أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

 خطبة الجمعة الثانية : حَقُّ الطَّرِيقِ وَآدَابُهُ ، رئيس التحرير الدكتور أحمد رمضان

 خطبة الجمعة الثانية : حَقُّ الطَّرِيقِ وَآدَابُهُ ، إعداد: رئيس التحرير للدكتور أحمد رمضان لـ صوت الدعاة ، بتاريخ 20 ربيع الأول 1447هـ – 12 سبتمبر 2025م. بينما الخطبة الأولي عن : وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ *** يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر.

 

لتحميل خطبة الجمعة الثانية 12 سبتمبر 2025م بصيغة word بعنوان : حَقُّ الطَّرِيقِ وَآدَابُهُ ، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان لـ صوت الدعاة.

 

وكذلك : لتحميل خطبة الجمعة الثانية 12 سبتمبر 2025م بصيغة pdf بعنوان : حَقُّ الطَّرِيقِ وَآدَابُهُ ، لـ صوت الدعاة.

-عناصر خطبة الجمعة الثانية 12 سبتمبر 2025م بعنوان : حَقُّ الطَّرِيقِ وَآدَابُهُ ، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان.

 

العُنْصُرُ الأَوَّلُ: الطَّرِيقُ نِعْمَةٌ وَحُرْمَةٌ فِي القرآن والسنة.

العُنْصُرُ الثَّانِي: حُقُوقُ الطَّرِيقِ وَآدَابُهُ فِي السُّنَّةِ وَآثَارِ السَّلَفِ.

العُنْصُرُ الثَّالِثُ: إِجْرَاءَاتٌ عَمَلِيَّةٌ وَنَمَاذِجُ مُضِيئَةٌ فِي التَّطْبِيقِ.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 سبتمبر 2025م بصيغة word بعنوان : وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ *** يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان لـ صوت الدعاة.

وكذلك : لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 سبتمبر 2025م بصيغة pdf بعنوان : وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ *** يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر، للدكتور أحمد رمضان.

 

ولقراءة خطبة الجمعة الثانية 12 سبتمبر 2025م بعنوان : حَقُّ الطَّرِيقِ وَآدَابُهُ إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان : كما يلي:

 

حَقُّ الطَّرِيقِ وَآدَابُهُ

20 ربيع الأول 1447هـ – 12 سبتمبر 2025م

إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان

المـــوضــــــــــوع

الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي شَرِيعَتِهِ كَمَالًا، وَفِي أَحْكَامِهِ اعْتِدَالًا، وَفِي تَعَالِيمِهِ رِعَايَةً لِلْحُقُوقِ وَحِفَاظًا لِلْجُمُوعِ وَالأَفْرَادِ، نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ عَلَى نِعَمِهِ، وَنَشْكُرُهُ عَلَى فَضْلِهِ وَإِحْسَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةً نَنْجُو بِهَا يَوْمَ يَشِيبُ فِيْهِ الطِّفْلُ، وَتَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَحَبِيبَنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَدَّى الأَمَانَةَ، وَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ، وَنَصَحَ الأُمَّةَ، وَكَشَفَ اللَّهُ بِهِ الغُمَّةَ، فَصَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ، وَمَنْ سَارَ عَلَى دَرْبِهِ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عناصر الخطبة:

العُنْصُرُ الأَوَّلُ: الطَّرِيقُ نِعْمَةٌ وَحُرْمَةٌ فِي القرآن والسنة.

العُنْصُرُ الثَّانِي: حُقُوقُ الطَّرِيقِ وَآدَابُهُ فِي السُّنَّةِ وَآثَارِ السَّلَفِ.

العُنْصُرُ الثَّالِثُ: إِجْرَاءَاتٌ عَمَلِيَّةٌ وَنَمَاذِجُ مُضِيئَةٌ فِي التَّطْبِيقِ.

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ: حَدِيثُنَا فِي هَذِهِ الخُطْبَةِ عَنْ مَوْضُوعٍ يَمَسُّ حَيَاتَنَا اليَوْمِيَّةَ، وَيُشَكِّلُ صُورَةَ الْمُجْتَمَعِ فِي أَخْلَاقِهِ وَتَعَامُلَاتِهِ، إِنَّهُ حَقُّ الطَّرِيقِ وَآدَابُهُ فِي الإِسْلَامِ، ذَلِكَ الحَقُّ الَّذِي لَيْسَ مُجَرَّدَ أَدَبٍ اجْتِمَاعِيٍّ، وَلَا تَرَفٍ خُلُقِيٍّ، بَلْ هُوَ عِبَادَةٌ وَقُرْبَةٌ، وَمَسْئُولِيَّةٌ وَأَمَانَةٌ، وَصُورَةٌ مِنْ صُوَرِ عَظَمَةِ هَذَا الدِّينِ الَّذِي أَحَاطَ كُلَّ جُزْئِيَّاتِ الحَيَاةِ بِتَعَالِيمٍ وَآدَابٍ.

قال الله تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ [الفرقان: ٦٣]. فَأَوَّلُ مَا يُعْرَفُ بِهِ المُؤْمِنُ فِي طَرِيقِهِ: سَمْتُهُ الْوَقُورُ، وَخُلُقُهُ الْجَمِيلُ، وَتَعَامُلُهُ الرَّاقِي.

العُنْصُرُ الأَوَّلُ: الطَّرِيقُ نِعْمَةٌ وَحُرْمَةٌ فِي القرآن والسنة

إِخْوَتِي فِي اللَّهِ: الطَّرِيقُ الَّذِي نَمْشِي عَلَيْهِ نِعْمَةٌ مِنَ النِّعَمِ الْكُبْرَى، وَآيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فِي تَسْخِيرِ الأَرْضِ لِخَلْقِهِ. يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَلَا: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا﴾ [نوح: 19-20].

فَسُبُلُ الطَّرِيقِ مُسَخَّرَةٌ لِلْعِبَادِ، وَفِي هَذَا إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهَا أَمَانَةٌ فِي أَعْنَاقِنَا، يَنْبَغِي أَنْ نَحْفَظَهَا وَنَصُونَهَا.

قَالَ الإِمَامُ ابن كثير فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ: “أَيْ: بَسَطَهَا وَمَهَّدَهَا، وَقَرَّرَهَا، وَثَبَّتَهَا بِالْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ الشُّمِّ الشَّامِخَاتِ. خَلَقَهَا لَكُمْ لِتَسْتَقِرُّوا عَلَيْهَا، وَتَسْلُكُوا فِيهَا أَيْنَ شِئْتُمْ، مِنْ نَوَاحِيهَا وَأَرْجَائِهَا وَأَقْطَارِهَا”. [تفسير ابن كثير 8/234].

وَلِذَلِكَ رَبَطَ الإِسْلَامُ بَيْنَ حُرْمَةِ الطَّرِيقِ وَحُرْمَةِ حُقُوقِ النَّاسِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58].

وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلَاقُ مَا بَقِيَتْ *** فَإِنْ هُمُو ذَهَبَتْ أَخْلَاقُهُمْ ذَهَبُوا

إِخْوَتِي فِي اللَّهِ: مَا أَجَلَّ هَذِهِ النُّصُوصَ، وَمَا أَوْضَحَهَا فِي بَيَانِ أَنَّ الطَّرِيقَ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ وَحَقٌّ مُقَدَّسٌ، يَجِبُ أَنْ نَصُونَهُ مِنَ الأَذَى، وَأَنْ نَحْفَظَهُ مِنَ العُدْوَانِ، وَأَنْ نُقَدِّمَ فِيهِ صُورَةَ المُؤْمِنِ الْمُتَزَيِّنِ بِالأَخْلَاقِ وَالآدَابِ.

العُنْصُرُ الثَّانِي: حُقُوقُ الطَّرِيقِ وَآدَابُهُ فِي السُّنَّةِ وَآثَارِ السَّلَفِ

إِخْوَتِي الْكِرَامُ: بَعْدَ أَنْ بَيَّنَّا أَنَّ الطَّرِيقَ نِعْمَةٌ وَحُرْمَةٌ فِي الْوَحْيَيْنِ، نَنْتَقِلُ إِلَى بَيَانِ مَا جَاءَتْ بِهِ السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ وَآثَارُ السَّلَفِ فِي حَقِّ الطَّرِيقِ وَآدَابِهِ.

فَقَدْ رَوَى أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: “إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: «فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ». قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: «غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ”. صحيح البخاري: ح2465، صحيح مسلم: ح2121.

يَقُولُ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ: “هَذَا الْحَدِيثُ كَثِيرُ الفوائد وهو من الْأَحَادِيثِ الْجَامِعَةِ وَأَحْكَامُهُ ظَاهِرَةٌ وَيَنْبَغِي أَنْ يُجْتَنَبَ الْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ لِهَذَا الْحَدِيثِ – إلا بحقه – وَيَدْخُلُ فِي كَفِّ الْأَذَى اجْتِنَابُ الْغِيبَةِ وَظَنِّ السُّوءِ وَإِحْقَارِ بَعْضِ الْمَارِّينَ وَتَضْيِيقِ الطَّرِيقِ وَكَذَا إِذَا كَانَ الْقَاعِدُونَ مِمَّنْ يَهَابُهُمُ الْمَارُّونَ أَوْ يَخَافُونَ مِنْهُمْ وَيَمْتَنِعُونَ مِنَ الْمُرُورِ فِي أَشْغَالِهِمْ بِسَبَبِ ذَلِكَ لكونهم لا يجدون طريقا إلا ذلك الْمَوْضِعِ”. [شرح النووي على صحيح مسلم: ج14/ ص102].

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى، زَادَتْ آدَابًا أُخْرَى، مِنْهَا: «إِرْشَادُ الضَّالِّ، وَإِغَاثَةُ المَلْهُوفِ، وَتَشْمِيتُ العَاطِسِ”. رواه أبو داود: ح4817، والبزار، والطبراني.

آثَارٌ عَنِ السَّلَفِ:

قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: “إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ”. [حلية الأولياء: ج٢/ص١٣١]. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما إِذَا رَأَى غُصْنًا فِي الطَّرِيقِ أَخَذَهُ فَرَمَاهُ جَانِبًا، وَيَقُولُ: “إِنَّ هَذَا يُؤْذِي النَّاسَ”. [مصنف ابن أبي شيبة: ج٥/ص٣٣٧].

وَقَدْ جَاءَ فِي الحَدِيثِ: «مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى طَرِيقٍ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ، فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ”. صحيح مسلم: ح1914.

قَالَ الإِمَامُ القُرْطُبِيُّ: “هَذَا يَدُلُّ عَلَى عِظَمِ أَجْرِ مَنْ حَفِظَ طَرِيقَ المُسْلِمِينَ، وَأَنَّ الإِسْلَامَ جَعَلَ إِمَاطَةَ الأَذَى مِنْ أَعْظَمِ القُرُبَاتِ”. [المفهم لما أشكل: ج٥/ص٤٧].

قَدْ يَرْتَجِي النَّاسُ دِينًا مِنْ مُخَاوِفِهِمْ *** وَدِينُنَا فِي أَمَانٍ حِينَ نَرْعَاهُ

بِالأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ نَحْيَا مُعْتَلِينَا *** وَالنَّهْيِ عَن مُنْكَرٍ مَفْرُوضُ مُغْنَاهُ

إِذًا أَيُّهَا الأَحِبَّةُ: الطَّرِيقُ مَجْمُوعُ حُقُوقٍ وَآدَابٍ، بَدَأَتْ بِغَضِّ البَصَرِ وَكَفِّ الأَذَى، وَانْتَهَتْ إِلَى تَشْمِيتِ العَاطِسِ وَإِغَاثَةِ المَلْهُوفِ، كُلُّهَا تَرْسُمُ صُورَةَ المُجْتَمَعِ النَّقِيِّ الَّذِي يَحْيَا فِي أَمَانٍ وَسَكِينَةٍ.

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

العُنْصُرُ الثَّالِثُ: إِجْرَاءَاتٌ عَمَلِيَّةٌ وَنَمَاذِجُ مُضِيئَةٌ فِي التَّطْبِيقِ

الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، حَمْدًا يُوَافِي نِعَمَهُ وَيُكَافِئُ مَزِيدَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

إِخْوَتِي الْأَفَاضِلَ: لَيْسَتْ آدَابُ الطَّرِيقِ مَحْصُورَةً فِي مَجَرَّدِ أَقْوَالٍ نُرَدِّدُهَا، وَلَا نُصُوصٍ نَحْفَظُهَا، بَلْ هِيَ أَخْلَاقٌ وَسُلُوكَاتٌ وَتَطْبِيقَاتٌ عَمَلِيَّةٌ تَتَجَلَّى فِي حَيَاتِنَا اليَوْمِيَّةِ.

أَوَّلًا: إِجْرَاءَاتٌ عَمَلِيَّةٌ لِآدَابِ الطَّرِيقِ فِي زَمَانِنَا

الْقِيَادَةُ بِالرِّفْقِ وَالْحِكْمَةِ: فَلَا سُرْعَةً مُهْلِكَةً تُزْهِقُ الأَرْوَاحَ، وَلَا بُطْءَ يُعِيقُ حَرَكَةَ النَّاسِ.

احْتِرَامُ إِشَارَةِ الْمُرُورِ: فَهِيَ مِنْ طَاعَةِ وَلِيِّ الأَمْرِ فِيمَا يُنَظِّمُ حَيَاةَ المُجْتَمَعِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: ٥٩].

إِفْسَاحُ الطَّرِيقِ لِلْمَارَّةِ: قَدْ قَالَ ﷺ: «أَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ» [البخاري: ح2465].

إِزَالَةُ الأَذَى وَالحِرْصُ عَلَى النَّظَافَةِ: فَقَدْ جَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ إِمَاطَةَ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ شُعْبَةً مِنْ شُعَبِ الإِيمَانِ [صحيح مسلم: ح35].

نَشْرُ الكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ وَرَدُّ السَّلَامِ: قَالَ ﷺ: «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ» [صحيح مسلم: ح2626].

ثَانِيًا: نَمَاذِجُ مُضِيئَةٌ

قِصَّةُ الرَّجُلِ الَّذِي أَزَالَ الغُصْنَ: قَالَ ﷺ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي عَلَى طَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ» [البخاري: ح2472، مسلم: ح1914]. دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ عَمَلًا صَغِيرًا فِي الظَّاهِرِ قَدْ يَكُونُ سَبَبًا لِلْمَغْفِرَةِ وَالْجَنَّةِ.

قِصَّةُ المُرْأَةِ الْمُسْرِفَةِ فِي الطَّرِيقِ: جَاءَ فِي سِيَرِ السَّلَفِ أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تُلْقِي قُمَامَتَهَا أَمَامَ بَيْتِ جَارَتِهَا، فَعَاتَبَهَا بَعْضُ الصَّالِحِينَ فَقَالَ: “إِنَّ الطَّرِيقَ أَمَانَةٌ، وَمَنْ لَمْ يَصُنْ أَمَانَتَهُ فَلَيْسَ لَهُ نَصِيبٌ مِنَ المُرُوءَة”. [أدب الدنيا والدين للماوردي: ص١٤٨].

لَا تَحْقِرَنَّ صَغِيرًا فِي المَعَاصِي *** فَإِنَّ الجِبَالَ مِنَ الحَصَى تَكْتَمِلُ

وَازْجُرْ نَفْسَكَ عَنِ الطَّرِيقِ أَذًى *** فَالنَّاسُ كُلٌّ يَرْجُو فِيكَ عَدْلًا وَيَعْتَدِلُ

ثَالِثًا: رَبْطُ الآدَابِ بِالْوَاقِعِ الْمُعَاصِرِ

السَّيْرُ عَكْسَ الِاتِّجَاهِ، وَالمُسَابَقَاتُ الطَّائِشَةُ، وَاسْتِخْدَامُ الهَاتِفِ أَثْنَاءَ القِيَادَةِ؛ كُلُّ ذَلِكَ يُعَدُّ مِنَ الإِثْمِ، وَقَدْ يَصِلُ إِلَى حُكْمِ التَّعَدِّي عَلَى النَّفْسِ وَالغَيْرِ.

وَمِنْ أَعْجَبِ مَا يُذْكَرُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ جَعَلَ حَقَّ الطَّرِيقِ مِيزَانًا لِلْإِيمَانِ، فَقَالَ: «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ» [صحيح مسلم: ح35].

وقال رسول الله ﷺ: كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ: تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا، أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ”. البخاري 2989، مسلم 1009.

إِخْوَتِي: حَقُّ الطَّرِيقِ وَآدَابُهُ لَيْسَ مَجَرَّدَ قَضَايَا جَانِبِيَّةٍ، بَلْ هُوَ مِعْيَارُ تَحَضُّرِ الأُمَمِ، وَدَلِيلُ وَعْيِهَا وَقِيَمِهَا. وَمَنْ نَظَرَ فِي طُرُقِ أُمَّةٍ عَلِمَ مِقْدَارَ دِينِهَا وَمُرُوءَتِهَا.

أُحِبَّتِي فِي اللَّهِ: مَرَرْنَا مَعًا فِي هَذِهِ الخُطْبَةِ عَلَى بَيَانِ حَقِّ الطَّرِيقِ وَآدَابِهِ فِي الإِسْلَامِ، وَرَأَيْنَا كَيْفَ جَعَلَهُ الشَّرْعُ أَمَانَةً عَامَّةً، وَحِقًّا مُشْتَرَكًا، وَمِظْهَرًا لِلْإِيمَانِ وَالمُرُوءَةِ. فَفِي القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ تَأْصِيلٌ لِهَذِهِ القِيمَةِ، وَفِي أَقْوَالِ العُلَمَاءِ وَآثَارِ السَّلَفِ تَطْبِيقَاتٌ مُضِيئَةٌ، وَفِي حَيَاتِنَا اليَوْمَ فُرَصٌ كَبِيرَةٌ لِتَفْعِيلِهَا وَالإِسْهَامِ فِي بِنَاءِ المُجْتَمَعِ.

فَمَنْ أَزَالَ أَذًى، أَوْ رَدَّ سَلَامًا، أَوْ أَفْشَى كَلِمَةً طَيِّبَةً، أَوْ أَحْسَنَ القِيَادَةَ وَالمُرُورَ، فَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ بِمَعْنًى عَظِيمٍ، وَكَانَ لَهُ أَجْرٌ جَزِيلٌ. وَمَنْ خَالَفَ ذَلِكَ، وَآذَى النَّاسَ فِي طُرُقِهِمْ، فَقَدْ أَلْحَقَ الضَّرَرَ بِنَفْسِهِ وَغَيْرِهِ، وَعَرَّضَ نَفْسَهُ لِوَعِيدِ اللَّهِ.

قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: ٢].

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَسْلُكُ الطُّرُقَ بِأَدَبٍ، وَيَصُونُهَا بِخُلُقٍ، وَيَعْمُرُهَا بِالذِّكْرِ وَالإِيمَانِ.

اللَّهُمَّ طَهِّرْ شَوَارِعَنَا وَبِلَادَنَا مِنْ كُلِّ أَذًى وَفَسَادٍ وَفَوْضَى.

اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الإِخْلَاصَ فِي القَوْلِ وَالعَمَلِ، وَاجْعَلْ آثَارَنَا بَعْدَنَا صَالِحَةً يُنْتَفَعُ بِهَا.

اللَّهُمَّ احْفَظْ أَبْنَاءَنَا وَبَنَاتِنَا وَشَبَابَنَا وَنِسَاءَنَا وَرِجَالَنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَفِتْنَةٍ وَبَلَاءٍ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِلَادَنَا مِصْرَ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً، سَخَاءً رَخَاءً، وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ.

وَصَلَّى اللَّهُمَّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

د. أحمد رمضان

خُطبةُ صوتِ الدعاةِ – إعداد رئيس التحرير: الدكتور أحمد رمضان

 

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وأيضا للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وكذلك للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

-كذلك للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

وأيضا للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى