أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة بعنوان : إنَّ مَا أتخوفُ عليكُم رجلٌ آتاهُ اللهُ القرآنَ فغيّرَ معناهُ ، للدكتور خالد بدير

"إنَّ مَا أتخوفُ عليكُم رجلٌ آتاهُ اللهُ القرآنَ فغيّرَ معناهُ"  ضرورةُ التوعيةِ بكيفيةِ مواجهةِ القرآنِ للشبهاتِ الفكريةِ، بتاريخ 11 ذو القعدة 1446 هـ ، الموافق 9 مايو 2025م

خطبة الجمعة بعنوان : “إنَّ مَا أتخوفُ عليكُم رجلٌ آتاهُ اللهُ القرآنَ فغيّرَ معناهُ” ضرورةُ التوعيةِ بكيفيةِ مواجهةِ القرآنِ للشبهاتِ الفكريةِ ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 11 ذو القعدة 1446 هـ ، الموافق 9 مايو 2025م. 

 

تحميل خطبة الجمعة القادمة 9 مايو 2025م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : “إنَّ مَا أتخوفُ عليكُم رجلٌ آتاهُ اللهُ القرآنَ فغيّرَ معناهُ”  ضرورةُ التوعيةِ بكيفيةِ مواجهةِ القرآنِ للشبهاتِ الفكريةِ :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 9 مايو 2025م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : “إنَّ مَا أتخوفُ عليكُم رجلٌ آتاهُ اللهُ القرآنَ فغيّرَ معناهُ”  ضرورةُ التوعيةِ بكيفيةِ مواجهةِ القرآنِ للشبهاتِ الفكريةِ ، بصيغة  word أضغط هنا.

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 9 مايو 2025م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : “إنَّ مَا أتخوفُ عليكُم رجلٌ آتاهُ اللهُ القرآنَ فغيّرَ معناهُ”  ضرورةُ التوعيةِ بكيفيةِ مواجهةِ القرآنِ للشبهاتِ الفكريةِ ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

عناصر خطبة الجمعة القادمة 9 مايو 2025م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : “إنَّ مَا أتخوفُ عليكُم رجلٌ آتاهُ اللهُ القرآنَ فغيّرَ معناهُ”  ضرورةُ التوعيةِ بكيفيةِ مواجهةِ القرآنِ للشبهاتِ الفكريةِ : كما يلي:

 

أولًا: القرآنُ الكريمُ كتابُ رحمةٍ وهدايةٍ للعالمين.

ثانيًا: التفسيرُ المغلوطُ لنصوصِ القرآنِ وأثرُهُ على المجتمعِ.

ثالثًا: واجبُنَا نحوَ القرآنِ الكريمِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 9 مايو 2025م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : “إنَّ مَا أتخوفُ عليكُم رجلٌ آتاهُ اللهُ القرآنَ فغيّرَ معناهُ”  ضرورةُ التوعيةِ بكيفيةِ مواجهةِ القرآنِ للشبهاتِ الفكريةِ : كما يلي:

 

خطبةٌ بعنوان: “إنَّ مَا أتخوفُ عليكُم رجلٌ آتاهُ اللهُ القرآنَ فغيّرَ معناهُ”

 ضرورةُ التوعيةِ بكيفيةِ مواجهةِ القرآنِ للشبهاتِ الفكريةِ

11 ذو القعدة 1446هـ – 9 مايو 2025م

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة بعنوان : إنَّ مَا أتخوفُ عليكُم رجلٌ آتاهُ اللهُ القرآنَ فغيّرَ معناهُ ، للدكتور خالد بدير

أولًا: القرآنُ الكريمُ كتابُ رحمةٍ وهدايةٍ للعالمينَ.

لقد أنزلَ اللهُ سبحانَهُ وتعالَى القرآنَ الكريمَ رحمةً وهدايةً للعالمين، قَالَ تَعَالَى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}. [الإسراء: 82]. ويقولُ جلَّ وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (يونس: 57)، لذلكِ تكفَّلَ اللهُ بحفظِهِ فقالَ تعالَى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:9)، ومِمَّا يدلُّ على أنَّ القرآنَ الكريمَ كتابُ هدايةٍ ورحمةٍ وإعجازٍ بكلامِه هذانِ الموقفانِ:

الموقفُ الأولُ: مع ثلاثةٍ مِن زعماءِ قريشٍ، وكيفَ كانُوا مغرمينَ بسماعِ القرآنِ وهُم على شركِهِم وكفرهِم.

فقد ذكرَ محمدٌ بنُ إسحاقَ، عن الزهرِيِّ، في قصةِ أبِي جهلٍ حينَ جاءَ يستمعُ قراءةَ النبيِّ مِن الليلِ، هو وأبو سفيانَ صَخْرُ بنُ حَرْبٍ، والأخْنَسُ بنُ شِريْقٍ، ولا يشعرُ واحدٌ منهُم بالآخرِ، فاستمعُوهَا إلى الصباحِ، فلمّا هَجَمَ الصبحُ تَفرَّقُوا، فجمعتهُم الطريقُ، فقالَ كلٌّ منهُم للآخرِ: ما جاءَ بكَ؟ فذكرَ لهُ ما جاءَ لهُ ثم تعاهدُوا ألَّا يعودُوا، لِمَا يخافون مِن علمِ شبابِ قريشٍ بهم، لِئَلّا يفتتنُوا بمجيئِهم. فلمّا كانت الليلةُ الثانيةُ جاءَ كلٌّ منهم ظَنًّا أنّ صاحبيهِ لا يجيئانِ، لِمَا تقدمَ مِن العهودِ، فلمَّا أجمعُوا جمعتهُم الطريقُ، فتلاومُوا، ثم تعاهدُوا ألّا يعودُوا. فلمّا كانت الليلةُ الثالثةُ جاؤوا أيضًا، فلمّا أصبحُوا تعاهدُوا ألَّا يعودُوا لمثلِهَا ثم تفرقوا، فلمّا أصبحَ الأخنسُ بنُ شَرِيقٍ أخذَ عصاهُ، ثم خرجَ حتى أتَى أبا سفيانَ بنَ حربِ في بيتِه، فقال: أخبرنِي يا أبا حَنْظَلةَ عن رأيكَ فيمَا سمعتَ مِن مُحمدٍ؟ قال: يا أبا ثعلبةَ، واللهِ لقد سمعتُ أشياءَ أعرفُهَا وأعرفُ ما يُرادُ بها، وسمعتُ أشياءَ ما عرفتُ معناهَا ولا ما يرادُ بها، قال الأخنسُ: وأنا والذي حلفتَ به، ثم خرجَ مِن عندِه حتى أتَى أبا جهلٍ، فدخلَ عليه في بيتِه فقالَ:

يا أبا الحكمِ، ما رأيُكَ فيمَا سمعتَ مِن مُحمدٍ؟ قال: ماذا سمعتُ؟ تنازعنَا نحن وبنو عبدِ منافٍ الشرفَ: أطعمُوا فأطعمنَا، وحملُوا فحملنَا، وأعطُوا فأعطينَا، حتى إذا تَجاثينَا على الرُّكَبِ، وكنا كَفَرَسي رِهَانٍ، قالوا: منّا نبيٌّ يأتيهِ الوحيُ مِن السماءِ! فمتى ندركُ هذه؟ واللهِ لا نؤمنُ به أبدًا ولا نصدقهُ، فخلَا الأخنسُ بأبي جهلٍ فقال: يا أبا الحكمِ، أخبرنِي عن مُحمدٍ: أصادقٌ هو أم كاذبٌ؟ فإنّه ليسَ هاهنَا مِن قريشٍ غيرِي وغيرُكَ يسمعُ كلامَنَا، فقالَ أبو جهلٍ: ويحكَ! واللهِ إنّ مُحمدًا لصادقٌ، وما كذبَ مُحمدٌ قط، ولكن إذا ذهبتْ بنو قُصيّ باللواءِ والسقايةِ والحجابِ والنبوةِ، فماذا يكونُ لسائرِ قريشٍ؟ فذلك قولهُ: { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ }(الأنعام: 33) . ( تفسير ابن كثير ).

الموقفُ الثانِي: كبيرُ قريشٍ الوليدُ بنُ المغيرةِ، ترسلُهُ قريشٌ للرسولِ ليقنعَ أحدهُمَا الآخر، فرقَّ لما سمعَ مِن النبيِّ ” فعن عكرمةَ: أنّ الوليدَ بنَ المغيرةَ جاءَ إلى النبيِّ فقرأَ عليه القرآنَ، فكأنَّهُ رقَّ له. فبلغَ ذلك أبا جهلٍ بنَ هشامٍ، فأتاهُ فقال: أيْ عم، إنّ قومَكَ يريدون أنْ يجمعوا لك مالًا. قال: لمَ؟ قال: يعطونَهُ لكَ، فإنّكَ أتيتَ مُحمدًا تَتَعَرضُ لما قبله، قال: قد علمتْ قريشٌ أنِّي أكثرهَا مالًا، قال: فقلْ فيه قولًا يعلمُ قومُكَ أنّك منكرٌ لِمَا قال، وأنّكَ كارهٌ لهُ. قال: فماذا أقولُ فيهِ؟! فو اللهِ ما منكم رجلٌ أعلمُ بالأشعارِ منِّي، ولا أعلمُ برجزهِ ولا بقصيدهِ ولا بأشعارِ الجنِّ، واللهِ ما يشبهُ الذي يقولُه شيئًا مِن ذلك. واللهِ إنّ لقولِه الذي يقولُ لحلاوةٍ، وإنّه ليحطمَ ما تحتَه، وإنّه ليعلُو وما يعلَى. وقال: واللهِ لا يرضَى قومُك حتى تقولَ فيه. قال: فدعنِي حتى أفكرَ فيه. فلمّا فكّرَ قال: إنّ هذا سحرٌ يأثرهُ عن غيرِه. فنزلتْ: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} [قال قتادة: خرجَ مِن بطنِ أمهِ وحيدًا] حتى بلغَ: {تِسْعَةَ عَشَرَ} (تفسير الطبري).

فأنت ترَى مِن خلالِ هذين الموقفينِ أنّ القرآنَ الكريمَ بإعجازِهِ وبلاغتِهِ جاءَ هدايةً ورحمةً للعالمين.

لذلكَ أمرنَا اللهُ تعالى بقراءةِ القرآنِ الكريمِ وتدبرِ معانيهِ، وتفسيرهِ على الوجهِ المشروعِ الذي يتوافقُ مع أصولِ الشريعةِ ولغةِ القرآنِ، وبذلكَ نجمعُ بينَ العلمِ والعملِ،  يقولُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ: كنَّا نتعلمُ العشرَ آياتٍ مِن القرآنِ فلا ندعهَا حتى نعملَ بهَا، أو فلا نجاوزهَا إلى غيرِهَا حتى نعملَ بهَا، فتعلمنَا العلمَ والعملَ جميعًا.

 وكان الفضيلُ رحمَهُ اللهُ يقولُ: “إنّمَا نزلَ القرآنُ ليُعملَ بهِ فاتخذَ الناسُ قراءتَهُ عملًا”  قِيلَ: كيفَ العملُ بهِ؟ قال: ليحلُّوا حلالَهُ، ويحرّمُوا حرامَهُ، ويأتمرُوا بأوامرِهِ، وينتهُوا عن نواهيهِ، ويقفُوا عندَ عجائبِهِ”.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة بعنوان : إنَّ مَا أتخوفُ عليكُم رجلٌ آتاهُ اللهُ القرآنَ فغيّرَ معناهُ ، للدكتور خالد بدير

ثانيًا: التفسيرُ المغلوطُ لنصوصِ القرآنِ وأثرُهُ على المجتمعِ.

لقد انتشرتْ في الآونةِ الأخيرةِ ظاهرةُ التفسيرِ المغلوطِ لآياتِ القرآنِ الكريمِ، فنحن نرَى ونسمعُ بينَ الفينةِ والأخرَى مَن يشككُ في القرآنِ، أو يطعنُ في بعضِ آياتِه؛ أو يحمّلُها ما لا تحتملُ مِن أفكارٍ متطرفةِ ومعتقداتٍ وأباطيل، وأحدثُهَا ما ظهرَ في عصرِنَا الحاضرِ مِن دعواتٍ مغرضةٍ لإعادةِ قراءةِ “النصِّ القرآنِي” في ضوءِ المستجداتِ الحديثةِ؛ ومِن هذا: التفسيرُ المغلوطُ لآياتِ الميراثِ والقتالِ والجهادِ والجزيةِ والحاكميةِ وغيرِهَا.

وهذا بلا شك يتجاهلُ تمامًا البيئةَ اللغويةَ التي توضحُ الكثيرَ مِن معانِي القرآنِ الكريمِ ومراميهِ، وبدونِ الوقوفِ على هذه الأرضِ بثباتٍ واقتدارٍ يصبحُ “نصُّ” القرآنِ الكريمِ معرضًا لكلِّ الأهواءِ والاتجاهاتِ التي تسعَى لتدميرِهِ.

وهذا ما تخوفَهُ الرسولُ علينَا، فعن حُذَيْفَةَ قال: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِنَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عَلَيْهِ، وَكَانَ رِدْئًا لِلْإِسْلَامِ، غَيَّرَهُ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَسَعَى عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ، الْمَرْمِيُّ أَمِ الرَّامِي؟ قَالَ: «بَلِ الرَّامِي». (صحيحُ ابنِ حبان بسندٍ حسنٍ). وفي توضيحِ هذه الصورةِ يقولُ الإمامُ مالكٌ رحمَهُ اللهُ: “إنَّ أقوامًا ابْتَغوا الْعِبَادَةَ وأضاعُوا الْعلمَ فَخَرجُوا على أمةِ مُحَمَّدٍ بِأَسْيَافِهِمْ، وَلَو ابْتَغوا الْعلمَ لحجزَهُم عَن ذَلِك”.

وقِيلَ إنَّ هذا الأثرَ مِن قولِ الحسنِ البصرِي رحمَهُ اللهُ تعالى.

إنَّ الوقوفَ عندَ ظواهرِ النصوصِ مع الجمودِ والتعصبِ وإصدارِ الفتوَى بذلكَ، يؤدِّي إلى التطرفِ والوقوعِ في الزيغِ والضلالِ، يقولُ الإمامُ ابنُ القيمِ- رحمَهُ اللهّ – : ” مَن أفتَى الناسَ بمجردِ المنقولِ في الكتبِ على اختلافِ عرفِهِم وعوائدِهِم وأزمنتِهِم وأحوالِهِم وقرائنِ أحوالِهِم، فقد ضلَّ وأضلَّ، وكانت جنايتُهُ على الدينِ أعظمَ مِن جنايةِ مَن طببَ الناسَ كلَّهُم على اختلافِ بلادِهِم وعوائدِهِم وأزمنتِهِم وطبائعِهِم بمَا في كتابٍ مِن كتبِ الطبِّ على أبدانِهِم، بل هذا الطبيبُ الجاهلُ وهذا المفتِي الجاهلُ أضرُّ على أديانِ الناسِ وأبدانِهِم ” ( إعلام الموقعين ) .

ولقد تنبأَ بفعلِ هؤلاء الخوارجِ، الذين خرجُوا عن مسارِ القرآنِ الكريمِ واتجاهاتِهِ إلى مساراتٍ أُخرَى تخدمُ أفكارَهُم ومعتقداتِهِم وضلالَهُم؛ وهدفُهُم مِن ذلكَ تحريفُ القرآنِ، والتنقيصُ مِن قدسيتِه في قلوبِ المسلمين، ولكن هيهاتَ هيهات؛ فعلماؤُنَا لهم بالمرصادِ!! قَالَ عَلِيٌّ رضيَ اللهُ عنهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ:” سَيَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ؛ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ؛ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ؛ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.” (متفق عليه)؛ قال الإمامُ النوويُّ:” معناه: لا تفقهُه قلوبُهم ولا ينتفعونَ بمَا تلوا منهُ، ولا لهُم حظٌّ سوَى تلاوةِ الفمِّ والحنجرةِ والحلقِ إذ بهما تقطيعُ الحروفِ”.( شرح النووي).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة بعنوان : إنَّ مَا أتخوفُ عليكُم رجلٌ آتاهُ اللهُ القرآنَ فغيّرَ معناهُ ، للدكتور خالد بدير

ثالثًا: واجبُنَا نحوَ القرآنِ الكريمِ.

إنّ واجبَنَا نحو القرآنِ الكريمٍ يتمثلُ في صورٍ عديدةٍ:

منها: تعاهدُ القرآنِ واستذكارُه: خوفًا مِن ضياعِهِ ونسيانِهِ، وقد حثَّ الرسولُ على تعاهدِ القرآنِ الكريمِ. فقَالَ:” تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ فَوَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنْ الْإِبِلِ فِي عُقُلِهَا.” (مسلم)؛ وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:” إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ”(البخاري)؛ قال ابنُ عبدِ البرِّ في الاستذكار: “في هذا الحديثِ الحضُّ على درسِ القرآنِ وتعاهدِه والمواظبةِ على تلاوتِه والتحذيرِ مِن نسيانِه بعدَ حفظِه”.

ومنها: تعلُّمُ القرآنِ وتعليمُهُ: الواجبُ على الجميعِ تعلمُ القرآنِ الكريمِ وتعليمُهُ، تلاوةً وأحكامًا وتجويدًا وتفسيرًا وإعجازًا، فعليكَ أنْ تتعلمَ القرآنَ وتعلمَهُ لتكونَ أخيرَ الناسِ وأفضلَهُم، فعَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ قَالَ:” خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ” (البخاري)، فهو أخيرُ الناسِ وأفضلُهُم لأنّه نفعَ نفسَهُ ونفعَ غيرَهُ بتعلمِ القرآنِ وتعليمِه؛ قال ابنُ حجرٍ:” لا شكّ أنّ الجامعَ بينَ تعلمِ القرآنِ وتعليمِه مكملٌ لنفسِه ولغيرِه، جامعٌ بينَ النفعِ القاصرِ والنفعِ المتعدِّي ولهذَا كانَ أفضل .” ( فتح الباري).

ومنها: العملُ بالقرآنِ: وهذا هو أهمُّ واجباتِنَا نحو القرآنِ، أنْ نعملَ بكلِّ مَا جاءَ في القرآنِ ونتخلقَ بأخلاقِه؛ اقتداءً بنبيِّنَا الذي: “كان خلقُهُ القرآنَ”، (رواه مسلم )؛ قال الإمامُ الشاطبيُّ: “وإنّما كان خلقُهُ القرآنَ لأنَّهُ حكَّمَ الوحيَ على نفسِهِ، حتى صارَ في علمِهِ وعملِهٍ على وِفْقِهِ، فكان الوحيُ حاكمًا وافقًا قائلًا وكان هو عليهِ الصلاةُ والسلامُ مذعنًا ملبيًّا نداءَهُ، واقفًا عندَ حكمِهِ ”.(الاعتصام).

ومنها: تعظيمُ وتوقيرُ القرآنِ: فقد عظّمَ اللهُ القرآنَ ووصفَهُ بأنّه عظيمٌ، فقالَ تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْـمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} (الحجر: 87 )، والتعظيمُ يشملُ الجانبَ العقدِي والجانبَ العملِي، فمِن تعظيمِهِ: استحضارُ أنَّ المتكلمَ بهِ هو جبارُ السمواتِ والأرضِ جلَّ جلالُه، فمَن استخفَّ بكلامِهِ فقد استخفَّ بهِ سبحانَهُ فكفرَ، ومِن تعظيمِه: اعتقادُ كمالِهِ وتمامِهِ وأنّهُ لا نقصَ فيهِ ولا اختلافَ ولا اضطرابَ، كما قالَ تعالى:{ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}(البقرة: ٢ ).

ومنها: الدفاعُ عن القرآنِ الكريمِ: فقد سخرَ اللهُ عزَّ وجلَّ رجالًا في هذه الأمةِ في كلِّ مكانٍ وزمانٍ للدفاعِ عن كتابِهِ مِن تحريفِ الغالينَ وانتحالِ المبطلينَ، وهذا ما أخبرَ بهِ الصادقُ المصدوقُ ، فَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُذْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ؛ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلين» (البيهقي).

ومنها: تطهيرُ العقولِ مِن الأفكارِ الجامدةِ المتطرفةِ: لأنَّ الناسَ لو استقامتْ عقولُهُم، صارُوا يُفكِّرونَ فيمَا ينفَعُهم ويبتَعِدون عمَّا يضرُّهم، إذًا هناك علاقةٌ كبيرةٌ بينَ المحافظةِ على عقولِ الناسِ وبينَ استقرارِ الأمنِ عندَهُم، فانتشارُ المفاهيمِ الخاطئةِ حيالَ نصوصِ القرآنِ والسنةِ، وعدَمُ فهمِهِمَا بفهمِ السلفِ الصالحِ، مِمّا يذهبُ بأمنِ الناسِ، وهل كُفِّرَ الناسُ وأريقت الدماءُ وقُتِلَ الأبرياءُ وخُفرت الذممُ بقتلِ المستأمنينَ وفُجِّرت البقاعُ إلّا بهذهِ المفاهيمِ المنكوسةِ، والأفكارِ المتطرفةِ المعكوسةِ؟!!

نسألُ اللهَ أنْ يرزقَنَا الفهمَ الصحيحَ لكتابِهِ، وأنْ يهدِيَ شبابَنَا إلى الحقِّ وإلى الطريقِ المستقيمِ، وأنْ يجعلَ هذا البلدَ أمنًا رخاءً سخاءً يا ربَّ العالمين؛؛   

الدعاء،،،،                   وأقم الصلاة                            كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى