web analytics
أخبار عاجلة
خطبة الجمعة القادمة 21 يوليو 2023م بعنوان : الأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية المشرفة ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 3 محرم 1445هـ ، الموافق 21 يوليو 2023م
خطبة الجمعة القادمة 21 يوليو 2023م بعنوان : الأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية المشرفة ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة بعنوان : الأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية المشرفة ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 21 يوليو 2023م بعنوان : الأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية المشرفة ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 3 محرم 1445هـ، الموافق 21 يوليو 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 يوليو 2023م بصيغة word بعنوان : الأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية المشرفة ، للشيخ عمر مصطفي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 يوليو 2023م بصيغة pdf بعنوان : الأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية المشرفة ، للشيخ عمر مصطفي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 21 يوليو 2023م ، بعنوان : الأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية المشرفة ، للشيخ عمر مصطفي.

 

أولاً :الأخذ بالأسباب منهج الأنبيـــاء

ثانياً :الهجــــرة والأخذ بالأسبــــاب

ثالثاً :بين الأخذ بالأسبـــاب والتوكل

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 21 يوليو 2023م ، بعنوان : فالأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية المشرفة ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:

خطبة الجمعة بعنوان

الأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية المشرفة

3محرم 1445ه – 21 يوليو 2023م

الموضوع

الحمد لله رب العالمين  ، الملك القدوس السلام ، مجري الليالي والأيام ، ومجدد الشهور والأعوام ، سبحانه {جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)}(الفرقان)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، خصنا بخير كتاب أنزل ، وأكرمنا بخير نبي أرسل ، وأتم علينا النعمة بخير دين شرع ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، أدي الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في سبيل الله حتي أتاه اليقين ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلي آله  الأطهار وأصحابه الأخيار ما تعاقب الليل والنهار ، وعلي من تبعهم بإحسان إلي يوم نلقي الواحد القهار ، العزيز الغفار .

أما بعد :

العنصر الأول من خطبة الجمعة بعنوان : الأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية المشرفة 

أولاً :الأخذ بالأسباب منهج الأنبيـــاء

 عباد الله : منذ أيام قلائل ودعنا عاماً هجرياً ، مضي بما فيه من آلام وأحزان ، بما فيه من خير وشر ، واستقبلنا عاماً جديداً نسأل الله أن يجعله خيراً من سلفه .

وفي مثل هذه الأيام نتذكر هجرة الحبيب صلي الله عليه وسلم، لنلتمس منها الدروس والعبر ، ومع ما في الهجرة من الدروس والعبر ، إلا أن أهمها وأولها الأخذ بالأسباب ، والأخذ بالأسباب منهج الأنبياء والمرسلين ، ومن سار علي هديهم من عباد الله الصالحين .

**فهذا نبي الله نوح عليه السلام أمره ربه أن يصنع سفينة ليحمل فيها من آمن ،ومن كتب الله له النجاة ، فحمل فيها من كل زوجين اثنين ، قال تعالي :{ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39)}(هود).

**وهذا موسي عليه السلام أمره الله أن يضرب بعصاه البحر ، وهل العصي تشق البحر ، إن الله تبارك وتعالي لو شاء لشقه لموسي عليه السلام من غير ضرب بالعصا ، ولكنه يعلمنا الأخذ بالأسباب ، قال تعالي :{ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) }(الشعراء) ، وكذلك ضربه للحجر بالعصا لينفجر منه اثنا عشر عيناً ، قال تعالي :{ وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)}(البقرة) ، كل ذلك أخذاً بالأسباب . 

**وهذا يعقوب عندما قال له يوسف عليهما الصلاة والسلام الرؤيا التي رآها ، بماذا أجابه ، قال تعالي :{ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)}(يوسف).

** وعندما فسر يوسف عليه السلام الرؤيا لمن كان سجيناً معه ، وعلم أن أحدهم سيصبح ساقياً للملك ، لم يفوت الفرصة ، قال تعالي: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}(يوسف )، أي تعمد ذكري عند الملك ليعلم أني مظلوم ، وهذا أخذاً بالأسباب وهذا لا ينافي توكل يوسف عليه السلام علي الله .

**وفي قصة أصحاب الكهف ، بعد استيقاظهم من نومهم الطويل ، قال تعالي: {كَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20) }(الكهف) ، فقد كانوا حريصين علي عدم إشعار أحد بوجودهم ، وأن التقصير في الأخذ بأسباب الحذر سيؤدي إلي كشف أمرهم .

**وهذه مريم عندما أتاها المخاض ، بأي شيء أمرها الله ، قال تعالي :{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) }(مريم).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة بعنوان : الأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية المشرفة 

ثانياً :الهجــــرة والأخذ بالأسبــــاب

عباد الله : إن المتتبع لهجرة الحبيب صلي الله عليه وسلم ، يجد الأخذ بالأسباب ظاهراً جلياً في كل أحداثها .

** فإذا  تأملنا الهجرة النبوية الشريفة،  رأىنا  دقة التخطيط  ، ودقة الأخذ بالأسباب من ابتدائها إلى انتهائها .

فهجرة النبي صلي الله عليه وسلم كانت سراً ، حتي لا يلفت الأنظار ، ففعل النبي صلي الله عليه وسلم تشريع بخلاف غيره ، كهجرة عمر رضي الله عنه جهراً.

**وعندما حان وقت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، جاء إلى بيت أبي بكر في وقت شدة الحر الوقت الذي لا يخرج فيه أحد ، بل من عادته صلي الله عليه وسلم أنه لم يكن يأتيه في هذا الوقت ، وفعل هذا حتى لايراه أحد.

وأمره صلى الله عليه وسلم  أن يخرج من عنده، ولما تكلم لم يبين إلا الأمر بالهجرة دون تحديد الاتجاه ، وكان الخروج ليلاً ومن باب خلفي في بيت أبي بكر.

** وقام صلي الله عليه وسلم باتخاذ طرق غير مألوفة لأهل مكة ، واستعان بخبير يعرف مسالك ودروب الصحراء، و كان ذلك الخبير مشركاً .

**وقام صلي الله عليه وسلم بانتقاء شخصيات عاقلة لتقوم بالمعاونة في شؤون الهجرة ويلاحظ أن هذه الشخصيات كلها تترابط برباط القرابة، أو برباط العمل الواحد، مما يجعلهم متعاونين على تحقيق  الهدف الأسمي وهو هجرته صلي الله عليه وسلم، وكلف كل فرد منهم بالعمل  المناسب الذي يجيد القيام به على أحسن وجه ليكون أقدر على أدائه.

*فعلي بن أبي طالب نام مكان النبي صلي الله عليه وسلم ، ليصرف أبصارهم عندما يخرج النبي صلي الله عليه وسلم ويمضي في طريقه ، وهم يظنون أنه ما زال في فراشه .

*وعبدالله بن أبي بكر ، يأتيهم بالأخبار ، وأسماء ذات النطاقين ، تأتيهم بالطعام ، وعامر بن فهيرة ، يأتيهم بالأغنام ليأخذوا اللبن ، ثم يعود ليذهب آثار الأقدام  ، وعبدالله بن أريقط دليل الهجرة الأمين، وخبير الصحراء البصير، ينتظر في يقظة إشارة البدء من الرسول ليأخذ الركب طريقه من الغار إلى يثرب.

**فهذا  وغيره من أحداث الهجرة ، يعطينا أهمية الأخذ بالأسباب ، في شريعة الإسلام ، والتطبيق العلمي ، لذلك من النبي صلي الله عليه وسلم ، وخاصة في الهجرة النبوية .

العنصر الثالث من خطبة الجمعة بعنوان : الأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية المشرفة 

ثالثاً :بين الأخذ بالأسبـــاب والتوكل

عباد الله : إن الكثير من الناس يظن أن الأخذ بالأسباب شيء والتوكل شيء آخر ، و الحقية التي لا جدال فيها أنهما شيء واحد لا ينفصلان ، بل هما متلازمان تلازم ، الشمس والقمر ، والليل والنهار ، فالإعراض عن الأسباب قدح في الشرع ، والاعتماد علي الأسباب قدح في الاعتقاد ، فكل شيء في الكون لا يتم إلا بسبب ، ولا يوجد شيء في الكون إلا له سبب ، وهذه سنة كونية لا تتخلف إلا في خوارق العادات ، إذا أراد الله تعالي ، فالأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل .

والنبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتوكلين ، يأمرنا أن نأخذ بالأسباب  ، قَالَ رسول الله صلي الله عليه وسلم : «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ، سُبْحَانَهُ، لَمْ يَضَعْ دَاءً، إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً، إِلَّا الْهَرَمَ»(سنن ابن ماجة ).

ويأمرنا بالتوكل علي الله ، عن عُمَرَ رضي الله عنه قال :  سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا»(سنن ابن ماجة ).

والتوكل هو : صدق اعتماد القلب علي الله مع الأخذ بالأسباب ، فالتوكل والأخذ بالأسباب متلازمان كما قلنا.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: ” عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلاَنِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ: هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ” فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَلَمْ يُبَيَّنْ لَهُمْ، فَتَذَاكَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: أَمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا فِي الشِّرْكِ، وَلَكِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ هَؤُلاَءِ هُمْ أَبْنَاؤُنَا، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «هُمُ الَّذِينَ لاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ فَقَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَاشَةُ»(صحيح البخاري).

فالإسلام كره الكسل، وحض أتباعه علي العمل والضرب في الأرض، وعلى الأخذ بالأسباب ، وعدم التقصير فيها ، حتي قال بعض العلماء (خذ بالأسباب كأنها كل شيء ثم اترك الأسباب كأنها لا شيء ) ، أي لا تقصر في سبب استطعت أن تأخذ به ، ثم اترك الأسباب ولا تلتفت إليها بقلبك بل اعتمد علي ربك وتوكل عليه ، فالنتائج ليست في يد أحد من الخلق .

فهذا الرجل الصالح الذي ذكر اسمه في هذه السحابة ، وذكر النبي صلي الله عليه وسلم لنا قصته ، كان يأخذ بالأسباب ،  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ، فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ، فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ – لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ – فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، لِاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا، فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ “(صحيح مسلم).

فكان يزرع الأرض أخذاً بالأسباب ، لأنه لا يستطيع أن يتصدق وهو فقير، وكذلك الأرض لا تخرج زرعاً بلا عمل ، ولا بذر ، فكان يعمل ويرد فيها الثلث ، فهذا الحديث وغيره يعلمنا أن منهج الإسلام ، هو الأخذ بالأسباب مع التوكل علي الله تعالي .

فاللهم اجعلنا من المتوكلين عليك حق التوكل ، واعنا علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ،واجْعلْنَا من أهل طاعتِك وولايتك، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنَا عذَابَ النار، اللهم اغفر لنَا ولوالِدِينا ولِجميعِ المسلمينَ ، اللهم اجعل مصر أمنا أماناً سلماً سلاماً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم احفظها من كل مكروه وسوء ، برحمتك يا أرحم الراحمين  وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنَا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبه أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

خطبة الجمعة القادمة : التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع ، بتاريخ 2 ذو القعدة 1445هـ ، الموافق 10 مايو 2024م

التنمر والسخرية وأثرهما المدمر علي الفرد والمجتمع ، خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة : التنمر والسخرية وأثرهما المدمر علي الفرد والمجتمع ، بتاريخ 2 ذو …

خطبة الجمعة اليوم 3 مايو 2024م لوزارة الأوقاف - د. خالد بدير - الدكتور محمد حرز ، الدكتور محروس حفظي ، الشيخ خالد القط ، الدكتور عمر مصطفي ، word- pdf : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة اليوم : أمانة العامل والصانع وجزاؤها

خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة اليوم 3 مايو 2024م لوزارة الأوقاف – د. خالد بدير …

سعر الذهب في الإمارات اليوم الجمعة 28 فبراير 2020 م

سعر الذهب اليوم الجمعة 3 مايو 2024 م

سعر الذهب اليوم الجمعة 3 مايو 2024 م في مصر ، جرام عيار 21 وجرام …

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م بعنوان : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للدكتور عمر مصطفي، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م بعنوان : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للدكتور عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م بعنوان : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للدكتور عمر مصطفي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »