web analytics
أخبار عاجلة
خطبة الجمعة بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 20 شعبان 1445 هـ ، الموافق 1 مارس 2024م
خطبة الجمعة بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 20 شعبان 1445 هـ ، الموافق 1 مارس 2024م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 مارس 2024م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 مارس 2024م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 مارس 2024م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 1 مارس 2024م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان : كما يلي:

 

أولًا: فضلُ مجالسِ العلمِ.

ثانيًا: فضلُ تلاوةِ القرآنِ.

ثالثًا: كيفَ نستقبلُ رمضانَ؟

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  1 مارس 2024م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان : كما يلي:

 

مجالسُ العلمِ وتلاوةُ القرآنٍ والاستعدادُ لرمضانَ

20 شعبان 1445هـ – 1 مارس 2024م

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان

أولًا: فضلُ مجالسِ العلمِ.

إنَّ لمجالسِ العلمِ فضلًا عظيمًا، ويكفِى فضلًا وشرفًا أنَّ الملائكةَ تحفُّ الذاكرينَ، ويتجلَّى ذكرهُم في الملأٍ الأعلَى، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ». (مسلم).

وَعَن أبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ:” مَن سَلَكَ طَرِيْقَاَ يَبْتَغِي فِيْهِ عِلْمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ طَرِيْقَاً إلى الجَنَّة؛ وإنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضَاً بِما يَصْنَعُ؛ وَإنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغفِرُ لهُ مَن في السَّمواتِ ومَن في الأرضِ حَتَّى الحِيْتَانُ في المَاءِ؛ وفَضْلُ العَالِمِ عَلى العَابِدِ كَفَضلِ القَمَرِ على سَائِرِ الكَوَاكِبِ؛ وإنَّ العُلَماءِ وَرَثَةُ الأنبِيْاءِ؛ وإنَّ الأنبِيْاءَ لمْ يُوَرَثُوا دِيْناراً ولا دِرْهَمَاً وَإنَّما وَرَّثُوا العِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أخَذَ بِحَظٍ وَافِرٍ”.( أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه بسند حسن).

لهذا لعنَ الرسولُ الدنيَا بمَن فيها إلّا مَن انتسبَ لشرفِ العلمِ عالمًا كان أو متعلمًا، فعن أبي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ، وَهُوَ يَقُولُ :” الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا ، إِلاَّ ذِكْرَ اللهِ ، وَمَا وَالاَهُ ، أَوْ عَالِمًا ، أَوْ مُتَعَلِّمًا.” ” (ابن ماجة والترمذي وحسنه)، وكمَا قِيلَ: كُن عالمًا أو متعلمًا ولا تكن الثالثَ فتهلَك.

وكفى بطالبِ العلمِ شرفًا أنَّ اللهَ يرفعُهُ درجاتٍ في الدنيا والآخرةِ، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة: 11) أي يرفعُ الذين أوتوا العلمَ مِن المؤمنينَ بفضلِ علمِهِم وسابقتِهِم درجاتٍ، أي على مَن سواهُم في الجنةِ. قال القرطبيُّ: “أي في الثوابِ في الآخرةِ وفي الكرامةِ في الدنيا، فيُرفَعُ المؤمنُ على مَن ليس بمؤمنٍ والعالمُ على مَن ليس بعالمٍ. وقال ابنُ مسعودٍ: مدحَ اللهُ العلماءَ في هذه الآيةِ، والمعنى: أنَّه يرفعُ اللهُ الذين أوتوا العلمَ على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلمَ (درجاتٍ) أي درجاتٍ في دينهِم إذا فعلُوا ما أمرُوا به.”أ.هـ

وما أجملَ قولَ سيدِنَا عليٍّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهٌ عنه:

ما الفخــــرُ إلّا لأهلِ العلمِ إنًّهم ……………..على الهدَى لِمَن استهدَى أدلاءُ

وقدرٌ كلِّ امرئٍ ما كان يحسنُهُ ………………والجاهـلونَ لأهلِ العـلمِ أعداءُ

فـفـزْ بعلمٍ تعشْ حيًّـا بهِ أبــدًا……………. الناسُ موتَى وأهلُ العلمِ أحياءُ

العنصر الثاني من خطبة الجمعة بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان

ثانيًا: فضلُ تلاوةِ القرآنِ.

إنَّ تلاوةَ القرآنِ الكريمِ من أفضلِ الأعمالِ على الإطلاقِ، بلْ هيَ التجارةُ الرابحةُ، قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ}.
(فاطر: 29). ولقدْ كانَ سلفُنَا الصالحُ رضي الله عنهم ينكبونَ على المصاحفِ لتلاوةِ القرآنِ ولا سيما في شعبانَ استعدادًا لشهرِ رمضانَ المباركِ شهرِ القرآنِ. ” فعنْ أنسٍ قالَ: كانَ المسلمونَ إذا دخلَ شعبانُ انكبُّوا على المصاحفِ فقرءُوهَا وأخرجُوا زكاةَ أموالِهم تقويةً للضعيفِ والمسكينِ على صيامِ رمضانَ، وقال سلمةُ بنُ كهيل: كانَ يقالُ شهرُ شعبانَ شهرُ القراءِ، وكان حبيبُ بن أبي ثابتٍ إذا دخلَ شعبانُ قالَ: هذا شهرُ القراءِ ، وكان عمرو بن قيسٍ إذا دخلَ شعبانُ أغلقَ حانوتَه وتفرَّغَ لقراءةِ القرآنِ.” (لطائف المعارف لابن رجب).

ويكفي قارئُ القرآنِ فضلاً وشرفًا ومنزلةً؛ أنَّ القرآنَ يشفعُ لهُ في الآخرةِ . فقدْ رَوَى أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ، يَقُولُ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ». قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ: السَّحَرَةُ. (مسلم).

 فضلًا عن أنَّ قارئَ القرآنِ يرقَى درجاتٍ في الجنةِ. فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اقْرَأْ وَارْقَ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي دَارِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ كُنْتَ تَقْرَؤُهَا». (ابن حبان بسند حسن).

فعليكمْ بقراءةِ القرآنِ ومدارسَتِه وتلاوتِه، اقتداءً بالرسولِ ﷺ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ» .( متفق عليه).

فاحرصْ يا عبدَاللهِ على تعلمِ القرآنِ وتعليمهِ لتكونَ أخيرَ الناسِ وأفضلَهُم عند الله تعالى، فعَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ قَالَ:” خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ” (البخاري)، فهو أخيرُ الناسِ وأفضلُهُم لأنّه نفعَ نفسَهُ ونفعَ غيرَهُ بتعلمِ القرآنِ وتعليمِه؛ قال ابنُ حجرٍ:” لا شكّ أنّ الجامعَ بينَ تعلمِ القرآنِ وتعليمِه مكملٌ لنفسِه ولغيرِه، جامعٌ بينَ النفعِ القاصرِ والنفعِ المتعدِّي ولهذا كان أفضل .” ( فتح الباري).

إنَّ السكينةَ والطمأنينةَ تَتَنزَّلُ على قارئِ القرآنِ كلمَا قرأَ وتلَا آياتِ الذكرِ الحكيمِ ، فقد ثبت عن البراءِ بن عازِبٍ رضي اللهُ عنهمَا ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ ، وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ ، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدْنُو ، وَجَعَلَ فَرَسُه يَنْفِرُ مِنْهَا ، فَلَمَّا أصْبَحَ أتَى النَّبيَّ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : « تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلقُرْآنِ » (متفقٌ عَلَيْهِ) . والشطن : الحَبْلُ .

العنصر الثالث من خطبة الجمعة بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان

 ثالثًا: كيفَ نستقبلُ رمضانَ؟

هناكَ عدةُ أمورٍ يجبُ علينَا أنْ نستقبلَ بها هذا الشهرَ الكريمَ، حتى نكونَ مِن الذينَ قالَ النبيُّ فيهم:” مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” ( متفق عليه). وهي:

1– الدعاءُ بأنْ يبلغَكَ اللهُ شهرَ رمضانَ: فندعُو اللهَ أنْ يبلغنَا هذا الشهرَ الكريمَ كما كان السلفُ يفعلونَ ذلك، فقد كانُوا يدعونَ اللهَ ستةَ أشهرٍ قبلَ رمضانَ أنْ يبلغَهُم رمضانَ، ثم يدعونَهُ ستةَ أشهرٍ بعدَ رمضانَ أنْ يتقبلَ منهم رمضانَ، وكان يحيَى بنُ أبي كثيرٍ يقولُ: “اللهمَّ سلمنَا إلى رمضانَ، وسلمْ لنا رمضانَ، وتسلمْهُ منَّا مُتقبَّلًا”. واعلمْ أنَّ بلوغَكَ رمضانَ، يجعلُكَ سابقًا إلى الجنةِ. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَجُلَانِ مِنْ بَلِيٍّ مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً. قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ!! فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ . فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى سِتَّةَ آلَافِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلَاةَ السَّنَةِ؟!! “( أحمد بسند حسن).

2- الفرحُ والابتهاجُ بطاعةِ اللهِ:  والفرحُ برمضانَ يكونُ بالطاعةِ والعبادةِ والقرآنِ: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ( يونس: 58)، وقدْ كان سلفُنَا الصالحُ يفرحونَ بقدومِ شهرِ رمضانَ المبارك، وأيُّ فرحٍ أعظمُ مِن الإخبارِ بقربِ رمضانَ موسمِ الخيراتِ، وتنزلِ الرحماتِ. وقد صورَ رَسُولُ اللَّهِ هذه الفرحةَ بقولهِ” لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ”. (متفق عليه).

وهذا عمرُ بنُ الخطابِ- رضي اللهُ عنه- يستعدُّ لرمضانَ فأنارَ المساجدَ بالقناديلِ، فكانَ أولَ مَن أدخلَ إنارةَ المساجدِ، وأولَ مَن جمعَ الناسَ على صلاةِ التراويحِ في رمضانَ، فأنارَهَا بالأنوارِ وبتلاوةِ القرآنِ، وقد خرجَ علىٌّ بنُ أبِى طالبٍ – رضي اللهُ عنه – في أولِ ليلةٍ مِن رمضانَ والقناديلُ تزهرُ وكتابُ اللهِ يُتلَى في المساجدِ، فقالَ:” نورَ اللهُ لكَ يا ابنَ الخطابِ في قبرِكَ، كما نورتَ مساجدَ اللهِ بالقرآنِ”.

3- التخليةُّ قبلَ التحليةِ: فالقلوبُ مملوءةٌ بالسوادِ والظلمةِ طوالَ العامِ مِن أثرِ الذنوبِ والمعاصِي، وكلُّ ذلك سببٌ في سوادِ القلبِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ:” إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ:{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}(الترمذي وصححه)، فتخيلْ كيفَ حالُ قلبِكَ بعدَ أحدَ عشرَ شهرًا مِن المعاصِي والآثامِ؟! فيجبْ أنْ نُخلِىَ القلبَ ونُجلِيَهُ ونطهرهُ مِن هذه الآثامِ والظلماتِ، قبلَ أنْ نُحليَهُ بالعبادةِ والطاعةِ. فعلينَا أنْ نعملَ على سلامةِ الصدرِ قبلَ رمضانَ، وقد سُئِلُ ابنُ مسعودٍ: كيفَ كنتُم تستقبلونَ شهرَ رمضانَ؟ فقالَ: ما كان أحدُنَا يجرؤُ أنْ يستقبلَ الهلالَ وفي قلبهِ مثقالُ ذرة ِحقدٍ على أخيهِ المسلمِ.

4- إصلاحُ ذاتِ البينِ: كثيرٌ منَّا – إِلّا مَن رحمَ اللهُ – بينهُ وبينَ أخيهِ أو صديقهِ أو زميلهِ أو أحدِ أقاربهِ أو جيرانهِ خلافٌ وشقاقٌ وخصامٌ وشحناءٌ وبغضاءٌ، ولا شكَّ أنَّ ذلك سببٌ عائقٌ ومانعٌ لرفعِ الأعمالِ وحجبِ المغفرةِ والرحماتِ والبركاتِ ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:” تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا” (مسلم)، وقال أيضًا قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ [ابن ماجة بسند حسن].

 والناظرُ إلى السنةِ المطهرةِ يجدُ أنَّ سنةَ النبيِّ عامرةٌ بالنصوصِ المؤكِّدةِ على أهميةِ طهارةِ القلوبِ وسلامتِهَا مِن الغلِّ والشحناءِ والبغضاءِ، يُسألُ عليه الصلاةُ والسلامُ: أيُّ الناسِ أفضلُ؟ فيقولُ:”  كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ، فيقالُ لهُ: صدوقُ اللسانِ نعرفهُ، فما مخمومُ القلبِ؟ فيقولُ : هو التّقيُّ النقيُّ، لا إثمَ ولا بغيَ ولا غلَّ ولا حسدَ”. ( ابن ماجه بإسناد صحيح) ويقولُ : “ألَا أخبركُم بأفضلَ مِن درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟ قالوا: بلى، قالَ: ” إصلاحُ ذاتِ البينِ، فإنَّ فسادَ ذاتِ البينِ هي الحالقةُ، لا أقولُ: تحلقُ الشعرَ، ولكنْ تحلقُ الدينَ”. ( أبو داود بإسناد صحيح.)

تابع / خطبة الجمعة بعنوان : مجالس العلم وتلاوة القرآن والاستعداد لرمضان

فالعبدُ يجتهدُ في الصيامِ والقيامِ وقراءةِ القرآنِ وصلةِ الأرحامِ والإنفاقِ وغيرِ ذلك مِن القرباتِ، وكلُّ ذلك يحلقهُ الخصامُ والشحناءُ والبغضاءُ وفسادُ ذاتِ البينِ، بل إنَّ أعمالَهُ لا ترفعُ ولن يغفرَ اللهُ حتى يصطلحَ مع أخيهِ.

فبادرْ أنتَ بالخيرِ إذَا أعرضَ عنكَ أخوكَ وكنْ أنتَ الأخيرَ والأفضلَ عندَ اللهِ حتى ترفعَ أعمالُكَ ، فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:” لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ”(متفق عليه).

5- صحبةُ الأخيارِ: فينبغِي على المرءِ أنْ يحسنَ اختيارَ الصاحبِ، لأنَّه يكونُ على هديهِ وطريقتهِ ويتأثرُ بهِ، كما قِيلَ: الصاحبُ ساحبٌ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ” الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ” [الترمذي وحسنه]. وقد صورَ النَّبِيِّ ذلك فقالَ:” مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً”( متفق عليه ). حتى أنَ أثرَ الصحبةِ تعدَّى مِن عالمِ الإنسانِ إلى عالمِ الكلابِ. قالَ تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } ( الكهف: 22). فقدْ استفادَ الكلبُ مِن صحبةِ الأخيارِ، وصارَ لهُ شأنٌ وذكرٌ معهم في القرآنِ.

فهذه رسالةٌ أوجهُهَا لكلِّ فئاتِ المجتمعِ، أنْ يُحسنُوا اختيارَ الصحبةِ ولا سيمَا في رمضانَ.

6- وضعُ خطةٍ وبرنامجٍ عمليٍّ للاستفادةِ من رمضانَ: وذلك بأنْ يضعَ المسلمُ لهُ برنامجًا عمليًّا لاغتنامِ أيامِ وليالِي رمضانَ في طاعةِ اللهِ تعالى. يُصلِّي الأوقاتَ في المسجدِ جماعةً، والمحافظةُ على صلاةِ الضحى، والتراويحِ، والتهجدِ، وصلةِ الأرحامِ، والإنفاقِ، وزيارةِ المرضَي، وحضورِ الجنائزِ، وغيرِ ذلكَ، فتقومُ بعملِ جدولٍ في كراسةٍ مِن ثلاثينَ خانةً ولكلِّ يومٍ تسطرُ فيهِ أعمالَهُ، ثم توقعُ عليها وتكتبُ شرطًا جزائيًّا: أقرُّ أنَا الموقعُ أدناهُ أنَّنِي لن أقصرَ في أيِّ بندٍ مِن البنودِ سالفةِ الذكرِ، وإذا قصرتُ أتعهدُ بدفعِ مبلغِ كذَا صدقةً لله تعالى.

وهكذا أحبتِي في اللهِ لو التزمنَا بكلِّ ما سمعناهُ، نكونُ مِن الفائزينَ في رمضانَ، الفرحينَ في الدنيا والآخرةِ.

اللهم بلغنَا رمضانَ وباركْ لنَا فيهِ، واحفظْ مصرَنًا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ.

الدعاء،،،،                                           وأقم الصلاة،،،،                          كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024 م بعنوان : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024 م بعنوان : أمانة العامل والصانع …

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م من الأرشيف : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ – الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م من الأرشيف : أمانة العامل والصانع وجزاؤها

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م من الأرشيف : أمانة العامل والصانع …

خطبة الجمعة القادمة : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 …

خطبة الجمعة اليوم 26 أبريل 2024م لوزارة الأوقاف - د. خالد بدير - الدكتور محمد حرز ، الدكتور محروس حفظي ، الشيخ خالد القط ، الدكتور عمر مصطفي ، word- pdf : تطبيقات حُسن الخلق ، بتاريخ 17 شوال 1445هـ ، الموافق 26 أبريل 2024م

خطبة الجمعة اليوم 26 أبريل 2024م : تطبيقات حُسن الخلق

خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة اليوم 26 أبريل 2024م لوزارة الأوقاف – د. خالد بدير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »