهْلِهَا، إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا أَعَانَهُ بِالْوَقْتِ وَجَعَلَ وَقْتَهُ مُسَاعِدًا لَهُ، كُلَّمَا هَمَّتْ نَفْسُهُ بِالْقُعُودِ، أَقَامَهُ الْوَقْتُ وَسَاعَدَهُ.
٣– الْغَفْلَةُ: وَتَعْنِي غَيْبَةَ الشَّيْءِ عَنِ الْبَالِ؛ فَالْوَقْتُ أَعَزُّ شَيْءٍ يُغَارُ عَلَيْهِ دُونَ أَنْ يُقْضَى بِفَائِدَةٍ، فَإِذَا فَاتَهُ وَقْتٌ فَلَا سَبِيلَ إِلَى تَدَارُكِهِ، وَعَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ: “كُنَّا نُجَالِسُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ، فَإِنْ جَاءَ إِنْسَانٌ فَأَلْقَى حَدِيثًا مِنْ حَدِيثِ النَّاسِ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! لَيْسَ لِهَذَا جَلَسْنَا” [الزُّهْدُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ].
٤– سُوءُ اسْتِخْدَامِ مَوَاقِعِ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ: فَوَسَائِلُ التَّوَاصُلِ سَيْفٌ خَفِيٌّ؛ إِنْ لَمْ تُحْكَمِ الْقَبْضَةُ عَلَيْهِ، قَطَعَ مِنْ أَعْمَارِنَا أَكْثَرَ مِمَّا نَصِلُ بِهِ غَيْرَنَا، تُسْرَقُ الدَّقَائِقُ فِي لَهْوٍ عَابِرٍ، ثُمَّ تَمْضِي السَّاعَاتُ شَاهِدَةً عَلَى غَفْلَةٍ لَا تَعُودُ، فَاحْفَظْ وَقْتَكَ، وَلَا تَجْعَلْ هَاتِفَكَ يَقُودُكَ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ: الْغِشُّ فِي الِامْتِحَانَاتِ
إِنَّ الْغِشَّ فِي الِامْتِحَانَاتِ مِنْ أَكْثَرِ السُّلُوكِيَّاتِ السَّلْبِيَّةِ انْتِشَارًا فِي الْبِيئَاتِ التَّعْلِيمِيَّةِ عَلَى اخْتِلَافِ مَرَاحِلِهَا، وَتَكْمُنُ خُطُورَةُ هَذَا السُّلُوكِ فِي كَوْنِهِ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى مُجَرَّدِ تَجَاوُزِ اخْتِبَارَاتٍ دِرَاسِيَّةٍ، بَلْ يُؤَسِّسُ لِمَنْظُومَةٍ فِكْرِيَّةٍ مُشَوَّهَةٍ تَقُومُ عَلَى الْخِدَاعِ، وَانْتِهَاكِ الْأَمَانَةِ، وَتَفْرِيغِ التَّعْلِيمِ مِنْ جَوْهَرِهِ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى إِضْعَافِ الْبِنْيَةِ الْأَخْلَاقِيَّةِ وَالْمَعْرِفِيَّةِ لِلْمُجْتَمَعِ.
حُرْمَةُ الْغِشِّ بِجَمِيعِ صُوَرِهِ وَأَشْكَالِهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ: “لَيْسَ مِنِّي”: الْإِخْبَارُ أَنَّ الْغَاشَّ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ صِفَةِ الْإِيمَانِ، فَإِنَّ صِفَتَهُمُ التَّنَاصُحُ فِي الدِّينِ.
وَمَفْهُومُ الْغِشِّ وَاسِعٌ، فَهُوَ لَيْسَ مَقْصُورًا عَلَى الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ فَحَسْبُ، بَلْ هُوَ أَعَمُّ وَأَشْمَلُ مِنْ ذَلِكَ، وَفِي هَذَا يَقُولُ الْأُسْتَاذُ الدُّكْتُورُ مُوسَى شَاهِين لَاشِين: “وَلَيْسَ الْغِشُّ قَاصِرًا عَلَى الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ، فَإِنَّهُ كَذَلِكَ يَكُونُ فِي الزَّوَاجِ…، كَمَا يَكُونُ فِي الِامْتِحَانِ بِإِبْرَازِ الْجَاهِلِ فِي صُورَةِ الْعَالِمِ أَمَامَ الْمُصَحِّحِينَ وَبِإِبْرَازِ الْمُفْلِسِينَ وَالْمُهْمَلِينَ فِي صُورَةِ الْأَذْكِيَاءِ الْمُجِدِّينَ، كَمَا يَكُونُ الْغِشُّ فِي الْوَظَائِفِ الْعَامَّةِ، وَالْأَعْمَالِ الْخَاصَّةِ، وَفِي كُلِّ الْمُعَامَلَاتِ بِإِخْفَاءِ الْقُبْحِ، وَإِبْرَازِ الْحُسْنِ غَيْرِ الْحَقِيقِيِّ عَلَى سَبِيلِ التَّغْرِيرِ وَالْخِدَاعِ، وَإِنَّمَا قُرِنَ الْغِشُّ بِالْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ؛ لِأَنَّهُ أَكْثَرُ مَا يَكُونُ فِيهِ”. [فَتْحُ الْمُنْعِمِ]
«الْغِشُّ فِي الِامْتِحَانَاتِ» مِنْ أَعْظَمِ الْجَرَائِمِ الْأَخْلَاقِيَّةِ:
إِنَّ «الْغِشَّ فِي الِامْتِحَانِ» فِيهِ إِلْحَاقٌ لِلْأَذَى بِالْبَشَرِيَّةِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الْأَحْزَابِ: ٥٨].
يَقُولُ الْعَلَّامَةُ ابْنُ عَلَّان: “وَمِنْ أَشَدِّ الْإِيذَاءِ «الْغِشُّ»؛ لِمَا فِيهِ مِنْ تَزْيِينِ غَيْرِ الْمَصْلَحَةِ، وَالْخَدِيعَةِ لِمَا فِيهَا مِنْ إِيصَالِ الشَّرِّ إِلَيْهِ مِنْ غَيْرِ عِلْمِهِ”. [دَلِيلُ الْفَالِحِينَ].
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا، وَإِذَا عَمِلْتَ عَمَلًا مَبْنَاهُ عَلَى الْغِشِّ فَاعْلَمْ أَنَّكَ تَأْكُلُ حَرَامًا، أَخَذْتَ بِهَذَا الْعَمَلِ حَقَّ غَيْرِكَ وَجُهْدَهُ، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ الْهَيْتَمِيُّ: “وَالْأَحَادِيثُ فِي الْغِشِّ وَالتَّحْذِيرِ مِنْهُ كَثِيرَةٌ مَرَّ مِنْهَا جُمْلَةٌ، فَمَنْ تَأَمَّلَهَا وَوَفَّقَهُ اللَّهُ لِفَهْمِهَا، وَالْعَمَلِ بِهَا انْكَفَّ عَنِ الْغِشِّ، وَعَلِمَ عَظِيمَ قُبْحِهِ، وَخَطَرِهِ، وَأَنَّ اللَّهَ لَا بُدَّ وَأَنْ يَمْحَقَ مَا حَصَّلَهُ الْغَاشُونَ بِغِشِّهِمْ”. [الزَّوَاجِرُ].
الْأَضْرَارُ الْفَرْدِيَّةُ وَالْمُجْتَمَعِيَّةُ لِلْغِشِّ:
الْغِشُّ فِي الِامْتِحَانَاتِ جَرِيمَةٌ أَخْلَاقِيَّةٌ وَتَرْبَوِيَّةٌ، تَضُرُّ بِالْفَرْدِ وَتُهَدِّدُ الْمُجْتَمَعَ كُلَّهُ، وَلَا يُبْنَى مُسْتَقْبَلُ الْأُمَمِ إِلَّا بِالْعِلْمِ الصَّادِقِ، وَالْجُهْدِ الشَّرِيفِ، وَالْأَمَانَةِ فِي التَّقْيِيمِ.
- إِفْسَادُ الْقِيَمِ وَالْأَخْلَاقِ؛ فَالْغِشُّ يُعَلِّمُ الْكَذِبَ وَالْخِدَاعَ، وَيُضْعِفُ قِيمَةَ الْأَمَانَةِ وَالصِّدْقِ، وَيَجْعَلُ النَّجَاحَ قَائِمًا عَلَى التَّحَايُلِ لَا عَلَى الْجُهْدِ. وَإِذَا نَشَأَ جِيلٌ عَلَى الْغِشِّ، نَشَأَ مُجْتَمَعٌ لَا يَثِقُ أَفْرَادُهُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ.
- ضِيَاعُ مَبْدَأِ الْعَدَالَةِ وَتَكَافُؤِ الْفُرَصِ؛ فَالْغِشُّ يَظْلِمُ الْمُجْتَهِدَ، وَيُكَافِئُ الْمُقَصِّرَ، مِمَّا يُشْعِرُ الطُّلَّابَ بِالْإِحْبَاطِ وَيَقْتُلُ رُوحَ الْمُنَافَسَةِ الشَّرِيفَةِ، وَيُؤَدِّي إِلَى فَقْدَانِ الثِّقَةِ فِي الْمُؤَسَّسَاتِ التَّعْلِيمِيَّةِ.
- تَدَنِّي مُسْتَوَى الْكَفَاءَاتِ؛ فَعِنْدَمَا يَنْجَحُ غَيْرُ الْمُؤَهَّلِ بِالْغِشِّ، يَتَخَرَّجُ أَطِبَّاءُ وَمُهَنْدِسُونَ وَمُعَلِّمُونَ بِلَا عِلْمٍ حَقِيقِيٍّ، فَيَنْعَكِسُ ذَلِكَ ضَعْفًا فِي الْخِدْمَاتِ، وَأَخْطَاءً مِهْنِيَّةً تُهَدِّدُ حَيَاةَ النَّاسِ وَمَصَالِحَهُمْ.
- الْإِضْرَارُ بِالِاقْتِصَادِ وَالتَّنْمِيَةِ؛ فَالْمُجْتَمَعُ الَّذِي يَعْتَمِدُ عَلَى كَفَاءَاتٍ مُزَيَّفَةٍ يُعَانِي مِنْ ضَعْفِ الْإِنْتَاجِ، وَسُوءِ الْإِدَارَةِ، وَهَدْرِ الْمَوَارِدِ، مِمَّا يُعَرْقِلُ التَّنْمِيَةَ وَالتَّقَدُّمَ.
- انْتِشَارُ الْفَسَادِ فِي الْمُجْتَمَعِ؛ فَالْغِشُّ فِي الِامْتِحَانِ هُوَ بِدَايَةُ طَرِيقِ الْفَسَادِ؛ فَمَنْ اعْتَادَ الْغِشَّ صَغِيرًا، سَهُلَ عَلَيْهِ الْغِشُّ فِي الْعَمَلِ، وَالرِّشْوَةُ، وَالتَّلَاعُبُ بِالْحُقُوقِ مُسْتَقْبَلًا.
إِجْرَاءَاتٌ عَمَلِيَّةٌ لِلْحَدِّ مِنَ الْغِشِّ فِي الِامْتِحَانَاتِ:
- تَعْزِيزُ الْوَازِعِ الدِّينِيِّ عِنْدَ الْأَسَاتِذَةِ وَالْمُدَرِّسِينَ وَعِنْدَ الطُّلَّابِ وَأَوْلِيَاءِ الْأُمُورِ؛ بِتَذْكِيرِهِمْ دَائِمًا بِحُرْمَةِ الْغِشِّ فِي الِامْتِحَانَاتِ وَأَنَّهُ صُورَةٌ مِنْ صُوَرِ الْإِفْسَادِ فِي الْأَرْضِ.
- إِقْنَاعُ الطَّالِبِ بِأَنَّ الْغِشَّ يَضُرُّهُ قَبْلَ أَنْ يَضُرَّ النِّظَامَ التَّعْلِيمِيَّ.
- تَنْمِيَةُ الثِّقَةِ بِالنَّفْسِ وَدَعْمُ الطَّالِبِ نَفْسِيًّا.
- تَعْلِيمُهُ مَهَارَاتِ الِاسْتِعْدَادِ لِلِامْتِحَانِ (تَنْظِيمُ الْوَقْتِ – الْمُذَاكَرَةُ الذَّكِيَّةُ – حَلُّ نَمَاذِجَ سَابِقَةٍ).
- غَرْسُ قِيمَةِ الْأَمَانَةِ الْعِلْمِيَّةِ وَرَبْطُ النَّزَاهَةِ بِالْكَرَامَةِ الشَّخْصِيَّةِ وَبِنَاءِ الْمُسْتَقْبَلِ.
مَرَاجِعُ لِلِاسْتِزَادَةِ:
- صِفَةُ الصَّفْوَةِ، لِابْنِ الْجَوْزِيِّ.
- إِدَارَةُ الْوَقْتِ: مِفْتَاحُ الْإِنْسَانِ النَّاجِحِ وَبَوَّابَةُ الْمُسْتَقْبَلِ، الْعُمْرُ كَنْزٌ نَفِيسٌ، الْمَنْهَجُ النَّبَوِيُّ فِي إِدَارَةِ الْوَقْتِ، الْوَقْتُ حَيَاةٌ، الْوَقْتُ عِنْدَ الصُّوفِيَّةِ مَجْمُوعَةُ مَقَالَاتٍ بِمِنَصَّةِ وِزَارَةِ الْأَوْقَافِ الْمِصْرِيَّةِ.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف






