أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير : أخلاق الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم)

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أخلاق الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ، للدكتور خالد بدير ، بتاريخ 24 ذو القعدة 1443هـ، الموافق 24 يونيو 2022م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 24 يونيو 2022م ، للدكتور خالد بدير :  أخلاق الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 24 يونيو 2022م ، للدكتور خالد بدير: أخلاق الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 24 يونيو 2022م ، للدكتور خالد بدير : أخلاق الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 24 يونيو 2022م ، للدكتور خالد بدير : أخلاق الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) : كما يلي:

 

أولًا: وإنَّك لعلَى خُلُقٍ عظيمٍ

ثانيًا: صورٌ مشرقةٌ مِن أخلاقِ المصطفَى صلَّى اللهُ عليه وسلم

ثالثًا: بحسنِ خلقِكَ تكونُ رفيقَ النبيِّ في الجنةِ

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  24 يونيو 2022م ، للدكتور خالد بدير: أخلاق الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) : كما يلي:

 

خطبةٌ بعنوان: أخلاقُ المصطفَى صلَّى اللهُ عليه وسلم بتاريخ: 24 ذو القعدة 1443هـ – 24 يونيو 2022م

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلَّى اللهُ عليه وسلم.أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

أولًا: وإنَّك لعلى خُلُقٍ عظيمٍ

لقد اشتهرَ الرسولُ – صلَّى اللهُ عليه وسلم – بحسنِ الخُلقِ في حياتهِ كلِّهَا قبلَ البعثةِ وبعدَهَا، وقد شهدَ لهُ العدوُّ قبلَ القريبِ، فكان يلقبُ قبلَ البعثةِ بالصادقِ الأمينِ، وبعدَ البعثةِ المباركةِ كان تصديقُ الوحيِ لهُ مدعاةً لأنْ يطلقَ عليه أصحابُهُ «الصّادقُ المصدوقُ»، ونحن نعلمُ قولَ السيدةِ خديجةَ فيهِ لما نزلَ عليهِ الوحيُ وجاءَ يرجفُ فؤادُهُ:” كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ؛ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ”. ( متفق عليه ).

وعن حسنِ خلقهِ كان يتساءلُ الصحابةُ رضي اللهُ عنهم، فعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَ خُلُقُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِهِ؟ قَالَتْ:  «كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا، وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا سَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ» ( أحمد وابن حبان بسند صحيح). وفي روايةٍ أُخرى سُئلتْ أمُّ المؤمنين عائشةُ رضي اللهُ عنها عن أخلاقهِ فقالتْ:” كان خُلقُهُ القرآنَ ” ( مسلم)، قال الإمامُ الشاطبيُّ: “وإنَّما كان خلقُهُ القرآنَ؛ لأنَّهُ حكَّمَ الوحيَ على نفسهِ، حتى صارَ في علمهِ وعملهِ على وِفْقِهِ، فكان الوحيُ حاكمًا وافقًا قائلًا، وكان هو عليه الصلاةُ والسلامُ مذعنًا ملبيًا نداءَهُ، واقفًا عندَ حكمهِ .” .(الاعتصام). فكان قرآنًا يمشِي على الأرضِ، أي كان حريصًا على تطبيقِ ما في القرآنِ.

 قال النوويُّ: ” وكونُ خلقهُ القرآنَ هو أنَّه كان متمسكًا بآدابهِ وأوامرهِ ونواهيهِ ومحاسنهِ، ويوضحُهُ أنَّ جميعَ ما قصَّ اللهُ تعالى في كتابهِ مِن مكارمِ الأخلاقِ مِمّا قصَّهُ مِن نبيٍّ أو وليٍّ أو حثَّ عليهِ أو ندبَ إليهِ كان صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلم متخلقًا بهِ، وكلُّ ما نهَى اللهُ تعالى عنهُ فيهِ ونزهَ كان صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلم لا يحومُ حولَهُ.”

إنَّ الواحدَ منَّا إذا أرادَ أنْ يتعينَ بمؤهلهِ في الجهازِ الإدارِي للدولةِ، فإنَّه يحتاجُ في مسوغاتِ التعيينِ إلى شهادةِ اثنينِ موظفينِ، يشهدانِ لهُ بحسنِ السيرِ والسلوكِ والخلقِ؛ ليتسلمَ عملَهُ، أمَّا رسولُنَا صلَّى اللهُ عليه وسلم فقد شهدَ لهُ ربُّهُ في عُلاهُ بقولِهِ: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ  } ( القلم : 4 )، رُوي أنَّ أعرابيًا قال لسيدِنَا عليٍّ – رضي اللهُ عنه – عدِّدْ لنَا أخلاقَ رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلم – !! فقالَ لهُ سيدُنَا عليٌّ – رضي اللهُ عنه: هل تعرف العدَّ ؟ قال الأعرابيُّ: نعم ! فقالَ عليٌّ – رضي اللهُ عنه -: عدَّ لي متاعَ الدنيا! فقال الأعرابيُّ: متاعُ الدنيا لا يُعدُّ ! فقالَ سيدُنَا عليٌّ رضي اللهُ عنه: عجزتَ عن عدِّ القليلِ ! إذ يقولُ اللهُ تعالى: { قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ } (النساء : 77). وطلبتَ منِّي عدَّ العظيمِ، حيثُ يقولُ تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. (القلم: 4)!!

بل إنَّهُ صلَّى اللهُ عليه وسلم أخبرَنَا أنَّ الهدفَ مِن بعثتهِ غرسُ مكارمِ الأخلاقِ في أفرادِ المجتمعِ فقالَ:” إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمَّمَ صالحَ  الأخلاقِ” [أحمد والبيهقي والحاكم وصححه].

قال المناويُّ: “أي أُرسلتُ لأجلِ أنْ أكملَ الأخلاقَ بعدَ ما كانتْ ناقصةً، وأجمعُهَا بعدَ التفرقةِ.” (فيض القدير).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

ثانيًا: صورٌ مشرقةٌ مِن أخلاقِ المصطفَى صلَّى اللهُ عليه وسلم

هناك صورٌ مشرقةٌ مِن أخلاقهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم، مِن ذلك: حلمُهُ مع زيدِ بنِ سعنةَ حبرِ اليهودِ ، حيثُ جاءَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم يختبرُ حلمَهُ وقد ابتاعَ منهُ تمرًا إلى أجلٍ، فطالبَهُ قبلَ حلولِ الأجلِ مغلظًا لهُ في القولِ وسطَ القومِ،” يقولُ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: فَأَتَيْتُهُ فَأَخَذْتُ بِمَجَامِعِ قَمِيصِهِ وَرِدَائِهِ وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بِوَجْهٍ غَلِيظٍ وهزَّ الحبرُ اليهوديُّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم هزًّا عنيفًا وهو يقولُ لهُ: أَدِّ ما عليكَ مِن حقٍّ ومِن دَيْنٍ يا محمدٌ! فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُكُمْ يا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إلا مُطلًا في أداءِ الحقوقِ وسدادِ الديونِ، وَلَقَدْ كَانَ لِي بِمُمَاطَلَتِكُمْ عِلْمٌ قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى عُمَرَ، وَإِذَا عَيْنَاهُ تَدُورَانِ فِي وَجْهٍ كَالْفَلَكِ الْمُسْتَدِيرِ، ثُمَّ رَمَانِي بِبَصَرِهِ فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللهِ، أَتَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَسْمَعُ، وتفعلُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ما أرًى؟!! فَوَ الَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَوْلَا أنى أخشى فَوْتَهُ وغضبه لَضَرَبْتُ رَأْسَكَ بِسَيْفِي هذا! يقولُ زيدُ بنُ سعنه: وأنا أنظرُ إلى النبيِّ صلِّى اللهُ عليه وسلم وهو يَنْظُرُ إِلَى عُمَرَ فِي سُكُونٍ وَتُؤَدَةٍ وَتَبَسُّمٍ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عُمَرُ، لقد كنتُ أَنَا وَهُوَ أَحْوَجَ إِلَى غَيْرِ هَذَا، يا عمرُ لقد كان مِن الواجبِ عليكَ أَنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الْأَدَاءِ وَتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ الطلبِ، فبهتَ الحبرُ أمامَ هذه الأخلاقِ الساميةِ، وأمامَ هذه الروحِ الوضيئةِ العاليةِ مِن الحبيبِ المصطفَى صلَّى اللهُ عليه وسلم. فالتفتَ الحبيبُ إلى عمرَ رضى اللهُ عنه وقال:((اذْهَبْ بِهِ يَا عُمَرُ، فَأَعْطِهِ حَقَّهُ وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ جزاءِ ما روعتَهُ!! ». قَالَ زَيْدٌ: فَذَهَبَ بِي عُمَرُ فَأَعْطَانِي حَقِّي وَزَادَنِي عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الزِّيَادَةُ يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُزِيدَكَها جزاءَ ما روعتُكَ!! فالتفتَ الحبرُ اليهوديُّ إلى عمرَ وقالَ: ألا أَتَعْرِفُنِي يَا عُمَرُ؟ قَالَ: لَا، فَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ، قَالَ عمرُ: حبرُ اليهودِ؟ قال: نعم. فالتفتَ إليهِ عمرُ و قَالَ: فَمَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ فَعَلْتَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فَعَلْتَ وَقُلْتَ لَهُ مَا قُلْتَ؟ فقال زيدٌ: واللهِ يا ابنَ الخطابِ ما مِن شيءٍ مِن عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا وَقَدْ عَرَفْتُهُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ ولكننِي لم أختبرْ فيهِ خصلتين مِن خصالِ النبوةِ. فقالَ عمرُ: وما هما؟ قال حبرُ اليهودِ: الأولى: يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، والثانيةُ: لَا تُزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا أمَـا وقد عرفتُها اليومَ في رسولِ اللهِ فَأُشْهِدُكَ يَا عُمَرُ أَنِّي: أشهد أنْ لا إلَه إلّا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم. قَدْ رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، وَأُشْهِدُكَ أَنَّ شَطْرَ مَالِي – فَإِنِّي أَكْثَرُهُمْ مَالًا – صَدَقَةٌ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: عُمَرُ أَوْ عَلَى بَعْضِهِمْ، فَرَجَعَ عُمَرُ وَزَيْدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ زَيْدٌ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَآمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَتَابَعَهُ وَشَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَ كَثِيرَةً”.( ابن حبان سند حسن).

ومِن هذه الصورِ ما رُوي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ «أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ».( البخاري).

ومنها ما رُوي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَارِبَ خَصَفَةَ بِنَخْلٍ، فَرَأَوْا مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِرَّةً، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالَ لَهُ: غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ، حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: «اللَّهُ» ، فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟» قَالَ: كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ، قَالَ: «أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» ، قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لَا أُقَاتِلَكَ، وَلَا أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ، قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى أَصْحَابِهِ، قَالَ: قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ”.(أحمد وابن حبان والحاكم وصححه).

 ومِن هذه الصورِ أخلاقهُ ورحمتهُ صلَّى اللهُ عليه وسلم بالحجيجِ، حيثُ أمرَ صحابتَهُ أنْ يقتدُوا بهِ في مناسكِ الحجِّ فقالَ: ” خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ ” ( مسلم). ولما علمَ الرسولُ شدةَ اقتداءِ الصحابةِ بهِ وخاصةً في مناسكِ الحجِّ خشي عليهم الازدحامِ والتقاتلَ في أداءِ المناسكِ – كما حدثَ في واقعِنَا المعاصرِ – فرفعَ عنهمُ الحرجَ، فعن جابرٍ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم:” قد نحرتُ هاهنَا، ومِنى كلُّهَا منحرٌ، ووقفَ بعرفةَ، فقالَ: قد وقفتُ هاهنَا، وعرفةُ كلُّهَا موقفٌ، ووقفَ بالمزدلفةِ، فقال: قد وقفتُ هاهنَا، والمزدلفةُ كلُّهَا موقفٌ” . ( أبوداود )؛ تصورتُ هذا المشهدِ مِن ازدحامِ الناسِ عندَ جبلِ الرحمةِ في أرضِ عرفات وقلتُ: لو قال صلَّى اللهُ عليه وسلم: وقفتُ ها هُنَا وهذا هو الموقفُ!! ونحرتُ ها هنَا وهذا هو المنحرُ!! لتقاتلَ الناسُ وهلكَ الكثيرُ، ولكنَّهُ صلَّى اللهُ عليه وسلم كان رحيمًا بأمتهِ!! وصدقَ اللهُ حيثُ يقولُ:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: 7 10].

ومِن يسرِ الإسلامِ ورحمتهِ بالحجاجِ أنَّهُ يجوزُ لك أنْ تبدأَ بأحدِ أعمالِ يومِ النحرِ الخمسةِ ( الرميُ – الذبحُ – الحلقُ – الطوافُ – السعيُ )، ودليلُ ذلك أنَّهُ صلَّى اللهُ عليه وسلم ما سُئِلَ عن شئٍ قُدِّمَ أو أُخِّرَ في هذا اليومِ إلَّا قال : ” افعلْ ولا حرج “ .

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

ثالثًا: بحسنِ خُلقكَ تكونُ رفيقَ النبيِّ في الجنةِ

أي إذا كنتَ تريدُ أنْ تكونَ رفيقَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم في الجنةِ فعليكَ بحسنِ الخلقِ، حيثُ يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم:” إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا” [الترمذي وحسنه].

وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ ” . [ أبو داود والبيهقي والترمذي وحسنه ]. فحسنُ الخلقِ طريقٌ إلى الجنةِ، فقد سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ:” تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ”.  [أحمد والترمذي وصححه].

 وقد وقفتُ عندَ هذا الحديثِ متسائلًا: لماذا اقتصرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم في هذا الحديثِ على هذينِ الأمرينِ؟! قال العلماءُ في ذلك: لأنَّ تقوى اللهِ تُصلحُ ما بينكَ وبين اللهِ، فتمتثلُ الأوامرَ وتنتهِي عن المحرماتِ!

وحسنُ الخلقِ يصلحُ ما بينكَ وبين الناسِ، فلا تكذب على أحدٍ؛ ولا تخون أحداً ؛ ولا تحقد على أحدٍ … إلخ

كما أنَّ حسنَ الخلقِ يثقلُ موازينَ العبدِ يومَ القيامةِ، فعَنْ أَبِي الدرداء -رضي اللهُ عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم ” مَا مِنْ شَيْءٍ فِي اَلْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ اَلْخُلُقِ” ( أَبُو دَاوُدَ).

وكذلك حسنُ الخلقِ يرفعُ العبدُ منزلةً عندَ اللهِ حتى يبلغَ درجةَ الصائمِ القائمِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” إِنَّ الْعَبْدَ لَيَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ”. [أبو دواد والحاكم وصححه].

كما أنَّ خلقًا واحدًا مِن بينِ سائرِ الأخلاقِ قد يكونُ سببًا في دخولِكَ الجنة، فعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: اجْتَمَعَ حُذَيْفَةُ وَأَبُو مَسْعُودٍ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: رَجُلٌ لَقِيَ رَبَّهُ فَقَالَ مَا عَمِلْتَ؟ قَالَ: مَا عَمِلْتُ مِنْ الْخَيْرِ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ رَجُلًا ذَا مَالٍ فَكُنْتُ أُطَالِبُ بِهِ النَّاسَ فَكُنْتُ أَقْبَلُ الْمَيْسُورَ وَأَتَجَاوَزُ عَنْ الْمَعْسُورِ، فَقَالَ: تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي” (مسلم) .

 فهذا الرجلُ لم يعملْ خيرًا قط سوى خلقٍ واحدٍ فكان طريقًا لهُ إلى الجنةِ فما بالُكَ لو تحليتَ بالأخلاقِ كلِّهَا؟!

لذلك اهتمَّ الصحابةُ بحسنِ الخلقِ وطلبهِ مِن اللهِ، فعَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ : بَاتَ أَبُو الدَّرْدَاءِ اللَّيْلَةَ يُصَلِّي فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ : ” اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي، حَتَّى أَصْبَحَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، مَا كَانَ دُعَاؤُكَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ إِلا فِي حُسْنِ الْخُلُقِ، قَالَ: يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ، إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ يَحْسُنُ خُلُقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ حُسْنُ خُلُقِهِ الْجَنَّةَ، وَيَسُوءُ خُلُقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ سُوءُ خُلُقِهِ النَّارَ” (شعب الإيمان للبيهقي) .

فعليكُم أنْ تحسنُوا أخلاقَكُم لتكونَ طريقَكُم إلى الجنةِ، وإياكُم وسوءَ الخلقِ حتى لا يكونَ طريقَكُم إلى النارِ!!

نسألُ اللهَ كما حسّنَ خلقنَا أنْ يحسنَ أخلاقنَا،،،

الدعاء،،،،،،،                                        وأقم الصلاة،،،،،                     كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »