web analytics
أخبار عاجلة
خطبة الجمعة القادمة 1 يناير 2021م : الصبر والثبات في مواجهة الجوائح والأزمات ، للدكتور خالد بدير ، بتاريخ: 17 من جمادي الأول 1442هـ – 1 يناير 2021م
خطبة الجمعة القادمة 1 يناير 2021م : الصبر والثبات في مواجهة الجوائح والأزمات ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة 1 يناير 2021م : الصبر والثبات في مواجهة الجوائح والأزمات ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة القادمة 1 يناير 2021م : الصبر والثبات في مواجهة الجوائح والأزمات ، للدكتور خالد بدير ، بتاريخ: 17 من جمادي الأول 1442هـ – 1 يناير 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 يناير 2021م ، للدكتور خالد بدير : الصبر والثبات في مواجهة الجوائح والأزمات:

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 يناير 2021م ، للدكتور خالد بدير : الصبر والثبات في مواجهة الجوائح والأزمات، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 يناير 2021م ، للدكتور خالد بدير : الصبر والثبات في مواجهة الجوائح والأزمات، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 1 يناير 2021م ، للدكتور خالد بدير : الصبر والثبات في مواجهة الجوائح والأزمات: كما يلي:

 

العنصر الأول: الصبر والثبات عند نزول البلاء والأزمات

العنصر الثاني: التحلي بروح الأمل والتفاؤل

العنصر الثالث: الدعاء والتضرع إلى الله تعالى

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 1 يناير 2021م ، للدكتور خالد بدير : الصبر والثبات في مواجهة الجوائح والأزمات: كما يلي:

 

خطبة الجمعة القادمة بعنوان: الصبر والثبات في مواجهة الجوائح والأزمات بتاريخ: 17 جمادى الأولى 1442هـ – 1 يناير 2021م

المـــوضــــــــــوع

الحمد لله ؛ نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونستغفره ؛ ونؤمن به ونتوكل عليه ؛ ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.  أما بعد:

العنصر الأول: الصبر والثبات عند نزول البلاء والأزمات

عباد الله: إن الله- عز وجل- خلقنا في هذا الكون للابتلاء والاختبار والامتحان؛ قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } (الملك: 2). وهذا الاختبار والامتحان يكون بالخير والشر: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }(الأنبياء: 35). يقول ابن كثير -رحمه الله- ” أي: نختبركم بالمصائب تارة، وبالنعم أخرى؛ لننظر من يشكر ومن يكفر، ومن يصبر ومن يقنط . كما قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس -رضي الله عنه-:{وَنَبْلُوكُم} يقول: نبتليكم بالشر والخير فتنة، بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية، والهدى والضلال ” أ. هـ

فالناس في مواجهة الشدائد والجوائح والأزمات أصناف وأنواع كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فعن أبي أمامة رضي الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله ليُجرِّب أحدكم بالبلاء وهو أعلم به، كما يُجرِّب أحدكم ذهبه بالنار، فمنهم من يخرج كالذهب الإبريز (أي الخالص الصافي) ، فذلك الذي نجَّاه الله تعالى من السيئات، ومنهم من يخرج كالذهب دون ذلك، فذلك الذي يَشكُّ بعض الشك، ومنهم من يخرج كالذهب الأسود فذلك الذي افتتن » . ( الطبراني والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) .

عباد الله: إن حياة الإنسان لا تخلو من حالين: سراء أو ضراء ؛ خير أو شر ؛ عطاء أو منع ؛ والمؤمن الحق الذي يغنم ويكسب رضا ربه في الحالين؛ فيشكر في السراء؛ ويصبر في الضراء ؛ وليس هذا إلا للمؤمن. فَعَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ!! إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ!! إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ!! وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ!!” (مسلم).

فينبغي على كل من أصابه بلاء أن يحمد الله ويسترجع ؛ أي يقول: الحمد لله ؛ إنا لله وإنا إليه راجعون ؛ اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرًا منها ؛ إن فعل ذلك فإنه يكون من الصابرين الناجحين في الاختبار ؛ قال تعالى: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }. ( البقرة: 155- 157 ). على أن يقول ذلك عند أول وهلة بالبلاء ؛ أي في لحظة نزول البلاء أو علمه به إن كان غائبًا ؛ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ ، فَقَالَ “: اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي قَالَتْ : إِلَيْكَ عَنِّي ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي ، وَلَمْ تَعْرِفْهُ ، فَقِيلَ لَهَا : إِنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ ، فَقَالَتْ : لَمْ أَعْرِفْكَ ، فَقَالَ : إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى”. (البخاري).

أما من يشق الجيوب ويلطم الخدود ويدعو بدعاء الجاهلية؛ ويسخط على القدر وبعد ذلك يقول: نحن من الصابرين؛ فليس له حظ ولا نصيب من الصبر؛ ويعد راسبًا في الاختبار؛ لأن الصبر يكون عند الصدمة الأولى .

بل إنه بجزعه حرم الأجر؛ لأن القدر نافذ لا محالة ؛ فقد عزَّى الإمام علي رضي الله عنه رجلاً في ابن له مات فرآه جزعًا ، فقال له الإمام على: ” يا أبا فلان إنك إن صبرت نفذت فيك المقادير ولك الأجر، وإن جزعت نفذت فيك المقادير وعليك الوزر “.

وأقول لأهل البلاء : أبشروا فإن الله يرفعكم منازل ودرجات في الجنة جزاء صبركم على البلاء؛ ففي الحديث: « إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ؛ ابتَلاهُ الله فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ ؛ ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ  ؛ حَتَّى يُبَلِّغُهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ الله تَعَالَى » ( أحمد وأبو داود بسند صحيح ). وعَنْ جَابِرٍ قَالَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ؛ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ “. ( الترمذي وحسنه).

أما عن جزاء الصابرين على البلاء فحدث ولا حرج؛ قال تعالى: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } (الزمر: 10)؛ فلم يحدد لهم الأجر؛ بل تركه مفاجأة لهم وتكريمًا في الآخرة؛ والعطية على قدر المعطي ؛ كما يقول”  الإمام الأوزاعي: لا يوزن لهم بميزان؛ ولا يكال لهم بمكيال؛ وإنما يغرف لهم غرفًا .( تفسير ابن كثير ).

واعلم – أخي المبتلى – أنك لك لو صبرت على مصيبتك وبلاءك وقدرك واحتسبت عند الله ؛ فإن الله يأجرك في مصيبتك ويخلفك خيراً منها ؛ وتكتب عند الله من الناجحين في الاختبار .

فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : أَتَانِي أَبُو سَلَمَةَ يَوْمًا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلًا فَسُرِرْتُ بِهِ قَالَ : ” لَا تُصِيبُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مُصِيبَةٌ فَيَسْتَرْجِعَ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَاخْلُفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا فُعِلَ ذَلِكَ بِهِ ” . ( مسلم ) .

العنصر الثاني: التحلي بروح الأمل والتفاؤل

أيها المسلمون:  ونحن مع أول يوم من العام الجديد ؛ حري بنا أن نتحلى بروح الأمل والتفاؤل ؛ وأن نطرح اليأس والكسل والقنوط خلف ظهورنا ؛ واعلموا أن كل هذه الشدائد والمحن التي نمر بها بعدها فرج قريب؛ فبعد الجوع شبع، وبعد الظمأ ريّ، وبعد المرض عافية، سوف يصل الغائب، ويهتدي الضالّ، ويفكّ العاني، وينقشع الظلام { فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ } (المائدة: 52).  يقول الإمام الشافعي:

ولرب نازلةٍ يضيق بها الفتى *** ذرعاً وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لا تفرج

انظر إلى الصباح وارتقب الفتح من الفتّاح، إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد، فاعلم أن وراءها رياضاً خضراء وارفة الظلال؛ وإذا رأيت الحبل يشتد ويشتد فاعلم أنه سوف ينقطع. مع الدمعة بسمة، ومع الخوف أمن، ومع الفزع سكينة. فلا تضق ذرعاً، فمن المحال دوام الحال، وأفضل العبادة انتظار الفرج، الأيام دول، والدهر قُلّب، والليالي حبالى، والغيب مستور، والحكيم كل يوم هو في شأن، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمراً، وإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يَا غُلامُ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ بِاللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْخَلائِقَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يُعْطُوكَ شَيْئًا لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُعْطِيَكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، أَوْ يَصْرِفُوا عَنْكَ شَيْئًا أَرَادَ أَنْ يُصِيبَكَ بِهِ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى ذَلِكَ، فَإِذَا سَأَلْتَ فَسَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، وَاعْلَمْ أَنَّ الْقَلَمَ قَدْ جَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ.”( الطبراني والحاكم بسند صحيح) .

دع المقادير تجري في أعنتها….. ولا تبيتن إلا خالي البال

ما بين غمضة عين وانتباهتها….. يغير الله من حال إلى حال

يقول بعض المؤلفين: إن الشدائد والأزمات مهما تعاظمت وامتدت لا تدوم على أصحابها، ولا تخلد على مصابها، بل إنها أقوى ما تكون اشتداداً وامتداداً واسوداداً، أقرب ما تكون انقشاعاً وانفراجاً وانبلاجا، فيأتي العون من الله والإحسان عند ذروة الشدة والامتحان، وهكذا نهاية كل ليل غاسق فجر صادق.

يــا صاحب الهم إن الهم منفرج ********* أبشر بخير فإن الفـــــارج الله

اليأس يقطع أحيــــــاناً بصاحبه ******** لا تيــــــأسنّ فإن الــــكافي الله

الله يحـــــدث بعـــد العسر ميسرة ******** لا تجــــــــزعن فان الصانع الله

إذا ابتليت فثــــــق بالله وارض به ******* إن الذي يكشف البلوى هو الله

والله مـــــــــــــالك غير الله من أحد******* فحـسبك الله في كــــــــلٍ لك الله

عباد الله: للأسف نرى كثيرًا من بيننا يتسخط على الحياة ؛ ويرى الدنيا أمامه غائمة ومسودة ؛ ويرى أن الناس كلهم هلكى والدنيا خراب ودمار ؛ فعن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ ” ( مسلم ) .” روي ( أهلكهم ) وعلى وجهين مشهورين : رفع الكاف وفتحها ، والرفع أشهر …. ومعناها أشدهم هلاكا ، وأما رواية الفتح فمعناها هو جعلهم هالكين ، لا أنهم هلكوا في الحقيقة . ” ( شرح النووي) .

فعلى العبد أن يكون حسن الظن بربه وأنه لا يخيب آماله وأحلامه؛ بذلك يتحقق له أمله ومراده؛ وكما قيل: تفاءلوا بالخير تجدوه؛ فكن حسن الظن بربك يبلغك مرادك أينما كنت ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ؛ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ :” أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ؛  فَلْيَظُنَّ عَبْدِي مَا شَاءَ. ؛ إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ ؛ وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ “. ( أحمد والطبراني والبيهقي وابن حبان ) . فإن أحسنت الظن بربك وبمستقبل مشرق كان لك ذلك ؛ والعكس . يقول الإمام المناوي: ” المعاملة تدور مع الظن ؛ فإذا أحسن ظنه بربه وفى له بما أمل وظن ؛ والتطير سوء الظن بالله وهروب عن قضائه فالعقوبة إليه سريعة والمقت له كائن ” . ( فيض القدير ) .

فهذا عبد الله بن جعفر كان دائماً حسن الظن بربه في الرزق ووفرة المال؛ حتى بلغ مبلغاً عالياً في الجود والإنفاق؛ وعوتب في ذلك فقالوا له: لو ادخرت مالك لولدك بعدك فقال: “إن الله عودني عادة وعودت عباده عادة: عودني أن يعطيني، وعودت عباده أن أعطيهم، وأخشى إذا قطعت عادتي عنهم أن يقطع عادته عني !.

فهو لم يتوقع الفقر والخوف من المستقبل؛ وإنما عنده أمل وتفاؤل بالغد المشرق؛ وهكذا يجب أن نكون في جميع مجالات حياتنا؛ فعليكم أن تأخذوا بالأسباب؛ أسباب العمل والسعي على الرزق؛ وأسباب التداوي والشفاء؛ مع التوكل على الله في كل شيء؛ حتى يرفع الله عنا البلاء والوباء؛ ونعيش سعداء في الدنيا والآخرة .

العنصر الثالث: الدعاء والتضرع إلى الله تعالى

أحبتي في الله: يجب علينا أن نتحصن بالأدعية والتضرع إلى الله تعالى أن يكشف عنا ما نحن فيه من بلاء ووباء؛ وكثير منا يخطئ حينما يستبطئ الإجابة؛ وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:” لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ” قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ:” يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ ” ( مسلم) ؛ وليعلم هذا المسكين الذي استبطأ الإجابة فترك الدعاء أنه خسر ثوابًا وأجرًا عظيمًا عند الله؛ لأن الله توعده بالإجابة عاجلًا أو آجلًا ؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” ما مِن مسلِمٍ يدعو اللَّهَ عزَّ وجلَّ بدَعوةٍ ليسَ فيها إثمٌ ، ولا قَطيعةُ رحِمٍ ، إلَّا أعطاهُ اللَّهُ بِها إحدى ثلاثِ خصالٍ : إمَّا أن يعجِّلَ لَهُ دعوتَهُ ، وإمَّا أن يدَّخرَها له في الآخرةِ ، وإمَّا أن يصرفَ عنهُ منَ السُّوءِ مثلَها . قالوا : إذًا نُكْثِرُ ، قالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ ” [ أحمد والحاكم وصححه ] .

 فانظر إلى الصحابة قالوا : إذاً نكثر ؛ لأن الإجابة مضمونة في إحدى هذه الثلاث طالما التزمت بشروط الدعاء وآدابه؛ فإما أن يعجل الله لك الدعوة؛ أو يصرف عنك مصيبة أو بلاء أو وباء أو نازلة كانت ستنزل بك رفعها الدعاء؛ وإما أن يدخر لك الدعوة في الآخرة؛ يقول: عبدي دعوتني في يوم كذا في ساعة كذا بدعوة كذا فاذهب إلى قصر كذا في الجنة؛ وقتها يقول العبد: يا رب ليتك لم تستجب لي ولا دعوة في الدنيا!!!

فعليكم بالأدعية والأذكار والتوبة والاستغفار ؛ ليرفع الله عنكم كل ضرٍّ وبلاء ووباء؛ قال صلى الله عليه وسلم:” مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ“. (أبو داود والترمذي وصححه). وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: ” دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ ؟ قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي، وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ، وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي، وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي.” .( أبوداود ).

وقال – أيضًا – صلى الله عليه وسلم: « مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ,أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجا قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا» . ( أحمد والحاكم وصححه ) .

كما يجب علينا أن نغير ما في أنفسنا من حقد وغل وحقد وحسد ومعاصي إلى مودة ومحبة وطاعة لله ورسوله ؛ قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } . ( الرعد : 11 ) . وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم : ” ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي، ثم يقدرون على أن يغيروا، ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب ” . ( أبو داود بسند صحيح ) . وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: « إِنَّ الْهَلَكَةَ كُلَّ الْهَلَكَةِ أَنْ تَعْمَلَ السَيئات فِي زَمَانِ الْبَلَاءِ ». ( العقوبات لابن أبي الدنيا ) .

 فبالتوبة والدعاء يكشف البلاء بإذن رب الأرض والسماء، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة.

اللهم ارفع عنا البلاء والوباء والزلازل والمحن ؛ وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن ؛؛؛

الدعاء……..                                وأقم الصلاة،،،،                                كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

                                                                                                                             د / خالد بدير بدوي

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

خطبة الجمعة القادمة 10 مايو 2024 م بعنوان : التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 2 ذو القعدة 1445هـ ، الموافق 10 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة 10 مايو : التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 10 مايو 2024 م بعنوان : التنمر وأثره المدمر …

خطبة الجمعة القادمة 10 مايو 2024م من الأرشيف : التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع ، بتاريخ 2 ذو القعدة 1445هـ – الموافق 10 مايو 2024م

خطبة الجمعة القادمة من الأرشيف : التنمر والسخرية وأثرهما المدمر علي الفرد والمجتمع

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 10 مايو 2024م من الأرشيف : التنمر والسخرية وأثرهما …

خطبة الجمعة القادمة : التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع ، بتاريخ 2 ذو القعدة 1445هـ ، الموافق 10 مايو 2024م

التنمر والسخرية وأثرهما المدمر علي الفرد والمجتمع ، خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة : التنمر والسخرية وأثرهما المدمر علي الفرد والمجتمع ، بتاريخ 2 ذو …

خطبة الجمعة اليوم 3 مايو 2024م لوزارة الأوقاف - د. خالد بدير - الدكتور محمد حرز ، الدكتور محروس حفظي ، الشيخ خالد القط ، الدكتور عمر مصطفي ، word- pdf : أمانة العامل والصانع وجزاؤها ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م

خطبة الجمعة اليوم : أمانة العامل والصانع وجزاؤها

خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة اليوم 3 مايو 2024م لوزارة الأوقاف – د. خالد بدير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »