أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة بعنوان : الاتحادُ قوةٌ ، للدكتور خالد بدير

للدكتور خالد بدير، بتاريخ 23 محرم 1447 هـ ، الموافق 18 يوليو 2025م

خطبة الجمعة بعنوان : الاتحادُ قوةٌ ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 23 محرم 1447 هـ ، الموافق 18 يوليو 2025م. 

 

تحميل خطبة الجمعة القادمة 18 يوليو 2025م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : الاتحادُ قوةٌ :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 18 يوليو 2025م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : الاتحادُ قوةٌ ، بصيغة  word أضغط هنا.

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 18 يوليو 2025م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : الاتحادُ قوةٌ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

عناصر خطبة الجمعة القادمة 18 يوليو 2025م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : الاتحادُ قوةٌ : كما يلي:

 

أولًا: دعوةُ الإسلامِ إلى الوحدةِ والاجتماعِ.

ثانيًا: سعيُ شياطينِ الإنسِ والجنِّ إلى تمزيقِ وحدةِ المسلمين.

ثالثًا: الاتحاد قوة.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 18 يوليو 2025م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : الاتحادُ قوةٌ : كما يلي:

 

 

خطبةٌ بعنوان: الاتحادُ قوةٌ.

23 محرم 1447هـ – 18 يوليو 2025م

المـــوضــــــــــوعُ

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة بعنوان : الاتحادُ قوةٌ ، للدكتور خالد بدير

أولًا: دعوةُ الإسلامِ إلى الوحدةِ والاجتماعِ.

لقد حثَّنَا الدينُ الإسلاميُّ الحنيفُ على الوحدةِ والاعتصامِ والاجتماعِ والاصطفافِ، والناظرُ إلى جميعِ العباداتِ يرَى فيهَا معانِيَ الاجتماعِ والوحدةِ، فالصلاةُ التي نجتمعُ لهَا كلَّ يومٍ خمسَ مراتٍ، مِن أهمِّ أهدافِهَا اجتماعُ المسلمينَ في اليومِ خمسُ مراتٍ وتثبيتُ الألفةِ بينَ المصلينَ، لذلكَ حثَّ الإسلامُ على صلاةِ الجماعةِ، فعن أبِي الدرداءَ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: سَمعتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ : ” مَا مِنْ ثَلاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ ، وَلا بَدْوٍ ، لا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاةُ ، إِلا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ ، فَعَلَيْـكُمْ بِالْجَمَاعَةِ ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنْ الغَنـَمِ الْقَاصِيَةَ “.  ( النسائي وأبو داوود والحاكم وصححه).

فالعبادةُ في حدِّ ذاتِهَا مظهرٌ مِن مظاهرِ الاتحادِ والائتلافِ بينَ الأمةِ الإسلاميةِ، فالصلاةُ مثلاً تُنظمُ صفوفَهُم، وتوحِّدُ كلمتَهُم، وتَجمعُ شمْلَهُم، وقد صوّرَ ذلكَ عالمٌ أوروبيٌّ فقالَ: “إذا نظَرتَ إلى العالمِ الإسلامِيِّ في ساعةِ الصلاةِ بعينِ طائرٍ في الفضاءِ، وقُدِّرَ لكَ أنْ تستوعبَ جميعَ أنحائِهِ – بغضِّ النظرِ عن خطوطِ الطولِ والعرضِ – لرأيتَ دوائرَ عديدةً مِن المتعبدينَ تدورُ حولَ مركزٍ واحدٍ هو الكعبةُ، وتنتشرُ في ساحةٍ تزدادُ قدرًا وحجمًا “. (مقارنة الأديان – أحمد شلبي).

إنَّ المسلمينَ في الشرقِ والغربِ يتجهونَ في الصلواتِ الخمسِ اليوميةِ، وفي فريضةِ الحجِّ إلى بيتِ اللهِ الحرامِ، رغمَ اختلافِ الألسنةِ والجنسياتِ والألوانِ، يجمعُهُم الدينُ الإسلامِيُّ الحنيفُ، وهذا ليعلمَ المسلمُ أنّهُ لبنةٌ في بناءٍ كبيرٍ واحدٍ مرصوصٍ، فعَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: ” إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ” (متفق عليه)، فالمسلمونَ يتعلمونَ وحدةَ القبلةِ، ووحدةَ الأمةِ في الهدفِ والغايةِ، وأنَّ الوحدةَ والاتحادَ ضرورةٌ في كلِّ شئونِ حياتِهِم الدينيةِ والدنيويةِ، وهذا الذي حملَ اليهودَ على حقدِهِم وحسدِهِم للوحدةِ الإسلاميةِ في شعائرِنَا وفرائضِنَا الإسلاميةِ، وقد أخبرنَا بذلكَ حيثُ قالَ: ” إِنَّهُمْ لَا يَحْسُدُونَا عَلَى شَيْءٍ كَمَا يَحْسُدُونَا عَلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ الَّتِي هَدَانَا اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي هَدَانَا اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى قَوْلِنَا خَلْفَ الْإِمَامِ آمِينَ ” ( أحمد وابن خزيمة بسند صحيح)، وتدبرتُ في هذهِ الثلاثِ فوجدتُ العلةَ واحدةً وهي ( الوحدةُ والاجتماعُ في كلٍّ )، وهذا بلا شكَّ يغضبُهُم ويحزنُهُم ويسوءُهُم، حتى في بابِ الأكلِ، أُمِرْنَا بالاجتماعِ تبركاً بدلَ التفرقِ، فعن وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ :” أَنَّهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّا نَأْكُلُ، وَلاَ نَشْبَعُ، قَالَ: فَلَعَلَّكُمْ تَأْكُلُونَ مُتَفَرِّقِينَ؟ قَالُوا: نَعَمْ ، قَالَ: فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ، يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ”. ( ابن ماجة بسند حسن).

لذلك تواترتْ السنةُ النبويةُ بذكرِ الأحاديثِ التي تدعُو إلى الاصطفافِ والاجتماعِ، فقد جاءَ في الحديثِ: ” عَلَيْكُمْ بِالْجَماعَةِ، وَإِيّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَماعَةَ”. ( النسائي والترمذي وحسنه )، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ” قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : إِنَّ اللَّهَ تعالى يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالَ” ( مسلم )، يقولُ النوويُّ:” قولُهُ: ( ولا تفرقُوا ) أمرٌ بلزومِ جماعةِ المسلمينَ وتألفِ بعضهِم ببعضٍ، وهذه إحدَى قواعدِ الإسلامِ.”

وهكذا يدعونَا الإسلامُ إلى الوحدةِ والاجتماعِ والاصطفافِ والاعتصامِ، وينهانَا عن التفرقِ والتشرذمِ والاختلافِ.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة بعنوان : الاتحادُ قوةٌ ، للدكتور خالد بدير

ثانيًا: سعيُ شياطينِ الإنسِ والجنِّ إلى تمزيقِ وحدةِ المسلمين.

لقد سعَى شياطينُ الإنسِ والجنِّ إلى تمزيقِ وحدةِ المسلمينَ في الماضِي والحاضرِ على السواءِ، ونحن نعلمُ ما سلكَهُ اليهودُ مع الرسولِ في المدينةِ، وسعيَهُم إلى تمزيقِ وحدةِ المسلمينَ، ونزلَ بسببِ ذلكَ قولُهُ تعالَى:{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} ( آل عمران : 103). قال الحافظُ  ابنُ كثيرٍ في تفسيرِهِ: “إنَّ هذهِ الآيةَ نزلتْ في شأنِ الأوسِ والخزرجِ، وذلكً أنَّ رجلًا مِن اليهودِ مَرَّ بملأٍ مِن الأوسِ والخزرجِ، فساءَهُ ما هُمْ عليهِ مِن الاتفاقِ والألْفَةِ، فبعثَ رجلًا معَهُ وأمرَهُ أنْ يجلسَ بينَهُم ويذكرَهُم ما كان مِن حروبِهِم يومَ بُعَاثٍ وتلكَ الحروب، ففعلَ، فلم يزلْ ذلكَ دأبُهُ حتى حميتْ نفوسُ القومِ وغضبَ بعضُهُم على بعضٍ، وتثاورُوا، ونادُوا بشعارِهِم وطلبُوا أسلحتَهُم، وتواعدُوا إلى الحرةِ، فبلغَ ذلكَ النبيَّ فأتاهُم فجعلَ يُسكِّنَهُم ويقولُ: ” أبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وأَنَا بَيْنَ أظْهُرِكُمْ؟” وتلَا عليهِم هذهِ الآيةَ، فندمُوا على ما كانَ منهُم، واصطلحُوا وتعانقُوا، وألقُوا السلاحَ، رضيَ اللهُ عنهُم.”أ.ه

إنَّ التفرقَ والتنازعَ ضعفٌ وشرٌّ، والأعداءُ يعتمدونَ على قاعدةِ ” فرقْ تسدْ ” وقد نجحُوا إلى حدٍّ مَا في زرعِ الشحناءِ والبغضاءِ وإثارةِ الفتنِ. يقولُ المستشرقُ لورانس براون: إذا اتحدَ المسلمونَ في إمبراطوريةٍ عربيةٍ، أمكنَ أنْ يصبحُوا لعنةً على العالمِ وخطراً، أو أمكنَ أنْ يُصبحُوا أيضاً نعمةً له، أمَّا إذا بقُوا متفرقينَ فإنّهُم يظلونَ حينئذٍ بلا وزنٍ ولا تأثيرٍ، يجبُ أنْ يبقىَ العربُ والمسلمونَ متفرقينَ، ليبقُوا بلا قوةٍ ولا تأثيرٍ.

 لذلكَ حذَّرَنَا ربُّنَا سبحانَهُ وتعالى مِن التنازعِ والتفرقِ، فقالَ جلَّ جلالُهُ: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}(الأنفال: 46).

إنَّ أعداءَ الإسلامِ يتألمونَ حقداً وحسداً حينمَا يرونَ وحدةَ العربِ والمسلمينَ، لذلكَ يسعونَ بكلِّ جهودِهِم وطاقاتِهِم إلى تمزيقِ وحدتِهِم وجعلِهِم متفرقينَ دولاً وأحزاباً وجماعاتٍ متشاحنةً متحاربةً يقتلُ بعضُهُم بعضاً، وقد صرحُوا بهذا الحقدِ والحسدِ على وحدةِ المسلمينَ واجتماعِهِم في كتبِهِم واجتماعاتِهِم ومؤتمراتِهِم، ففِي بروتوكولاتِ (حكماءِ صهيونٍ) قالُوا: ” إنّنَا لن نستطيعَ التغلبَ على المسلمينَ ما دامُوا متحدينَ دولًا وشعوباً تحتَ حكمٍ واحدٍ، فلا بُدَّ مِن تقسيمِ الدولةِ الإسلاميةِ إلى دويلاتٍ ضعيفةٍ لا تستطيعُ الوقوفَ في وجهِنَا فيسهلُ علينَا استعمارُهَا ”.

وكمَا أنَّ شياطينَ الإنسِ سعتْ وما زالتْ تسعَى إلى تمزيقِ وحدةِ المسلمينَ عبرَ العصورِ والقرونِ، فكذلكَ تسعَى شياطينُ الجنِّ إلى نفسِ الغايةِ والهدفِ، فعَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ، يَقُولُ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ» (مسلم)، وعَنْ جَابِرٍ -أيضا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : ” إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ ” قَالَ الْأَعْمَشُ: أُرَاهُ قَالَ: «فَيَلْتَزِمُهُ». (مسلم).

 أيُّهَا المسلمونَ: اعلمُوا أنَّ التفرقَ يؤدِّي إلى هدمِ المجتمعِ وزوالِهِ، والتفرقَ تشبهٌ بالمشركينَ، قالَ تعالَى: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (الروم: 31-32).

كمَا أنَّ التفرقَ صورةٌ مِن صورِ العذابِ، يقولُ : « الْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ». (أحمد بسند حسن).

وهو مِن أسبابِ دخولِ النارِ: فعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : “إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ”. (ابن ماجة).

ويقولُ الرسولُ: ” يَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ فَاتَّبِعُوا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ ، فَإِنَّهُ مَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ ” . (الحاكم وبنحوه عند الترمذي وابن ماجة وغيرهما).

وهكذَا حذَّرَنَا الشارعُ الحكيمُ مِن التفرقِ والتشرذمَ؛ لأنَّهُ يؤدِّي إلى الهلاكِ والدمارِ والعذابِ والنارِ وبئسَ القرار.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة بعنوان : الاتحادُ قوةٌ ، للدكتور خالد بدير

ثالثًا: الاتحادُ قوةٌ.

إنَّ الاتحادَ والاجتماعَ قوةٌ ومهابةٌ، وإنَّ الأمةَ الإسلاميَّةَ متَى اجْتمعتْ واتَّحدتْ، لَم تستطعْ أُمَّةٌ مَهْمَا كانتْ قوَّتُهَا النَّيْلَ منهَا؛ لأنَّ يدَ اللهِ مع الجماعةِ، ولأنَّهَا مع اتِّحادِهَا مَحميةٌ بربِّهَا، وهذا ما عُرِفَ على مَرِّ السنين، فمَا قَوِيَتْ أُمَّةٌ مُتفرقةٌ مُشَتَّتةٌ، وما ضَعُفَتْ أُمَّةٌ اجْتمعتْ وتكاتَفَتْ وارتبطتْ بربِّهَا، والعبرةُ بالقوةُ الروحيةِ والمعنويةِ، وليستْ بالكثرةِ العدديةِ كالغثاءِ لا وزنَ لهَا ولا مهابةَ، فَعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا». فَقَالَ قَائِلٌ: أَوَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟! قَالَ: «بَلْ أَنْتُم يَوْمئِذٍ كثير وَلَكِن غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ؛ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ؛ وَلَيَقْذِفَنَّ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ». قَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ». ( أبو داود والبيهقي بسند صحيح).

وقد أرادَ حكيمٌ أنْ يعطيَ أولادَهُ درساً في ليلةٍ مِن ليالِي الشتاءِ الباردةِ حينَ أحسَّ بقربِ أجلِهِ، فاجتمعَ أولادُهُ حولَ سريرِهِ، وأرادَ أنْ يوصيَهُم بوصيةٍ تنفعُهُم قبلَ وفاتِهِ، فطلبَ منهُم أنْ يحضرُوا حزمةً مِن الحطبِ، وطلبَ مِن كلِّ واحدٍ منهُم أنْ يكسرَ الحزمةَ، فلم يستطعْ أيُّ واحدٍ منهُم أنْ يكسرَهَا، أخذَ الحكيمُ الحزمةَ، وفرقَهَا أعوادًا، وأعطَى كلَّ واحدٍ مِن أبنائِهِ عودًا، وطلبَ منهُم كسرَ الأعوادِ وهي متفرقةٌ، فكسرَ كلُّ واحدٍ منهُم عودَهُ بسهولةٍ، فقالَ الأبُّ الذي هو الحكيمُ: يا أبنائِي إيَّاكُم والتفرقةَ، كونُوا كهذهِ الحزمةِ متحدينَ، حتى لا يقدرُ عدوُّ على هزيمتِكُم .

 كونُوا جميعاً يا بنيَّ إذا اعترَى………….. خطبٌ ولا تتفرقُوا آحـــادًا

تأبَى الرماحُ إذا اجتمعنَ تكسرًا ………..وإذا افترقنَ تكسرتْ أفرادًا

أبناءَ مصرَ الكرام: إنّنَا في سفينةٍ واحدةٍ، ولابُدَّ أنْ نتحدَ جميعًا مِن أجلِ نجاةِ هذهِ السفينةِ، كمَا علينَا أنْ نأخذَ على أيدِي العابثينَ بهذهِ السفينةِ؛ وإلَّا غرقتْ بنَا جميعًا، فعن النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: ” مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا ” ( البخاري ).

وما أجملَ ما قالَهُ الإمامُ الشافعيُّ رحمَهُ اللهُ: “إذَا تفرّقَ القومُ هلَكُوا، وإذَا اجتمعُوا نَجَوا”

ألَا فلنحتدْ جميعاً مِن أجلِ حمايةِ مجتمعِنَا ووطنِنَا، مِن أجلِ حمايةِ مصرِنَا، مِن أجلِ حمايةِ مقدساتِنَا، مِن أجلِ حمايةِ أقصانَا، مِن أجلِ بناءِ حضارتِنَا، بعيدينَ عن التفرقةِ، عن التشرذمِ، عن التحزبِ، عن التشتتِ، حتى نحققَ آمالَنَا، ويعلُو بنيانُنَا ، ونبلغَ مُنانَا ؛؛؛؛؛؛

نسألُ اللهَ أنْ يجمعَ شملَنَا، وأنْ يوحدَ كلمتَنَا، وأنْ يؤلفَ بينَ قلوبِنَا،

وأنْ يحفظَ مصرَنَا وشعبَهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ ؛؛؛؛؛

الدعاء،،،،                      وأقم الصلاة،،،،                  كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى