web analytics
أخبار عاجلة
خطبة الجمعة القادمة 5 يناير 2024م بعنوان : الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 23 جماد الثاني 1445هـ ، الموافق 5 يناير 2024م
خطبة الجمعة القادمة 5 يناير 2024م بعنوان : الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 5 يناير 2024م بعنوان : الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 5 يناير 2024م بعنوان : الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 23 جماد الثاني 1445هـ ، الموافق 5 يناير 2024م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 5 يناير 2024م بصيغة word بعنوان : الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل ، للشيخ عمر مصطفي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 5 يناير 2024م بصيغة pdf بعنوان : الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل ، للشيخ عمر مصطفي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 5 يناير 2024م ، بعنوان : الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل ، للشيخ عمر مصطفي.

أولًا: أهميةُ الأسرةِ ومقاصدُهَا في الإسـلامِ.

ثانيًا: الصحةُ الإنجابيةُ في المنظورِ الإسلامِي.

ثالثًا: المؤمنُ القــــويُّ خيرٌ وأحبُّ إلي اللهِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 5 يناير 2024م ، بعنوان : الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:

الصحةُ الإنجابيةُ بينَ حقِّ الوالدينِ وحقِّ الطفلِ.

23جمادي الآخرة 1445 ه – 5 يناير 2024 م

الموضوع

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين

القائلِ في كتابِهِ الكريمِ:

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) }(النساء)، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو علي كلِّ شيءٍ قديرٍ

وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ البشيرُ النذيرُ

والسراجُ المنيرُ سيّدُ الأولينَ والآخرين

أرسلَهُ ربُّهُ رحمةً للعالمين، وعلي آلِهِ وأصحابِهِ أجمعين

ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 5 يناير 2024م بعنوان :

الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل 

أولًا: أهميةُ الأسرةِ ومقاصدُهَا في الإسـلامِ.

*عبادَ الله: إنَّ الأسرةَ في الإسلامِ لهَا أهميةٌ كبيرةٌ ومقاصدُ عظيمةٌ فهي اللبنةُ الأولَي في بناءِ المجتمعِ، فبصلاحِهَا صلاحُ المجتمعِ وبفسادِهَا فسادُ المجتمعِ، لذلك شرعَ اللهُ الزواجَ وأمرَ بهِ، ولم يأمرْ الإسلامُ بالرهبانيةِ  واعتزالِ الحياةِ فلا رهبانيةَ في الإسلامِ، فالزواجُ فطرةٌ فطرَ اللهُ عليهَا الإنسانَ لا يستطيعُ الإنسانُ أنْ يعيشَ بدونِهَا، قالَ تعالَي: { وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)}(الذاريات)، والزواجُ مِن سننِ الأنبياءِ والمرسلين، قالَ تعالَي: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً}(الرعد)، وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال:

جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ ؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» (صحيح البخاري)، فالزواجُ هو الطريقُ المشروعُ لقضاءِ الشهوةِ ولحفظِ النوعِ الإنسانِي، ولصيانةِ الأنسابِ مِن الاختلاطِ، ولإيجادِ مجتمعٍ طاهرٍ نظيفٍ تنتشرُ فيهِ الفضائلُ وتضمحلُّ الرذائلُ.

*فالزواجُ أساسٌ لتكوينِ الأسرةِ، وفي ظلِّ الأسرةِ يوجدُ السكونُ والمودةُ والرحمةُ، قالَ تعالي:

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) }(الروم)، وهو آيةٌ مِن آياتِ اللهِ، ثم تتسعُ دائرةُ المودةِ والمحبةِ والألفةِ والتناصرِ والتعاونِ بالمصاهرةِ، قالَ تعالي { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)}(الفرقان)، خلقَنَا اللهُ مِن أبٍ واحدٍ هو آدمُ، وأُمٍّ واحدةٍ هي حواءُ، فلا تفاضلَ بيننَا في النسبِ، وجعلنَا بالتناسلِ شعوبًا وقبائلَ متعددةً، ليعرفَ بعضُنَا بعضًا، ثم بيّنَ اللهُ تعالَي ضابطَ الرفعةِ والكرامةِ عندَهُ سبحانَهُ بالتقوَي والعملِ الصالحِ ، قالَ تعالي: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}(الحجرات).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 5 يناير 2024م بعنوان : الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل 

ثانيًا: الصحةُ الإنجابيةُ في المنظورِ الإسلامِي.

*عبادَ الله: إنَّ الصحةَ الإنجابيةَ في المنظورِ الإسلامِي تقومُ علي اكتمالِ الرفاهيةِ الجسديةِ والعقليةِ والصحيةِ والاجتماعيةِ للطفلِ وللوالدينِ، فوضعتْ الشريعةُ الإسلاميةُ الضوابطَ التي تحفظُ علي الوالدينِ وعلي الطفلِ الصحةَ الجسديةَ والعقليةَ والنفسيةَ.

*أمرتْ الشريعةُ الغراءُ الزوجَ باختيارِ الزوجةِ صاحبةِ الدِّينِ والخلقِ، فهذا أولُ الشروطِ لبيئةٍ طاهرةٍ نقيةٍ محصنةٍ مِن الفتنِ والشبهاتِ، ينشأُ فيهَا الأبناءُ في ظلِّ الإيمانِ والأخلاقِ والاستقرارِ النفسِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: ” تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ ” (صحيح البخاري).

والزوجةُ كذلك عليهَا أنْ تختارَ صاحبَ الدِّينِ والخلقِ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ :

إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ، قَالُوا:

يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ؟ قَالَ:

إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.(سنن الترمذي).

* ويُستحبُّ أنْ تكونَ الزوجةُ بكرًا، وكذلك أنْ تكونَ ولودًا قَالَ رسولُ اللهِ :

«تَزَوَّجُوا الْوَلُودَ الْوَدُودَ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ»(سنن النسائي).

*وأنْ تكونَ مِن بيئةٍ طيبةٍ تتمتعُ بالأخلاقِ الحميدةِ والصفاتِ الحسنةِ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، بِحَدِيثٍ يَرْفَعُهُ، قَالَ:

«النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا، وَالْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ»(صحيح مسلم).

وأمرتْ الشريعةُ بكلِّ ما مِن شأنِه أنْ يحفظَ علي الأسرةِ صحتِهَا مِن كلِّ النواحِي

ومِن ذلك تنظيمُ الأسرةِ فقد كانتْ وسائلُ تنظيمِ النسلِ معروفةً في العصورِ القديمةِ، ولكنَّهَا تكادُ أنْ تنحصرَ في طريقةِ (العزلِ) والذي هو قذفُ النطفةِ بعيدًا عن الرحمِ عندَ الإحساسِ بنزولِهَا أثناءَ الجماعِ ، لمنعِ التقاءِ منيِّ الزوجِ ببويضةِ الزوجةِ.

وقد وردَ عن الصحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم أنَّهُم كانوا يعزلونَ عن نسائِهِم وجواريهِم في عهدِ الرسولِ ، وأنَّ ذلكَ بلغَهُ ولم ينْهَ عنهُ، فقد أخرجَ البخارِي ومسلمٌ واللفظُ لهُ في “صحيحيهِمَا” عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي اللهُ عنهما قال: «كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللهِ ، فَلَمْ يَنْهَنَا». فكأنَّهُ يقولُ: فعلْنَا العزلَ في زمنِ التشريعِ، ولو كان حرامًا لم نقرَّ عليه.

وروى مسلمٌ عن جابرٍ رضي اللهُ عنه: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ: إِنَّ لِي جَارِيَةً، هِيَ خَادِمُنَا وَسَانِيَتُنَا(أي التي تسقِى لنَا شبّهَهَا بالبعيرِ في ذلك)، وَأَنَا أَطُوفُ عَلَيْهَا، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ، فَقَالَ: «اعْزِلْ عَنْهَا إِنْ شِئْتَ، فَإِنَّهُ سَيَأْتِيهَا مَا قُدِّرَ لَهَا» فَلَبِثَ الرَّجُلُ، ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّ الْجَارِيَةَ قَدْ حَبِلَتْ، فَقَالَ: «قَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ سَيَأْتِيهَا مَا قُدِّرَ لَهَا».

فقولُهُ : «اعْزِلْ عَنْهَا إِنْ شِئْتَ» صريحٌ في الإذنِ بذلك، وإنْ كان السياقُ يشعرُ بأنَّهُ خلافُ الأولًى، فتنظيمُ النسلِ لا تأباهُ نصوصُ الشريعةِ وقواعدُهَا قياسًا على العزلِ الذي كان معمولًا بهِ في عهدِ الرسولِ .(دار الإفتاء المصرية).

وتنظيمُ الأسرةِ هو المباعدةُ بينَ فتراتِ الحملِ، وهو أمرٌ جائزٌ بشرطِ رضَا الزوجينِ عندَ وجودِ الحاجةِ إلى ذلك، وبشرطِ أنْ لا يكونَ بسببِ الخوفِ مِن الفقرِ، أو سوءِ الظنِّ باللهِ تعالَي.

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 5 يناير 2024م بعنوان : الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل 

ثالثًا: المؤمنُ القــــويُّ خيرٌ وأحبُّ إلي اللهِ.

*عبادَ الله: إنَّ الإسلامَ يدعُو إلي ما فيهِ صحةُ الإنسانِ وسلامةُ بدنِه؛ لأنَّ الجسمَ هو عدةُ الإنسانِ في هذه الحياةِ، فيستطيعُ القيامَ بالعباداتِ والتكاليفِ الشرعيةِ، وكذلك  يقومُ بالأعمالِ الدنيويةِ، فيكونُ بذلك قد أدَّي مهمتَهُ في الحياةِ، عَبَدَ اللهِ تعالي وعَمِّرْ الكونَ ، لذلك لمَّا تركَ أبو الدرداءِ رضي الله عنه الدنيا وزهدَ فيها، وجاءَهُ سلمانُ رضي الله عنه زائرًا ماذا قالَ له :في صحيح الإمام البخاري (آخَى النَّبِيُّ بَيْنَ سَلْمَانَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ(قبل أنْ يُفرضَ الحجابُ على المسلماتِ)، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً (تاركةً لباسَ الزينةِ وتلبسُ ثيابَ المهنةِ)، فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ:

أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا( ومنها زينةُ المرأةِ لزوجِهَا و لا يأبَهُ لذلك)، فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ؟ قَالَ: فَإِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، قَالَ: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ: نَمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ: سَلْمَانُ قُمِ الآنَ، فَصَلَّيَا فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ : «صَدَقَ سَلْمَانُ»، فقوةُ الإيمانِ والعزيمةِ مطلوبتانِ، وصحةُ البدنِ مطلوبةٌ كذلك، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ :

«الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ(الذي يقومُ بالأوامرِ ويتركُ النواهِي بقوةٍ ونشاطٍ، ويصبرُ على مخالطةِ الناسِ ودعوتِهِم، ويصبرُ على أذاهُم)، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ (لاشتراكهما في أصل الإيمان)احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ»(صحيح مسلم)، وكان مِن دعاءِ النبيِّ (اللهُمَّ عافنِي في بدنِي)، فعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ لِأَبِيهِ:

يَا أَبَتِ إِنِّي أَسْمَعُكَ تَدْعُو كُلَّ غَدَاةٍ «اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي

اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي

لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، تُعِيدُهَا ثَلَاثًا

حِينَ تُصْبِحُ، وَثَلَاثًا حِينَ تُمْسِي»، فَقَالَ:

إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَدْعُو بِهِنَّ فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ، قَالَ عَبَّاسٌ فِيهِ:

وَتَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ، وَالْفَقْرِ

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تُعِيدُهَا ثَلَاثًا حِينَ تُصْبِحُ

وَثَلَاثًا حِينَ تُمْسِي، فَتَدْعُو بِهِنَّ» فَأُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ قَالَ:

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ «اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ

وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ

لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ

وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ عَلَى صَاحِبِهِ»(سنن أبي داوود)

فالقوةُ القلبيةُ قوةُ الإيمانِ مطلوبةٌ

وكذلك قوةُ البدنِ، فهمَا قرينانِ

وقوةُ البدنِ قد تضعفُ مع تقدمِ العمرِ أو لعلةٍ أو مرضٍ فتبقَي قوةُ القلبِ والعزيمةِ تقودُ المؤمنَ إلي كلِّ خيرٍ.

فاللهُمَّ ارزقنَا قوةَ القلبِ

وقوةَ البدنِ

وأعنَّا علي ذكرِكَ وشكرِكَ وحسنِ عبادتِكَ

اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا

سلمًا سلامًا

سخاءً رخاءً

وسائرَ بلادِ المسلمين

اللهُمَّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين

وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024 م بعنوان : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024 م بعنوان : أمانة العامل والصانع …

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م من الأرشيف : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ – الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م من الأرشيف : أمانة العامل والصانع وجزاؤها

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م من الأرشيف : أمانة العامل والصانع …

خطبة الجمعة القادمة : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 …

خطبة الجمعة اليوم 26 أبريل 2024م لوزارة الأوقاف - د. خالد بدير - الدكتور محمد حرز ، الدكتور محروس حفظي ، الشيخ خالد القط ، الدكتور عمر مصطفي ، word- pdf : تطبيقات حُسن الخلق ، بتاريخ 17 شوال 1445هـ ، الموافق 26 أبريل 2024م

خطبة الجمعة اليوم 26 أبريل 2024م : تطبيقات حُسن الخلق

خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة اليوم 26 أبريل 2024م لوزارة الأوقاف – د. خالد بدير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »