أخبار مهمةخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقاف

خطبة الجمعة القادمة استرشادية بعنوان : الإسراف في الماء بين علمي النفس والاجتماع والتربية الصوفية

خطبة الجمعة القادمة استرشادية بعنوان : الإسراف في الماء بين علمي النفس والاجتماع والتربية الصوفية ، بتاريخ 7 صفر 1447هـ ، الموافق 1 أغسطس 2025م.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة استرشادية بعنوان : نعمةُ المياهِ مقوِّمٌ أساسٌ للحياة بتاريخ 1 أغسطس 2025 بصيغة word

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة استرشادية بعنوان : نعمةُ المياهِ مقوِّمٌ أساسٌ للحياة بتاريخ 1 إغسطس 2025 بصيغة pdf 

عناصر خطبة الجمعة القادمة استرشادية بعنوان : نعمةُ المياهِ مقوِّمٌ أساسٌ للحياة ، كما يلي:

 

  • وقفة مع النفس ودعوة للتأمل
  • العوامل المؤدية إلى الإسراف في الماء
  • ثانيًا: الأنساق الاجتماعية
  • التربية الصوفية
  • الخلاصة

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة استرشادية بعنوان : نعمةُ المياهِ مقوِّمٌ أساسٌ للحياة ، بتاريخ 1 أغسطس 2025 ، كما يلي:

الإسراف في الماء من السلوكيات الخاطئة، والشريعة الإسلامية نهت عن الإسراف في الماء، كما يُعد الإسراف في الماء سلوكًا إنسانيًّا يحمل أبعادًا متعددة تتقاطع فيها الجوانب النفسية والاجتماعية والروحية، فعلم النفس يفسّر هذا السلوك بوصفه ناتجًا عن عادات مكتسبة أو مشاعر داخلية مثل الترف.

 

 وقفة مع النفس ودعوة للتأمل

هل فكرنا يومًا في نفسية من يسرف في استخدام هذه النعمة العظيمة نعمة الماء؟ وما هي الدوافع الكامنة وراء هذا السلوك؟ وكيف يمكن معالجتها من منظور يجمع بين علوم الواقع والتصوف الإسلامي؟ كل تلك الأسئلة يجيب عنها هذا المقال؛ للوصول لمنظومة علمية متكاملة، تساهم في علاج هذا السلوك المنحرف.

 

 العوامل المؤدية إلى الإسراف في الماء

أولًا: العوامل النفسية

يرى علماء النفس أن الإسراف في الماء، كسلوك استهلاكي زائد، يمكن أن ينبع من مجموعة متنوعة من العوامل النفسية، ولا يقتصر على مجرد عدم وعي بأهمية المورد الهام لبقاء الحياة، فتتعدد أنماط هذا السلوك الخاطئ، ففي بعض الحالات، قد يكون الإسراف تعبيرًا عن السلوك القهري (Compulsive Behavior)، وهو مصطلح يرتبط غالبًا بأعمال علماء؛ مثل سيغموند فرويد (Sigmund Freud) في سياق الآليات الدفاعية، أو بي إف سكينر (B.F. Skinner) عند الحديث عن السلوكيات المكتسبة، فيشعر الفرد بحاجة لا إرادية لاستخدام كميات كبيرة من الماء حتى لو كان يعلم أن ذلك غير ضروري، فهذا السلوك قد يكون مرتبطًا بالقلق أو التوتر؛ حيث يجد الفرد في فتح الصنابير، أو ترك الماء يتدفق وسيلة للتعامل مع مشاعره الداخلية، فعلى سبيل المثال، قد يلجأ البعض إلى الاستحمام لفترات طويلة، أو غسل الأيدي بشكل مفرط؛ كآلية للتخفيف من التوتر.

وقد يعاني بعض الأفراد من اللامبالاة (Indifference)؛ حيث يغيب عن وعيهم حقيقة أن الماء مورد محدود، أو أن تصرفاتهم الفردية يمكن أن يكون لها تأثير تراكمي كبير، فهذا النوع من اللامبالاة قد ينجم عن نقص في التربية البيئية، أو التعرض المستمر لبيئات تتسم بالوفرة الظاهرية.

ومن منظور آخر، قد ينجم الإسراف عن الجهل بالعواقب، وهو جانب من جوانب الوعي المعرفي (Cognitive Awareness) الذي بحث فيه علماء مثل: جان بياجيه (Jean Piaget) في سياق التطور المعرفي، أو ألبرت باندورا (Albert Bandura) عند الحديث عن التعلم الاجتماعي، فلا يدرك الفرد الآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة على سلوكه، فهذا الجهل قد يكون نتيجة لغياب التوعية الفعالة، أو عدم القدرة على ربط السلوك الفردي بالمشاكل الأكبر؛ مثل ندرة المياه، أو التكاليف الباهظة لمعالجة المياه وتوصيلها.

 

 

 ثانيًا: الأنساق الاجتماعية

لا يقتصر الإسراف على الدوافع الفردية فحسب، بل يتشكل بقوة داخل الأطر الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد، فيقدم علماء الاجتماع رؤى قيمة لفهم كيف تؤثر البنى الاجتماعية، والثقافة، والقيم الجمعية في سلوكيات الأفراد المتعلقة باستهلاك الماء.

من هذا المنطلق، يمكن تحليل الإسراف من منظور الاستهلاك التفاخري (Conspicuous Consumption)، وهو مفهوم صاغه الاقتصادي وعالم الاجتماع الأمريكي ثورستين فيبلين (Thorstein Veblen) في كتابه الرائد “نظرية الطبقة المترفة “، فيرى أن بعض أشكال الاستهلاك، بما في ذلك إهدار الموارد، لا تهدف إلى تلبية الحاجات الأساسية بقدر ما تهدف إلى إظهار الثراء والمكانة الاجتماعية، والتمييز عن الطبقات الأقل ثراءً، ففي مجتمعات معينة، قد يصبح الإسراف في الماء (مثل وجود حمامات سباحة كبيرة، أو الحدائق المروية بشكل مفرط في مناطق شحيحة المياه) رمزًا للرفاهية والنجاح الاجتماعي، مما يدفع الأفراد إلى تقليد هذه السلوكيات للحفاظ على مكانتهم أو الطموح للارتقاء.

كما يمكن فهم الإسراف كجزء من الثقافة المادية وتأثيرها على القيم، في ضوء رؤية عالم الاجتماع بيير بورديو (Pierre Bourdieu)، في كتابه “التمييز نقد اجتماعي للحكم على الذوق “، ويركز على مفهوم الهابيتوس (Habitus)، وهو نظام من الاستعدادات المكتسبة التي توجه سلوك الأفراد وتفكيرهم، ويتشكل من خلال التجارب الاجتماعية والتعليم، فإذا كان الهابيتوس السائد في مجتمع ما يشجع على الاستهلاك الوفير للماء دون اعتبار لندرته، فإن الأفراد يتبنون هذا السلوك بشكل لا واعي كجزء من “طبيعتهم” الاجتماعية، مدفوعين بـإعادة إنتاج الأنماط السلوكية التي يرونها حولهم.

علاوة على ذلك، يمكن ربط الإسراف في الماء بمفهوم اللامعيارية أو الأنومي (Anomie) الذي قدمه عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم (Émile Durkheim) في كتابه “الانتحار”. يشير الأنومي إلى حالة من غياب المعايير الاجتماعية الواضحة أو ضعفها، مما يؤدي إلى فقدان التوجيه الأخلاقي والاجتماعي في جانب الإسراف، إذا لم تكن هناك معايير اجتماعية قوية أو قوانين فعالة تحد من استهلاك الماء، أو إذا كانت القيم المجتمعية لا تولي أهمية للحفاظ على الموارد، فقد يسود سلوك الإسراف نتيجة لغياب الضبط الاجتماعي.

ويمكن النظر إلى الإسراف في الماء من منظور نظرية التبادل الاجتماعي التي طورها جورج هومانس (George Homans) وبيتر بلاو (Peter Blau) ترى هذه النظرية أن التفاعلات الاجتماعية هي بمثابة تبادلات يتم فيها السعي لتحقيق أقصى قدر من المكافآت وتقليل التكاليف، فإذا كانت تكلفة الإسراف في الماء (مثل فواتير المياه المنخفضة، أو غياب المساءلة الاجتماعية) أقل من المكافآت المتصورة (مثل الشعور بالراحة، أو إظهار الثراء)، فإن السلوك الإسرافي يستمر ويتعزز.

 

 التربية الصوفية

يقدم التصوف رؤية مميزة، وحلول جوهرية لمعالجة مشكلة الإسراف في الماء، من خلال غرس قيم جوهرية وتغيير جذري في النفس البشرية، وربط هذا الحال بالمعرفة بالله عزوجل، ومن تلك الحلول:

– الإيثار والشعور بالمسؤولية المجتمعية: يعلم التصوف أن الفرد ليس بمعزل عن مجتمعه، وأن سعادته وكماله لا يتحققان إلا من خلال خدمة الآخرين والإحساس بهم، والإسراف في الماء يؤثر بشكل مباشر على الآخرين، خاصة في المناطق التي تعاني من ندرة المياه، فعندما يغرس التصوف في النفس قيمة الإيثار والشعور بالمسؤولية تجاه الأجيال القادمة والضعفاء، فإن الفرد لا يستطيع أن يسرف في الماء وهو يعلم أن ذلك قد يحرم غيره منه. قال تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: ٩]، فهذه الآية تدعو إلى تقديم حاجة الآخرين على حاجات النفس، وهو ما يتجلى في الحفاظ على الموارد المشتركة.

– الوعي بقدسية النعمة والشكر: يركز التصوف على أن كل ما في الكون هو من نعم الله، وأن الماء على وجه الخصوص هو آية من آياته الكبرى. قال تعالى في محكم التنزيل: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء: ٣٠]، فهذا الوعي العميق بكون الماء هبة إلهية يولد شعوراً بالشكر والامتنان، وهو ما يحد من الميل إلى الإسراف، فعندما يدرك المسرف أن كل قطرة ماء هي فضل من الله، فإنه يعاملها بقدسية واحترام، وليس كشيء يُستهلك بلا حساب، فحال شكر النعمة بالفعل عند علماء التصوف معناه أن الشكر الحقيقي يتجاوز مجرد القول إلى الفعل، بمعنى استخدام النعمة فيما يرضي المنعم.

– حال المحاسبة والمراقبة: من أهم مبادئ التصوف هي المحاسبة اليومية للنفس على الأفعال والأقوال، فعندما يراقب الصوفي نفسه ويحاسبها على كل قطرة ماء يستخدمها، فإنه يصل إلى مستوى عالٍ من اليقظة والوعي، فهذا الوعي يجعله يدرك أن إهدار الماء ليس مجرد فعل مادي، بل هو قصور في شكر النعمة، وتجاوز للحدود التي وضعها الله. جاء في الحديث النبوي الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ، فقال: «ما هذا السرف يا سعد؟” قال: أفي الوضوء سرف؟ قال: “نعم، وإن كنت على نهر جارٍ» [رواه ابن ماجه]، فهذا يوضح أن الاقتصاد مطلوب في العبادات، فما بالك في غيرها.

– حال الزهد في الدنيا: يدعو التصوف إلى الزهد، وليس معناه ترك الدنيا، بل بمعنى عدم التعلق بها، والتحرر من شهواتها الزائدة. فالإسراف في الماء قد يكون تعبيراً عن التعلق الزائد بالملذات الحسية، أو الرغبة في الترف. فعندما يتجرد الإنسان من هذه التعلقات، يجد نفسه يميل إلى الاقتصاد والاعتدال في كل شيء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة » [رواه البخاري]، فهذا الحديث الشريف يؤكد على الاعتدال في كل جوانب الحياة، ومنها استخدام الماء.

 

 الخلاصة

في الختام… يظهر لنا في هذا المقال التكامل بين علم النفس، وعلم الاجتماع، والتصوف في فهم وعلاج نفسية المسرف في الماء، فبينما يكشف علم النفس عن الدوافع الخفية وراء السلوكيات الفردية، ويقدم علم الاجتماع إطارًا لفهم كيف تشكل الأنساق الاجتماعية والقيم الثقافية هذه السلوكيات، نجد أن التصوف يقدم نهجًا شاملاً لتزكية النفس وتنقيتها، وغرس قيم الشكر، والزهد، والمحاسبة، والإيثار، المستمدة من تعاليم القرآن والسنة النبوية، فمعالجة الإسراف في الماء لا تكمن فقط في تغيير العادات الظاهرية، بل في تغيير النظرة إلى الحياة والكون، وتعميق الوعي بالمسؤولية تجاه هذه النعمة الإلهية العظيمة.

 

 _____________________________________

 

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى