web analytics
أخبار عاجلة
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 10 محرم 1445 هـ ، الموافق 28 يوليو 2023م
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير : القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 10 محرم 1445 هـ ، الموافق 28 يوليو 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 28 يوليو 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 28 يوليو 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 28 يوليو 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 28 يوليو 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين : كما يلي:

 

أولًا: القرآنُ الكريمُ نزلَ رحمةً للعالمين.

ثانيًا: واجبنَا نحو القرآنِ الكريمِ.

ثالثًا: يومُ عاشوراء، فضائلُ وأسرارٌ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  28 يوليو 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين : كما يلي:

خطبة بعنوان: القرآنُ الكريمُ كتابُ رحمةٍ للعالمين

بتاريخ: 10 محرم 1445هـ – 28 يوليو 2023م

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير : القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين

أولًا: القرآنُ الكريمُ نزلَ رحمةً للعالمين.

لقد أنزلَ اللهُ سبحانَه وتعالى القرآنَ الكريمَ رحمةً وهدايةً للعالمين، قَالَ تَعَالَى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}. [الإسراء: 82]. وقَالَ جلَّ شأنه: {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (الدخان: 1- 6). ويقولُ جلّ وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (يونس: 57)، لذلك تكفلَ اللهُ بحفظهِ فقالَ تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:9). وأرسل به رسوله رحمة للعالمين فقَالَ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.[الأنبياء: 107].

ومما يدلُّ على أنّ القرآنَ الكريمَ كتابُ هدايةٍ ورحمةٍ وإعجازٍ بكلامِه وبلاغتِه هذانِ الموقفانِ:

الموقفُ الأولُ: مع ثلاثةٍ مِن زعماءِ قريشٍ، وكيف كانوا مغرمينَ بسماعِ القرآنِ وهم على شركِهِم وكفرهِم .

فقد ذكرَ محمدُ بنُ إسحاق، عن الزهرِي، في قصةِ أبي جهلٍ حين جاءَ يستمعُ قراءةَ النبيِّ ﷺ مِن الليلِ، هو وأبو سفيانَ صَخْرُ بنُ حَرْبٍ، والأخْنَسُ بنُ شِريْقٍ، ولا يشعرُ واحدٌ منهم بالآخرِ. فاستمعُوها إلى الصباحِ، فلمّا هَجَمَ الصبحُ تَفرَّقُوا، فجمعتهُم الطريقُ، فقالَ كلٌّ منهم للآخر: ما جاءَ بك؟ فذكرَ له ما جاءَ له ثم تعاهدوا ألّا يعودُوا، لما يخافون مِن علمِ شبابِ قريشٍ بهم، لِئَلّا يفتتنُوا بمجيئِهم. فلمّا كانت الليلةُ الثانيةُ جاءَ كلٌّ منهم ظَنًّا أنّ صاحبيهِ لا يجيئان، لما تقدمَ مِن العهودِ، فلمَّا أجمعُوا جمعتهُم الطريقُ، فتلاومُوا، ثم تعاهدُوا ألّا يعودُوا. فلمّا كانت الليلةُ الثالثةُ جاؤوا أيضًا، فلمّا أصبحوا تعاهدوا ألّا يعودوا لمثلِهَا ثم تفرقوا، فلمّا أصبحَ الأخنسُ بنُ شَرِيقٍ أخذَ عصاهُ، ثم خرجَ حتى أتَى أبا سفيانَ بنَ حربِ في بيتِه، فقال: أخبرنِي يا أبا حَنْظَلةَ عن رأيكَ فيمَا سمعتَ مِن مُحمدٍ؟ قال: يا أبا ثعلبةَ، واللهِ لقد سمعتُ أشياءَ أعرفُهَا وأعرفُ ما يُرادُ بها، وسمعتُ أشياءَ ما عرفتُ معناهَا ولا ما يرادُ بها. قال الأخنسُ: وأنا والذي حلفتَ به. ثم خرجَ مِن عندِه حتى أتَى أبا جهلٍ، فدخلَ عليه في بيتِه فقالَ:

يا أبا الحكم، ما رأيُكَ فيما سمعتَ مِن مُحمدٍ؟ قال: ماذا سمعت؟ تنازعنَا نحن وبنو عبدِ منافٍ الشرفَ: أطعمُوا فأطعمنَا، وحملُوا فحملنَا، وأعطُوا فأعطينَا، حتى إذا تَجاثينَا على الرُّكَبِ، وكنا كَفَرَسي رِهَانٍ، قالوا: منّا نبيٌّ يأتيهِ الوحيُ مِن السماءِ! فمتى ندركُ هذه؟ واللهِ لا نؤمنُ به أبدًا ولا نصدقهُ، فخلَا الأخنسُ بأبي جهلٍ فقال: يا أبا الحكم، أخبرنِي عن مُحمدٍ: أصادقٌ هو أم كاذبٌ؟ فإنّه ليسَ هاهنا مِن قريشٍ غيرِي وغيرُكَ يسمعُ كلامَنَا. فقالَ أبو جهلٍ: ويحكَ! واللهِ إنّ مُحمدًا لصادقٌ، وما كذبَ مُحمدٌ قط، ولكن إذا ذهبتْ بنو قُصيّ باللواءِ والسقايةِ والحجابِ والنبوةِ، فماذا يكونُ لسائرِ قريشٍ؟ فذلك قولهُ: { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ }(الأنعام: 33) . ( تفسير ابن كثير ).

الموقفُ الثانِي: كبيرُ قريشٍ الوليدُ بنُ المغيرةِ، ترسلُهُ قريشٌ للرسولِ ليقنعَ أحدهُمَا الآخر، فرقَّ لما سمعَ مِن النبيِّ ﷺ” فعن عكرمةَ: أنّ الوليدَ بنَ المغيرةَ جاءَ إلى النبيِّ ﷺ فقرأَ عليه القرآنَ، فكأنَّهُ رقَّ له. فبلغَ ذلك أبا جهلٍ بنَ هشامٍ، فأتاهُ فقال: أيْ عم، إنّ قومَكَ يريدون أنْ يجمعوا لك مالًا. قال: لمَ؟ قال: يعطونكه، فإنّك أتيتَ مُحمدًا تَتَعَرضُ لما قبله. قال: قد علمتْ قريشٌ أنِّي أكثرهَا مالًا. قال: فقلْ فيه قولًا يعلمُ قومُكَ أنّك منكرٌ لما قال، وأنّك كارهٌ له. قال: فماذا أقولُ فيه؟! فو اللهِ ما منكم رجلٌ أعلمُ بالأشعارِ منِّي، ولا أعلمُ برجزهِ ولا بقصيدهِ ولا بأشعارِ الجنِّ، واللهِ ما يشبهُ الذي يقولُه شيئًا مِن ذلك. واللهِ إنّ لقولِه الذي يقولُ لحلاوةٍ، وإنّه ليحطمَ ما تحتَه، وإنّه ليعلُو وما يعلَى. وقال: واللهِ لا يرضَى قومُك حتى تقولَ فيه. قال: فدعنِي حتى أفكرَ فيه. فلمّا فكّرَ قال: إنّ هذا سحرٌ يأثرهُ عن غيرِه. فنزلتْ: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} [قال قتادة: خرجَ مِن بطنِ أمهِ وحيدًا] حتى بلغَ: {تِسْعَةَ عَشَرَ} (تفسير الطبري).

فأنت ترَى مِن خلالِ هذين الموقفينِ أنّ القرآنَ الكريمَ بإعجازِه وبلاغتِه جاءَ هدايةً ورحمةً للعالمين .

العنصر الثاني من خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير : القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين

ثانيًا: واجبُنَا نحوَ القرآنِ الكريمِ.

إنّ واجبَنَا نحو القرآنِ الكريمٍ يتمثلُ في صورٍ عديدةٍ:

منها: تعاهدُ القرآنِ واستذكارُه: خوفًا مِن ضياعِه ونسيانِه، وقد حثّ الرسولُ على تعاهدِ القرآنِ الكريمِ. فقَالَ:” تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنْ الْإِبِلِ فِي عُقُلِهَا.” (مسلم)؛ وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:” إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ”(البخاري)؛ قال ابنُ عبدِ البرِّ في الاستذكار: “في هذا الحديثِ الحضُّ على درسِ القرآنِ وتعاهدِه والمواظبةِ على تلاوتِه والتحذيرِ مِن نسيانِه بعدَ حفظِه”.

ومنها: تعلُّمُ القرآنِ وتعليمُه: الواجبُ على الجميعِ تعلمُ القرآنِ الكريمِ وتعليمُهُ، تلاوةً وأحكامًا وتجويدًا وتفسيرًا وإعجازًا، وهذا الأمرُ ليس صعبًا، فمعظمُ الناسِ قد يتعلمون الإنجليزيةَ أو الفرنسيةَ، فلماذا يصعبُ عليهم تعلمُ القرآنِ الذي نزلَ بلغتِهِم وحديثِهِم اليومِي؟! ولماذا يصيرُ كلامُ اللهِ صعبًا عليك!! وقد قال اللهُ عنه: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (القمر: 17)، فعليكَ أنْ تتعلمَ القرآنَ وتعلمَهُ لتكونَ أخيرَ الناسِ وأفضلَهُم، فعَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ قَالَ:” خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ” (البخاري)، فهو أخيرُ الناسِ وأفضلُهُم لأنّه نفعَ نفسَهُ ونفعَ غيرَهُ بتعلمِ القرآنِ وتعليمِه؛ قال ابنُ حجرٍ:” لا شكّ أنّ الجامعَ بينَ تعلمِ القرآنِ وتعليمِه مكملٌ لنفسِه ولغيرِه، جامعٌ بينَ النفعِ القاصرِ والنفعِ المتعدِّي ولهذا كان أفضل .” ( فتح الباري).

ومنها: العملُ بالقرآنِ: وهذا هو أهمُّ واجباتِنَا نحو القرآنِ، أنْ نعملَ بكلِّ ما جاء في القرآنِ ونتخلقَ بأخلاقِه؛ اقتداءً بنبيِّنَا الذي: “كان خلقُه القرآن”، (رواه مسلم )؛ قال الإمامُ الشاطبيُّ: “وإنّما كان خلقُه القرآنَ لأنّه حكَّمَ الوحيَ على نفسِه، حتى صارَ في علمِه وعملِه على وِفْقِه، فكان الوحيُ حاكمًا وافقًا قائلًا وكان هو عليه الصلاةُ والسلامُ مذعنًا ملبيًّا نداءَهُ، واقفًا عندَ حكمِه ”.(الاعتصام).

ومنها: تعظيمُ وتوقيرُ القرآنِ: فقد عظّمَ اللهُ القرآنَ ووصفَهُ بأنّه عظيمٌ، فقالَ تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْـمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} (الحجر: 87 )؛ والتعظيمُ يشملُ الجانبَ العقدٍي والجانبَ العملِي، فمِن تعظيمِه: استحضارُ أنّ المتكلمَ به هو جبارُ السمواتِ والأرضِ جلَّ جلاله، فمَن استخفَّ بكلامِه فقد استخفَّ به سبحانه فكفر. ومِن تعظيمِه: اعتقادُ كمالِه وتمامِه وأنّه لا نقصَ فيه ولا اختلافَ ولا اضطرابَ، كما قالَ تعالى:{ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}(البقرة: ٢ )،واعتقادُ شمولِه وعمومِه بحيثُ لا تنزلُ بالناسِ نازلةٌ إلّا وفي كتابِ اللهِ دليلٌ على سبيلِ الهدى فيها، كما قالَ تعالى:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ}(النحل: 89).

ومنها: الدفاعُ عن القرآنِ الكريمِ: فنحن نرى ونسمعُ بينَ الفينةِ والأخرى مَن يشككُ في القرآنِ، أو يطعنُ في بعضِ آياتِه؛ أو يحمّلُها ما لا تحتملُ مِن أفكارٍ ومعتقداتٍ وأباطيل؛ ولقد سخرَ اللهُ عزّ وجلّ رجالًا في هذه الأمةِ في كلِّ مكانٍ وزمانٍ للدفاعِ عن كتابِه مِن تحريفِ الغالين وانتحالِ المبطلين؛ وهذا ما أخبرَ به الصادقُ المصدوقُ ؛ فَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُذْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ؛ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلين» (البيهقي)؛ ولقد تنبأَ بفعلِ هؤلاء الخوارجِ، الذين خرجوا عن مسارِ القرآنِ الكريمِ واتجاهاتِه؛ إلى مساراتٍ أخرى تخدمُ أفكارَهُم ومعتقداتِهِم وضلالهِم؛ وهدفُهُم مِن ذلك تحريفُ القرآنِ، والتنقيصُ مِن قدسيتِه في قلوبِ المسلمين، ولكن هيهاتَ هيهات؛ فعلماؤُنَا لهم بالمرصادِ!! قَالَ عَلِيٌّ رضي اللهُ عنه، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ:” سَيَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ؛ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ؛ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ؛ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.” (متفق عليه)؛ قال الإمامُ النوويُّ:” معناه: لا تفقهُه قلوبُهم ولا ينتفعون بما تلوا منه ، ولا لهم حظٌّ سوى تلاوةِ الفمِّ والحنجرةِ والحلقِ إذ بهما تقطيعُ الحروفِ”.( شرح النووي).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير : القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين

ثالثًا: يومُ عاشوراء، فضائلُ وأسرارٌ.

أيُّها الإخوةُ المؤمنون: لا يفوتُنَا في هذا المقامِ أنْ نذكرَ بهذه الذكرى التي تمرُّ علينَا اليوم ألَا وهي ذكرى عاشوراء، هذا هو اليومُ الذي نجّى اللهُ فيه موسى ومَن معهُ مِن بنِي إسرائيلَ مِن الغرقِ، وأهلكَ فرعونَ وجنودَهُ غرقًا.

وهنا إشارةٌ لطيفةٌ لها أهميتُهَا ودلالتُهَا الإيمانيةُ بينَ معيةِ اللهِ للنبيِّ مُحمدٍ وصاحبِه في الهجرةِ التي نعيشُ ذكراهَا في هذه الأيامِ، وبينَ معيةِ اللهِ لموسَى وقومِه، كما جاءتْ في القرآنِ الكريمِ مِن خلالِ يومِ عاشوراء.

قال اللهُ في النبيِّ مّحمدٍ وصاحبِه :{ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [التوبة: 40] ؛ وقال في موسى عليه السلامّ وقومِه عندَ مطاردةِ فرعونَ له: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ؛ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}. ( الشعراء: 61 ؛ 62 ).

فاللهُ قال في حقِّ أبى بكرٍ {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } بالجمعِ، وقال على لسانِ موسى لمّا قال له قومُه: البحرُ أمامنَا والعدوُّ خلفنَا ؟! { قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} بالإفرادِ مع أنّ معه بنِي إسرائيلَ، فاللهُ أفردَ في حالةِ الجمعِ، وجمعَ في حالةِ الإفرادِ ليدلَّ على أنّ إيمانَ أبي بكرٍ يعدلُ أمةً، وأنّ بنِي إسرائيلَ ليس لهم عهدٌ ، وموسى عليه السلامُ لا يضمنُ إلّا نفسَهُ، ولا يضمنُ إيمانَهُم وعهودَهُم، فلو أنّهُم وجدوا مخرجًا أو سبيلًا للهروبِ لسلكُوه واعتذرُوا لموسى وتركُوه يغرقُ وحدَهُ، كما قالُوا: { اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُون} ( المائدة: 24)، أمّا أصحابُ النبيِّ مُحمدٍ فكما قال المقدادُ بنُ عمرٍو: يا رسولَ اللهِ امضِ لمَا أراكَ اللهُ، فنحن معك، واللهِ لا نقولُ لك كما قال بنو إسرائيلَ لموسَى: اذهبْ أنت وربُّك فقاتلَا إنّا ها هنا قاعدون، ولكن اذهبْ أنت وربُّكَ فقاتلَا إنا معكما مقاتلون، فو الذى بعثَكَ بالحقِّ لو سرتَ بنَا إلى برِّك الغمادِ لجالدنَا معك مِن دونِه حتى تبلغَهُ.

فكلّمَا بلغَ الإنسانُ درجةً عليَا مِن الإيمانِ والإحسانِ والطاعةِ، كلمَا ظفرَ بمعيةِ اللهِ تعالى ونصرِه وتأييدِه.

نجّى اللهُ موسى ومَن معه، وأغرقَ فرعونَ وجنودَه، وكان هذا سببَ صيامِه يومَ عاشوراء، وأنّ سيّدنا موسى عليه الصّلاة والسّلام كان يصومّه أيضًا، فقد روى ابنُ عباسٍ – رضي اللهُ عنهما – قال: ” قدمَ النّبيُّ المدينةَ فرأى اليهودَ تصومُ عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: يومٌ صالحٌ نجّى اللهُ فيه موسى وبني إسرائيلَ مِن عدوهِم، فصامَهُ موسَى، فقالَ النّبيُّ أنا أحقُّ بموسى منكم، فصامَهُ وأمرَ بصيامِه”. (متفق عليه).

وصيامُ يومِ عاشور له الفضلُ العظيمُ في تكفيرِ ذنوبِ سنةٍ كاملةٍ فلا تفوتُ الفرصةَ أخي المسلم، قال :” صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ.”(مسلم).

ويستحبُّ صيامُ التاسعِ مع العاشرِ مخالفةً لليهودِ؛ لمَا وردَ في الحديثِ عن ابنِ عباسٍ -رضي اللهُ عنهما- قال:” لمّا صامَ رسولُ الله يومَ عاشوراء، وأمرَ بصيامِه، قالوا: يا رسولَ الله، إنّه يومُ تعظِّمُه اليهودُ والنّصارى، فقال: إذا كانَ العامُ المقبلُ إنْ شاءَ اللهُ صمنَا اليومَ التاسعَ، قال: فلم يأتِ العامُ المقبلُ حتّى تُوفّيَ رسولُ اللهِ “.( مسلم).

فعلينَا أنْ نقتديَ ونهتديَ بنبيِّنَا وأنْ نحي هذا اليومَ بالصومِ والعبادةِ؛ فإنّه يكفرُ ذنوبَ سنةٍ كاملةٍ.

نسألُ اللهَ أنْ  يرحمَنَا بالقرآنِ وأنْ يجعلنَا مِن أهلِ القرآنِ في الدنيا والآخرةِ، وأنْ يحفظَ مصرنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ .

    الدعاء،،،،،،،             وأقم الصلاة،،،،،                       كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

خطبة الجمعة القادمة 10 مايو 2024 م بعنوان : التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 2 ذو القعدة 1445هـ ، الموافق 10 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة 10 مايو : التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 10 مايو 2024 م بعنوان : التنمر وأثره المدمر …

خطبة الجمعة القادمة 10 مايو 2024م من الأرشيف : التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع ، بتاريخ 2 ذو القعدة 1445هـ – الموافق 10 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة من الأرشيف : التنمر والسخرية وأثرهما المدمر علي الفرد والمجتمع

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 10 مايو 2024م من الأرشيف : التنمر والسخرية وأثرهما …

خطبة الجمعة القادمة : التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع ، بتاريخ 2 ذو القعدة 1445هـ ، الموافق 10 مايو 2024م

التنمر والسخرية وأثرهما المدمر علي الفرد والمجتمع ، خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة : التنمر والسخرية وأثرهما المدمر علي الفرد والمجتمع ، بتاريخ 2 ذو …

خطبة الجمعة اليوم 3 مايو 2024م لوزارة الأوقاف - د. خالد بدير - الدكتور محمد حرز ، الدكتور محروس حفظي ، الشيخ خالد القط ، الدكتور عمر مصطفي ، word- pdf : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة اليوم : أمانة العامل والصانع وجزاؤها

خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة اليوم 3 مايو 2024م لوزارة الأوقاف – د. خالد بدير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »