خطبة الجمعة : إدمانُ الأطفالِ مواقع التواصلِ الاجتماعيِّ ،الدكتور أحمد رمضان
الدكتور أحمد رمضان ، بتاريخ 16 جمادي الأولي 1447هـ ، الموافق 7 نوفمبر 2025م
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : إدمانُ الأطفالِ مواقع التواصلِ الاجتماعيِّ ، إعداد: رئيس التحرير الدكتور أحمد رمضان لـ صوت الدعاة ، بتاريخ 16 جمادي الأولي 1447هـ ، الموافق 7 نوفمبر 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 نوفمبر 2025م بصيغة word بعنوان : إدمانُ الأطفالِ مواقع التواصلِ الاجتماعيِّ ، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان لـ صوت الدعاة.
انفراد لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 نوفمبر 2025م بصيغة pdf بعنوان : إدمانُ الأطفالِ مواقع التواصلِ الاجتماعيِّ ، للدكتور أحمد رمضان.
وللإطلاع علي خطبة الدكتور أحمد رمضان : إدمان الأطفال السيوشيال ميديا
عناصر خطبة الجمعة القادمة 7 نوفمبر 2025م بعنوان : إدمانُ الأطفالِ مواقع التواصلِ الاجتماعيِّ، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان.
العنصرُ الأوَّلُ: نِعَمُ اللهِ بينَ الشكرِ والإضاعةِ… نعمةُ الأبناءِ نموذجًا
العُنْصُرُ الثَّانِي: أَسْبَابُ الإِدْمَانِ وَبِيئَةُ الانْزِلَاقِ
العُنْصُرُ الثَّالِثُ: العِلَاجُ العَمَلِيُّ وَالْبَدِيلُ الإِيمَانِيُّ
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة نوفمبر 2025م : إدمان الأطفال مواقع التواصل الاجتماعي، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان : كما يلي:
إدمان الأطفال مواقع التواصل الاجتماعي
16 جمادي الأولي 1447هـ – 7 نوفمبر 2025م
إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان
المـــوضــــــــــوع
الحمدُ للهِ الذي أنعمَ علينا بنعمٍ ظاهرةٍ وباطنةٍ، وأسبغَ علينا فضلًا ورحمةً، نحمدُه على آلائِه ونستهديهِ لسبيلِ شكرِهِ ورضوانِهِ، ونشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لهُ، معطي النِّعَمِ وكاشفُ النِّقَمِ، ونشهدُ أن سيِّدَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، صفوةُ خلقِهِ وخيرُ دعاتِهِ، بلَّغَ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصحَ الأمَّةَ، وكشفَ اللهُ به الغمَّةَ، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدِّينِ. أمَّا بعدُ؛
عناصر الخطبة:
العنصرُ الأوَّلُ: نِعَمُ اللهِ بينَ الشكرِ والإضاعةِ… نعمةُ الأبناءِ نموذجًا
العُنْصُرُ الثَّانِي: أَسْبَابُ الإِدْمَانِ وَبِيئَةُ الانْزِلَاقِ
العُنْصُرُ الثَّالِثُ: العِلَاجُ العَمَلِيُّ وَالْبَدِيلُ الإِيمَانِيُّ
أيها الأحبَّةُ في اللهِ، من أعظمِ النِّعَمِ التي غفلَ عنها كثيرٌ من الناسِ نعمةُ الأبناءِ، تلك الزهرةُ التي تفتحُ في ربوعِ البيوتِ، وتُزيِّنُ محافلَ الحياةِ، وقد جعلهم اللهُ زينةً وامتحانًا، فقال تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الكهف: 46].
ومن عجبِ الأيامِ أن هذه النعمةَ التي كان الناسُ يرونها مبعثَ السرورِ، أصبحت في كثيرٍ من البيوتِ مصدرَ همٍّ ووجعٍ، بسببِ إدمانِ الأبناءِ لوسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، وانعزالِهم عن عالمِ القيمِ والعبادةِ، وانغماسِهم في عالمٍ افتراضيٍّ يُغرقُهم في الغفلةِ، ويسرقُ أعمارَهم في صمتٍ وبطءٍ.
فإذا نظرنا إلى هذه الظاهرةِ بعينِ البصيرةِ، علمنا أنها ليست مسألةً تقنيةً فحسب، بل مسألةُ إيمانٍ وشكرٍ وأمانةٍ، وهنا يبدأ بصيرُ المؤمنِ بالتفكُّرِ في المعنى الكبيرِ للنِّعمةِ.
العنصرُ الأوَّلُ: نِعَمُ اللهِ بينَ الشكرِ والإضاعةِ… نعمةُ الأبناءِ نموذجًا
أيها الإخوةُ الكرامُ، إن النعمَ كثيرةٌ لا تُحصى، وكلُّ نعمةٍ منها تطلبُ شكرًا وحفاظًا، وإلا تحوَّلت من مجدٍ إلى محنةٍ، قال تعالى: ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل: 53]، وقال سبحانه: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: 8]. فالنعمةُ ليست فقط ما نتمتَّعُ به، بل ما نؤدِّي حقَّه ونصونُه عن الإضاعةِ.
إن من أعظمِ هذه النعمِ نعمةَ الأبناءِ، تلك الزهرةَ التي تفتحُ في رياضِ البيوتِ، وتبسمُ الحياةَ في وجوهِ الآباءِ، ولكنها زينةٌ مسؤولٌ عنها، كما قال النبي ﷺ: “كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ … والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا» (متفق عليه البخاري (2409)، مسلم (1829)).
فإذا أضعناها بالإهمالِ، أو أسلمناها لغرورِ الشبكاتِ، فقد خُنَّا الأمانةَ وكفرنا النعمةَ، وكما قال الحسنُ البصريُّ:
“إِنَّ اللَّهَ لَيُمَتِّعُ بِالنِّعْمَةِ مَا شَاءَ، فَإِذَا لَمْ يُشْكَرْ قَلَبَهَا عَلَيْهِمْ عَذَابًا”. الشكر لابن أبي الدنيا ص11.
أيها الأحبَّةُ، ليس شكرُ الأبناءِ بالمالِ واللعبِ، ولا بالدلالِ والترَفِ، بل بالتربيةِ والرعايةِ والقدوةِ.
وما أجملَ ما قال ابن القيم رحمه الله في معنى ذلك: “وكم ممَّن شقي ولدُه وفسد، من قبلِ والدِه، وأهملَه وترك تأديبَه، فترى ولدَه لا ينفعُه اللهُ به، ويعضُّ أصابعَ الندم على تفريطِه» (تحفة المودود، صـ229).
إن النعمةَ مسؤوليةٌ، ومن شكرِها أن نقدِّمَ لها الحِفاظَ والتوجيهَ، وأن نحميَ أبناءَنا من بحرِ الشبكاتِ الذي لا قاعَ لهُ، ولا ساحلَ، ففيه كلُّ خيرٍ وشرٍّ، والعاقلُ من هداه اللهُ لسبيلِ الخيرِ فيهِ.
حكت إحدى الأمهاتِ بنبرةِ حزنٍ ودمعٍ حارٍّ: “كان ولدي حافظًا لسُوَرٍ من القرآنِ، طيبًا برًّا، حتى أدمنَ هاتفَه، فأصبح يقضي الليالي أمام الشاشةِ، وينامُ عن الصلاةِ، ويعيشُ في عالمٍ غريبٍ، أناديهِ فلا يردُّ، وأُحدِّثُه فينظرُ في الهواءِ.” قالت: “فعرفتُ أنني أضعتُه، وأن هذه النعمةَ التي كنتُ أفتخرُ بها أصبحت بلاءً بغفلتي.”
إن نعمةَ الأبناءِ تُربَّى بالشكرِ وتُحفَظُ بالتقوى، ومن أضاعَها بالغفلةِ فقد بدَّل النعمةَ نقمةً، ومن حفظَها بالتربيةِ والتوجيهِ، رزقه اللهُ برَّها في الدنيا ودعاءَها في الآخرةِ.
العُنْصُرُ الثَّانِي: أَسْبَابُ الإِدْمَانِ وَبِيئَةُ الانْزِلَاقِ
أيها المؤمنونَ، إذا كانت نعمةُ الأبناءِ أمانةً عظيمةً، فإن من تمامِ حفظِها إدراكَ مكامنِ الخطرِ التي تُهدِّدها، وفي مقدِّمتِها إدمانُ الأبناءِ لوسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، وهو إدمانٌ لا يسرقُ الوقتَ فحسب، بل يسرقُ العقولَ والقلوبَ، ويُفسِدُ فطرةَ النشءِ التي فطرهم اللهُ عليها.
لذلك تَحوَّلت تلك الأجهزةُ الصغيرةُ إلى سلاحٍ خفيٍّ يسلبُ الطفولةَ من معناها، ويزرعُ في القلبِ خواءً بدلَ الإيمانِ والعلمِ والعاطفةِ.
أولُ الأسبابِ: الفراغُ العاطفيُّ في البيوتِ.
كم من بيتٍ جمعَ الجدرانَ وفقدَ الأرواحَ! يجلسُ الأبُ على هاتفِه، والأمُّ على شاشتِها، والأبناءُ بين أيديهم أجهزةٌ تُربيهم بدلَ والديهم، فلا حوارَ ولا دفءَ أسريًّا.
وقد قال النبي ﷺ: “كفى بالمرءِ إثمًا أن يُضيِّعَ مَن يَعولُ» (المستدرك علي الصحيحين (3525) وابن حبان 4240، أبو داود (1692)، وأحمد (6495)صحيح)، فالضياعُ هنا لا يقتصرُ على النفقةِ، بل يشملُ ضياعَ القلوبِ والتربيةِ.
وثاني الأسبابِ: القدوةُ الرقميةُ الفاسدةُ.
حين يرى الطفلُ والده أو أمَّه منشغلين دائمًا بالهاتفِ، ينشأُ على أن هذا السلوكَ طبيعيٌّ، فيُقلِّدُه بلا وعيٍ، ويظنُّ أن الحياةَ بلا شاشةٍ لا معنى لها.
وقد قالوا في الحكمةِ: “الولدُ سرٌّ من أسرارِ أبيه، إن صلحَ الأبُ استقامَ الابنُ، وإن غفلَ الأبُ ضاعَ الابنُ.”
وثالثُ الأسبابِ: البيئةُ المفتوحةُ بلا ضوابطٍ ولا رقابةٍ.
فاليومَ يدخلُ إلى بيوتِنا ضيوفٌ لا نعرفُهم، عبرَ مقاطعَ وصورٍ وتطبيقاتٍ تخاطبُ العقولَ وتؤثرُ في النفوسِ.
وهنا يأتي قولُ اللهِ تعالى تحذيرًا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]. فالحمايةُ هنا ليست جسديةً فحسب، بل فكريةٌ وإيمانيةٌ أيضًا.
ورابعُ الأسبابِ: ضعفُ الوعيِ بخطرِ المحتوى الخفيِّ والموجَّهِ.
كم من لعبةٍ أو فيديو يَظهرُ في صورةِ التسليةِ البريئةِ، لكنهُ يزرعُ الإلحادَ، أو الانحلالَ، أو العدوانيةَ في قلوبِ الناشئةِ!
وربما يجلسُ الوالدانِ مطمئنَّينِ ظانَّينِ أن أبناءَهم يلعبون، وهم في الحقيقةِ يُعادُ تشكيلُ عقولِهم وأخلاقِهم.
إن الإدمانَ لم يأتِ من فراغٍ، بل من غيابِ الإشرافِ الأسريِّ، وانكسارِ جسورِ التواصلِ، وتحوُّلِ الهواتفِ إلى مربينَ بدلاءَ عن الآباءِ والأمهاتِ.
ولذلك قالَ الحافظُ ابنُ الجوزي: “الغفلةُ عن الأولاد سببُ بلائهم، والتقصيرُ في تأديبهم ثمرةُ ندمٍ في الكِبَرِ”. البر والصلة، صـ85. إننا إن لم نُدركْ أسبابَ الانزلاقِ، فلن نُحسِنَ العلاجَ.
وإن غابت القدوةُ والرقابةُ والمحبّةُ، دخلَ الشيطانُ من أبوابِ الإهمالِ، فاستعبدَ قلوبَ الناشئةِ بلذّةِ الزيفِ.
فيا عبادَ اللهِ، من أرادَ أن يُحصِّنَ أبناءَه من الإدمانِ، فليُحصِّنْ قلبَه بالتقوى، وبيتَه بالحوارِ، وأهلَه بالمحبّةِ، وليتذكّرْ أن التربيةَ عبادةٌ، وأن اللهَ سائله عن رعيتهِ يومَ يلقاهُ.
العُنْصُرُ الثَّالِثُ: العِلَاجُ العَمَلِيُّ وَالْبَدِيلُ الإِيمَانِيُّ
أيها المؤمنون، بعد أن تبيَّن لنا خطرُ إدمانِ الأطفالِ لوسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، ووعينا بأسبابِ الانزلاقِ إلى هذا المستنقعِ، لا بدَّ أن ننتقلَ إلى طريقِ العلاجِ، إلى النورِ الذي يُنقِذُ أبناءَنا من الغرقِ في الظلامِ.
فالإسلامُ لا يكتفي بالتحذيرِ، بل يرسمُ طريقَ الإصلاحِ والتربيةِ، ليقيمَ حياةً تقومُ على التوازنِ بينَ الروحِ والجسدِ، والعلمِ والإيمانِ، والمتعةِ المباحةِ والمسؤوليةِ الهادفةِ.
أولًا: بناءُ الإيمانِ في القلبِ قبلَ مراقبةِ السلوكِ.
إن القلبَ إذا امتلأ بمحبةِ اللهِ خشيَ معصيتَه، وإذا عرفَ العبدُ أن اللهَ مطَّلعٌ عليه، خافَ أن يراهُ على ما يكرهُ.
قال تعالى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر: 19].
فلا يمكنُ أن نُصلحَ أبناءَنا بالمراقبةِ الظاهرةِ فقط، بل لا بدَّ من تربيةِ الضميرِ الحيِّ، وبناءِ المهابةِ من اللهِ في قلوبِهم.
ثانيًا: صناعةُ البديلِ الإيمانيِّ والتربويِّ.
إن منعَ الأبناءِ من الوسائلِ دون بديلٍ نافعٍ يجعلُ المنعَ مؤقتًا، والفراغَ قاتلًا.
فينبغي أن نملأَ حياتَهم بالأنشطةِ الهادفةِ: حفظِ القرآنِ، والرياضةِ المفيدةِ، والعملِ التطوعيِّ، وتربيةِ الروحِ على المعاني الإيمانيةِ الجميلةِ.
قال النبي ﷺ: “اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ : شبابَك قبل هَرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك» (رواه الحاكم (7846)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (10248)).
فهذه الوصيةُ هي منهجُ استثمارِ العمرِ قبلَ أن تُسرِقَهُ الشاشاتُ.
ثالثًا: إشعالُ جذوةِ الحوارِ الأسريِّ والمودَّةِ.
إنَّ من أهمِّ مفاتيحِ الوقايةِ أن يتحوَّلَ البيتُ إلى سكنٍ حقيقيٍّ، يضمُّ القلوبَ لا الجدرانَ.
ولقد كان رسولُ الله ﷺ يمازحُ الأطفالَ، ويُحادِثُهم، ويُشعرُهم بمكانتهم، فكان بذلك يربِّي فيهم الثقةَ والعاطفةَ.
قال أنسٌ رضي الله عنه: “ إن كان النبيُّ لَيُخالطُنا، حتى يقولَ لأخٍ لي صغيرٍ: يا أبا عُمَيرُ! ما فعل النُّغَيرُ“ (البخاري (6129)، ومسلم (2150) والترمذي (1989)، وابن ماجة (3720)، والنسائي في ((الكبرى)) (10093) ).
تلكَ اللطافةُ النبويةُ صنعت أبناءً قادةً، وأجيالًا مؤمنةً راشدةً.
رابعًا: ضبطُ استخدامِ الوسائلِ وتنظيمُ الوقتِ.
لا يُطلبُ المنعُ الكليُّ، بل التنظيمُ والحكمةُ.
يُحدَّدُ وقتٌ محدَّدٌ لاستخدامِ الهاتفِ، مع مراقبةٍ واعيةٍ من الوالدينِ، دون قسوةٍ تُولِّدُ التمرُّدَ، ولا تهاونٍ يُنتجُ الضياعَ.
قال عمرُ بن الخطابِ رضي الله عنه: “علِّموا أولادَكم السباحةَ والرميَ وركوبَ الخيلِ”. كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال (ج 16، صـ 456، رقم 45409)، للمتقي الهندي، إحياء علوم الدين (ج 3، صـ 87).
فالتربيةُ الحقيقيةُ ليست منعًا من الحياةِ، بل توجيهٌ لها لتكونَ حياةً راشدةً مثمرةً.
خامسًا: الدعاءُ والتضرُّعُ.
لأن قلوبَ الأبناءِ بين أصبعينِ من أصابعِ الرحمنِ، يُقلِّبُها كيف يشاءُ.
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74].
فادعُ لولدِك كما تدعو لرزقِك، بل أشدَّ، فصلاحُه رزقٌ من أعظمِ الأرزاقِ.
إنَّ الإدمانَ على الوسائلِ ليس مرضًا في الآلاتِ، بل في القلوبِ التي غفلت عن ذِكرِ اللهِ، وفي البيوتِ التي غابت عنها الروحُ، وفي الوالدينِ حينَ تركوا أبناءَهم لِتربيتِها.
فاجعلوا بيوتَكم مناراتٍ للقرآنِ، ومجالسَ ذِكرٍ، وأوقاتِ أنسٍ بأهليكم، فإنَّ هذه التربيةَ هي التي تُخرِجُ جيلًا راشدًا يحمي الدينَ والوطنَ والمجتمعَ من الانحرافِ والتطرُّفِ.
اللهمَّ أصلِح أبناءَنا وبناتِنا، واحفظهم من مضلاتِ الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطنَ،
اللهمَّ أنبِتهم نباتًا حسنًا، واجعلهم قُرَّةَ أعينٍ لآبائهم وأمهاتهم،
واحفظ مصر من كل سوء يا رب العالمين
المراجع: القرآن الكريم
كتب الحديث: صحيح البخاري، صحيح مسلم، المستدرك للحاكم، سنن أبي داود، وابن ماجه، سنن الترمذي، مسند أحمد. سنن النسائي، شعب الإيمان للبيهقي
إحياء علوم الدين للغزالي، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للمتقي الهندي، تحفة المودود بأحكام المولود لابن القيم.، الشكر لابن أبي الدنيا، البر والصلة لابن الجوزي.
د. أحمد رمضان
خُطبةُ صوتِ الدعاةِ – إعداد رئيس التحرير: الدكتور أحمد رمضان
_______________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة








