خطبة الجمعة 14 يوليو 2023م : فضائل الاستغفار ، للشيخ خالد القط

خطبة الجمعة القادمة 14 يوليو 2023م بعنوان : فضائل الاستغفار ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 26 ذو الحجة  1444هـ ، الموافق 14 يوليو 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 14 يوليو 2023م بصيغة word بعنوان : فضائل الاستغفار ، للشيخ خالد القط

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 14 يوليو 2023م بصيغة pdf بعنوان : فضائل الاستغفار ، للشيخ خالد القط

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 14 يوليو 2023م ، بعنوان : فضائل الاستغفار ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:

فضائلُ الاستغفارِ

الحمدُ للهِ العزيزِ الغفارِ، أمرَ عبادَهُ بالاستغفارِ، حتى يكونُوا مع الأبرارِ، بصحبةِ سيّدِ الأخيارِ، فهنيئًا لِمَن داومَ عليهِ بالليلِ والنهارِ، و يا حبّذَا لو كان مِن المستغفرين بالأسحارِ، أولئكَ لهم في الآخرةِ عقبَى الدارِ، والنجاةُ مِن النارِ.

وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ، وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، يٌحيي ويميتُ، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، القائلُ في كتابِه العزيزِ { فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا (10) يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا (11) وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا (12)} سورة نوح.

وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُه ورسولُه، وصفيُّهُ مِن خلقِهِ وخليلُهُ، اللهُمّ صلِّ وسلِّم وبارِكْ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين، حقَّ قدرِه ومقدارِه العظيمِ.

أمّا بعدُ:

تابع / خطبة الجمعة 14 يوليو 2023م : فضائل الاستغفار ، للشيخ خالد القط

فيا أيُّها المسلمون: إنَّ الاستغفارَ منحةٌ ربانيةٌ، ونعمةٌ نورانيةٌ، يهبُهَا اللهُ لِمَن يشاءُ مِن عبادِه، فتغفرُ له بسببِهَا  الذنوبُ والسيئاتُ، وتفرجّ عنه الهمومُ والكرباتُ، ويزادُ مِن الخيراتِ والبركاتِ، ويسعدُ في الأخرةِ بدخولِ الجناتِ، فالاستغفارُ عظيمٌ ، وثوابُه جسيمٌ، لذلك كان الاستغفارُ شعارَ جميعِ الأنبياءِ والمرسلين مِن لدن آدمَ حتى الحبيبِ المصطفَى الأمين ﷺ، وها هو القرآنُ الكريمُ خيرُ شاهدٍ على ذلك، فقالَ عن نبيِّ اللهِ آدمَ وزوجِه ( قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) سورة الأعراف  (23) .

وعن نبيِّ اللهِ نوحٍ قال (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ) سورة هود (47).

وقال عنه أيضًا (رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا ) سورة نوح   (28) .

وهذا خليلُ الرحمنِ إبراهيمُ (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) سورة إبراهيم (41)

وهذا كليمُ اللهِ موسَى يستغفرُ اللهَ لنفسِه ولأخيهِ هارون ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ ۖ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ سورة الأعراف الأعراف: 151].

وهذا نبيُّ اللهِ هودٌ (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ سورة هود (52).

وهذا نبيُّ اللهِ شعيب ﴿وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ﴾ سورة هود: 90]

وهؤلاء أبناءُ يعقوبَ مع أبيهِم (قَالُواْ يَٰٓأَبَانَا ٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَٰطِـِٔينَ (97) قَالَ سَوۡفَ أَسۡتَغۡفِرُ لَكُمۡ رَبِّيٓۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ (98) سورة يوسف

وهذا أسعدُ الخلقِ مُحمدٌ ﷺ يقولُ له ربُّهُ (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19). وقال له أيضًا (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) سورة النصر (3)، بل بأبِي أنتَ وأمِّي يا رسولَ اللهِ رغمَ أنّك صاحبُ الشفاعةِ العظمَى، والفردوسِ الأعلَى، ورغمَ أنّه غفرَ له ما تقدمَ مِن ذنبِه وما تأخرَ، ولكن مع ذلك كلِّه كان يكثرُ مِن الاستغفارِ، فعن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ قال رسولُ اللهِ ﷺ: (يا أيُّها النّاسُ، توبوا إلى ربِّكم، فإنِّي أتوبُ إلى اللهِ كلَّ يومٍ مِئةَ مَرَّةٍ..)، شعيب الأرنؤوط تخريج المسند • إسناده صحيح على شرط مسلم • 

فيا ربَّنَا ويا مولانا ويا خالقَنَا

يا كثيرَ العفوِ عمَن                    كثرَ الذنبَ لديهِ

جاءكَ المذنبُ يرجُو ال             صفحَ عن جرمٍ يديهِ

أنا ضيفٌ وجزاءُ ال                   ضيفِ إحسانٌ إليهِ

تابع / خطبة الجمعة 14 يوليو 2023م : فضائل الاستغفار ، للشيخ خالد القط

أيُّها المسلمون: لعظمِ أمرِ الاستغفارِ أمرَ اللهُ به في كتابِه العزيزِ في مواضعَ عديدةٍ، كقولِه تعالى: ( وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم) سورة البقرة: (199)، وكم أثنَى سبحانِه وتعالى في القرآنِ الكريمِ على عبادِه المستغفرين فقال: ﴿ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ سورة آل عمران:17]، وقال أيضًا: ( وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ یَسۡتَغۡفِرُونَ ) سورة الذاريات ( 18)،  ووقتُ السحرِ بالذاتِ لأنَّه  وقتُ نزولِ ربِّ العزةِ إلى السماءِ الدنيا، كما أخرجَ ابنُ ماجةَ وغيرُه بسندٍ صحيحٍ عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه  قال  رسولُ اللهِ ﷺ: (إذا كان ثُلُثُ الليلِ أو شَطْرُه يَنزِلُ اللهُ إلى سماءِ الدنيا فيقولُ هل مِن سائلٍ فأُعطيَه هل مِن داعِي فأستجيبَ له هل مِن تائبٍ فأتوبَ عليه هل مِن مُستغفِرٍ فأغفرَ له حتى يَطْلُعَ الفجرُ).

  وكذلك فإنّ الاستغفارَ مِن صفاتِ المتقين، قال تعالى: ( وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ (133) ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (134) وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ (135)  سورة آل عمران .

أيُّها المسلمون: لقد فتحَ اللهُ بابَ الاستغفارِ في وجهِ كلِّ عاصٍ ومذنبٍ  حتى لو كان الذنبُ يتعلقُ بالقولِ في الذاتِ الإلهيةِ، قال تعالى: (أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة المائدة (74)، وقال أيضًا: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا) سورة النساء (64).

أيُّها المسلمون: هنيئًا لكم يا مَن تستغفرونَ اللهَ تعالى، فقد أخرجَ الإمامُ مسلمٌ في الحديثِ القدسِي عن ربِّ العزةِ ومِمَّا جاءَ في الحديثِ (يا عبادِي إنّكم لن تبلُغُوا ضُرِّي فتضرُّونٍي ولن تبلُغُوا نَفعِي فتنفَعونِي يا عبادِي إنّكم تخطئونَ باللَّيلِ والنَّهارِ وأنا أغفرُ الذُّنوبَ جميعًا ولا أُبالِي فستغفرونِي أغفرْ لَكم).

أيُّها المسلمون: يا لهَا مِن مشاعرَ تقشعرُّ منها الابدانُ حين يفكرُ الإنسانّ في ذنوبِه وآثامِه.

إذا ما قال لِي ربِّي                 أما استحييتَ تعصينِي

وتُخفي الذنبَ مِن               غيرِي وبالعصيانِ تأتينِي

ولكنْ مُلئَت القلوبُ ثقةً ويقينًا بأنّ اللهَ يغفرُ الذنوبَ جميعًا.

إلهي يا كثيرَ العفوِ عفوًا * لمَا أسلفتُ في زمنِ الشبابِ

فقد سودتُ في الآثامِ وجهًا * ذليلًا خاضعًا لك في الترابِ

فبيضهّ بحسنِ العفوِ عنِّي * وسامحنِي وخففْ مِن عذابِي

تابع / خطبة الجمعة 14 يوليو 2023م : فضائل الاستغفار ، للشيخ خالد القط

أيُّها المسلمون: ذكرَ القرطبيُّ في تفسيرِه، كان رجلٌ مِن العربِ في زمنِ النبيِّ ﷺ مسرفًا على نفسِه، لم يكنْ يتحرجُ فلمَّا أنْ تُوفِيَ النبيُّ ﷺ لبسَ الصوفَ ورجعَ عمّا كان عليهِ، وأظهرَ الدينَ والنسكَ. فقِيلَ له: لو فعلتَ هذا والنبيُّ ﷺ حيٌّ لفرحَ بك، قال: كان لِي أمانان، فمضى واحدٌ وبقي الآخرُ، قال اللهُ: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (33).

واعلمُوا يا أحبابَ رسولِ اللّهِ أنَّ الاستغفارَ له فوائدُ جمةٌ نذكرُ بعضًا منها على سبيلِ المثالِ:

_ البركةُ في العمرِ، قال تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى) سورة هود: 3].

_ البركةُ في الرزقِ والصحةِ، قال تعالى: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) سورة هود (52).

_ لكلِّ مَن يطلبُ المالَ والولدَ والرزقَ الواسعَ، قال تعالى: (فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا (10) يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا (11) وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا (12) سورة نوح.

_ مَن أرادَ أنْ يفرجَ اللهُ كربَهُ ويزيلَ همَّهُ فعليهِ بالاستغفارِ، فعندَ أبي داوودَ عن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما قال، قال رسولُ اللهِ ﷺ: (مَن لَزِمَ الاستغفارَ، جعل اللهُ له من كلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، ومن كلِّ هَمٍّ فَرَجًا، ورَزَقَهُ من حيثُ لا يَحْتَسِبُ).

_ كذلك فإنّ الاستغفارَ أكثرُ ما يغيظُ إبليس، فقد وردَ بسندٍ فيه مقالٌ، (قال إبليسُ: أهلكتُهُم بالذنوبِ فأهلكونِي بالاستغفارِ».

أيّها المسلمون: سؤالٌ يطرحُ نفسَهُ، ما هو سيّدُ الاستغفارِ؟  والإجابةُ عليهِ عندَ الحبيبِ مُحمدٍ ﷺ، ففي صحيحِ البخاري عن شدادِ بنِ أوسٍ رضي اللهُ عنه عن النبيِّ ﷺ: «سيدُ الاستغفارِ أنْ تقولَ: اللهُمّ أنتَ ربِّي، لا إلهَ إلّا أنت، خلقتنِي وأنا عبدُك، وأنا على عهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بكَ مِن شرِّ ما صنعت، أبوءُ لك بنعمتِكَ عليَّ، وأبوءُ لك بذنبِي، فاغفرْ لِي، فإنّه لا يغفرُ الذنوبَ إلّا أنت.

قال: ومَن قالَهَا مِن النهارِ موقنًا بها فماتَ مِن يومِه قبلَ أنْ يُمسِي فهو مِن أهلِ الجنةِ، ومَن قالهَا مِن الليلِ وهو موقنٌ بها فماتَ قبلَ أنْ يصبحَ فهو مِن أهلِ الجنةِ».

وفى صحيحِ مسلمٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي اللهُ عنه: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي، وَفِي بَيْتِي، قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَبِيرًا (وفي رواية: كَثِيرًا) وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»

تابع / خطبة الجمعة 14 يوليو 2023م : فضائل الاستغفار ، للشيخ خالد القط

الخطبة الثانية

إنَّ الاستغفارَ هو سفينةُ النجاةِ لكلِّ مسلمٍ في حياتِه، وكذلك بعدَ مماتِه وهو في قبرِه، فقد علمنَا النبيُّ ﷺ أنْ نستغفرَ لأمواتِنَا في قبورِهم   ففي الحديثِ (كان النَّبيُّ ﷺ إذا فُرِغَ مِن دَفنِ الميتِ وقَفَ عليه، فقال: (استَغفِروا لأخيكم، واسأَلوا له التَّثبيتَ؛ فإنَّه الآن يُسأَلُ)، قال شعيبُ الأرناؤوط سندهُ قوي.

أيُّها المسلمون: إنّ خيرَ ما يصحبُ الإنسانُ حتى يوم القيامةِ هو الاستغفارُ، يوم أنْ يكونَ المرءُ في أمسِّ الحاجةِ أنْ تثقلَ موازينُه حتى يسعدَ في الجنةِ، فما يجدُ أعظمَ مِن الاستغفارِ، فعندَ ابنِ ماجةَ بسندٍ صحيحٍ (طُوبَى لِمَن وجدَ في صَحيفتِهِ استغفارًا كثيرًا)، وعندَ الطبرانِي في روايةٍ أخرى بسندٍ صحيحٍ (مَن أَحَبَّ أنْ تَسُرَّهُ صحيفتُهُ، فَلْيُكْثِرْ فيها مِن الاستغفارِ). 

أسيرُ الخطايا عندَ بابِكَ واقفٌ        على وجلٍ مِمّا بهِ أنت عارفُ

يخافُ ذنوبًا لم يغبْ عنك غيبَهَا        ويرجوكَ فيها وهو راجٍ وخائفُ

ومَن ذا الذي يرجَى سِواكَ ويتقى    ومالكَ في فصلِ القضاءِ مخالفُ

فيا سيدٍي لا تخزنِي في صحيفتِي  إذا نُشرتْ يومَ الحسابِ الصحائفُ

وكنْ مؤنسِي في ظلمةِ القبرِ عندما    يصدٌّ ذوو القربَى ويجفُو الموالفُ

لئن ضاقَ عنِّي عفوكَ الواسعُ الذي    أرجِّي لإسرافي فإنِّي لتالفُ

 اللهم اجعلنَا مَن المستغفرين، وارزقنَا توبةً صادقةً يا أكرمَ الأكرمين.

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف